2024/06/15 | 0 | 382
دليل الحكمة في القرآن الكريم
قال تعالى ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
الحكمة في اللغة العربية
(هي العلم بحقائق الأشياء)
ورد في الآية الكريمة
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
الأمور كما هي التي ظهرت في الحكمة التي أوتيها لقمان هي معرفة حقيقة الشكر وأنه راجع للنفس، والكفر حقيقته يضر بصاحبه لحقيقة أن الله غني عن العالمين
ورد في الرواية المباركة
(اللهم أرني الأشياء كما هي)
اي اجعلني مطلع على عالم الحقيقه واكشف لي مقام الفؤاد
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ
كما هو واضح جلي أن الآيات تشير لمقام الفؤاد المطلع الذي لا يكذب بالحقيقة ولا يزيغ عنها وفي ذلك المقام لا مراء ولا جدل في الحقائق بل هي ترقي من حقيقة لأخرى بشكل دائم ومستمر، إنه جمال وعذوبة عالم الحقائق حتى الوصول إلى منتهى الأشياء وآخر الحقائق التي لا تنفد، بل هي متواصلة بالعطاء بأذن ربها تأوي من يدنو منها فيكون في كنفها ونورها وجنانها، وحتى الحقيقة نفسها، كما أنها متجددة لطالبها هي متجدده لنفسها، ومستزيدة بشكل دائم في نفسها ومقامها، فلا تزل تذهل وتبهر وتنور طالبها، فلا يرى سواها ويبقى مترقٍ في آيات عظمتها وجمالها، فلا ترى في مقام المحبوب والمحب أكبر من آياتها
يقول الشيخ الأوحد الأحسائي قدس سره
في دليل الحكمة:
(وهو آلة المعارف الحقية وبه يعرف الله ويعرف ما سواه)
مستنده: الفؤاد،والنقل
أما النقل: فهو الكتاب والسنة
وأما الفؤاد: فهو أعلى مشاعر الإنسان، وهو نور الله الذي ذكره عليه السلام في قوله (اتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله)
وهو الوجود، لأن الوجود هو الجهة العليا من الإنسان، لأن الوجود لا ينظر إلى نفسه أبداً، بل إلى ربه، كما أن الماهية لا تنظر إلى ربها أبداً بل نتظر إلى نفسها
اما شرطه: فإن تنصف ربك، لأنك حين تنظر بدليل الحكمة أنت تحاكم ربك، وهو يحاكمك إلى فؤادك كما قال سيد الوصيين عليه السلام (لا تحيط به الأوهام، بل تجلى لها بها، وبها امتنع منها، وإليها حاكمها) فربك يخاصمك عندك، فزن بالقسطاط المستقيم وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا
وتقف عند بيانك وتبينك وتبينك على حد قوله تعالى وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
وتنظر في تلك الأحوال كلها بعينه تعالى، لا بعينك؛ لقوله تعالى وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا فهذا نمط دليل الحكمة
انتهى كلام الشيخ قدس سره وبارك الله لنا في علمه ونورنا بنوره
قال الإمام الصادق عليه السلام
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ قال (الفهم والعقل)
آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا
الحكم الإمامة والولاية والعلم وهو العلم بالله، وهو معرفة النفس، والعلم بالأخلاق، والعلم بالاحكام فبالحكم يتصرف الناس في الأشياء، وبالعلم يبلغ التصرف
ثم نبه أن هذا جزاء المحسنين، والمحسنون هم أهل المعرفة، قال هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ وإنما قلنا ذلك لأن الجزاء ثمرة العلم فجعل جزاء العارفين الحكم والعلم
تم النقل من تفسير الأوحد
تجليات الحكمة في الآيات
وكل آية لها ظهور في الحكمة
الحكمة تتجلى بمعنى الخير الكثير
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٦٩ البقرة﴾
الحكمة وتتجلى بمعنى التوحيد مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا ﴿٣٩ الإسراء﴾
الحكمة تتجلى بمعنى أن ان الشكر لله والكفر به يرجع نفعه وضرره لصاحبه
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿١٢ لقمان﴾
الحكمة بمعنى فصل الخطاب الذي لا خلاف عليه (وفصل الخطاب عندكم)
وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ
﴿٢٠ ص﴾
بقية الآيات نضعها للتدبر بين يدي القارئ الكريم
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٢٩ البقرة﴾
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿١٥١ البقرة﴾
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٣١ البقرة﴾
فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٢٥١ البقرة﴾
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ
﴿٤٨ آل عمران﴾
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١ آل عمران﴾
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
﴿١٦٤ آل عمران﴾
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴿٥٤ النساء﴾
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
﴿١١٣ النساء﴾
مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
﴿١١٠ المائدة﴾
ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
﴿١٢٥ النحل﴾
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا
﴿٣٤ الأحزاب﴾
وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ
﴿٦٣ الزخرف﴾
حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ
﴿٥ القمر﴾
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
﴿٢ الجمعة﴾
اللهم الهمنا النور والفهم والعلم والحكمة انك سميع مجيب
جديد الموقع
- 2024-06-27 «قميص بذكريات معطوبة » لمحمد الحرز
- 2024-06-27 جمعية أدباء بالاحساء جلسة الأنس الأدبي السادسة عيد سعيد وإصدار جديد
- 2024-06-27 هل هناك دواعٍ للقلق من مستويات هرمون الضغط النفسي - الكورتيزول - في أجسامنا؟
- 2024-06-27 الكاظمي .. ولغة قومه
- 2024-06-27 معالجة 50 حالة إدمان رقمي
- 2024-06-27 تقنية سعودية لإطالة عمر الفواكه
- 2024-06-27 شعراء يتنافسون في الزهيري
- 2024-06-27 الأحداث والشخصيات وتاريخ الأفكار
- 2024-06-26 عبرات البحراني الولائية تتجلى في أنفاسه العاشورائية.
- 2024-06-26 حفل معايدة بالأضحى ببر الفيصلية بالهفوف