![في مجموعة ((اليأس يشرب 7up)) للقاص جعفر عمران.. دلالات الخيبة والتهميش والنسوية والفردانية وأسلوب السرد السينمائي. في مجموعة ((اليأس يشرب 7up)) للقاص جعفر عمران.. دلالات الخيبة والتهميش والنسوية والفردانية وأسلوب السرد السينمائي.](http://almoterfy.com/upload_list/source/Article/مقالات/2024/s38888888.jpg)
2024/06/13 | 0 | 175
في مجموعة ((اليأس يشرب 7up)) للقاص جعفر عمران.. دلالات الخيبة والتهميش والنسوية والفردانية وأسلوب السرد السينمائي.
اليمامة
في مجموعة «اليأس يشرب 7up» للقاص جعفر عمران، نحن بإزاء دلالات وتمظهرات الخيبة والانكسار والتهميش أو الأزمة الوجودية للشخصيات بإزاء الآخر. تحضر هذه التمثيلات تارة في صورة فلاشات أو وميض خاطف، كما هو الحال في شخصية شيبان وموقفه من زوجته الأولى في قصة «يا حبة يا سمرا»، أو في شخصية الزوج في نص «السيرك» أو في شخصية الزوج في نص «توضيب الهوى». وفي تارة أخرى، يذهب بنا السارد إلى العمق؛ ليثري هذه الدلالات وينميها؛ فيجعلنا على تماس مباشر معها عبر الشخوص، كما يظهر لنا ذلك في قصة «قميص» و»غَـنُّوه»، و»الشمالي»، و»يا حبة يا سمرا» و»كبسولة» و»حرفT.»
يبدو لي أن السمة الغالبة في «اليأس يشرب 7up « الصادرة 2023، أن هذه النصوص قد تعبر عن حكايات ذات دلالات رمزية تحيل مباشرة إلى مدلولات معينة في الواقع أو في الظواهر الاجتماعية، وربما قد تلامس هذه الحكايات بخفة متناهية المفاهيم الكبرى. ولا يبخل السارد هنا في إعطاء القارئ بعض المفاتيح والمعاول التي يمكن من خلالها أن نوجه دفة التأويل والقراءة نحو ذلك المنبع الرمزي (المرأة في مجتمعنا! ومفردات: أمريكا، الجريدة، القفص...). فمثلاً يمكن أن تحيل قصة «جبل أمريكا» إلى دلالة الاحتكار والجشع، أو يمكن أن نقارب عبرها أحد تمظهرات مفهوم الرأسمالية، ولو كان ذلك بملامسة قشورها. وقد تحيل قصة «توضيب الهوى» إلى مسألة تحرر المرأة في المجتمع، أو يمكن أن تقرأ - في جانب منها - على أنها تمثيل للنسوية، بينما تحيل قصة «الشاشة» في مطلعها إلى قضية الحريات وتقبل الآخر، أو يمكن أن نقاربها حتى من خلال مفهوم «الفردانية». كما يتسنى لنا أن نقارب بصورة جلية ظاهرة العلاقات الزوجية في قصة «السيرك». وقد التجأ القاص أيضاً إلى توظيف بعض الأدوات الرمزية، التي قد يأتي بعضها بمثابة «المعادل الموضوعي» (objective correlative) لأحاسيس الشخصيات ومشاعرها، فعلى سبيل المثال، يحمل القميص وسقوط قطرات الماء في قصة «القميص» دلالة رمزية تشير إلى عذابات الروح، التي تنسل بطيئة ومدوية في الآن ذاته. في حين يدل سقوط النخلة على البيت القريب في قصة «يا حبة يا سمرا» على قمة اضطراب شخصية «جابر»، وأثر واقعة الشك عليه، وتحيل ابتسامة «شيبان» في القصة ذاتها إلى مكرهِ وخبثهِ، ويدل الحرف «T» في قصة «حرف T» على المنعطفات الإجبارية في العلاقة الإنسانية، حيث الطريق المباشر موصد. وقد تشير الحبة في قصة «كبسولة» وكسرها إلى نصفين إلى الانشطار الذاتي.
لكن على الضفة الأخرى، يمكن لنا أن نخرج بدلالات ووجهة نظر مغايرة بمعزل عن مسار الرمزية وتبعاتها. فمثلا، في قصة «جبل أمريكا» قد تتسلل إلى القراء أو المروي لهم دلالة الخيبة التي تؤطر هذه المجموعة من خلال الوقوف على التحول المقيت للبراءة والطفولة التي تمثلها شخصية جلال إلى كينونة متوحشة وواهمة في ذات الوقت. كما أن هذه القصة قد سُردت بأسلوب التبئير الخارجي من بدايتها إلى نهايتها، فبالتالي، يقف السارد مع القراء والمروي لهم على خط واحد شاهداً على هذا التحول الذي يستنفر فينا الشعور بالخيبة والاستهجان. ومن جانب آخر، يمكن لنا أن نرى أن دلالة التهميش والخيبة قد تغدو محورية في قصة «توضيب الهوى» وقصة «السيرك».
لا يمنح السارد الزوجين منصة أو صوت حقيقي للتعبير عن ذواتهما. فحضورهما في النصين باهتٌ جداً. في الحقيقة، ثمة جمل معدودة في نص «السيرك» نطّلع فيها على وعي الزوج، في حين يكاد يكون ذلك معدوماً في نص «توضيب الهوى»، وذلك بدوره يفضي إلى تعميق دلالة التهميش، وإلقاء الضوء على الأزمة الوجودية لدى هذه الشخصيات بإزاء الآخر في النص. ويبدو لي أن فكرة التهميش الذي قد يمارسه الآخر بوعي أو غير وعي، والبحث عن القيمة الوجودية بإزاء هذا الآخر وظفت كــ»موتيف» (motif)؛ بحيث جاءت متكررة ومتجسدة في صور متعددة في أكثر من قصة مثل قصة «تكريم»، و»غَنُّوه»، و»يا حبة يا سمرا»، و»كبسولة»، و»حرفT».
أما بالنسبة للأساليب السردية، يوظف القاص التبيئر الخارجي - كما أشرت - بصورة أشبه بالمنتظمة في مطلع أغلب النصوص كعامل تمهيدي، أو كمدخل إلى مسرح القصة، ومن ثم يبدأ تدريجياً بالكشف عن الدلالات التي تتشرب بها القصص حين ينقل إلى التبئير الداخلي. من الملف للنظر أيضاً أن القاص بدا متأثراً بالأسلوب السنيمائي/التلفزيوني في السرد، تحديدا في قصة «يا حبة يا سمرا». ففي الفقرة التي تلي سقوط جابر في الحوي، ونثر الأرز الحساوي على جسده، ومحاولة وسمية استنطاقه، تنتقل بنا القصة إلى لقطة أو مشهد يبدو موازياً، ألا وهو: سقوط النخلة على البيت القريب ... وابتسامة شيبان بأسلوب أشبه بعمل المونتاج.
جديد الموقع
- 2024-06-23 أفراح البحرني والبوصالح تهانينا
- 2024-06-23 الفريدان عميداً للقبول والتسجيل بجامعة الملك فيصل
- 2024-06-23 جمعية البر بالأحساء تُحقق إنجازات بارزة في مشروع الأضاحي
- 2024-06-23 لماذا مناغاة الطفل الرضيع أكثر تعقيداً مما نظن
- 2024-06-23 سمو الأمير سعود بن طلال يستقبل منسوبي محافظة الأحساء المهنئين بعيد الأضحى المبارك
- 2024-06-23 دائرة مواريث الأحساء تعايد منسوبيها
- 2024-06-23 بلدية الجفر تحتفل بعيد الأضحى المبارك 1445هـ
- 2024-06-23 اسرة القطيفي تحتفل بزفاف نجليها عدنان وعلي تهانينا
- 2024-06-23 زواج ثنائي الغنام (( جاسم و عبدالله )) في قاعة فايف ستار بالاحساء
- 2024-06-21 افراح الشهاب والغانم في قاعة الوسام بالاحساء