2024/01/12 | 0 | 2422
يعيشون بيننا - جابر محمد الحجي
جابر محمد الحجي
مواليد الأحساء
١٣٨٤/٧/١هـ
مدينة العمران- العليا
ما إن تجلس مع هذا الرجل الأستاذ جابر إلا وتشتبك الأسئلة في مخيلتك عن ماهي المعرفة، وماهو الهرمون المحفز لنموها؛ متى يصبح الإنسان مثقفاً؟ ومن هو المثقف؟ هل هو المنتمي إلى العامة أم المنتمي إلى الخاصة، أي الصفوة من الناس كما يتساءل: المفكر الإيطالي(أنطونيو غرامشي ).
أم هو كما يقول (سارتر ) في كتابه" الدفاع عن المثقفين" إن ما يجعل من شخص ما مثقاً هو تجاوز الحقل الضيق لاختصاصه، بمعنى آخر: هو الشخص الذي يتدخل فيما لايعنيه، ويمتلك القدرة على الجهر بالحقيقة.
مقدمة وجدتها مهمة في صدر التعريف بالأستاذ الشاعر جابر العايش لأقول: إن مصدر نضوج شخصيته وعمقه المعرفي ربما لم يستند على ماذكره هؤلاء المفكرون من آراء جامدة للتعريف بالمثقف كما أراهُ وأعرفهُ عنهُ عن ظهر قُرب، بل هي مقدرتهُ على استلام المعلومة وتحويلها إلى أسئلة مفتوحة تسندها قراءاته المتنوعة في الكثير من التخصصات جعلت منه مثقفاً عميقاً مهذباً وقارئًا نخبويًا وهو ما انعكس على بعض كتابته.
"أَنَّا على الخوف القديم يسوقنا
فكرٌٌ هزيلٌٌ حاقدٌٌ نحو الوراء
فيكررٌ الحمقى المهازل والذين
يٌنَظِرونَ لهم هراءٌٌ في هراء
لن ينصف التأريخ من مروا به
مثل البهائم كالغثاء
لكنه يسمو بمن صنعوا الحقيقة
والحقيقة خطوة نحو الامام
وركلة نحو الوراء"
عرفت شاعرنا الأستاذ جابر يمارس هوايته في التنقيب عن المعرفة منذ شمعة صباه، وعنفان شبابه، ورزانة كهولته، لايضيّع دقائق بين عقارب ساعات مشاغله والتزاماته إلا واشبعها بالقراءة في كتب المعرفة العامة؛ لديه شغف بعلوم القرآن وقراءة التاريخ، والمنطق ، والفلسفة، مولع بالأدب مُحبٌ للشعر
الشِعْرٌ بَوابتي الأٌخرى
على شفتي
الى الذين هُمُ الأنفاس
في رئتي
بهم أُجددُ عهداً كلما
بَرِقَتْ
مِنِّي المواويل في صحوي
وفي سِنَتِي
هكذا هي علاقته بالشعر( بوابة على شفته)، حيث انطلاق الكلمة وآهات البوح وجنون الهذيان. أقول: هذه هي علاقته بالشِعر، ومن جمال هذه العلاقة لديه أنها حذرة وغير مبتذلة، فهو لا يكتبه إلا إذا استفزته الحياة وما اكثر ما تَستَفِز ، فكأنه حين يكتب يلفظ شيئًا من كبده كما يقول أحد الشعراء:
( لا أكتبُ الشِّعرَ إنّ الشِّعرَ يكتبني
فحين تقرأ شِعري تقرأ الكَبِدا )
وأخالهُ لايلتقيهِ إلا خِلسة في ليالي الشتاء ليتأمل في عينَي محبوبته.
"بعضٌ مِنَ التيه في عَيْنِيْگِ يٌشجيني
وكل دمع الورى ما عاد يرويني
إن غبتِ غاب الهوى واغتالني ألمي
كأنگِ الماء أحيا مَيِّتَ الطين
وإن جفوتِ جفتني كل أوردتي
وخاصم القلب نزفاً في الشرايين
يا زهر نيسان هل تنسى براعمها
أشجارها اليبس في برد التَشَارين
كأنگِ والليالي العشر تجمعنا
في مشعر الحب طفلاً عند( ترحيني)
روائحُ الشوق تهدي عطر نسمتها
فراشة الحب حاطت ورد نسرين
يا نغمة الموج هذا زورقي تَعِباً
فهل تجودي بلحنٍ مِنْگِ يدنيني؟"
لا تجد مع الأستاذ العايش زوائد الكلم من القول في أحاديثه العامة أو الخاصة، وكثيرًا مايسند رأيه بأية أو مقولة أو حكمة أو بيت من الشعر. يخيّل لك أنه مُفرِطُ في الجدية حين لقائه، وما أن تجالسه حتى تجد ثغراً باسماً وروحاً شفافة، وقلباً طرياً مشدود لطفولة الماضي رغم قساوة الحاضر.
في زحمة العمر لم ننسَ طفولتنا
سحرٌ الطفولة أطيافا تنادينا
كأننا والأماني البيض تدفعنا
نحو الحياة رياحيناً ونسرينا
مشردون خيوط الفجر تٌرسلنا
الى الصباح وروحٌ الله تحمينا
نلملمُ الآه نخفي من مواجعنا
ما اللهُ يعلمه حتى يُجازينا
هي الحياة بها الأضداد زخرفة
ما كان يُسعدنا قد عاد يُشقينا
آهٍ على العمر كم يجري على عجلٍ
وليس من شربةٍ عادت لتروينا
شاعرُنا جابر أستاذ مربي فاضل له يدٌ طولى في نشأة أجيال من الطلاب، فقد خدم التعليم أكثر من ثلاثين عاماً، وصل عدد من طلابه إلى الدراسات العليا.
بقي أن نشير إلى أن شاعرنا يكتب القصيدة العمودية الموزونة. كما يكتب النص الشعبي، وربما هناك أجناس أخرى من فنون الكتابة شح بها علينا.
------
بعض من نصوصه:
مدي يديگِ
مٌدِي يَدَيْگِ الى أعذاقِ شاهقتي
وطوقيني كطوق
الياسمينات
وهدهدي النَفَس المحبوس في رِئتي
ولَحِنِي النبض في أقصى المعانات
وحاذري الدرب لا تطويه
في عَجًلٍ
أنا المسافة في طول
المجرات
إن غاب نجمي فلا شيء
يٌعَوِضني
أنا السراجٌ وأنت ظل
مرآتي
أنا الحقيقة لا تخفى على أحدٍ
فكيف أخفى على روحي
وحَسْنَاتِي
دعي التآويل نَصـي ليس يفهمه
سوى المحبين في أقصى
النهايات
****
لا ليس يوجد ما وراء
لكن أعيننا عمى
لا تستطيع لضعفها
كشف الغطاء
كل الحقائق مثل نور عابرٍ
نحو الأمام بلاغطاءٍ او وطاء
جل الذي في الأمر
أن عقولنا حمقى وتعتقد الغباء
فتصورٌ المجهول وحشاً كاسراً
فتخافهٌ مثل الوباء
وحقيقة الأمر الذي يجري بِنَا
نحو التطرّف والتصوف والتمذهب
والتحزب والدهاء
أَنَّا على الخوف القديم يسوقنا
فكرٌٌ هزيلٌٌ حاقدٌٌ نحو الوراء
فيكررٌ الحمقى المهازل والذين
يٌنَظِرونَ لهم هراءٌٌ في هراء
لن ينصف التأريخ من مروا به
مثل البهائم كالغثاء
لكنه يسمو بمن صنعو الحقيقة
والحقيقة خطوة نحو الامام
وركلة نحو الوراء
****
طوقيني
طوقيني يا ملاكي باليدين
فأنا الغصنٌ وأنتِ الوردتين
وخذي الأحلام مني سلماً
واصعدي بالروح فوق الشاهِقَيْن
واصنعي من اظلعي زورقنا
واعبري ما شئتِ بين الضفتين
وارسميني مثل حبات الندى
فوق كفيگِ وفوق القدمين
الهوى يا غادتي ارجوحة
نحنٌ فيها كبقايا طفلتين
منذٌ أن كنّا صغيرين هنا
والهوى يكبر مثل النخلتين
وثمارٌ الحبِ فينا أينعت
مثلما أينع نخل الرافدين
اقطفي ما شئتِ مني فأنا
رَهْنٌ رمشيگِ ورهنٌ الحاجبين
****
أمل
لن ألعن الظلام والمطر
لن ألعن الحفر
سأشعلٌ القنديل في النهار
وفي الظلام أشعلٌ القمر
كي تعبرين نحو ضفتي هناگ
في موطنٍ خالٍ من البشر
نعانق السماء كالنجوم
وفي الصباح نسأل النهر
عن عاشقينِ عشقا العناق
قد وادعا بعضهما وقت السحر
لا تسأليني من أنا؟ ومن أكون؟
أنا الذي أرسله القَدَرْ
نصفي على نصفگِ منذ آدَمٍ
كالقوسِ حِبنَ يحضن الوتر
لكننا تهنا بحضن الأمنيات
حين نبا في السمع صوت من زأر
محاولاً أن يفصل الرحيق
عن الفراشات من الزَهَر
سوف يعيش الحب في الخريف
حين تساقط الأوراق عالحجر
وحين تسمعين أنني هنا
من بين عينيگ أرى البشر
سيدتي سوف أَرَاگِ دائماً
فاتحة الكتاب من بين السور
****
لَگِ يَا أحساء
لَگِ يا أَحْسَاءٌ عِطْر الأمهاتْ
وصباحاتٌ الندى فى السَوْسَنَاتْ
لَگِ أهزوجةٌ فلاحٍ على
جذعِ نخلاتٍ يٌناغي الثمرات
ورغيفٌ الخبزِ لَمَّا يَسْتَوي
لَگِ أفواهٌٌ دَعَتْ بالرَحَمات
وحصيرٌٌ سَجَدَ الوحيٌ به
لَگِ يدعو في تلايا السَجَدات
أنتِّ يا أَحْسَاءٌ ما أنت سوى
قطبٌ هذا الكون في كل الجهات
****
شعبي:
شيل كفگ
شيل كفگ عن اخدودگ لا صرت زعلان
تدري الكون يخسف من يزعلونگ
وادموعگ ندى صبح اومطر نيسان
من تهمل ورد ينبت على اجفونگ
واذا تضحگ يحن البحر عالشطئان
تبقى إشراع يرقص من يفلونگ
أريدگ بيت صرت احدود للبنيان
وابقلبي اضمگ لا يهدمونگ
تظل انته الورد وانظل الگ أغصان
نحملگ فوق ما نرضى يقطعونگ
بس ريحگ يفوح او نرسمه بالوان
وانعلبه عطر لحباب ابشمونگ
جديد الموقع
- 2025-01-06 العمل التطوعي بالمطيرفي "مركز إكرام الموتى ونادي التاج الرياضي"نموذجين يحتذى بهما
- 2025-01-06 افراح العبدالنبي والغزال في قاعة نيارة الاحساء
- 2025-01-05 افراح الموسى والحمادة في قاعة أماسي الطرف بالاحساء
- 2025-01-05 الصبر والعوامل المحددة له
- 2025-01-05 الصبر والعوامل المحددة له
- 2025-01-05 الدكتور عبدالله الخضير والدكتورة بشاير محمد يمثّلان الأحساء في الشارقة
- 2025-01-05 ( لغز القصيدة وفق التحليل النفسي) امسية بجمعية الادب بالاحساء
- 2025-01-05 عقد قران الشاب جعفر صادق الجاسم تهانينا
- 2025-01-05 اللقاء..
- 2025-01-04 الحياة والأمل