2022/09/22 | 0 | 3235
شخصيات عاصرتها وعرفتها
الأخوين محمد حسين الجبران وحبيب حسين الجبران
إن من أهم أسباب السعادة في حياة الإنسان تقوية الصلة مع الله عز وجل، ثم الترابط الأسري والتواصل الاجتماعي مع الأقارب والأصدقاء، خاصة إذا تمكن الإنسان من بناء جسور من العلاقات الطيبة داخل مجتمعه قائمة على المودة والاحترام المتبادل. فالعلاقات الاجتماعية الطيبة تدعم الشعور بالسعادة والتمتع بصحة جيدة، وهذا ما يدعو إليه ديننا الحنيف من بناء العلاقة الطيبة مع الآخرين والإحسان إليهم.
فما أجمل العلاقات الطيبة بين الناس التي تكون مبنية على الحب والوفاء والإخلاص بعيدة عن المصالح والأنانية والحسد؛ لأن العلاقات الطيبة بين الناس التي تبنى على الاحترام والصدق والثقة والصراحة وحب الخير للطرفين تدوم طويلاً وتتميز بروعتها وسمو مبادئها وتخلق شعوراً من الحب والتآلف بين الناس.
وقد أنعم الله عليَّ بعديد من علاقات الصداقة والأخوة الصادقة، ومنها علاقتي بالأخوين محمد وحبيب حسين الجبران، وقد امتد جذور هذه العلاقة منذ كان والدهما صديقا لوالدي رحمهما الله وكانت علاقتنا وطيدة وتجمعنا أخوة صادقة. وتضمنا بلدتنا الحبيبة المطيرفي بكل اطيافها في ترابط وشيج بين الآباء والأبناء.
كانت العلاقات بيننا يسودها الوئام والانسجام، والتعاون والتلاحم، والتكافل والتكاتف، والتواد والتراحم، عشنا على الحلوة والمرة، في السرّاء والضرّاء، وفي الشدّة والرخاء، وارتبطنا فيما بيننا بأواصر الألفة والمحبة، والوفاء والإخلاص، وحب الخير والعمل به، والإيمان بأهمية الصديق والقريب، والإحسان إليه، والذود عنه.
وكانت حياتنا خالية من المشاكل والتعقيدات، التي فرضتها الحياة العصرية، وسادت بيننا العلاقات الأخوية، القائمة على حب المساعدة والإيثار. فنراهم حاضرين في كل المناسبات والأحداث اليومية التي نمر بها، وأهمها الأفراح والأتراح، نتزاور فيما بيننا، ونعاون بعضنا بعضا.
كنا نشكل ما يشبه العائلة الواحدة، فنتج عن ذلك علاقات مصاهرة، وصداقات حميمة ومديدة. دائما يحاول كل منا أن يجد فرصة للتواصل وتعزيز العلاقات فيما بيننا، وإحياء العادات والتقاليد الأصيلة، التي نشأنا وتربينا عليها، والتي تحث على حسن المعاملة، وإسداء العون، وتبادل الزيارة، والوقوف إلى جانب بعضنا البعض، في السّراء والضراء، وفي أوقات الأفراح والأتراح.
كان الأخ والصديق (محمد) شابًا رياضيًا ومجتهدا في دراسته، ويحمل أسمي الصفات والسجايا الحميدة. كما كان متواصلا ومحبوبا عند الجميع. وكعادة أغلب الشباب في ذلك الوقت البحث عن العمل؛ فالتحق بشركة أرامكو السعودية وجَدَّ وثابرَ في عمله ونجح في علاقاته مع زملائه ومع أبناء مجتمعه.
أما عن الأخ والصديق (حبيب)، فهو قارئ جيد، ذو شخصية هادئة وكريمة، يتسم بالهدوء والوقار، متزن. كان له الدور الكبير في مساهمات نشر الثقافة في بلدة المطيرفي والمشاركة في تنظيم المناسبات، بالمشاركة مع العديد من شخصيات البلدة آنذاك كالسيد حسين السلمان والأستاذ صالح البراك والأستاذ طاهر عاشور العلي والأستاذ عبدالعال الخليفة، فشكلوا نواة حية خرج منها نهرا فياضا بالثقافة والأدب.
كما يعتبر الأخ والصديق (حبيب) من الكفاءات بالمطيرفي، ويعمل بالقطاع الصحي، كما أنه من الشخصيات المحبوبة عند كل من يعرفه بحسن معشره واتزانه، فهو إنسان متواضع وبسيط وجذاب، وحديثه شيق وممتع، تجده قليل الكلام لكنه كلام حلو المذاق. كذلك كان متواصلا وواصلا بعلاقاته مع أهل بلدته ومعارفه وهو من الشخصيات النموذجية في العطاء والأدب الجم والأسلوب الراقي بالمطيرفي.
وأخيرا يجدر بي القول إنني أكن لشخصهما (الأستاذين محمد وحبيب حسين الجبران) الكثير من الاحترام والتقدير، مثمناً حفاظهما على المبادئ وكذا استقامتهما النادرة، وإصراره الشديد عليها، وأيضا دقتهما وجديتهما وشجاعتهما في إبداء الرأي، وهو ما أكسبهما احترام كل من عرفهما.
حفظهما الله ورعاهما ومتعهما بالصحة والعافية.
محمد حسين الحمادة
الأستاذ محمد رجل وقور، شهم، متواضع متخلق وصادق، إنسان إداري جيد، لا أقول هذا من باب المجاملة، بل هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها فيه كل من التقى به، حقاً هناك بعض الأشخاص يفرضون عليك احترامهم فلا تجد حرجاً في أن تقول فيهم كلمة حق ووقفة إنصاف يستحقونها.
لقد قدمت هذه الشخصية الكثير في خدمة مجتمعها من أهالي المطيرفي بهدوء وصمت حاملا على كتفيه خدمة أهله وأبناء مجتمعه. عمل الكثير من أجل إسعاد الأسر بالمطيرفي ومنها مطالبته بالأراضي غرب المطيرفي، وقد تحقق ذلك وتم منحهم الأراضي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله لتحمل اسم (المطيرفي الغربي) وغيرها من الخدمات الأخرى ومنها مطالبته بالعديد من الأمور التي يحتاجها أبناء بلدته وتوصيل صوت الأهالي للجهات الرسمية بهدوء واستجابة العديد من هذه الجهات؛ مما ساهم في تطوير البلدة.
كذلك هو رجل يحمل الكثير من صفات الطيبة والأخلاق وحسن المعشر والتواصل ويتسم بالهدوء والسكينة، محبوب من الجميع، قنوع صابر. وعلاقتي به من أقوى العلاقات الأخوية وقبله تربطني علاقة مع أخيه (على) فهو صديق وزميل دراسة يتمتع بأخلاق حميدة وأيضا الأخ إبراهيم والأخ عباس والأخ أحمد وجميعهم يتمتع بصفات حميدة ويمثل كل منهم كفاءات معطاءه حفظهم الله جميعا وأدام عليهم الصحة والعافية.
السيد عدنان السيد طاهر الهاشم (أبو سيد علي)
رجل من رجالات المطيرفي الذين يحظون بالاحترام والتقدير، وهو من أوائل المعلمين وله سيرة عطرة تفوح منها رائحة الطيبة، ورجل مجتمع يحظى بالقبول والإجماع والاحترام وهو أحد الرجال الأوفياء المخلصين ويعتبر مثالا حقيقيا لحب الوطن والخير، وهو شخص يسد حاجات الفقراء ويخدمهم في كل ما يستطيع بصمت.
إذًا ألَا تستحق هذه الشخصية الوطنية الفذة الإشادة والشكر لما قدمه ويقدمه لأبناء مجتمعه؛ لا اعتقد أنها مغالاة لأن القاعدة الشرعية تقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله، هو شخصية فذة واعية مفعمة بالإنسانية والنبل ويملك فكرا عاليا، رجل نزيه ويعامل الناس كلها سواسية ولا توجد في قلبه العنصرية أو حقد، إنه يعيد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوه تخدم مصالح المجتمع، وتساهم في نهضته في وقت يسعى كل فرد نحو مصالحه الخاصة غير عابئ بمصلحة المجموع.
كنت أعرف أبا (سيد علي) منذ أن كنت صغيرا، عندما كنت أذاكر مع أخيه السيد جواد حفظه الله في منزلهم، فوجدته جميل السجايا ونقي السريرة باطنه كظاهرة، ذو قلب كبير ومتسامح ومحبا للعلم والتعلم، عطوفا.
وكان دائما يوصلنا بسيارته للمدرسة بمدينة المبرز ومشجعا لنا جميعا على الجد والاجتهاد، وواصلا ومتواصلا مع أبناء مجتمعه ومعارفه وأسرته، فهو إنسان يحمل أجمل الصفات داخل البلدة وخارجها. أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.
المرحوم السيد السيد عبدالهادي السيد أحمد الهاشم
كان رحمه الله رجلاً محبوبًا من الجميع، أمينًا وجديرًا بالثقة ومهتمًا بمساعدة الفقراء من خلال العمل الخيري في المطيرفي. ارتبط بالعمل الخيري والتواصل مع أبناء المطيرفي ومنهم المرحوم محمد معتوق النجاد والمرحوم جواد أحمد الجاسم والأخ ناصر عبد المحسن الخويتم حيث عملوا الجميع يدا بيد واتفقوا على تأسيس وتسجيل جمعية البر بالأحساء أسوة بالجمعيات الأخرى وتحقق ذلك في 1/9/1419هـ وعمت الفرحة لكل البلدة وازدادت السعادة على محيا المحتاجين.
كما كان يتمتع (أبو سيد علي) بأخلاق عالية وتواصل بين أبناء المجتمع ويتميز بحضوره المميز في كل مناسبات البلدة في الأفراح والأتراح. وله صلة كبيرة بالفقراء والمحتاجين وأيضا صاحب مبادرات إصلاح ذات البين ويتمتع بروح شفافة ومقبول من الجميع.
لقد عرفت هذا الرجل فعهدته جاداً في عمله، باذلاً أسباب النجاح في مسؤوليته، عندما يتحدَّث تحس بتفاعله مع الحديث، فيبتعد عن الكلمات الجارحة والمؤثرة، يراعي أحوال الناس، ويتكلم لهم بشفافية ووضوح، يقترب من مشاكلهم ليكون العطاء منهم أكثر، وليحقق باسمهم النفع والفائدة، حقاً يستحق هذا الرجل النموذج أن يُذكر اسمه وأفعاله في كل مكان، فلنقل جميعاً كلمة الحق في هذا الرجل الوفي لدينه ووطنه ومجتمعه،
ولا شك عندي أن المرحوم السيد السيد عبدالهادي من أولئك الرجال الأوفياء الذين حققوا بجهدهم وحرصهم طموح المجتمع وسعادة أفراده، فأنجزوا ما وعدوا، وسعوا إلى حيث أرادوا؛ فتحقق لهم الهدف، ونالوا الغاية، وسعدوا بحب المجتمع وتقديره. هؤلاء الرجال لا يريدون بأعمالهم جزاءً ولا شكوراً، فُطِروا على بذل الخير، فوجدوا القبول والاحترام من أفراد المجتمع. وقد أعجبني هذا الرجل بتواضعه وحلمه، فهو كان دائما يسعى إلى تحقيق النجاح فكان النجاح ملازماً له في أعماله ومسؤولياته.
ونسأل الله سبحانه أن يرحمه، حيث انتقل إلى رحمة الله يوم الأحد 21 ربيع الآخر 1437 هـ الموافق لـ 31 يناير 2015م، وبرحيله فقدت المطيرفي شخصية من أبرز شخصياتها الساعين لعمل الخير والصلاح غفر الله له، وأسكنه جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا.
- الحاج محمد علي العايش (أبو عباس)
في كثير من الأحيان نحتاج إلى كلمات شكر وثناء لشخص قدم العطاء، ففي حياتنا العديد من الأشخاص الذين يستحقون ذكرهم بالخير سواء كان من الأصدقاء أو الأهل، مَنْ يسعى لجعل الحياة سهلة وبدونه تصبح حياة المجتمع ينقصها الكثير، فبالتأكيد جميعنا نحتاج إلى من يدعم المجتمع ويساعده معنويًا وماديا ومن يقف إلى جانب أهله وذويه وأبناء بلدته في أصعب المواقف، والكثير من العبارات لا تعبر عما بداخلنا من مشاعر، ولكنها حتمًا ستسعد قلبه.
ويسعدني كثيرا أن أقدم كلمة شكر وثناء لشخص قدم العطاء دون انتظار مُقابل لعطائه، حيثُ أنّه يكثر في حياتنا الأشخاص المعطائين الذي يُقدّمون كل ما يملكون في سبيل مساعدة الآخرين، وأقلّ ما يمكن تقديمه لتلك الأشخاص المميزة، هو أن نختار لهم أجمل عبارات الثناء والشكر على جهودهم المعطاءة.
الحاج محمد علي العايش (أبو عباس) شخصية قديرة من أسرة يرفرف عليها علم العزة والفخر، ولها العد من السمات الطيبة مثل الكرم وحب العلماء ودماثة الاخلاق. مجلسهم مفتوح لكبار الشخصيات والضيوف والعلماء والزوار والشخصيات والأعيان وسط ترحيب وكرم وضيافة ولها ارتباط وثيق بالمجتمع بالمطيرفي وخارجها.
ويعتبر (أبو عباس) شخصية عصامية، عمل بجهد منذ صغره، كان كريمًا وحاضرًا في عائلته؛ مما جعله متميزًا عن غيره. وذلك بتواصله الاجتماعي الذي له سمته الخاصة، وقد سار على طريق الآباء والأجداد في الكرم والجود والعطاء؛ فتميز بكرمه وجوده الذي هو طبيعة وديدن عائلته. كذلك هو رجل يتميز برجاحة العقل والحكمة وطيبة القلب وتجتمع فيه خصال الرجولة والخير والصلاح.
فإلى صاحب التميز والأفكار المشرقة، أنقى وأطيب وأجمل تحياتي أرسلها لك بالحب والصداقة والإخلاص، ولا تستطيع الحروف أن تكتب ما في قلبي من التقدير والاحترام وأصف ما ملأ قلبي بالثناء والإعجاب، ما أجمل أن يكون الإنسان شمعة تنير الطريق للناس. ولك مني جزيل الشكر أيها المحترم الكريم، وعلى الرغم من أن كلماتي لن توفيك حقك، إلا أنني أهديك كل عبارات الشكر وأرجوك أن تتقبلها من كرم أخلاقك العالية حفظك الله ورعاك وأطال الله عمرك ومتعك بالصحة والعافية.
جديد الموقع
- 2024-11-25 أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"
- 2024-11-25 أمير الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"
- 2024-11-25 سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس وأعضاء جمعية عناية بالمصاحف
- 2024-11-25 العباد عضوا في المجلس الاستشاري للتعليم الخاص بالاحساء
- 2024-11-25 الوصول إلى حالة الإنغماس وقياس مستواها
- 2024-11-25 اكتشاف أقدم أبجدية معروفة في مدينة سورية قديمة
- 2024-11-25 زوايا المدينة
- 2024-11-24 التفوق العلمي طريق الى التقدم والازدهار
- 2024-11-24 قافية أيوب الأخرس
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل