2024/11/30 | 0 | 1244
هل نبحر نحو الهلاك؟
أجسادنا هي السفينة التي تحملنا في رحلة الحياة، رفيقة الدرب في كل خطوة، وصاحبة الفضل في قدرتنا على العيش والإبداع. ومع ذلك، نرى كثيرًا منا يهتم بتثقيف نفسه وأبنائه في المجالات الدراسية والمالية، متجاهلًا جانبًا أساسيًا: الصحة. فما فائدة الكنوز والمجوهرات إن كانت على متن سفينة تُبحر نحو الغرق؟ وما نفع الأموال والشهادات العلمية إن لم تُسخرها أجساد سليمة للاستفادة والاستمتاع بما لديك؟
ما نمارسه اليوم تجاه أجسادنا لا يتعدى كونه عبثًا واستهتارًا بحياتنا، وتجاهلًا لما هو أثمن ما نملك. نأكل كل شيء، وفي أي وقت، ومن أي مصدر، وكأن عقولنا تتوقف عن العمل أمام مائدة الطعام. طبقٌ يفيض بالدهون والمواد المهدرجة الفتاكة لا يُثير فينا سوى الشهية، رغم إدراكنا التام أنه يفتك بجهازنا الهضمي يومًا بعد يوم، بل نُقدّمه لأبنائنا دون وعي أو مبالاة.
ثم ماذا؟ الرياضة لا تُمارس إلا من باب التسلية، والنوم لا يأتي إلا بعد أن يعجزنا السهر، والسكريات أصبحت إدمانًا ينهك بنكرياسنا، والماء الطبيعي الذي يُفترض أن يروي عطشنا استبدلناه بالمشروبات الغازية. أما النيكوتين والكافيين، فتلك قصة أخرى من قصص الاستهلاك المفرط. التدخين، بأشكاله التقليدية والإلكترونية، بات سلوكًا شائعًا، رغم إدراك الجميع لخطورته القاتلة. ناهيك عن مساوئ مواد مازلنا نجهل خطرها كالبلاستيك، اذ انه يسبب تسمم كيميائي واطلاقه لغازات سامة قد تسبب امراض خطيره كالسرطان وامراض الجهاز التنفسي إلخ.
هذا النهج المحزن والمتبع في التعامل مع أجسادنا ما هو إلا نذير شؤم يُقرع بقوة في جسد البشرية. عواقبه تمتد إلى أمراض مزمنة، وضعف مناعة، وتهديدات تطال الصحة الجسدية والعقلية على حد سواء. كيف يُبدع الإنسان أو ينتج وهو يعاني من هشاشة غذائية وجسد منهك؟
إلى أين سنصل؟
سؤال مطروح بمرارة، لأن استمرارنا في هذا الطريق سيقودنا إلى مستقبل مظلم، أجيال ضعيفة، وأحلام لا تتحقق لأن الجسد الذي يحملها قد انهار. لن يتغير الواقع إلا بوعي وإصلاح عاجل لما نهدره يوميًا من صحة، وقبل فوات الأوان. أخشى وبحرقه ان لا نعيش طويلا ونحن بصحه جيدة. لنبحر بسفننا نحو بر الأمان , ونسلم اجيالنا القادمة بوصلة تقودهم الى حياة صحية ومشرقة.
جديد الموقع
- 2025-01-07 هل هناك معيار عالمي موحد لقياس نمو الطفل؟
- 2025-01-07 تقلبات الهرمونات ليست خاصة بالإناث فقط بل للرجال دورة هرمونية يومية تتزامن مع تقلص حجم أدمغتهم من الصباح إلى الليل وتستعيد حجمها الطبيعي أثناء الليل
- 2025-01-06 العمل التطوعي بالمطيرفي "مركز إكرام الموتى ونادي التاج الرياضي"نموذجين يحتذى بهما
- 2025-01-06 افراح العبدالنبي والغزال في قاعة نيارة الاحساء
- 2025-01-05 افراح الموسى والحمادة في قاعة أماسي الطرف بالاحساء
- 2025-01-05 الصبر والعوامل المحددة له
- 2025-01-05 الصبر والعوامل المحددة له
- 2025-01-05 الدكتور عبدالله الخضير والدكتورة بشاير محمد يمثّلان الأحساء في الشارقة
- 2025-01-05 ( لغز القصيدة وفق التحليل النفسي) امسية بجمعية الادب بالاحساء
- 2025-01-05 عقد قران الشاب جعفر صادق الجاسم تهانينا
تعليقات
Ali
2024-12-09عندما يتغذى العقل يدرك حامله مخاطر التصرفاته السيئة التي سيعاني منها عاجلا ام اجلا، ولذا فإن المحافظة على هذه الجوهرة هي الأهم وبها يمكن الادراك ثم الاستقامة، جعلنا الله من أصحاب العقول الواعية
خالد حسن الحريقة
2024-12-09الله الله الله سيدنا جميل موضوع مهم جدا وفي غاية الأهميه والله العظيم شكرا لك سيدنا على المواضيع المفيدة والموقض لنا في هذه الحياة أنت كسفينة التي تبحر بنا كل يوم في بحر يوما في بحر الإهمتام بصحة ويمن في النصوص القرآنيه والربط الجميل بالموضوع شكرا سيدنا من أعماق القلب
Ahmad alzyle
2024-12-09الصحة عنوان البداية و النهاية فلا حياة بدون الصحة عنوان مميز و حروف مثمرة
فهد بن علي الداوودي
2024-12-10كلام سليم بارك الله فيك على هذه الملاحظة ولكن هل من يستجيب لذلك لا يستجيب الا من وقع في المشكلة ربي يحفظك تكلمنا مع من هم حولنا كثير ولكن لا حياة من تنادي
حسن عبدالله سبتي النخلي
2024-12-10بارك الله فيك إبداع ومعلومات قيمة بأسلوب مثالي.
علي فيصل كابوس
2024-12-11لا اجد طريقة احييكم بها علا ما طرحتموه من انغام تناسب احتياجاتنا وتنير تقصيرنا اتجاه ما نصنع بي انفسنا و اولادنا ولاكن بعد ان احيكم بتحية الاسلام والصلاه على الحبيب المصطفى ارجو الله ان يمدنا ويمدك بالصحة والعافية ونسأل الله ان يمدكم بالعطاء والخير والبركة في طريق ما طرحتموه .
احمد هاشم
2024-12-11تطرق جميل يا استاذ حسام وتشبيه جميل تشبيهك للجسد والسفينه
ابو محمد
2024-12-14سلمت أناملك
αhm℮d αιζαιwαŋi
2024-12-14وفقت في انتقاء الموضوع موفق ي حبيب قلبي ي سيد والقادم اجمل ي حبيبي
7US.
2024-12-14سلمت اناملك حسام ، تمنايتي لك بالتوفيق
محمد ال ذاهب
2024-12-17عزيزي المبدع حسام في كل مقال اقرأه استشعر قدرتك الإبداعية في صياغة جمل رائعة و اختيار ألفاظ دقيقة تجذب بها القاريء وتبحر به بأسلوب سلس يحاكي واقع الحياة. أسلوبك وأفكارك النابعة من مشاهداتك ينم عن نظرة واقعية و قرآءة لواقع و ممارسات يومية قد تكون في اغلبها، و للأسف، ممارسات غير صحية. ولكن هو الواقع وهي الحقيقة! احسنت و أبدعت.