الرياضة
2023/10/19 | 0 | 2618
عزة العالم العامل .. الشيخ المصلي نموذجاً
في الوقت الذي يحمل البعض صورة سلبية عن الحوزوي و البعض الأخر الذي تعدى مرحلة التصور الذهني إلى العمل على نشر ذلك التصور بالتهويل و التعميم المجحف، تطل علينا صورة مشرقة من التفاعل و قوة الارتباط بالحوزوي رغم فداحة الخطب ألا و هو ما فجع به المؤمنين في المدينة المنورة و القطيف و النجف و قم برحيل العالم الرباني آية الله الشيخ مهدي المصلي رضوان الله عليه، واقعاً لقد كان خبراً محزناً و فقداً لا تسد ثلمته.
على تخوم ذلك تنعكس صورة لعالم عامل أي أنه لم يكن صرحاً علمياً أجرداً بل كان جنة غناء ترفل بزهور تجسيد ما تعلمه في أرقى درجات انعكاس المعقول الذهني على الظاهر البدني و السلوكي.
و من المحكات التي تعكس علم العالم إن كان انعكس على نفسه أم لا هو مواطن الاختلاف، فقد استمعت لمحاضرة لهذا العالم الجليل و التي عقدت لمناقشة ما طرحه أحد رجال العالم ، و الذي أثار ضجة في حينه، فقد تناول الشيخ رضوان الله عليه الموضوع بكل هدوء و حتى أنه ذكر اسم المُشكل عليه بكل أريحية و أخذ يفند أقواله مما يخرجك من المحاضرة و أنت تحمل درساً في الموضوعية في حل الإشكالات العلمية بدون تشنج أو عصبية قَدْ تجدها عند من يوغر الصدور على المُشكل عليه.
ما تناقله المؤمنين عن هذا العالم الجليل في وسائل التواصل الاجتماعي هو مدرسة للحوزويين بشكل خاص و للمؤمنين بشكل عام.
فللحوزويين أعطى صورة عن كيف يكون العالم دواراً "بِطِبِّه"متجولاً و منفتحاً على مجتمعه أينما حل مُحكماً "مَراهِمَه" و مُحمياً "مَواسِمَه" سائراً على نهج محمد و آل محمد. فلم يكن العلم حجاباً رغم الوصول إلى أعلى دراجات الفقاهة ، كما ينقله أهل الخبرة عنه، فلقد كان يتصدى لتفقيه المؤمنين حتى عن المسائل الأولية فضلاً عن أعمق المسائل ، محتضناً الجميع بروحية العالم الحاني على أيتام آل محمد.
أما للمؤمنين بشكلٍ عام، فأعطى صورة العالم القريب منهم و الحريص على التواصل معهم و السؤال عنهم.
و أما بالنسبة للمثقفين و أهل الاختصاص فلقد حضرنا نقاشاته عن الطب النبوي مع المختصين من الأطباء الأكاديمين و كان يجيب بتضلع عن مسائلهم. كما كانت لديه بحوث يتلقفها المثقفون لما وجدوا فيها من مواكبة لما يدور من قضايا معاصرة و معالجتها بعلم رصين نقي مبني على هدي النبي و آله.
أما أولئك الذين يكيلون التهم للحوزوي و يعممونها ، فها هو النموذج الراقي و الصورة الناصعة تنعكس بالحزن على فراقها فلا يوجد أصدق من المشاعر في مثل هذه اللحظات، و هي نتاج ما بذره هذا العالم الجليل في النفوس من خلق كريم و علم رصين و نهجٍ قويم طالباً وجه الله تبارك و تعالى. فإن كان هناك صوراً تنفر فهذه صورة مشرقة تمثل مدرسة أهل البيت عليهم السلام
رحم الله شيخنا الجليل و حشره مع أوليائه محمد و آله الطاهرين و عوضنا بمن يسد هذه الثلمة و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و إنا لله و إنا إليه راجعون
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني