![ذكرياتي مع الفلسفة(1_3) ذكرياتي مع الفلسفة(1_3)](https://almoterfy.com/upload_list/source/Article/writer/1/salah.jpeg)
2021/12/13 | 0 | 2866
ذكرياتي مع الفلسفة(1_3)
في عام ١٩٩٢ اهتممت بقراءة كتب العقيدة وعلم الكلام، ولأنني انطلقت من الرؤية السلفية (رؤية أصحاب الحديث) ، فقد أخذت موقفا مناوئا من بقية الفرق. لاسيما المعتزلة الذين أدخلوا بعض القضايا والمصطلحات الفلسفية في عقائد المسلمين.فعطلوا صفات الله تعالى حين اتخذوا التأويل طربقا للتنزيه. وكنت مهتما كثيرا بكتب الجدل الكلامي. ومن خلال هذه الكتب، أخذت موقفا عدائيا من فلاسفة المسلمين الذين تبعوا ( أرسطو) وغيره من فلاسفة الاغريق في بعض فلسفاتهم، مثل : الفارابي وابن سينا وابن طفيل وابن رشد. وكنت قد قرأت في كتاب (تلبيس ابليس) لابن الجوزي كيف لبس ابليس على فلاسفة وأطباء الاغريق مثل أرسطو وسقراط وجالينوس وأبقراط، وتبعهم في ذلك بعض فلاسفة المسلمين وأطبائهم . والحقيقة أن كتاب ابن الجوزي حقيق أن يدرس دراسة انتربولوجية ففيه الكثير من المعلومات التي تتعلق بالأديان والانسان والطقوس والقرابين التي كان يقوم بها عباد تلك الأديان. كنت في ذلك الوقت أرى أرسطو ملحدا وأرى سقراط قريبا من التوحيد . هكذا علمني ابن قيم الجوزية حين قرأت كتابه(إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) فقد أثنى على سقراط كثيرا ورأى (أفلاطون) موحدا وقال عن سقراط (وكلامه في المعاد والصفات والمبدأ أقرب إلى كلام الأنبياء من كلام غيره. وبالجملة فهو أقرب القوم إلى تصديق الرسل، ولهذا قتله قومه) والواقع أن سقراط كان على دين قومه. وقبل أن يقتل أوصى تلاميذه بأن يقدموا لإله الطب (اسقليبوس) ديكا، لأنه كان قد نذر أن يقدمه له قربانا !! وكتاب اغاثة اللهفان على منوال كتاب ابن الجوزي (تلبيس ابليس) كما أخذت موقفا مناوئا من الخليفة المأمون(٢١٨) الذي أمر بترجمة كتب الفلسفة، فأفسد بها عقول المسلمين. هكذا كانت بدايتي مع الفلسفة. بداية عداءومعلومات مغلوطة. وفي عام ١٩٩٥ تعرفت على أحدية الشيخ أحمد بن علي آل مبارك (رحمه الله تعالى) فدخلت عالم الأدب والشعر العربي قديمه وحديثه، فابتعدت عن كتب العقائد والفلسفة. لكن كتاب (ضحى الاسلام) للكاتب الكبير : أحمد أمين، أعادني بشكل جديد لعالم علم الكلام والفلسفة. وكان يقدس النزعة الاعتزالية أو يتعاطف معها. فتعرفت من خلال هذا الكتاب على وجه جديد للمأمون وهو الخليفة المثقف المحب للأدب والأدباء . بعد ذلك رأيت في مكتبة شيخي أحمد المبارك كتابا بعنوان (عصر المأمون) للكاتب : أحمد فريد رفاعي، وحين تصفحته زاد اعجابي بالمأمون !! فبدأت أشعر أن بيني وبينه مساحة مشتركة !! وبعد ذلك كتبت قصيدتي فيه والتي مطلعها :
أمن البدور وضوئها تتألق/ أم تلك شمس في جبينك تشرق؟وهي موجودة في ديواني الثاني(رقصة الفستان)
وفي عام ١٩٩٧ تعرفت على كتب الفكر المعاصر من خلال كتاب الدكتور : محمد جابر الأنصاري (تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها) من خلال هذا الكتاب دخلت عالم الفكر المعاصر.فتعرفت على كتب الجابري وطرابيشي وفهمي جدعان وحسن حنفي وأركون وعلي حرب وحسين مروة وغيرهم. وقرأت (الثابت والمتحول) لأدونيس. ومن خلال هذه الكتب الفكرية تعرفت على الفلاسفة الذين كرهتهم بالأمس. وصرت أقرأ فلسفتهم بعقل واع متحرر، نوعا ما، من وصاية القراءات الجاهزة والمناوئة.
جديد الموقع
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يدشّن مهرجان "ليالي القيصرية"
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يكرّم مدير شرطة المحافظة بمناسبة نقله
- 2025-02-07 دار التربية الاجتماعية للبنات بالأحساء تكرم الزميل زهير الغزال
- 2025-02-07 أحسائية المغلوث تكرم المرشدين السياحيين ,والسياحة محرك اقتصادي
- 2025-02-07 الايروسية في أغنيات عيسى الاحسائي
- 2025-02-07 سادة الهاشم بالمطيرفي تحتفي بزفاف إبنها "السيد محمد " تهانينا
- 2025-02-06 قراءة في رواية مرآة تطلق الرصاص
- 2025-02-06 هل غمر الجسم في الماء البارد مفيد صحيًا؟
- 2025-02-06 م ق ج عن القراءة
- 2025-02-06 الكتب ومهارة الانتقاء