ظهور طفح جلدي ارجواني على وجه طفل, مصدر الصورة: Vision Center
طفل يبلغ ثمان سنوات أٌصيب بطفح جلدي لونه أحمر في الوجه مباشرة بعد نوبة تقيء قسري بعد تناوله شراب الباراسيتامول (1) لعلاج صداع كان يعاني منه. نفى المريض شعوره بحكة في الجلد أو ألم بسبب الآفات (الطفح الجلدي). لم يعاني الطفل من إصابة سابقة بالحمى أو عدوى الجهاز التنفسي العلوي (2). لا توجد آفات مشابهة (طفح جلدي مشابه) في أي موضع آخر من الجسم. كانت نتائج الفحص طبيعية باستثناء وجود فرفرية [بقع أرجوانية نزفية متعددة (3 - 5)] غير ملموسة وطفح جلدي نقطي قليل (الصورة أدناه). كان لدى الطفل تاريخ لطفح جلدي يظهر على وجه بعد السعال. وكان لدى أبيه حالة مشابهة في الماضي. فحص طبيب الأطفال هذا الطفل في نفس اليوم الذي زار فيه العيادة بسبب نزلة برد سائدة كان يعاني منها. عُملت له فحوصات العد الدموي الشامل (تعداد الدم الكامل) (6). نتيجة فحص مستوى الهيموغلوبين في الدم (7) كانت 126 غم / لتر، ونتيجة فحص الصفائح الدموية (8) كانت 312 × 109 / لتر، وعدد خلايا (كريات) الدم البيضاء (9) كان 5.87 × 109 / لتر.
تحدث ظاهرة الطفح الجلدي هذه نتيجة زيادة الضغط داخل لُمعة (تجويف lumina) الأوعية الدموية بسبب الارتفاع المفاجئ للضغط في التجويف الصدري نتيجة للأسباب التالية؛ تقيؤ ، مناورة فالسالفا [محاولة الزفير ومجرى التنفس مسدود] (10)، سعال، بكاء، ولادة، أو عملية تنظير داخلي (استخدام منظار للكشف الباطني). الأسباب الأنفة الذكر وصفت سابقًا على أنها تؤدي إلى هذه الظاهرة (11). وهي تؤثر في الأوعية الدموية للأنسجة المترهلة في الوجه والرقبة. أعراض هذه الطاهرة سببت قلقًا للمريض وأسرته وقد تضلّل الطبيب وتجعله يعمل فحوصات لا داعي لها لمعرفة طبيعة هذه الظاهرة.
موضع الطفح الجلدي في وجه وجزء من رقبة الطفل من شأنه أن يجعل التشخيص سهلاً لو كان مؤشر الشك مرتفعًا (12). التشخيصات الفارقة [مجموع التشخيصات المحتملة لمرض أو عرض معين (13)] للبقع الأرجوانية في الوجه عند الأطفال تشمل التالي: التهاب وعائي مرتبط بالهيموغلوبين أ (14) والذئبة الحمراء (15)، والفرفرية الأرجوانية قليلة الصفيحات (16)، والوذمة النزفية الحادة، والبقع الأرجوانية الخاطفة (17)، والطفح الدوائي (18)، والداء النشواني (19)، والرضخات (20). اللون الأرجواني الذي ظهر على الطفل بعد التقيؤ يعتبر حالة تشفى لوحدها دون الحاجة إلى دواء أو تدخل علاجي وعادةً ما تختفي في غضون بضعة أيام (21).
على الأطباء أن يكونوا على دراية بهذا التشخيص بعد أخذ تاريخ المريض والفحص الطبي (السريريّ) ومواضع الطفح الجلدي. يمكن أن تساعد الفحوصات المخبرية الأساسية في تشخيص هذه الظاهرة وذلك من خلال استبعاد الأسباب الأخرى التي يجب أيضًا أخذها في الاعتبار في الحالات الحادة دون الحاجة إلى مزيد من الفحوصات. ويجب طمأنة الأهل بشآن طبيعة الحالة الحميدة والتي لا تحتاج إلى علاج.