مقالات صحفية
2024/03/01 | 0 | 445
الشعر المكوّن الحضاري الأعمق للإنسان
- هناك ملاحم لمختلف الشعوب ترسخت من خلالها جُلّ القيم التي عبّرت لا حقا عن شخصيتها وخصائصها الوجدانية، كالإلياذة والأوديسا عند اليونانيين والتي تنسب إلى الشاعر اليوناني هوميروس حيث جمعت أشعارها عام 700 قبل الميلاد بعد مئة عام من وفاة هوميروس، وهي من أهم الملاحم الشعرية التي أثرت في الأدب الكلاسيكي العالمي، بسبب قدرتها على التعبير عن قيم إنسانية كالكرامة والشجاعة والوفاء والمحبة، وهي قيم إنسانية كونية بامتياز، مهما تقادمت، فإنها لا تغيب عن أي زمن.
- هناك الملحمة الهندية «المهابهاراتا» وهي مجموعة من الطقوس في الهند القديمة، وهي واحدة من ضمن ملحمتين مأثورتين شهيرتين مكتوبتين بالسنسكريتية لهما تأثيراتهما العميقة في تاريخ الهند الديني والاجتماعي ، ولو حاولنا أن نتتبع جميع الملاحم والأساطير التي شكلت الأساس في تراث الأمم، بما احتوته من طقوس وتعاليم وقيم، لما وسعنا القيام بمثل هذه المهمة، بسبب التداخل في تأثير هذه الملاحم والأساطير على تلقيها بين الشعوب، وعلماء الأناسة والأنثروبولوجيا يؤكدون على حقيقة كون الأساطير بسبب بنيتها الشعرية وقاعها المجازي المرن، فهي في ترحال مستمر، وتجليات لا تنفك تغذي كل ما من شأنه تعزيز القيم الكونية المشتركة للإنسانية جمعاء.
- فهذه الحقيقة التي صدّرنا بها كلامنا منذ البداية تبقى ماثلة للعيان، فالشعر هو البنية العميقة للمخيلة الإنسانية المشتركة، فاللغة الاستعارية وما تنتجه من دلالات رمزية واجتماعية ودينية لقصة الطوفان على سبيل المثال أو الخلق أو البعث أو لقصص بعض الآلهة ، حتى وإن تباعدت الدلالة في الأهداف والوظائف بين شعوب العالم . لكنها تبقى تحت تأثير الدلالة المرتبطة بالشعر كإرث إنساني مشترك.
- أود أن أطرح التساؤل التالي: ما الذي يجعل الشعر بهذه الحيوية التي تؤول به إلى أن يكون ذا نزعة إنسانية شاملة عبر تاريخه كله ؟ إذا ما سلمنا أن الشعر في ماهيته هو لغز الكون وسره العميق، والأساطير والفلسفات الكبرى والثقافات المعاصرة حاولت أن تقترب منه وتفك أحجيته، فإننا ينبغي أن نعترف أنه لا معنى لكل تلك المحاولات، لأن مجرد التفكير في حل هذا اللغز، هو في الآن ذاته رفع عن حجب الحقيقة، ورفع عن حجب «الإنسان الكامل» وهذا مطمح لم يبلغه أحد على الإطلاق، لذلك لم يظل أمام الشعراء والفلاسفة والأدباء سوى وهم الحل الذي يتوهم الوصول إلى نبع السر، والرغبة في الوصول واستحالته هو المجال الحيوي لإنتاج معظم القيم الجمالية والأخلاقية والتي سطّرها العقل البشري من خلال البنية العميقة للشعر.
- ثمة اختلافات وتباينات بين ما تنتجه على سبيل المثال الآداب الأوروبية من قيم ، وبين ما تنتجه الآداب العربية الإسلامية . لكن تظل هذه الاختلافات شكلية، في أغلب الأحيان، فقيم مثل الحرية والشجاعة والمحبة والكرامة والغضب والانتقام والتأمل الوجودي للإنسان رأيناها تتجسد في شخصيات أدبية خالدة ليست في الأدب الأوروبي، بل أصبحت مؤثرة في أدبيات العالم أجمع كشخصية دونكيخوت لسرفانتيس، وشخصيات شكسبير العديدة كهاملت وعطيل وكليوباترا والملك لير وكوريليانوس ، وهي شخصيات فريدة « معها استطاع شكسبير أن يغير المعنى الكلي لمفهوم أن تبتكر إنسانا من الكلمات» كما صرح بذلك الناقد هارولد بلوم .
- فهذه الحقيقة التي صدّرنا بها كلامنا منذ البداية تبقى ماثلة للعيان، فالشعر هو البنية العميقة للمخيلة الإنسانية المشتركة، فاللغة الاستعارية وما تنتجه من دلالات رمزية واجتماعية ودينية لقصة الطوفان على سبيل المثال أو الخلق أو البعث أو لقصص بعض الآلهة ، حتى وإن تباعدت الدلالة في الأهداف والوظائف بين شعوب العالم . لكنها تبقى تحت تأثير الدلالة المرتبطة بالشعر كإرث إنساني مشترك.
- أود أن أطرح التساؤل التالي: ما الذي يجعل الشعر بهذه الحيوية التي تؤول به إلى أن يكون ذا نزعة إنسانية شاملة عبر تاريخه كله ؟ إذا ما سلمنا أن الشعر في ماهيته هو لغز الكون وسره العميق، والأساطير والفلسفات الكبرى والثقافات المعاصرة حاولت أن تقترب منه وتفك أحجيته، فإننا ينبغي أن نعترف أنه لا معنى لكل تلك المحاولات، لأن مجرد التفكير في حل هذا اللغز، هو في الآن ذاته رفع عن حجب الحقيقة، ورفع عن حجب «الإنسان الكامل» وهذا مطمح لم يبلغه أحد على الإطلاق، لذلك لم يظل أمام الشعراء والفلاسفة والأدباء سوى وهم الحل الذي يتوهم الوصول إلى نبع السر، والرغبة في الوصول واستحالته هو المجال الحيوي لإنتاج معظم القيم الجمالية والأخلاقية والتي سطّرها العقل البشري من خلال البنية العميقة للشعر.
- ثمة اختلافات وتباينات بين ما تنتجه على سبيل المثال الآداب الأوروبية من قيم ، وبين ما تنتجه الآداب العربية الإسلامية . لكن تظل هذه الاختلافات شكلية، في أغلب الأحيان، فقيم مثل الحرية والشجاعة والمحبة والكرامة والغضب والانتقام والتأمل الوجودي للإنسان رأيناها تتجسد في شخصيات أدبية خالدة ليست في الأدب الأوروبي، بل أصبحت مؤثرة في أدبيات العالم أجمع كشخصية دونكيخوت لسرفانتيس، وشخصيات شكسبير العديدة كهاملت وعطيل وكليوباترا والملك لير وكوريليانوس ، وهي شخصيات فريدة « معها استطاع شكسبير أن يغير المعنى الكلي لمفهوم أن تبتكر إنسانا من الكلمات» كما صرح بذلك الناقد هارولد بلوم .
جديد الموقع
- 2024-04-28 بين لججِ الشك وفِخاخِ الغواية في ديوان (قبل التيه برقصة)
- 2024-04-27 أفراح سادة المكي بالمبرز تهانينا
- 2024-04-27 نادي أطياف يحتفي ب"قبل التيه برقصة"
- 2024-04-27 صدور الكتاب الرابع عشر لـ عدنان أحمد الحاجي
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.