2008/06/11 | 2 | 4052
التعددية الفكرية السبيل الحضاري نحو التقدم
من خلال هذه القاعدة نقول أن مفهوم التعددية موجود مع وجود الإنسان نفسه على مسرح الحياة وان الفرد يمارس التعددية شاء أم أبى , إلا إذا أراد أن يكون هذا الإنسان تبعياً بمعنى التقليد الأعمى للآخرين دون استخدام العقل الواعي . حديثنا عن الشخصية التي تملك حرية في التفكير و حرية في الاختيار و حرية في اتخاذ القرار بناءً على مواقفه و اقتناعاته الشخصية . هذا الاختلاف لا الخلاف يمكنه أن يصبح نقطة انطلاق نحو التقدم و نحو الإبداع و نحو التميز وكل ذلك في إطار حدود الإسلام و لا يمكننا أن نغفل أن الإسلام قد أعطى الحرية في إبداء الرأي و أعطى الحرية في اتخاذ القرار و شدد كثيرا على مبدأ الحوار ونظر إلى التعددية على أساس أنها الأرضية التي تسمح بوجود أساليب وطرق و مناهج متعددة تعطي المساحة الواسعة في اتخاذ السبل و الطرق و المنهج المناسب على أساس من التوافق و الاقتناع الموضوعي الواقعي لا على أساس من التسلط و التفرد بالرأي و اختطاف الموقف .
إن الإنسان الذي يبتغي أن يعتنق منهجا معيناً أو اتجاهاً خاصا فليفعل ذلك بشرط احترام أراء و مبادئ الآخرين وعدم الإساءة لهم وعلى الفرد العمل في ما يراه مناسبا ويحدد الأوليات بشرط أن تكون هذه الأعمال موجة لخدمة الإسلام و ليس موجهة ضد احد . من خلال كل ذلك نستطيع أن نقول أن الأمة التي لا تستفيد من مواردها هي امة غير واعية و غير رشيدة . أي أن الإسلام بما يطرحه من مفاهيم و مبادئ و أفكار و اتجاهات سواء أكانت متعلقة بالفقه او بالسياسة او بالقضايا الاجتماعية او الاقتصادية هي موارد ضخمة ينبغي على الأمة استغلالها و لا ينبغي ان تهتم بمنبع واحد و تغض الطرف عن المنابع و الخيرات الأخرى . في الأخير لا شك ان الكل يثمن الخطوات البناءة لخادم الحرمين الشريفين في عقد المؤتمرات و اللقاءات و الحوارات التي تقرب وجهات النظر و ان الجميع يجب ان يؤمن بالتعددية و قبول الأخر و التعايش معه فلا خيار لنا غير ذلك وحتى نكون من ضمن الفئة و الطيعة المتقدمة التي تمهد الدرب للإنسانية الواعية .
جديد الموقع
- 2025-02-06 نظرية وحدة الأفق في الميزان الفلكي..نقض علمي
- 2025-02-06 السهلة الأدبي يناقش إشكالية الصراع في الثقافة الإسلامية
- 2025-02-05 عقد قران الشاب أحمد ابن المرحوم محمد طاهر البخيتان تهانينا
- 2025-01-25 رجال تمنيّتُ اللقاء بهم
- 2025-01-24 مركز بر حي الملك فهد يستضيف ورشة العمل المقدمة للمدراء
- 2025-01-24 افراح العمران والقطان في أماسي الجوهرة بالاحساء
- 2025-01-24 شكرًا للطاقم الطبي في مستشفي الموسى التخصصي على رعايته لابن الزميل الإعلامي زهير الغزال
- 2025-01-23 الاحتيال.. أنواعه وآثاره.
- 2025-01-23 حول تجربة التحديث في المملكة
- 2025-01-23 حول تجربة التحديث في المملكة
تعليقات
ابن الشرق
2008-06-11تحية .. إكبار وإجلال لهذا القلم المعطاء , والذي قدم لنا أصلٌ من أصول الفن التعاملي الإجتماعي الفكري.أضيف معلقاً على هذا الطرح السامي , أن التعددية والإختلاف هي دليل النمو وأن المجتمع يمر بمراحله الطبيعية من حيث توالد الفكر ومن ثم ترجمتها على السياق الذي يخدمها .لذا نرى أن هذا الحيز لابد أن لايستأثر به وأن لا تحجم العقول في مسار واحد , بل أن المقصد النشود هو ما أشار اليه الفيلسوف الفذ و وتد العلم الراسخ اية الله السيد محمد باقر الصدر (قدس) من حيث الطرح التنويري في (تعدد الأدوار و وحدة الهدف)
ابن الشرق
2008-06-11وكما لابد من إيضاح أدب الإختلاف , حيث يتمحور ذلك في ثلاثة عناصر: 1- إحترام حقوق الأخوة . فلابد من حفظ الحقوق الأخوية كاملة لمن نختلف معه في فكرياً او معتقدنا . 2- الغاية . وهي أن يكون النُشد الى الحقيقة . ويندرج تحت هذا العنصر الإلمام بالمادة الفكرية من حيث جوانبها ودلالتها, ومراقبة الله تعالى في الحكم على النتاج الفكري بالأخذ بكل الجوانب . 3- الموضوعية ويندرج تحت هذا العنصر أن يتسربل البحث بعلميته وطريقته الصحيحه. لك .. كل الشكر واصل علي على هذا الإثراء العظيم.