2021/12/27 | 0 | 2451
في تأبين الأخت المرحومة أم حسن هناء المهنا
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: " أحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده، وأقومهم بحقه، الذين يحبب إليهم المعروف وفعاله".
من يتأمل معنى هذا الحديث النبوي علاقة حب الله لعباده اقترن بالمنفعة للغير يخدمون المجتمع ويتفانون في العطاء، يرسمون الابتسامة على اليتيم والمحتاج ويقدمون كل ما بوسعهم لأخوانهم.
علاقة البشر لا تقتصر على قرابة الدم والنسب لكن هناك علاقة اقوى العلاقة الإنسانية السامية يشترك في عناوينها اصحاب العطاء والإيثار، حين يتبرع الإنسان لأخيه المساعدة ومد يد العون ويخدمه أو ما يعرف بأدبيات الإدارة الحديثة (التطوع).
من يتخذ التطوع شعارا في حياته، يخدم المجتمع يؤسس علاقات اخوية أقوى وتبقى متينة من خلال العطاء الدائم حتى بعد الرحيل، الهموم المشتركة والأنشطة الاجتماعية، والروابط التي تتجاوز العلاقات الشخصية والمبنية على العمل المشترك وحب الآخر، سواء عمل رسمي أو نشاط اجتماعي تطوعي يخلق عند الأفراد علاقات أخوة واحترام لا تنسى وتبقى آثارها في القلوب وذكراها منقوشة بالنفوس، العلاقات التطوعية الاجتماعية حتى لو كانت قصيرة وقليلة لكن تقوى بوقود الإيثار وخدمة الآخر ولعل هذه القوة غير مرئية بالنظر لكنها تسمو بشعور خفي كلما كان اساسها الاخلاص والصدق في العطاء وخدمة الناس بحب وإيثار.
مؤشرات تميز المرء بعطائه لأسرته ولمجتمعه في حياته، وينتهي عطائه بموته وهناك اشخاص يمتد عطائهم بما تركوه من آثار في من حولهم بعد الموت.
حين يفقد المجتمع عضوا كان فاعلا وناشطا بخدمة الناس والمؤسسات الاجتماعية والثقافية وتنطبق عليه عناوين الإيثار والتضحية بالوقت والمال يبقى اسمه مضيئا في ذاكرة المجتمع ويستحق التقدير والاحترام واحياء ذكره حتى يكون قدوة لغيره وهذا ما ينطبق على الأخت المرحومة هناء مسلم المهنا أم حسن.
في مجتمعنا،من النادر ذكر المرأة بالرغم أن حياتها مبنية على العطاء في أسرتها وبيتها ومجتمعها، تعيش التطوع منذ طفولتها لأخوتها ولأبنائها ولمجتمعها، المرأة اعتادت العطاء والإيثار أما وأختا وزوجة، هكذا هي الأخت الناشطة الاجتماعية المرحومة هناء المهناء (أم حسن)، بعد معاناة مع المرض لأكثر من ٦ سنوات، رحلت إلى جوار ربها بعد عمل رسمي في دار الرعاية الاجتماعية تجاوز عملها وعطاء الواجبات المهنية الرسمية، عرفتها الجمعيات بأهتمامها باليتيمات، تنسق مع اللجان الاجتماعية لتنفيذ فعاليات وأنشطة من أجل الأطفال والأيتام، تبادر في أعمال خيرية عائلية واجتماعية ووطنية، معروفة لدى الجمعيات الخيرية والفعاليات الثقافية، لها نشاطاتها المميزة في توسماستر، وأنشطة اجتماعية نسائية عديدة لا تنتظر أن تدعى لنشاط، لكنها تبادر بالعمل والعطاء لها لمساتها في العمل التطوعي والمؤسسات الاجتماعية.
كثير ممن عرفوها طلبوا منها ترشيح نفسها بالمجلس البلدي لعطائها الاجتماعي والتنموي.
ما ذكره الأخ العزيز طالب المطاوعة (ابومجتبى) من انجازات وعطاء، البارحة ليلة السبت في تأبينها ومرور أربعين يوما على وفاتها دليل على أن حياتها كانت مليئة بالنشاطات والأعمال الاجتماعية الخيرية، كانت لأسرتها مثال وكانت للمجتمع شجرة عطاء، فاستحقت ما أطلق عليها بتأبينها (سيدة المثل ودوحة العطاء).
مثل هذه السيدة المعطاءة أم حسن التي ساهمت في تأسيس عدة نشاطات وأشرفت على كثير من الفعاليات وكانت القاسم المشترك في برامج اجتماعية وثقافية متنوعة، من حقها على المجتمع تخليد اسمها ولو بجائزة تكريمية باسمها يخلد اسمها بعد الرحيل وتكون قدوة مذكورة بين الفتيات.
نامت بين التراب وما زال فؤادها ينبض للأخوة والعطاء، وكفها مملوء بالشهد والورود
قبرها لمن زارها دوحة ينبت ثمارا وزهور.
رحمك الله ام حسن وعظم الله أجر أسرتك والمجتمع الاحسائي.
جديد الموقع
- 2024-06-30 العيون الخيرية بالاحساء تسلم الوحدة السكنية السابعة ضمن برنامج الإسكان التنموي
- 2024-06-30 افراح الفضل والحميد بالاحساء
- 2024-06-30 اختراع طبي سعودي للكشف المبكر عن مشكلات الجنين وتعزيز صحة الأم
- 2024-06-30 أقراح البحراني والملبو تهانينا
- 2024-06-30 أفراح المؤمن وبو حليقة تهانينا
- 2024-06-29 صداقات القراءة
- 2024-06-29 إكتشاف سبب جيني جديد للسمنة قد يساعد في إيجاد علاج لها
- 2024-06-29 الفن والأدب في يوتوبيا الطين
- 2024-06-28 زواج الفضل وال الحميد في قاعة فايف ستار بالاحساء
- 2024-06-28 "سلطان" يدخل القفص الذهبي .. ابن الإعلامي جعفر السلطان