2021/12/30 | 0 | 3072
نموذج عن علاقة البادية بواحة الأحساء
مقدّمة :
منذ القدم كانت الأحساء سلّة الغذاء و مكان التّزوّد بالاحتياجات المعاشيّة سكّان الجزيرة العربيّة ، و قد درج الكثير من السّكان حولها على المرور للأحساء لأخذ الميرة ، سيّما من أبناء البوادي حولها من دول الجوار .
و هذه الورقة سجّل تعامل بين وجيه أحسائي من ملاّك النخيل وهو أحد أساتذة النّخلوة المدبّرين و بين عميل دائم له من أهل البادية .
تاريخ السّجل :
لم يأت السجّل بتاريخ محدّد لكنّه جاء ضمن مجموعة من الأوراق تعود لنهاية الخمسينيات الميلاديّة و بداية الستينات .
نصّ السّجل :
سعيد بن ناصر المنصوري ( خاص علي الجاسم ) .
قرش ريال
11 9 قياسة[1] حبّ عن تسعة أريل .
4 نصف قياسة حبّ عن أربعة أريل و نصف ريال .
6 ستّ أريل سلف .
5
1 ريال كروة[2] سيّارة
5 قياستين تمر عن خمسة أريل .
-------------------
30 خمسة اريل سلف .
35 نصف منّ تمر وصيلي عن خمس و ثلاثين ريال 30.
35 نصف منّ تمر وصيلي عن خمس و ثلاثين ريال30 .
----------------------------
110
40 منّ تمر رزيز عن أربعين ريال 40 .
20 قلة[3] تمر رزيز عن عشرين ريال 20.
---------------
170
---------------
35 نص منّ تمر رزيز عن خمس و ثلاثين ريال35
35 نصّ منّ حاتمي عن خمس و ثلاثين ريال 35.
80 منّ تمر حاتمي عن ثمانين ريال 80. ..
---------------
320
40 نصف منّ تمر وصيلي عن أربعين ريال . 40
30 نصّ منّ عن تمر وصيلي عن ثلاثين ريال 30
____
390
10 ثلاث قيايس تمر عن عشرة أريل
20 قلّة تمر رزيز عن عشرين ريالــ 20
30 قلّة تمر وصيلي عن ثلاثين ريال 30
100 ماية ريال سلف الذي عن القعود .
550 يخرج عشرة سهو
540
الواصل من يد سعيد بن ناصر
5 خمسة أريل
32 ثنين و ثلاثين
60 ستين ريال
97
10 عشرة أريل .
13 ثلاثة عشر ريال
50 خمسة أريل .
5
40 أربعين ريال
10 عشرة أريل
20 عشرين ريال
40 أربعين ريال الذي ما قيّده في الدفتر .
68 ثمان و ستين الذي وصلت من قبل القعود
353
187 باقي عند سعيد بن ناصر ماية و سبعة و ثمانون .
540
صاحب السّجل :
المرحوم الوجيه الحاج علي بن محمد بن جاسم[4] الخليفة ، من رجالات الجفر شرق الأحساء مواليد حدود عام 1304هـ [5] ، نشأ في كنف والده الوجيه ، الذي كان بيته محطة لضيافة المسافرين من الأحساء و إليها ، حيث كانت الجفر منطقة متوسّطة للمسافر عبر ميناء العقير ، فكان المسافرون من و إلى الأحساء يأوون لهذا البيت الكريم[6] و منذ حداثة سنّة انهمك في العمل في الزّراعة فلم يحظ بشطر من التعليم[7] إلا أنّه لم يعدم الفطنة والنباهة و حسن التّدبير ، فقد كان مثابرا[8] في عمله طموحا مما دعاه للعمل في قبالة النخيل ، و يدخل في شراكات عديدة من تجّار و متعهدين سيّما صهره الحاج إبراهيم بن حسين بو خمسين ( ت1404هـ ) كان حسب ما اطلعت عليه من أوراق خلّفها موضع ثقة كبيرة من أصحاب الأملاك ، و الفلاحين ، و أهل ديرته و وجهاء الأحساء و أهل البادية و والمسؤولين ، و العلماء و القضاة ، فكان موضع شهرة في تقسيم النخيل للورثة ، و تصفية أملاك المهاجرين الأحسائيين للعراق و غيرها ، و شهاداته منتشرة على الكثير من تلك الوثائق ، من قساميات الوراثات و الوصايا و الأوقاف و وثائق الصّلح .
كما أنّ حسب الأوراق التي اطلعت عليها من رجال البرّ ، فقد وجدت عددا من طلبات المساعدة المادّية أو المساعدة بجهده للتوسّط في حل ّبعض القضايا .
و تزوّج رحمه الله خمس مرات خلال عمره المديد لكنّه لم يجمع أكثر من زوجة واحدة في وقت واحد ،
و رزق من هذه الزواجات ثلاث أبناء ذكور هم ( المرحوم الشيخ علي بن علي الجاسم الخليفة ( ت 1417) ، و المهندس محمد بن علي الخليفة ، و الأستاذ ميرزا صالح الخليفة ) و عشر بنات
و توفي رحمه الله في الجفر بعد معاناة من المرض عام 1393هـ .
وقفة :
نلاحظ أنّه في كلّ ديرة في الأحساء بضع أفراد يمتازون بالمثابرة و الجدّ و حسن التّدبير، فيكون اشتغالهم خير لهم و لأقاربهم و أرحامهم و جيرانهم ، حيث أنّ وفرة الأيدي العاملة الزراعيّة في الأحساء وقتها ، تؤدّي لكساد أسعار أجورهم ، مما قد يضطرّ شريحة منهم للخروج خارج الأحساء بسبب قلّة العمل- نسبيّا - و شدّة التّنافس على الفرص الأقلّ عليه في أغلب السنة -–إلا في المواسم – أو البقاء في الأحساء و الرّضا بالواقع و الحصول على الفرص الأقل ، التّي تجعل النّخلاوي – وقتها - تحت خطّ الفقرغالبا ، بينما هؤلاء النّابهين المثابرين يقومون باحتواء نسبة جيّدة من أقاربهم و أصدقائهم ، و أهل ديرتهم عبر توفير فرص أفضل نسبيّا للعمل ، عبرعقود القبالة من الملاّك ، حيث يقومون بتنويع المحاصيل فيها من زراعة الجت ( الضروري للعلف ) ، و العيش الحساوي و الحبّ و الخضروات ، إضافة لعمل النّخيل و هذا التنوّع في زراعة مواسم متنوّعة يوفر فرص عمل طوال العام ، مما يساعد على حفظ كرامة من حولهم ، و المرحوم الحاج علي الخليفة أحد مصاديق هؤلاء المثابرين حيث كان بيته يطلّ من جهته الخلفيّة على جلسة المكيرية ، فيطلّ من سطحه صباحا و يرقب من لم يستطع الحصول على فرصة عمل يوميّة لتشغيله في بعض أعماله الزّراعيّة .
سعيد بن ناصر المنصوري :
لم أقف على معرفته ، لكنّه من القبيلة المعروفة شرق الجزيرة العربية ، و امتدادها بين حاليا بين عمان و الامارات و قطر .
عن السّجل :
هذا الأوراق من الوثايق التي من المعتاد أن يحتفظ بها المتعامل ، خاصّة ممن يتعاملون بالآجل و الحديث هنا مناسب عن أنماط المتعاملين مع رجال الباديّة ، فالعلاقة من الممكن أن تكون إما بالبيع النّقدي و هذه غالبا نادرا ، لأنها تعتمد على الشّراء من السّوق ، لأن السّلوك الأغلب عند أهل البادية هو التّعامل مع شخص واحد أو أشخاص محدّدين ، يتعاملون معه بالدّين على اعتبار الثّقة المتوفرة بينهم و التي قد تكون متوارثة عبر أجيال من التّعامل مع البائع ، أو حتى آبائه فيتوارث الأبناء التّعامل من الطّرفين ، و سبب التّعامل بالدين عند الجميع و قتها كان شحّ النّقد ، لأنّ كل الأطراف من مزارعين و أهل بادية كانوا ينتظرون دائما مواسمهم ، ففي نهاية الرّبيع عادة يدخل البدو ببضائعهم من أنعام و منتجاتها من السّمن و الإقط و الأصواف و غيرها ، فيبيعونها نقدا أو يثمنونها و يقايضون بمقابلها احتياجاتهم من التمور أو الحبّ .
و قد تتعمّق الثّقة فيطلب الدائن – إذا كان من أهل الوفرة المادّية - من البدويّ استبقاء الأنعام التّي استدخلها بالبيع لدى البدوي لتسرح مع حلاله ، و يشاركه في نتاجها بنسبة يتفقان عليها مقابل الاعتناء بها و رعيها .
و في ذات الوقت يتردّد أهل البادية وقت الصّرام للتّزوّد من التّمور بأسعار جيّدة ، مع العلم أنّ أغلب الملاّك وقتها لم يكونوا يبيعون كلّ تمورهم دفعة واحدة ، بل كان أغلبهم يحتفظون بمخازن لتمورهم[9] و بعد كنزها في محاصن[10] و مبلعات[11] و أنواط[12] خوصيّة و قِرَب من جلد الماعز لبيعها عند الحاجة للنّقد طوال أيام السّنة في أسواق التمور في الهفوف و المبرّز و كذا أسواق الأيّام في شرق الواحة .
و طبعا يفضّل أهل البادية - وقتها - بالدّرجة الأولى شراء التّمر محفوظا في قرب من جلد الماعز، حيث أنّ تحفظه بخصائصه فترات قد تصل لأعوام ، كما أنّ نقله في قربه أنسب بكثير فيحفظه من دخول حبيبات الّرمل .
كما كان أهل البادية يفضّلون أصنافا معيّنة أكثر من غيرها ، كالشبيبي بالدّرجة الأولى كونه من التمور السمينة الحبّة و المشبعة ، ثم يليه تفضيلا الرّزيز ثم الحاتمي ، أمّا الوصيلي فهو أكثر تفضيلاً لدى بدو الكويت و ساحل الإمارات [13] و ننوّه أنّ أغلب التّمور التّي كانت تنتج تؤكل من كافة الأصناف تقريبا ، كون التّمر كان عماد الغذاء في الجزيرة العربيّة و مادّة مهمّة للتّصدير، لأنّ هناك أصنافا يفضلها الحضر و أصناف يفضلها أهل البادية و أصناف تصدّر كسلوق ، و أصناف تخصص كأعلاف و في النهاية كل ما يصرم كان يستنفذ تقريبا .
[1] القياسة : وحدة كيل حساويّة تكافئها من وحدات الوزن أحد عشر كيلو إلا ثلثا ، لكّن تمّ تخفيفها لتكافيء عشرة كيلوجرامات لتسهيل الحساب .
[2] كروة هي الأجرة و هي فصيحة
[3] وحدة كيل حساوية تسمّى قديما قّلة هجر و هي من المكاييل الشرعيّة و تكافيء 240 كيلوجرام
[4] ينسب لهذا الجدّ في بعض الأوراق باسم القاسم و مرات باسم الجاسم
[5] بعض الأوراق الثّبوتيّة مدون فيها هذا التاريخ و بعضها مدوّ، عام 1310هـ أي أنّ ميلاده في هذه الحدود .
[6] الحاج حسين معتوق بو خمسين .
[7] شخصيا أعتقد أنّه مثل كثير من الآباء ممن تعلّموا القراءة و لم يتعلّموا الكتابة و هذا حال أغلب أهل جيله ، حيث لم يكن يدفع لمعلّم الكتابة و الحساب إلا القلّة القليلة .
[8][8]
[9] اشتهرت الشهارين أنّ بها كثيرا من مخازن التّمور للملاك بسبب موقعها الوسطي شرق الواحة و على طرق الهفوف و طريق العقير .
[10] المحصن : وعاء خوصي معياري يسع 6 جيايس
[11] المبلّعات جمع مبلّعة و هي وعاء خوصي معياري سعته 3 جيايس
[12] النّوط وعاء خوصي معياري سعته 2 جياستين
[13] على اعتبار اسمها الحديث حاليا .
جديد الموقع
- 2024-08-02 دار الرحمة توقع مذكرة تعاون مع أمانة الأحساء ومؤسسة إكرام الموتى بالرياض
- 2024-08-02 بذكرك لهجاً على خطى السجاد (ع)
- 2024-08-02 الإكتئاب أثناء الحمل مرتبط بارتفاع هرمون الكورتيزول في شعر الأطفال الدارجين مما قد يسبب مشكلات صحية للطفل
- 2024-08-02 تشخيص أنواع مختلفة من الخرف باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ممكنًا الآن
- 2024-08-02 استراتيجية جديدة للتعامل مع التوتر العاطفي
- 2024-08-02 التاريخ يشكل مادة خصبة للأدب
- 2024-08-02 سوء إخراج الكتب يؤثر سلبا في تسويقها
- 2024-08-02 25 لوحة ترصد تاريخ الأحساء قبل 100 عام
- 2024-08-02 اشرب من الچـوچـب
- 2024-08-01 نبتة الغاف الأحمر والسعودية الخضراء.