أقلام وكتابات
2024/06/30 | 0 | 3496
الشيخ محمد بن صادق الشهاب ( 1378-1445هـ )
المرحوم الشيخ محمد بن صادق الشهاب( 1378- 1445)
⁃ نسبه :
الشيخ محمد بن صادق بن محمد علي بن صالح الشهاب من مواليد مدينة الهفوف بالأحساء عام 1378 .
⁃ تعلم قراءة القرآن الكريم :
على يد المرحوم الملا عَلي بن حسين القطان ( المطوع )
-الدراسة الأكاديمية*
حصوله على شهادة الصف الثاني متوسط .
-الدراسة الحوزوية :
درس بعض كتب مرحلة المقدمات في حلقات درس آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري في الهفوف...عند كل من :-
الشيخ إبراهيم الغراش الفطيفي ، والسيد هاشم الحسن ، وأخيراً عند الشيخ محمد الهاجري .
هاجر إلى النجف الأشرف، وأكمل دراسته الدينية في مرحلتي المقدمات والسطوح ، ومن أساتذته:
الشيخ عبدالله بن علي بومرة، والشيخ جواد بن الشيخ علي الدندن، والسيد علي الياسين ( النحو ) ،والشيخ جعفر الساعدي( النحو) ، والشيخ الفتوني العاملي ( بلاغة) ،والسيد حسن القزويني ، والشيخ باقر الإيرواني( الكفاية، وقسم من الرسائل)، والسيد رضي المرعشي ( اللمعة، والمكاسب، ومعالم الأصول)، والسيد محمد حسين الحكيم (المكاسب)، والسيد محمد تقي الخوئي .
ثم رجع إلى الأحساء وحضر أبحاث الخارج لكل من : آية الله الشيخ محمد الهاجري، والسيد محمد علي العلي السلمان .
-التدريس في الحوزة :
قام بتدريس مقدمات اللغة والفقه والأصول في الحوزة العلمية بالأحساء أكثر من 20 عاما، وتتلمذ على يديه الكثير من طلبة العلوم الدينية ، إضافة لطلبة المدارس الأكاديمية .
⁃ الخطابة الحسينية:
كانت بدايته الحسينية في أول مراحل دراسته الدينية .
⁃ إمام صلاة الجماعة :
النشاط الديني والاجتماعي*
كان إماما لصلاة الجماعة بمسجد الإمام الصادق ( عليه السلام ) في حي الفيصلية بالهفوف ما يقرب من 40 عاما .
⁃ النشاط الاجتماعي : داعم كبير لمسيرة الجمعيات الخيرية ، وتصدى لنشر الثقافة الدينية ، والقرب من مجتمعه في المناسبات واللقاءات الدورية ، وبث مفاهيم الود والاحترام ،وحل المنازعات.
-وفاته-
انتقل إلى رحمة الله تعالى ليلة الأحد الموافق 23 من ذي الحجة من عام 1445 .
الدراسة الحوزوية :
الشيخ محمد بن صادق بن محمد علي بن صالح بن محمد بن أحمد بن علي الشهاب ، من مواليد الهفوف عام 1378هـ ، درس أكاديميا بمدرسة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام) المرحلة الابتدائية، في الأثناء عام 1388 هـ تعلم قراءة القرآن الكريم عند الملا علي القطان ( والد الملا علي القطان ). وبعد أن أنهى دراسته بالصف الثاني المتوسط ، فضّل الدراسة الحوزوية فدرس بداية بعض كتب المقدمات عند الشيخ إبراهيم الغراش، والسيد هاشم الحسن في مجلس آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري ، وحضر بعض دروس أستاذه الشيخ محمد الهاجري ، ثم هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دروسه في مرحلة المقدمات والسطوح ، وممن حضر دروسهم : السيد حسن القزويني ، والشيخ عبد الله بو مرة ، والشيخ باقر الإيرواني، والسيد رضي الدين المرعشي ، والسيد محمد حسين الحكيم، والسيد محمد تقي الخوئي .
ولما رجع إلى الأحساء حضر بعض أبحاث أستاذه الشيخ محمد بن سلمان الهاجري ، والسيد محمد علي بن السيد هاشم السلمان. شرع في التدريس بالحوزة العلمية بالأحساء ما يقرب من عشرين سنة ، وقرب كثيراً من أستاذه الشيخ محمد الهاجري الذي أصبح يحيل إليه الكثير من قضايا النزاعات بين الزوجين لمعالجتها، وهو خطيب حسيني ، وإمام مسجد الإمام الصادق بحي الفيصلية بالهفوف توفي في ليلة الأحد الموافق 23/12/1445هـ .
المعلومات الأسرية :
س/ حدثنا عن أصول أسرة الشهاب.
يقال أن هناك أربعة إخوة هم: شهاب، وعبد الكريم، ومبارك، وعيسى. كل واحد منهم اشتهرت عائلة باسمه، شهاب حمل لقب عائلة الشهاب، وعبد الكريم حمل لقب عائلة العبد الكريم، ومبارك حمل لقب عائلة المبارك، وعيسى حمل لقب عائلة بو عيسى، والله العالم.
تزوج الحاج صالح الشهاب الحاجة لطيفة بنت محمد الحضري (من الأسر الكبيرة في عرب إيران) وخلف منها:
(1) الحاج محمد علي (والد صادق).
(2) الملا علي الشهاب معلم القرآن الكريم بفريج الكوت.
(3) الحاج حسن.
(4) الحاجة رحمة تزوجها الحاج أحمد العامر وأنجب منها (الحاج طاهر، والحاج جواد، والحاج عبد اللَّه، وأم الحاج علي والحاج عبد اللَّه ابني حمد العامر، وأم الأستاذ حسين والحاج عبد الوهاب العامر).
(5) الحاجة آمنة تزوجها الحاج حسن آل طه وأنجب منها (الحاج أحمد، والحاج عبد الوهاب، والحاج خلف، والحاجة مريم تزوجها الحاج عبد اللَّه بن محمد علي المرزوق وأنجب منها الحاج علي، والحاج محمد (أبا راضي)، والحاجة فاطمة أم الدكتور حسين المرزوق). ثم تزوج الحاج صالح الشهاب امرأة من أسرة الهلال اسمها الحاجة حجية بنت أحمد اليوسف الهلال وخلف منها:
(1) الحاج طاهر.
(2) الحاج أحمد (صاحب مخطط الشهابية).
(3) الحاجة فاطمة أم علي العليوي.
(4) الحاجة مريم أم جواد بن عبد اللَّه الهلال.
تزوج الحاج محمد علي الحاجة هاجر بنت حسين بن يوسف الهلال (أم هاجر الهلال هي الحاجة مريم بنت محمد الغزال، وأمها الحاجة فاطمة البن الشيخ) وخلف منها: صادق وتوفي محمد علي في مرحلة طفولة ابنه صادق.
أمه:
ثم تزوجت الحاجة هاجر الهلال الحاج علي بن عيسى العمران وخلفت منه (الحاج عبد الوهاب العمران، فهو أخ لـلوالد ( صادق الشهاب) من الأم).
س/ ماذا عن جده لأمه الحاج حسين بن يوسف الهلال ؟
ج/ جده لأمه الحاج حسين بن يوسف الهلال (والد أربع بنات) هن:
(1) الحاجة أم حسن العمران من أسباطها الشيخ زكي العمران.
(2) الحاجة أم عبد اللَّه بن عبد الوهاب البن الشيخ من أسباطها الشيخ راضي بن طاهر البن الشيخ.
(3) الحاجة أم حسن السالم.
(4) الحاجة أم صادق الشهاب.
س/ حدثنا عن بعض مواقف والدك الحاج صادق مع جده لأمه الحاج حسين الهلال ؟
ج/ عاش صادق في طفولته عند جده وقد عوضه ذلك بعضاً من معاناة اليتم بالنظر لعطف جده واهتمامه به ومن ذلك:
طلب منه جده شراء دهن من السوق وهو راجع بالدهن سقط وانسكب بالشارع، فخاف من ردة فعل جده إلا أنه قابله برأفة ورحمة ورفع من معنوياته كأن شيئاً لم يكن.
ومن المواقف وهو راجع مع جده إلى بيته في يوم حار من شهر رمضان المبارك، مرا بسوق الأحذية فطلب صادق حذاءً يتناسب مع عمره، ولكن الجد طلب منه تأجيل ذلك إلى وقت آخر، ولما وصلا البيت استمر صادق في البكاء الشديد مما لم يتمكن جده من النوم، ولم يسكت صادق من بكائه إلا بعدما خرج جده لشراء الحذاء الذي لبسه طفله اليتيم لمرة واحدة فقط ولا يعلم أين وضعه فيما بعد.
ومن مواقفه في دكان جده، خرج جده لبعض شؤونه فأخذ صادق جنيهاً من صندوق الدكان (وهي العملة المستخدمة آنذاك) وتوجه إلى من يبيع الخبز بالسوق بهدف شراء الخبز، فأعطاه البائع زبيلاً معبأ بالخبز، فلما علم جده بأن سبطه أخذ الجنيه من صندوق المحل توجه معه إلى السوق لمعرفة من باعه الخبز حيث يعتبره استغلالاً منه تجاه طفله ولكن البائع هرب من السوق. وهذه المواقف تعكس رأفة الجد بسبطه.
تزوج جده الحاج حسين الهلال زوجة أخرى (المطوعة) الحاجة مريم العمران، والتي كانت لها شهرة في تدريس القرآن الكريم وخلف منها في آخر حياته (الحاج حسين، والحاج راضي).
وكان جده الحاج حسين الهلال معزب (مسؤول) مخايطة، إضافة لتملكه مصنع حياكة (بارقة) يعمل فيه بعض الحيّاك، فطلب من سبطه صادق إدارة مجلس المخايطة ليتفرغ هو لإدارة ديوانية الحياكة.
س/ حدثنا عن ذرية والدك الحاج صادق بن محمد الشهاب .
ج/ تزوج الوالد الحاجة هاجر بنت الشيخ حسين بن إبراهيم الهلال وخلف منها: (الحاج عبد الحميد عام 1353هـ (السنة التي توفي فيها المرجع الديني الشيخ موسى آل أبي خمسين)، والحاجة معصومة زوجة الحاج محمد الهلال أبي عبد الرسول).
تزوج الحاج عبد الحميد بن صادق الشهاب الحاجة فضة بنت أحمد الغزال (أمها الحاجة آمنة بنت محمد بن أحمد بن سلمان الحجي)، وخلف منها: الحاج عبد اللَّه، والحاج عبد الحميد (الذي ولد بعد وفاة أبيه بخمس شهور)، وتوفي عبد الحميد بن صادق بتاريخ 4/1/1374هـ، وتأثر صادق لوفاة ابنه كثيراً.
وتزوج الوالد الوالدة الحاجة بتلاء بنت علي بن عبد المحسن القضيب (الغدير) عمة الشيخ عبد العزيز القضيب وخلف منها: (الحاجة فاطمة (أم أنور العمران)، وأنا ، والأستاذ حسين، وبعض الأطفال الذين ماتوا في طفولتهم).
س/ تحدث لنا عن بعض المعلومات عن والدك الحاج صادق ؟
ج/ سكن في سكة العجم القريبة من فريج الفوارس بالهفوف، وتولى الإشراف على مجلس المخايطة في (السكة). وبالنسبة لمسكنه الذي في سكة العجم قسم منه وهبه له جده الحاج حسين الهلال، وقسم منه هبة من جدته الحاجة مريم بنت محمد الغزال، وقسم آخر أقدم الحاج صادق على شرائه من الحاج إبراهيم آل أبي خمسين.
سكن في سكة العجم بعض من الأسر التالية: الغزال، والحداد، والعبد النبي، وبو سهيل، والهودار، والحاج مهدي الرمضان، والملا علي، والمحمد صالح.
- حضر دروس تعلم القرآن الكريم بفريج الرفعة الشمالية على يد الملا سلمان بن حسن الفهيد.
- كان بعض الآباء يأتون إليه بأبنائهم في أيام العطلة الكبيرة لتعليمهم مهنة الخياطة.
- كانت زوجته (أم الشيخ محمد الشهاب) تنسق تسليم البشوت إلى النساء الماهرات في مهنة الخياطة ليؤدين الإنتاج في بيوتهن، ثم يسلمن أم الشيخ محمد ما قمن بإنتاجه.
- كان يشتري البشوت بعد إنهاء محطة الحياكة من أسرة المرزوق، ومن مصنع البوعلي، ومن الحاج إبراهيم البن حجي، وغيرهم ويبيعها بعد إنهاء مراحل الخياطة بالتوصية على وجهاء مدينة الرياض، إضافة إلى بيع بعضه في سوق الهدم بسوق القيصرية.
كان يسلم الأجرة للعاملين معه من المخايطة يوم الخميس، وهناك من يعمل معه بعقد سنوي أو أكثر وقد يصل إلى خمس سنوات يعطيه يوم الخميس ريال أو أكثر تسمى (خرجية)، وإذا قرب وقت زواجهم يكرمهم بحسب ما تجود به نفسه مع إهدائهم البشت، وهذا سلك معزب (مسؤول) المخايطة في العقود السابقة. وكان يؤخر تسليم الأجرة لاثنين من عماله هما: (علي الفرحان، ومحمد الحدب) حيث يطلب منهما التوجه معه إلى السوق لشراء احتياجات الأسرة ، ويكون تسليمهما الأجرة في السوق، أو يشتري له أو لبعض أقاربه بعض الحاجيات ليطلب من عامليه توصيل البضاعة المشتراه ، ثم يعطيهما الأجرة، ويضيف لها مقابل خدماتهما له.
- كان الشيخ حسين بن الشيخ علي الشبيث يتلو القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك في مجلسه المخصص للخياطة حيث يتلو جزئين ليلاً، في إحدى السنوات كانت أجرة الحاج صادق للشيخ حسين الشبيث ساعة. وكان في كل سنة يدعو الشيخ علي الشبيث، والشيخ حسين الشبيث وبعض الأرحام والأصدقاء على وليمة في شهر شوال.
كان الوالد محافظاً على أداء صلاة الجماعة بالمسجد، ومواظباً على الاستماع للخطباء الحسينيين بالحسينيات، كما كان كثير الزيارة للإمام أبي عبد اللَّه الحسين بن علي عليه السلام، وكان قانعاً بحياته.
-- خرج في أحد الأيام من بيته متجهاً إلى أحد شؤونه ولاحظ تواجد الكثير من الناس، وبعد السؤال سمع بوفاة كبير المخايطة الحاج عبد اللَّه القطان، فتأثر لذلك وعزل عن شغله ، وشارك في مراسم تشييع ذلك المؤمن.
- ولد له ابنه حسين بمستشفى الملك فيصل في يوم ثامن من شهر محرم من عام 1386هـ فاختار اسمه (حسين) لأنه ولد في شهر الإمام الحسين عليه السلام، ورغبة منه تسميته باسم جده لأمه حسين الهلال صاحب الفضل عليه، وما قدمه له في طفولته.
- من جيرانه صديقه الحاج عبد النبي بن كاظم العبد النبي، ولديه مجلس مخايطة يعمل معه كبار السن ومنهم الشيخ حسين بن الشيخ علي الشبيث، أما الحاج صادق الشهاب يعمل معه خليط من الصغار والشباب والكبار. وكانت صداقتهما قوية بحيث وصل الأمر أن يلبسا البشت من نفس النوعية واللون، يتوجهان معاً إلى المسجد والسوق وزيارة العلماء ومختلف المناسبات الاجتماعية. ولما توفي الحاج عبد النبي توجهت للتعزية وإذا بأحد أبناء الحاج عبد النبي نقل له بأنه قبل ليلتين شاهد في المنام الحاج صادق الشهاب يقول لأبي عبد النبي تعال معنا وإذا بعد يومين توفي الحاج عبد النبي متأثراً بحادث تصادم سيارة رحمه الله.
س/ ماذا عن مواقف والدك مع الشيخ عبد الوهاب بن سعود الغريري
ج/ كان يثني على الشيخ عبد الوهاب الغريري، حيث كان يستشيره عندما يريد أن يشتري الغزل بالسوق فإذا قال له الشيخ الغريري: هذا غير متميز لخبرته في ذلك لا يشتريه ويأخذ برأيه لاعتقاده بأن الشيخ الغريري مخلص في النصيحة وبحسب ما انكشف له. جاء في أحد الأيام الشيخ عبد الوهاب الغريري بعد صلاة الظهر إلى بيت والدي الحاج صادق الشهاب (من غير دعوة)، وبعد تناول طعام الغداء شعر الشيخ عبد الوهاب أنه غير مدعو عند الحاج صادق الشهاب حيث لم ير معه أحداً، وبعد المراجعة تأكد أنه كان مدعواً عند الحاج صادق بن محمد الشاوي، ولكن الرسول الذي أرسله الحاج صادق الشاوي لدعوة الشيخ الغريري، لم يفصح بكامل ما ينبغي أن يقدمه للشيخ الغريري، فحصل لبس عند الشيخ عبد الوهاب. لم يكتف الحاج صادق الشهاب بتلك الوجبة الغذائية فاستضاف الشيخ الغريري في يوم آخر. بالمقابل حدث موقف آخر وهو
أن أحد صبيان مجلسه قرر الزواج وقال لمعزبه (لمسؤوله) الحاج صادق الشهاب سوف أتي لكم بغداء يوم الصباحة، ولكنه لم يأتِ بذلك الغداء، في يوم ثاني جاء شخص يطلب من الحاج صادق صينية الغداء، فقال له: لا توجد لدينا صينية، ونحن بقينا جائعين يوم أمس ولم يصل لنا منكم شيء، لما رجع الصبي للمجلس، اخبره صادق بأن الغداء لم يصل، واتضح أن الرسول أوصل الصينية إلى بيت الحاج صادق البن الشيخ اشتباه منه بأنه هو المقصود بدلاً من الحاج صادق الشهاب( توفي عام 1410هـ ).
دراسة القرآن الكريم :
س/ حدثنا عن دراستك القرآن الكريم عند المطوع .
- ج/ درستُ القرآن الكريم عند الملا علي القطان ( والد علي القطان ) في عالم 1388هـ، وكان من ضمن من كان معي في الدرس : الشيخ عبد العزيز القضيب، والحاج حجي الموسى، والحاج حجي العيسى، والحاج إبراهيم ، والحاج حسين ابنا ياسين بن منصور الرمضان .
ختمت قراءة القرآن الكريم في سنة كاملة ، وسلم والدي أجرة التعلم للمعلم مقدارها 300 ريال ، غير المبالغ المالية التي تعطى له بين فترة وأخرى أيام الدرس .
ومن العادات في السابق بعد ختم الطلبة القرآن الكريم ، يتوجه المعلم وطلبته إلى بيوت آباء التلاميذ ، وينشدون ما يعرف بالتحميدة . وأثناء دخول المعلم والطلبة في مجلس الوالد للخياطة ، تفاعل معهم بعض العاملين مع تلك الأناشيد الجميلة ، وأعد الوالد وليمة غداء للأرحام والجيران بمناسبة ختمي للقرآن الكريم .
كان لتعلم قراءة القرآن الكريم الأثر الإيجابي في المدرسة ، والتعلق بالقرآن الكريم ، وقراءة الكتب ، والتوجه للدراسة الحوزوية .
س/ هل وافق والدك على الدراسة الحوزوية بالنجف الأشرف ؟
ج/عندما قررتُ التوجه إلى النجف الأشرف للدراسة كان والدي متخوفاً من هجرتي ولكنه فيما بعد دعمني مادياً ومعنوياً وتكفل بمصاريف زواجي الأول والثاني، وكانت وصيته له بهذا (طالب العلم مثل الثوب الأبيض أقل شيء يدنسه).
أستاذه آية الله الشيخ محمد الهاجري :
س/ كلمة في حق أستاذك الشيخ محمد بن سلمان الهاجري.
ج/ كان أستاذنا آية الله الشيخ محمد الهاجري ممن نال درجةً كبيرة من الفضل والعلم، وقد حصل على إجازات الاجتهاد من جهابذة العلم.
وكان ضليعًا في الفقه وحفظ الروايات واستحضارها وذلك لقوة الحافظة عنده، ولعلّ من أسبابه استمراريته في التدريس وعدم انقطاعه عنه معظم أيامه، إلّا في الظروف النادرة كالسفر أو الوعكة الصحية مثلًا، فكان قريبًا جدًّا من المطالب العلمية المتنوّعة.
ولذا كان يعرف العالم من المتعالم، ويدلي بشهادته في ذلك، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فلا يجامل ولا يحابي أحدًا أبدًا، وكان يمتحن طلاب العلم ويعرف مستوياتهم ودرجاتهم العلمية، حتى أنه يغضب أحيانًا لتسمية بعضهم (شيخ فلان مثلاً) ويقول هذا ليس بشيخ.
لقد فقدنا بفقده مدرسةً كبيرة، وحوزةً علمية متكاملة، لما كان يتمتّع به من غزارة العلم ودقة الفهم، كان مصداقًا لما ورد عن أبي عبدالله الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: (إذا مات العالم ثُلم في الدين ثلمة لا يسدّها إلّا عالمٌ مثله).()
ولقد استفدنا الشيء الكبير من تشرّفنا بحضور مجلسه العلمي، وملازمتنا له ما يقرب من ثلاثين سنة، فجزاه الله عن أهل بلده خير الجزاء وَرحمه رحمة الأبرار .
س/ حدثنا عن بعض المواقف العلمية لأستاذك الشيخ محمد بن سلمان الهاجري .
ج/ مما يدل على قوّته العلمية نقل بأنه كان يسير في الطريق مع أحد أستاذته؛ وتمَّ مناقشة إحدى المسائل، فاستشهد الشيخ محمد الهاجري لأستاذه بأمور ما اطلع عليها الأستاذ من ذي قبل، فقال أستاذه له: لو كان عندي ورقة الآن لأجزتك بالاجتهاد، وفي زيارتي للسيد محمد بن السيد مهدي الشيرازي في قم المقدسة، أثنى السيد على المستوى العلمي للشيخ محمد الهاجري وورعه وتقواه ووزنه العلمي المعتبر.
ومنها : كنتُ مع الشيخ علي الدهنين في قافلة الحملدار الحاج حسين الخرس بموسم الحج، والشيخ محمد الهاجري كان مرشدًا لقافلة الحملدار الحاج موسى الدباب، وكنا نتردد على الشيخ محمد للاستفادة منه بين الحين والآخر، وفي إحدى الزيارات رأينا عنده الشهيد السيد حسن بن السيد مهدي الشيرازي: فقال السيد حسن: أهنئكم يا أهل الأحساء بوجود هذا العالم الجليل عندكم فإنكم قد ربحتم به وهو قد خسر بكم، فقال له الحاج محمد البحراني: نحن ربحنا به بلا شك فوجوده بركة ونور للبلاد وأفادها وهذا ربح كبير لنا، ولكن كيف خسر بنا؟ فقال السيد حسن: نعم خسر بكم، لأنه لو بقي في الحوزة العلمية بكربلاء المقدسة لصارت له المرجعية لكنه برجوعه إلى البلد اعتبر ذلك خسارة للعلم والعلماء.
س/ وماذا عن دقته في أحكام الطلاق، ووجوب الأخذ بالبينة ؟
ج/ كان حريصًا في أمر الطلاق، بحيث يكون جامعًا لشروط صحته من نطقٍ صحيح، وحضور شهود عدول يعرفهم، وعلى علمٍ بأنَّ المرأة في وضع يصح طلاقها فيه وغير ذلك، ولذا ما كان يسمح لكلأحد أن يتصدّى لذلك إلا بأمرٍ منه، وبعدمعرفته بأنه يقوم بما يقوم به هو في هذاالأمر. وكان يكرّر الطلاق في عدة مجالس وينوّع الشهود.
س/ وماذا عن بيان وجوب الأخذ بالبينة؟
ج/ في أحد مجالس الدرس تطرّق الشيخ إلى مسالة علمية لطيفة، وهي في بيان وجوب الأخذ بالبينة وإن كان الظن على خلافها، وضرب مثالاً على ذلك، فقال: لو أدعى شخص على أنه يطلب السيد الخوئي رحمه الله بمال، وأتى على ذلك ببينة تشهد له بذلك والسيد أنكر ذلك، وقال ليس لك عندي شيء فإنَّ البينة تُقدّم ويلزم السيد بالمال، مع أنَّ السيد الخوئي أمين وحي السماء بصفته مفتيًا، فالظن على خلاف البينة لكن الحكم تقدم البينة، والشاهد في هذه المسألة تعبير الشيخ محمد عن السيد الخوئي بأنه أمين وحي السماء حيث أنه مؤتمن على الحلال والحرام والشرائع والأحكام، وكان يقول لوكنتُ محتاجًا للتقليد لما قلّدتُ إلّا السيد الخوئي، وقال أحد المؤمنين للشيخ: هل تقليدي للسيد الخوئي مبرئٌ وصحيح؟ فوضع الشيخ يده على رقبته، وقال: نعم في هذه الرقبة تقليدك صحيح ومبرئ.
س/ وماذا عن تفاعله مع ما جرى على أهل البيت ( عليهم السلام ):
ج/ كان بكاؤه -رحمه الله تعالى- على مصائب أهل البيت العصمة عليهم السلام وبالأخص مصيبتي السيدة الزهراء عليها السلام، والإمام الحسين عليه السلام لافتًا ومؤثّرًا.
فمن المواقف في هذا الصدد: أنه في مرضه الأخير عندما خرج من المستشفى ذهبتُ لعيادته فقال لي: أريد منك تقرأ لي أبياتًا على فاطمة الزهراء عليها السلام، وعندما بدأتُ في القراءة بكى. كما بكى كثيرًا على فقد محبيه منها بكاؤه على فقد السيد الخوئي، وأتذكر لما جاء وفد الحوزة إلى حسينية بوخمسين خرج إلى الطريق يستقبلهم وهم ينشدون شعرًا حزينًا مؤبّنين السيد أبو القاسم الخوئي، وفي مقدّمتهم السيد محمد علي العلي، حيث ارتفع صوت الشيخ الهاجري بالبكاء.
كما بكى على رحيل رفيق دربه وصديقه اللصيق سماحة الشيخ عبدالوهاب الغريري، وغيره من المؤمنين، وهناك ملاحظة جميلة في بكائه فلو لاحظ أن الخطيب الحسيني استشهد بشعر لا يناسب مع مقام أحد المعصومين صلوات الله عليهم أثناء بكائه ينبّه الخطيب الحسيني إلى ذلك ويرشده، ثم يرجع مرة أخرى يبكي.
س/ تحدث لنا عن جرأته في الحق.
ج/ مما يذكر في هذا الباب أنَّ أحد معارف الشيخ محمد الهاجري أراد التوسّط عند الشيخ لجعل الولاية على أحد الأوقاف لشخص من جهته فقال له الشيخ الهاجري: أطلب من الشخص المقترح يحضر مع اثنين يزكيانه وأنت لا تحضر معهما.
ومن ذلك أيضًا أنَّ رجلًا جاءه يطلب الولاية على وقف معين، فقال له الشيخ محمد: أحضر شاهدين يشهدان بصلاحك فقال الرجل: سوف أحضر فلانًا (وذكر اسمه) وآخر، فقال له الشيخ محمد الهاجري، أقول لك من الثقاة وتقول فلانًا.
كذلك رأى الشيخ الهاجري اسم شخص في شهادة على وصية ومعه شاهد آخر، فقال الشيخ لمن أعطاه الوصية: هذه الوصية لا يوجد فيها شهادة إلا شخص واحد فقال الرجل: بل اثنين فقال الشيخ: أنا أعرف ما أقول؟
س/ وماذا عن احترامه لطلاب العلم؟
ج/ كان يقدّر العلماء ويجلّهم، ولاسيما المراجع العظام، ويضع كل واحد في منزلته اللائقة به وبمقامه العلمي، وإذا أراد أن يسلّم عليه طالب العلم لابد أن يقوم له حتى مع تكلّفه في القيام، حتى إننا إذا جئنا إلى مجلسه المبارك نطلب منه ونرجوه ألا يقوم لصعوبة القيام عليه ونحن أبناؤه فيوافق لكنه عن غير رضا تام بذلك.
كان ينقل لنا عن أستاذه السيد مهدي الشيرازي أنه يقوم أثناء استقبال طالب العلم، وكان يتكلّف كثيرًا أثناء القيام لكبر سنّه، يقول فصرتُ لا أذهب له شفقة عليه، لأنه يتكلّف من القيام، فقال السيد لبعض العلماء: أني لم أر الشيخ الهاجري من فترة فنقل لي ذلك، فقلتُ لهم قولوا لسماحة السيد : أنا أتشرف بزيارته لكني لا أستطيع أن أرىالسيد يتكلّف في القيام، فإن وافق السيد على ألّا يقوم أزوره وأسلّم عليه ولي الشرف بذلك.
ومن المواقف أيضًا كنا حضور في مجلسه المبارك، وكان أحدهم يلبس زي طلبة العلم، فقال له أحد طلاب العلم: يا فضيلة الشيخ، فالتفت الشيخ إلى المتكلّم وقال له: لا تخربط.
وذات مرة رنَّ الهاتف المنزلي فرفع الشيخ السماعة وبترحيب الشيخ للمتصل عرفنا أنه من طلبة العلوم الدينية، وإذا بوجه الشيخ قد تغير وأعطى السماعة إلى أحد الطلبة الموجودين وقال له: قل له لا تقل لنفسك شيخًا، فعرفنا أن المتصل على الشيخ قال: إذا جاء طالب العلم المعني قل له أن الشيخ فلان اتصل يريدك، فكان يقول دع الناس يقولون لك يا شيخ أما انت فلا تطلق على نفسك ذلك، حتى أنه إذا أراد شيئًا من أحد يقول للوسيط قل له: يقول لك محمد الهاجري كذا وكذا، بالمقابل كان لا يستنكف من أي درس يطلب منه، فيدرّس الصغار والكبار على حدٍّ سواء، فكان يدرّس المقدمات والسطوح والخارج، وكان –رحمه الله- دقيقًا في سلامة النطق العربي، حيث يتضايق كثيرًا من طالب العلم إذا ألحن في كلامه وأخطأ في النحو.
إلى روحه وموتانا وموتاكم وموتى المؤمنين قراءة سورة الفاتحة قبلها الصلاة على محمد وآله.
جديد الموقع
- 2025-01-06 العمل التطوعي بالمطيرفي "مركز إكرام الموتى ونادي التاج الرياضي"نموذجين يحتذى بهما
- 2025-01-06 افراح العبدالنبي والغزال في قاعة نيارة الاحساء
- 2025-01-05 افراح الموسى والحمادة في قاعة أماسي الطرف بالاحساء
- 2025-01-05 الصبر والعوامل المحددة له
- 2025-01-05 الصبر والعوامل المحددة له
- 2025-01-05 الدكتور عبدالله الخضير والدكتورة بشاير محمد يمثّلان الأحساء في الشارقة
- 2025-01-05 ( لغز القصيدة وفق التحليل النفسي) امسية بجمعية الادب بالاحساء
- 2025-01-05 عقد قران الشاب جعفر صادق الجاسم تهانينا
- 2025-01-05 اللقاء..
- 2025-01-04 الحياة والأمل
تعليقات
عبداله حسين اليوسف
2024-07-01♦♦♦♦♦♦ تعليق على وفاة سماحة الشيخ محمد صادق الشهاب (رحمه الله) شيخ ملأ الأرجاء سمعة وطيبة وكان محط الأنظار وله حظوة ومقام من المؤمنين بعد رحيل آية الله الشيخ محمد الهاجري ( رضوان الله عليه ). خطيب وفقيه وصاحب منبر حسيني ومتحدث و له علاقات مع الجميع، يشاركهم ومحب لهم. كان بعيدا عند أي مشاحنات أو تشنج في القول وأعرف كثيرا من الأصدقاء في مدينة المبرز والشعبة يحبون الصلاة خلفه ويعجبون بحديثه في خطب الجمعة وكأنه بوصلة لما يحدث من أحداث تمر بها المنطقة من ازمات ومناسبات دينية واجتماعية ولا يترك مناسبة أو حدثا إلا صعد المنبر وجلس يحدث المؤمنين يؤدي رسالته الدينية . وللأسف كنا نرصد ما يقول ونتابع له بعض ما يبث من مقاطع ولكن لم نحظ بالصلاة خلفه وسماع حديثه مباشرة وهذا خسارة وحسرة في قلوبنا عليه . ولما أعلن خبر وفاته الكل أخذ يحدث نفسه عن هذا الشيخ وعطاءه وعلاقاته أو مواقفه أو معاملاته. وهل كتبت سيرته العلمية أو له كتاب خالد أو عطاء من تلاميذ تسير بسيرته؟ لقد خطفه المرض بعد معاناة وقلوب المؤمنين تدعو له وتحاول أن يرجع إلى جامع الإمام الصادق (عليه السلام) إماما وخطيبا ومحدثا الذي يشهد له في كل ركن وزاوية حديث وصلاة ودعاء وسجدة لله طويلة يدعو فيها إلى المؤمنين والمؤمنات في كل ذكر ومناسبة دينية . ونختم بقصيدة من ديوان شعر قلم و مصباح للشاعر ماجد بن محمد الجهني. الطبعة: 1440هــ / 2019م حوار مع الذات نفسي تريد النوم والإخلادا وأنا أريد لها العلو جلادا والراحة الكبرى بكد حياتها فيه تنال الفوز والإسعادا فالعُمْرُ رِزْقُ والحياة أمانة عشها منيباً دعوة وجهادا وعلينا ان لا ننساه بالدعاء والصلاة والصدقة ونردد دائما رحمه الله وحشره مع محمد وآل محمد ورحم الله من يقرأ سورة الفاتحة قبلها وبعدها الصلاة والسلام على محمد وآل محمد.