ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين (عليه السلام)حداد يديم أرتداء السواد

عام بعد عام يترقب المؤمنون مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) ويعمدون إلى أحيائها وتعظيم شعائرها. ولا ينسى الصغير فضلاً عن الكبير منهم أي من تلك المناسبات, بل تجدهم يتذاكرون فيما بينهم مواعيدها وأوقات أحيائها. وأكثر من ذلك يحرصون على أن يكون الجميع فيما بينهم قد أستعد وتأهب لإحياء أي مناسبة ما من تلك المناسبات.

    من هذا وانطلاقاً من قول الباري جل وعلا: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" وسيرا على النهج العاشورائي في تعظيم شعائر الله عز وجل, أقامة مكتبة الإمام الخوئي (قدس سره الشريف) مراسم ذكرى استشهاد الإمام الرابع من الأئمة الإثني عشر (عليهم السلام) وهو الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الإمام الحسين بن الإمام علي (عليهم السلام).
    وكانت مكتبة الإمام الخوئي (قدس) ممثلة في لجنة الاحتفالات قد دعت المؤمنين والمؤمنات إلى حضور برنامجها المعد خصيصاً لإحياء هذه الذكرى الأليمة في حسينية الزهراء (عليها السلام) للرجال, وفي حسينية المرتضى (عليه السلام) للنساء. وذلك في ليلة الأربعاء من مساء يوم الثلاثاء الموافق 24/1/1428هـ عند تمام الساعة السابعة مساءاً. وجاء البرنامج على النحو التالي:
محاضرة لسماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد: 
    وقد تطرق خلالها إلى موضوع الشباب وماله من دور بارز في بناء المجتمعات والأمم, واستجلب فيها بعض النماذج الرائعة من الشباب المسلم الذي كان يحيط  بأشرف وأحسن المخلوقات سيدنا ونبينا المصطفى محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم), وما كان لهذا الشباب من دور بارز في التضحية من أجل نصرة وإقامة الحق والدين. كما تطرق إلى ضرورة التنبه إلى ما يبث من سموم في الأجواء الإسلامية الطيبة من قبل أعداء الأمة بغية تعكيرها وتغرير وتضليل وإحادة الشباب المؤمن عن الطريق الحق المستقيم, وذلك من خلال جعله وعن طريق ما يؤمن به ضالاً غير مسترشد وتائها في ظلمة الباطل بعيداً عن نور الحق,  مشيراً بذلك إلى وسيلة الإعلام وبالتحديد ما تقوم به بعض القنوات الاسترزاقيه من إبراز شخصيات كشف خلال حديثه عنها أنها تدعي التدين وهي إنما تقوم بالدجل وغيره من أمور لا تبتغي من وراء العمل بها سوا ما تجنيه تلك المحطات الفضائية من وراء اتصالات مشاهديها.
    وقد استحضر سماحته المواقف التاريخية لواقعة الطف الخالدة والتي تحكي خلال أحداث مجرياتها مشاهد واضحة وجلية عن فترة شباب الإمام زين العابدين (عليه السلام). وتحدث أيضاً عن دور الإمام زين العابدين (عليه السلام) في استمرار الثورة الحسينية, ومن واقعة دخول الإمام (عليه السلام) ومعه السبايا من آل الرسول (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) إلى مجلس يزيد (لعنه الله) تدرج سماحة الشيخ إلى ذكر مصيبة استشهاد الإمام علي السجاد (عليه السلام) ودمجها بأبيات النعي والرثاء مجهشاً بذلك المؤمنين بالبكاء ومذرفاً لدموعهم على مصيبة تفطر القلوب لذكرها. 

 مراسم اللطم:

أحيا المؤمنون مراسم اللطم لذكرى استشهاد الإمام زين العابدين (عليه السلام) من خلال قصائد الرثاء والتي أداها ثلة من رواديد القرية شاركهم المؤمنون باللطم وترديد المستهل. وكانت على النحو التالي:
• قصيدة رثاء لطمية أداها الرادود/ علي العبدالعظيم. جاء في مستهلها:
إني سليل المصطفى والبضعة الزهراء        ما زال جرحي نازفاً مـن يـوم عاشـوراء
كـــــم شــاهـــدت عــيــنــي iiالـــبـــلا                  قـــــــــد أفــجــعــتــنــي iiكـــــربـــــلا

• قصيدة رثاء لطمية أداها الرادود/ واصل الجاسم. جاء في مستهلها:

بسمك يشبل احسين        اصــرخ وديــر iiالـعـيـن
واهتف عجيب iiهاليوم        المثلك يظل iiمسمـوم
اصــرخ ودير العين
• قصيدة رثاء لطمية وكانت من أداء الرادود/ حبيب البجحان. جاء في مستهلها:

دمعتي ودمع الموالي        اتشيعك يا خيـر iiوالـي

زادت محـنـه iiوالـبـلايـا

• مشهد تمثيلي لفرقة العمل المسرحي بالقرية شارك فيه بعض الرواديد, وقد صور المشهد التاريخي المؤلم والذي جرت أحداثه بين الإمام زين العابدين (عليه السلام) وأبو حمزة الثمالي. وختم المشهد بقصيدة نعي أداها الرادود عيسى البجحان. جاء في مطلعها:

قلبي يبـو حمـزة تراهـو أتفطـر iiاوذاب        مثل المصيبة اللي دهتنه محّد انصاب
ذيـج الأقمـار اللـي ابمنازلنـه iiيزهـرون        والليـل كلـه مـن العبـاده مـا iiيهجعـون

• عقب المشهد شارك المؤمنون الرادود عيسى البجحان قصيدة الاستنهاض للإمام المهدي (عجل الله فرجه), وهنا برزت صورة الرغبة الصادقة لدى المؤمنين وكذا الحاجة الملحة لخروج ولينا (عليه السلام), حيث أنتظم المؤمنين بدون حاجة للمنظمين بل وعلى شكل تلقائي شكلوا حلقات فيما بينهم وبانت حماستهم في اللطم وترديدهم لهذا المستهل:

يا إمـام العصـر iiبينـا         غيّم اسحاب iiالكـدر
والدهـر غايـر iiعلينـا        غيّم اسحاب iiالكـدر
قـوم ليـنـا iiبالعـجـل          انهض بسيف العدل

 ضيافة الإمام زين العابدين (عليه السلام):
تناول المؤمنون بركة الإمام السجاد (عليه السلام), بعد انتهاء مراسم اللطم في مشهد أخير توج جهود لجنة الاحتفالات في مكتبة الإمام الخوئي (قدس), حيث هناك وعلى السفرة الواحدة تجسدت الكثير من المعاني الاجتماعية الجميلة ودسمة جميعُ الأيادي ببركة آل بيتٍ همُ أكرم من أفترش للزادِ.