2024/08/02 | 0 | 124
اشرب من الچـوچـب
عندنا مثل في الأحساء يقول ( اشرب من الچـوچـب ) و ج هذه عندنا تنطق في هذا الموضع بالصوت ch معنى المثل أي ( أنت نشرب من النبع الصافي ) .
هذا المثل تماما ينطبق على من يقرأ كتب استاذنا الدكتور سعيد بن عبدالله الوايل Saeed Alwayel لا أقول ذلك جزافا و لا عاطفة لكنها شهادة معاين حيث كانت جهوده طوال العقود الأربعة الأخيرة في لملمة ما استطاع من جماليات التراث المعماري للأحساء و التي جاءت عبر بحوث ميدانية موسّعة .
قابل خلالها الكثير من أرباب الفنون التطبيقية من اساتذة البناء و النجارة و المهن الأخرى المنعلقة بمكملات العمارة و التي حالفه التوفيق و عاضده الاجتهاد في مقابلة الجيل الأخير منهم .
و قد شحذ همته العالية من إيمان صلب بأهمية حصر و توثيق هذه العناصر لأنه عاصر تساقطها أمام جرافات الهدم فبدأ بكاميرته و بعينه الفنية الفاحصة و ملكاته في الرسم و التصوير الضوئي و عكف على تكثيف قراءاته في فنون العمارة سيما العمارة الاسلامية ليستطيع تأصيل عناصرها في العمارة الاسلامية الأحسائية و تطبيقاتها الوظيفية في المسكن و الفريج و المدينة .
و في سفره الأخير :
( المسكن في عمارة الأحساء التراثية تاريخ.. و هوية )
تتويج لأحد مراحل مسيرته التوثيقية هذه .
و كان لديه هم كبير في توثيق عناصر المسكن و أشكاله المتعددة في الأحساء فتعمق كثيرا في جانب الرصد الدقيق لكل مفردة لوحدها و بيان اشكالها و وظيفة كل منها و نواحي الجمال فيها و استطاع أن يفلسف كل مفردة بربطها بقيم المجتمع و معاييره الثقافية مزاوجا الثقافة المادية بغير المادية
سيما أنه لاحظ أن الكثير من المحاولات العشوائية من بعض المهتمبن الجدد بالتراث و التي لم تنبني على معرفة دقيقة و تمثل مقاربات غير واقعية و غير علمية فجاء هذا الكتاب ليضع الأمور في نصابها بجهد علمي محكّم بيد خبيرة و عين فاحصة .
و الكتاب جاء في ست فصول مبوبة متسق النظم يمكن القارئ بلغة سهلة و ماتعة من تكوين خريطة ذهنية عن الف باء المسكن و العمارة في الأحساء فمن مؤثراتها البيئية و الطبوغرافية و انماط البناء و توزيعات الفراغات في تخطيط المنزل الى مواد البناء المستخدمة مراحله و اشكاله و ربطه بالحالة الاقتصادية و الى حالة تداول عناصره ايضا الجانب الزخرفي في الجص و الابواب و النقوش الخشبية و النوافذ و انواعها و تصنيفاها و وظائفها الجمالية و الواقعية
و التطور و التغييرات الذي حدث في البناء لاحقا .
كما أنه أورد شواهد لكل مفردة و نماذج مصورة ثرية و نماذج متفرقة من المساكن في الهفوف و المبرز و خارجهما داعمة .
الكتاب جاء في ٢٨٠ صفحة و ملاحق للمراجع و العربية و الاجنبية و الدوريات و المقابلات التي استفاد منها في بحثه
لا غنى لأي مهتم بالتراث بشكل عام عن هذا الكتاب المرجعي الثري و ان كنت من هواة القراءة الممتعة فقد وقعت على بغيتك
جديد الموقع
- 2024-08-02 دار الرحمة توقع مذكرة تعاون مع أمانة الأحساء ومؤسسة إكرام الموتى بالرياض
- 2024-08-02 بذكرك لهجاً على خطى السجاد (ع)
- 2024-08-02 الإكتئاب أثناء الحمل مرتبط بارتفاع هرمون الكورتيزول في شعر الأطفال الدارجين مما قد يسبب مشكلات صحية للطفل
- 2024-08-02 تشخيص أنواع مختلفة من الخرف باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ممكنًا الآن
- 2024-08-02 استراتيجية جديدة للتعامل مع التوتر العاطفي
- 2024-08-02 التاريخ يشكل مادة خصبة للأدب
- 2024-08-02 سوء إخراج الكتب يؤثر سلبا في تسويقها
- 2024-08-02 25 لوحة ترصد تاريخ الأحساء قبل 100 عام
- 2024-08-01 نبتة الغاف الأحمر والسعودية الخضراء.
- 2024-08-01 عمق معرفي ورؤية شمولية للنص.