2019/11/29 | 0 | 2961
أجمل موقف الحياة كلها مواقف،
من المتعارف عليه أن المواقف تتفاوت في صورتها من حيث المكان، ومن حيث الزمان.
وتتنوع أيضاً في أساليبها وموضوعاتها، و بين طبيعة الموقف تارة، والأشخاص تارة أخرى تحدث ردات الأفعال.
وبالتالي فإن اتخاذ الموقف وإعطاء القرار الصائب حياله؛ يحتاج إلى رؤية عميقة، وبعد نظر، وحكمة ثاقبة ليؤتى أكله كل حين.
ولا يخفى على الجميع أن بعض المواقف تكون مصيرية، لا يمكن التعامل معها بأنانية ولابد من منحى الحيادية، والبعد عن التملّ،
ومنها المواقف الشخصية، وما تمس الحياة الاجتماعية عامة، والأسرية خاصة ، وإننا
لا نغفل ما للمواقف من تأثير بارز، فهي بمثابة دروس، وتجارب حياتية، تحتاج إلى وعي وثقافة وحكمة كافية حتى تتمخض عنها نتائج وثمار إيجابيه في المستقبل، بالإضافة إلى أنها تبين دماثة خلق، ورزانة ووعي صاحب الموقف.
وإنه ليحضرني أن أنقل إليكم أبرز وأجمل المواقف التي نقشتها بذاكرتي و لن أنساها..
" فذات مرة، وفي منشأة اجتماعية كنت عاملاً فيها بتفان ونشاط، لإيماني بها، وبما تقدمه من برامج ومشاريع وأنشطة، تخدم المجتمع وفئاته المتعددة-
فقبل شهر رمضان نقوم سنوياً بإعداد خطابات لدعم أنشطة المنشأة ومشاريعها المختلفة، ويتم توزيعها على الشركات والمؤسسات والأفراد، ووقعت عليّ مسئولية إيصالها ومتابعتها ..فما حدث أنه في ذلك اليوم لما قمت بإيصال خطابات الدعم المجتمعي ...وطرقت باب أحد الأفراد حتى أسلمه خطاب الدعم ..فسألت من استقبلني
إذ ما الشخص المعني موجود أو لا،
فقال :نعم، انتظر قليلا.
وأنتظرت على الباب لنصف ساعة، ليخرج بعدها وملامح وجه مكفهرة؛ وكأني أمر ثقيل عليه.
سلمت عليه فرد السلام، وأعطيته الخطاب، قائلاً: هذا خطاب الدعم لمعونة شهر رمضان المبارك، وأنتم أهل السخاء، وبانتظار أياديكم البيضاء . لأتفاجئ بتصرفه الأرعن،ونحن وقوف على باب منزله ..فقد قام بتمزيقه أمامي، ورميه على الأرض .. ربما يتساءل البعض عما كان موقفي معه ؟!! لقد قابلته بابتسامة، وأنصرفت،
رغم أنني اشتطت غضباً بداخلي، لثوان قليلة، وحينما أتخذت موقف الابتسامة والانصراف دون مناقشته، أو الجدال معه.
.. ربما البعض سيتساءل:
لماذا أسميته موقفاً جميلاً، بينما هو موقف صعب وسيء .
هو موقف جميل مني لأني أتبعت معه أسلوب الرؤية الصائبة والحكمة الثاقبة، خاصةً أنّ ما أقوم به عملاً جليلاً، أبتغي به رضا ربي وأقدّم خدمة لمجتمعي وأهلي.ومضات
- خذ مواقفك أي كان نوعها بالروية والحكمة ..حتى تظفر بنتائجها الإيجابية، وتجني منها أطيب ثمارها ..حتى لو على المدى البعيد ..
- حاول أن تملك زمام نفسك حين الغضب، مهما بلغت صعوبة الموقف؛ لأن نتائجه كارثية ..
- خذ من مواقف النبي محمد وآل بيته القدوة الحسنة، من خلال قراءة سيرتهم الناصعة المباركة ..
- الأخلاق العظيمة، والثقافة العالية، واتساع الأفق، و الوعي الكافي، ينعكس عليك، ويُمكّنك من اتخاذ الموقف المناسب والصحيح .
- هناك بعض المواقف مصيرية، وحاسمة؛ مهما كانت نتيجتها سلبية، لابد من اتخاذ موقف دون تراخٍ أو مجاملة ..
- بعض مواقفنا تقوم على المجاملات، وبعضٌ منها على المحاباة عن جهل، وبعض منها لا تكون عن وعي وإدراك ..
- استخدم في الموقف أساليب علمية، وأدرس ملياً ًنتائجها، قبل البتّ فيها..
- قد تكون نتائج بعض المواقف وخيمة على أفراد المجتمع، وتعطل تطوره وتؤخر تقدّمه عن بقية المجتمعات الأخرى.
- يبقى اتخاذ الموقف الصحيح أمراً حسناً، يدل على استقلال فكري، ونظرة واعية للأمور من حوله ..
وإجمال القول"نافلة الموقف"
لا تنس أن حياتك بكل جوانبها، الذاتية، والأسرية مبنية على مواقفك، سواءً مع الزوجة والأبناء أو حتى الاجتماعية منها .. فالأهمية ما نحظى به، من الرؤية، والحكمة، والثقافة، والعلم والإدراك، والوعي فيها .
جديد الموقع
- 2024-10-31 العمل الفردي ومعضلة الاستمرارية.
- 2024-10-31 دع الكتب تمضي
- 2024-10-31 يعيشون بيننا - الأستاذ المرحوم أحمد الحبابي
- 2024-10-31 تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
- 2024-10-31 قراءة في ديوان الشاعر محمد الحرز ( مشّاؤون بأنفاس الغزلان) -تمثيل وتشخيص وترجمة سرديّة وأمثولات رمزية وتوغُل في صميم التجريب.
- 2024-10-31 جمعية أدباء بالاحساء تعقد جلسة أنسها الأدبية الثامنة
- 2024-10-31 الروضة بالاحساء ينظم برنامج كبارنا معلمو الحياة
- 2024-10-31 متلازمة القلب المنكسر؟ - ومسائل انفعالية أخرى
- 2024-10-30 الكتاب المسموع منافس أم مكمل؟
- 2024-10-30 مفارقة اللذة