أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين خير الخلائق أجمعين من بُعث رحمة للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة والعذاب الأليم على أعدائهم ومنكري فضائلهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .

مُلخص الكلمة :

قال تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )
- قيل النعيم المسؤول عنه : نعمة السلامة ، وقيل الصحة والسلامة والأمن .
- وقيل تشمل جميع النعم .
- ولكن الروايات الصادرة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) بينت ما هي النعمة العظمى التي سوف نُسأل عنها ، حيث قالت هي نعمة أهل البيت ( عليهم السلام )
- روي أنّ أبا حنيفة سأل الإمام جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) عن تفسير هذه الآية قال الإمام : «ما النعيم عندك يا نعمان» قال : القوت من الطعام والماء البارد ، فقال (عليه السلام) «لئن أوقفك اللّه يوم القيامة بين يديه حتى يسألك عن كلّ أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه». قال : فما النعيم جعلت فداك ؟ قال الامام : «نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم اللّه بنا على العباد ، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين ، وبنا ألّف اللّه بين قلوبهم ، وجعلهم أخواناً بعد أن كانوا أعداء ، وبنا هداهم اللّه للإسلام ، وهي النعمة التي لا تنقطع ، واللّه سائلهم عن حقّ النعيم الذي أنعم اللّه به عليهم ، وهو النّبي وعترته»

وورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، و [عن] شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت ) .

وفي قوله تعالى : ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ )
ذكر المفسرون عدة أقوال في بيان ماهو المقصود من النبأ العظيم الذي يتساءلون عنه ؛ فقالوا : القرآن الكريم ، وأصول الدين ، ويوم القيامة ، ولكن بينت بعض الروايات أنَّ المقصود هو الولاية والإمامة بنحو عام ، وذكرت بعض الأخبار إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بنحو خاص .

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال في تفسير عم "يتساءلون عن النبأ العظيم " : ولاية علي يتساءلون عنها في قبورهم، فلا يبقى ميت في شرق ولا غرب ، ولا في بر ، ولا في بحر ، إلا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت، يقولان للميت:
" من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ومن إمامك؟ "

وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
أنه قال، " النبأ العظيم الولاية "

وفي قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) .
ذكرت بعض الأخبار المسؤول عنه ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

فعن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله ) قال: إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك قوله تعالى:
" وقفوهم إنهم مسؤولون "

ومما يدلل على أهمية الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) وأن التمسك بهم هو سبيل النجاة ، ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : " حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة: عند الوفاة ، وفي القبر ، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند الصراط "

وحتى نعرف أهمية الولاية لأهل البيت ( عليهم السلام) وأنهم هم أبواب الإيمان ، وأمناء الرحمن ، علينا أن نتأمل في الزيارة الجامعة ، المروية

عن موسى بن عبد الله النّخعي انّه قال للإمام عليّ النّقي (عليه السلام): علّمني يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زُرت واحداً منكم .
فعلمه الزيارة الجامعة .
ومن عبارات هذه الزيارة : " وَعِظَمَ خَطَرِكُم"
فهذا يشير إلى أن الله اختبر وابتلى هذه الأمة من خلال أهل البيت ( عليهم السلام) ، فمن حاد وانحرف عنهم فهو في خطر عظيم ؛ حيث أنَّ الله جعل شرط قبول الأعمال وصحتها على قبول ولاية أهل البيت ( عليهم السلام ) وعدم البغض لهم .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : " لو أن عبداً عبد الله ألف عام ثم ذبخ كما يذبح الكبش ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت لردّ الله عليه عمله " .

يقول الشاعر :

ولايتي ﻷمير النحل تكفيني

عند الممات وتغسيلي وتكفيني

وطينتي عجنت من يوم تكويني

في حب حيدر كيف النار تكويني

والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

للاستماع اضغط هنا