2020/09/12 | 0 | 2661
أبا ضيف عاش بصمت ورحل بصمت
فراق الاحبه امر مؤلم ويحزن القلب ويبكي العين ... لكن سبيلنا الوحيد رفع اكف الدعاء والرحمة لهم كيف وهم وافدون على من وسعت رحمته كل شئ ..
ولا يبقى في هذه الحياة سوى ذكراهم واثرهم من خلال ما صنعوا من طيب الذكر والعمل الصالح والذرية الصالحة .. والحديث عن ابو ضيف عبدالله الجاسم رحمه الله قد لا تفيه هذه الكلمات مهما كانت تحمل من معان في حقه .. وبالرغم من معرفتي القصيرة والوجيزة به في لقاءات قليلة.. إلا انني شعرت بأني اعرفه من عشرات السنين بما يتمتع من جمال الصحبه ورقي التعامل ..
حقيقة احتار من اين ابدأ الحديث عن هذا الرجل الذي عاش بصمت ورحل بصمت ..
حصل إن التقيت به في زيارتنا لمعرض الكتاب بالرياض .. فقد جسد خلالها الحياة المفعمة بالعطاء والحياة التي ينبغي علينا أن نسلكها.. ولعل اولها التعامل مع الاخرين حيث كان انموذج راقي بالتعامل.. يجذب من حوله بإبتسامته التي لا تفارق محياه.. وروحه المرنه وكلماته الطيبة الممزوجة بالوعي والتي كانت نتاج ثقافة عاليه .. فقد كان ابو ضيف شغوفاً بالقراءة وشغوف بالكتاب بشكل لافت .. فإذا أردت أن تجد هذا الرجل تجده في الصالونات الثقافية والامسيات وما يتعلق بالفكر والأدب والثقافة..
حين كنت جالس بجانبه بالباص في طريقنا لمعرض الكتاب كان يحدثني عن الكتب التي قرائها ودواوين الشعر وعن الامسيات الثقافية ويقول وجهة نظرة فيها حتى قطعنا شوطا كبير من الطريق والحديث معه كان يزداد متعة وتشويقا ..
واثناء تواجده في معرض الكتاب اشترى الكثير من الكتب وكان يختارها بعناية وبدقه .. حين يرى أن الكتاب المشترى سيكون جزء من شخصيته وفكره لذا يراعي دقة الاختيار .. هذا الجانب الثقافي الذي تمتع به والجانب الفكري ايضا من خلال العديد من الاطروحات أو الأفكار التي كان يطرحها في حديثه.. ومن ذلك تجد اثرا كبيرا لقراءاته للكتب فحصيلته اللغوية والثقافية والفكرية كبيرة مما انعكس على بناء تلك الشخصيه الراقيه والهادئة والمتميزة.. ويكفي تحليه بدماثة الأخلاق التي كانت جانب اخر في تكامل شخصيته الجميله والجاذبه.. ايضا أبا ضيف كانت له محاولات في كتابة القصة القصيرة وكذلك المقاليه .. ولعل في جعبته الكثير والواضح انه يبتعد عن الاضواء كثيرا ولكن من يعرفه عن كثب يعرف ما يحمل هذا الرجل من شغف وامكانيات ثقافيه وادبيه وثقافيه قل نظيرها..
ومن يحمل الوعي والثقافة لاشك أن ذلك ينعكس على كل حياته الأسرية منها والإجتماعية وبالتأكيد ومما لاشك فيه ابناءه صورة لابيهم.. يحملون قدرا كبير من صفاته فهم خليفته وهم صور ابا ضيف في كل فصول حياته رحمه الله..
هكذا رحل ... وهكذا خلف مرارة الفقد لمحبيه .. وهكذا كانت حياته ناصعة .. بتواضعه واخلاقه وسمو روحه وسعة صدره ورقي تعامله ..
فسلام عليك أيتها الروح التي إرتقت راضية مرضيه الى ملكوت الاعلى سلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا ...
جديد الموقع
- 2024-10-31 العمل الفردي ومعضلة الاستمرارية.
- 2024-10-31 دع الكتب تمضي
- 2024-10-31 يعيشون بيننا - الأستاذ المرحوم أحمد الحبابي
- 2024-10-31 تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
- 2024-10-31 قراءة في ديوان الشاعر محمد الحرز ( مشّاؤون بأنفاس الغزلان) -تمثيل وتشخيص وترجمة سرديّة وأمثولات رمزية وتوغُل في صميم التجريب.
- 2024-10-31 جمعية أدباء بالاحساء تعقد جلسة أنسها الأدبية الثامنة
- 2024-10-31 الروضة بالاحساء ينظم برنامج كبارنا معلمو الحياة
- 2024-10-31 متلازمة القلب المنكسر؟ - ومسائل انفعالية أخرى
- 2024-10-30 الكتاب المسموع منافس أم مكمل؟
- 2024-10-30 مفارقة اللذة