
2025/02/21 | 0 | 53
"الأحساء في تدوين المؤرخ المتخصص"
تتسم الكتابة المتخصصة بأنها تتعمق في تفاصيل المعلومات في موضوع مادة البحث وتطرق جوانبه الجزئية لكنها لاتتوسع ولاتتشعب في موضوعات أخرى فهي مبصرة في محتوى البحث المستهدف وعمياء وتجهل الكثير من الجوانب الأخرى المختلفة للموضوع .
بخلاف الأتجاه والكتابة الموسوعية فهي تتبع منحى التوسع الأفقي في كل أتجاه للمعرفه بعيدا عن احتمالية التسطيح ونقص العلوم أوالأنغماس في التخصص الذي يهمل الإلمام بأي شيء خارج نطاق التخصص.
وشكل التحول في الكتابة الموسوعية إلى الكتابة التخصصية مرحلة انتقالية من العلم التقليدي الذي يحبذ الموسوعية إلى العلم العصري الذي يشترط التخصص مرحلة متطورة مما دفع الكثير من الكتاب ومدونوا التاريخ لخيار الكتابة المتخصصة وهو اتجاه يحد ويأطر المعارف المتوسعة ويدفع للاستعانة بأدوات بحث تؤدي لتسطيح الثقافة الفردية والانزلاق في التخصص وتحويله إلى سمة لا تجيد إلا صنعة واحدة.
وفي ظلّ التخصصيّة المعاصرة رصد تحوّل في مفهوم " العلوم المعاصرة " التي فرضتها تطوّر العلوم الحديثة وتوسعها المتسارع مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، حيث صار بإمكان المتخصص أن ينجز في التقنيات العلمية إنجازات جديدة من المعارف المتقدمة والمتسارعة لم تتحقق في زمان أنتشار أتجاه العلوم الموسوعية .
وقد أشارإيفان إليش في كتابه ( مجتمع بلا مدارس ) إلى أنّ أخطر ما في النظم التعليمية الحديثة أنّها مبنية على مبادئ " الامتيازات الهرمية "، ذلك أنّ الذي يقضي زمنا أطول في النظم التعليمية التخصصية ويحصل على شهاداتها يتبوأ مكانة أرقى في المجتمع وفي سوق العمل بمعنى أن التخصصية متعلقة بالصعود الهرمي الذي يعطي الامتياز لمن يصعد أسرع من غيره .
وضمن التوجه العلمي المتخصص والكتابة في مجالها فأن أحد الإشكالات التي تثارعلى المؤرخ المختص أن معلوماته متخصصه ومحدده في جانب معين فلا يمكنه أن يجيب على تساؤلات في جوانب تاريخية مختلفة عن موضوعات التخصص لعدم أطلاعه عليها وقيل فاقد الشيء لايعطيه.
ويمكن معالجة هذه الإشكالية من خلال الانطلاق من التخصص كقاعدة معرفية ، والانفتاح على العلوم والمعارف الأخرى باعتبارها مسانده للأصل التخصصي إذ لا يكون الإنتاج المعرفي الموسوعي بغير تخصصٍ دقيق، والأتجاه لقراءات خارج التخصص توسّع المدارك وتثري القرائح بآفاق واسعة للمعرفة .
وفي دائرة الكتابة المتخصصه فقد كتب الكثير من الباحثين والمؤرخين المتخصصين عن تاريخ الأحساء الكثير من الكتب المتخصصة وشملت هذه التدوينات المجالات الأقتصادية والأجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية والأدبية.
فمن هذه الكتابات المتخصصه القديمة عن تاريخ الأحساء ماكتب في عام1955م للكاتب «فيدركو شمد فيدال» في كتابه "واحة الأحساء" ويحوي الكثير من التفاصيل الاجتماعية والاقتصادية والآثار لمنطقة الاحساء وفي بداية الستينيات الميلادية صنف الكاتب محمد العبدالقادر مؤلف "تحفة المستفيد" عام 1960م وكتب علي ابن المقرب العيوني ديوان ابن المقرب وشكل أحد المصادر القديمة المهمة والرئيسة لتاريخ المنطقة.
وفي عام 1988م صدركتاب منطقة الأحساء عبر أطوار التاريخ لمؤلفه خالد جابر الغريب وفي عام 1989م صدركتاب صفحات من تاريخ الأحساء ويحوي مقالات تتحدث عن الأحساء في بعض أدوارها التاريخية لكاتبه عبد الله بن أحمد الشباط وفي عام 1992م صدر كتاب الحياة الإدارية في سنجق الإحساء العثماني (1871-1913) لمؤلفه محمد حسن العيدروس وكتاب تاريخ الأحساء السياسي «1818 - 1931» للدكتور محمد عرابي وكتاب الإدارة العثمانية في متصرفية الأحساء «1288 - 1331 هـ/ 1871 - 1913م» للدكتور محمد بن موسى القريني وكتاب من وثائق الأحساء في الأرشيف العثماني للدكتورسهيل صابان وكتاب الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إقليم الأحساء «1288 - 1331هـ/ 1871 - 1913م» للدكتور حمد محمد القحطاني .
وفي عام 2002م صدر كتاب " المختار من الأمثال الشعبية في الاحساء " للكاتب إبراهيم بن عبدالمحسن آل عبدالقادر وصدرعام 2003م كتاب "الشعر الحديث في الأحساء، 1301-1400 هـ" للدكتور خالد بن سعود الحلبي و نشر في عام 2017م كتاب الأحساء ذاكرة التعايش للدكتور محمد الغامدي و صدرفي عام 1431هـ كتاب " نبع الذاكرة " للكاتب مساعد الشعيبي ويحوي رصد للحالة الاجتماعية والاقتصادية في الأحساء خلال الفترة 1340 / 1390هـ - 1920 / 1970م وكذلك صدرفي عام 1431هـ كتاب مدينة الهفوف للدكتور محمد جواد الخرس ويحوي مدخل حضاري لدراسة مظاهر الحياة في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء وكتابي جواثى تاريخ الصمود وهجر وقصباتها الثلاث للكاتب عبد الخالق الجنبي وكتاب ماضي القارة وحاضرها للكاتب أحمد العيثان وكتاب أحسائيون مهاجرون للشيخ محمد الحرز وكتاب تاجر الأحساء إبراهيم بن صالح المهنا «1316 - 1397هـ» تأليف يوسف بن عبد العزيز المهنا .
وفي نطاق الكتابة المتخصصة صدر حديثًا كتاب " الأحساء كما شاهدها الغربيون" وتحوي دراسة عن الأوضاع الاجتماعية والصحية في الأحساء كما جاءت في كتب الرحالة والمستكشفين الغربيين 1331-1373هــ/ 1913-1953م” للكاتبة العنود محمد الخليف وكتاب " من الذاكرة الأحسائية" ويحوي صفحات من تراث الأحساء في القرن العشرين للكاتب أحمد البقشي وكتاب " قرامطة الأحساء بين واقعية الحدث ونمطية التوصيف " قراءة تحليلة نقدية لوصف الأحساء للمؤلف حسين الملاك وكتاب أعلام الأحساء في القرن الثالث عشر تأليف عبدالله الذرمان وكتاب " المعجم الإثنوغرافي للمصطلحات الدارجة في البيئة العمرانية التقليدية في الأحساء للدكتور سعيد بن عبدالله الوايل وكتاب " الطبابة والأوضاع الصحية في الأحساء" ويحوي ملامح تاريخية للكاتب محمد علي الحرز و" قاموس الامثال والكلمات السائرة في الاحساء" إصدار جديد للمهندس للمهندس عبدالله الشايب ويحوي 8 أجزاء وهذه نماذج للكتابة المتخصصة القديمة والحديثة عن الأحساء ولا يسع ذكر جميع الإصدارات المتخصصة في هذا المقال .
وختاماً نشير إلى أن الاتجاه المتخصص والكتابة المتخصصة لاتغني من أن يسعى المؤرخ لتوسيع اطلاعه وقراءاته واكتساب المعارف التاريخية المتنوعة والانطلاق من التخصص كقاعدة معرفية إلى تحقيق القدر الممكن من الموسوعية .
جديد الموقع
- 2025-02-22 عرسٌ أدبيٌّ وسمي على عتبات ضوئه
- 2025-02-22 الوقف.. في تنمية الإبداع المعرفي
- 2025-02-22 الفرق بين آلام الدورة الشهرية وآلام الانتباذ البطاني الرحمي
- 2025-02-22 دراسة: بكتيريا الأمعاء تحفّز أمراض المناعة الذاتية كالذئبة
- 2025-02-22 العيون الخيرية تزور رئيس مجلس إدارة مؤسسة فهد العرجي الإنسانية عطاء لعرض جهود الجمعية وتعزيز التعاون
- 2025-02-22 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة الرشيدة بمناسبة يوم التأسيس
- 2025-02-21 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة الرشيدة بمناسبة يوم التأسيس
- 2025-02-21 سمو محافظ الأحساء يشهد ختام منتدى الأحساء 2025
- 2025-02-21 دار مكتوب تكرّم نادي فضاء الكتّاب وتؤكد دعمها المستمر للأدب والثقافة.
- 2025-02-21 الأمين العام لجمعية الكشافة يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة يوم التأسيس