نثرات حكيمة للكاتب السعودي عادل القرين من كتابه "مداد"

بقلم الأديب الناقد: حميد بركي (المغرب)

( بريد الشبكة )

بداية يمكن القول على أن الحرف له دلالات لفظية على مستوى العدد الرقمي لكون العربية هي معادلات رقمية..

حيث يعتبر كل حرف منها عددا من الأرقام كما أنهم كانوا يكتبون الأرقام بالأحرف دون وجود أعدادٍ، ومر ذلك إلى عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، إذ تم فيه استخدام الأرقام الهندية عوضاً عن الأرقام بالأحرف، ولم يكن الصفر قد اختُرِع بعدَ، إلى أن وضعه الخوارزمي.

ومن هنا كان الحرف ذا قيمة عددية حيث تم إعطاء حرف قاف أو كوف قيمة العدد المائة لقوته، وهو حرف من الحروف الدلقية، مما أعطى كلمة الكاتب "عادل القرين" الذي يكتب بطريقة - النثرة - بتسكين الثاء في قوله: (قوة الحجة لا تهاب المحجة).

والاسم إذا ما تقدم الفعل يثبته بالأصل وإذا ما كان بالإضافة كالمضاف إليه يكون على شاملة ما يتجلى بالمضاف مما يؤدي إلى نوعية المعنى والقصد من المضمون كما جاء من قوله: "قوة الحجة"، بمعنى القوة التي هي مصدر كل مصداقية حجة معرفة بأل العهدبة وهي الدالة على ما سبق ذكره على مستوى التوضيب السردي مثل قوله تعالى: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ".

مصباح الأولى نكرة فأصبحت معرفة في الثانية وهو نفسه المصباح المعهود ذكره ولهذا ال هنا عهدية وهذا ما نقصد به القول في الحجة وهي معهود ذكرها في ما تعارف عليه أهل الكلام من كون "الحجة" حين يراد به حقيقة الدليل، ويقين البرهان، ومباشرة نفي المهابة مع وجود المحجة..

وتهاب معناه عظَّمه ووقَّره وأجَلّه:
ـ هاب المؤمنون ربَّهم- كانت جنازة فلان موكبا مَهيبا، أما اشكالية المحبة فهي دون معنى الحب، حيث أن المحجة معنى عام للحجة، فإن المحجة بل المطلق تجاه نهج ما أو فكرة ما تفرد منهجه، وهي كلمة تستعمل في الفلسفة والدين للدلالة على خالص البراهين والمحجة من النهج حيث انها على وزن فعلة معرفة بأل لتصير المحجة وقياسها قياس المحبة وهو الحب الواضح وضوح محجة ويقال طريق نهج، وأمر نهج، والنهج الطريق المستقيم.