2023/09/28 | 0 | 1687
وهذا البلد الأمين
دأبت منذ بضع سنوات في كل عام أن أكتب ما يجيش في صدري عن حبي لوطني في يومه الوطني لكني في هذا السنة أحجمت، ثم ألح علي وحي قلمي ألَّا أترك هذه العادة المكررة لأن التكرار في حب الوطن شغف وانتماء وولاء له، فلست شاعراً فأمدحه بمعلقة عصماء على كعبة حبه، ولا كاتباً أنثر فيه كل كلمات البيان والبديع والمعاني، ولست بساحر أو كاهن لكنني مجنون بحبه فلا تلوموني في حبه فقد شغفني حباً، ولوموا أنفسكم إذا لم تحبوه مثلي حتى الجنون!
حين خلق الله آدم أسكنه في وطن فيه ما لا عين رأت، ولا سمعت به أذن ،ولا خطر على قلب بشر، فأغواه إبليس فأخرجه الله من وطنه إلى الأرض، فحزن حزناً شديداً متحسراً على وطنه الجنة.
وحين أراد الله بناء بيته العتيق اصطفى من المدن والقرى مكة المكرمة، فأمر أبا الأنبياء إبراهيم (ع) ببنائها مع ولده إسماعيل (ع) وحين رفع عمدها دعا الله سبحانه: " رب اجعل هذا البلد آمناً" فتحولت مكة بدعائه من واد غير ذي زرع إلى مهوى لأفئدة الناس يرزقهم فيها من ثمراته لعلهم يشكرون. واصطفى الله من الأنبياء خير من وطئ الثرى فولد في مكة، وحين أخرجه قومه أمره الله بالهجرة إلى يثرب، فقال مخاطباً وطنه: " ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك". وبعد أن استتبت له الأمور في وطنه البديل المدينة المنورة دعا الله سبحانه: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد...".
روي في حديث ضعيف عن النبي (ص): " حب الوطن من الإيمان". ومهما قيل عن الوطن فلن نفيه حقه، هو أغلى ما نملك، فبوجود الدولة الحديثة لن يستطيع إنسان ما أن يعيش في أي دولة، ولا يعتبر مواطناً فيه إلا بإقامة رسمية.
الوطن ليس أرضاً تحدها حدود في جهاته الأصلية والفرعية بل هو هوية، وانتماء، وأهل، ومال وولد، وأمجاد، وتاريخ تليد.
هناك أوطان جاذبة وأوطان طاردة في ظل عالم يموج كبحر لجي، ويغلي كغلي المرجل؛ بسبب حروب وظلم ودكتاتورية وفقر وكوارث طبيعية وصناعية بفعل الإنسان رأينا أوطاناً تطرد أهلها وأوطاناً تجذب أهلها وغيرهم للبقاء فيها، ولما انفجر بركان الربيع العربي في تونس وانتقل كعدوى إلى بعض الدول العربية صار خريفاً لاهباً أسقط العروش وهدم العشوش، وكاد أن يجعل بعضها كعصف مأكول، فأزهر في وطننا حباً ونماءً له، وولاءً لقيادته الرشيدة. وحين هاجت وماجت أيدي الإرهاب وعاثت في أرضنا فساداً وقتلت الأبرياء في المساجد والحسينيات وغيرها، ألم تر كيف فعلنا بهم؟ جعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق. وحين غزا الجار الخؤون الكويت ووضع جيشه عند حدودنا وقفنا في صف قيادتنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، دفاعاً عن وطننا، فدعمتنا معظم دول العالم فاندحر المعتدي صاغراً مهزوماً.
نفط يقول الناس عن وطني
ما أنصفوا وطني هو المجد
تحت تراب وطني معادن جمة، ونفط سال له لعاب الطامعين، لكن فوق ترابه جواهر أغلى من النفط والمعادن هو الإنسان السعودي، همته جبل طويق، ذو تاريخ عريق. ضرب الحوثيون معامل أرامكو بالمسيرات في سبتمبر 2019 فتعطل نصف إنتاجها، واهتزت مصانع العالم، وارتفع سعر النفط، واستطاعت أرامكو إصلاح ما تعطل في زمن وجيز جداً!
نحن سعوديون بإنجازاتنا فخورون، ولمسيرتنا مكملون، وبقيمنا وديننا متمسكون، وبأنفسنا واثقون، وبالله مؤمنون.
بيض صنائعنا، سود وقائعنا
خضر مرابعنا، حمر مواضينا
وطني حلم الطفولة، هاجس الشباب، ذكريات الشيخوخة، مقبرة الغزاة، والمفتدى بكل غال ورخيص.
من أشهر الأحلام والرؤى في التاريخ حلم عزيز مصر الذي رأى "سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخرى يابسات". فسرها سيدنا يوسف (ع) فجعلها رؤية اقتصادية لمدة 14 سنة.
كنا قبل فتح المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه- الرياض متفرقين شذر مذر، نعيش في أوطان متفرقة وقبائل شتى، وكنا طرائق قدداً في ظل انعدام الأمن، فكنا نحلم بوطن واحد ذي اقتصاد مزدهر، فحقق الله حلمنا على يد الملك عبد العزيز الذي كان هو أيضاً يحلم باسترجاع ملك آبائه وأجداده، وواصل أبناؤه الملوك تحقيق أحلامنا بهمة سواعدنا، ولا زلنا نحلم، فطالما حلم بعض المثقفين والاقتصاديين في التسعينيات الميلادية بأن تتبنى الحكومة رؤية شاملة لبلادنا لما سمعوا برؤية ماليزيا، فحقق الله حلمنا برؤية 2030 على يد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فصارت المملكة من أقوى 20 دولة اقتصاديا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظهما الله.
ها نحن في قمة العشرين من شرف
نسابق الريح لا نخشى من الغرق
وسنحلم ونحلم ونحلم وسنحقق أحلامنا ولو كانت فوق هام السحب مادام فينا قلوب تنبض بحب "هذا البلد الأمين" المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين.
كتب المنشد السيد تقي مهدي اليوسف بمناسبة اليوم الوطني الثالث والتسعين
أنشودته "نشيدي.. وطني"
موطني موطني .. همةُ البِناء
يعتلي يعتلي .. قمةَ النَماء
ربُّ العلا حماه - والمجدُ في علاه
والرايةُ الخضراء - تعلو إلى السماء
***
من عذبِ مائكَ أشربُ ،، وبحُضنك أتقلبُ
فلأنت أكرمُ موطنٍ ،، تعلو الى السماء ..
أنت الشموخُ والفخر ،، ولكلِ مجدٍ مُستقر
فلأنت أسمى موطنٍ ،، تعلو إلى السماء ..
يا قُطبَ أجرامِ الفلكْ ،، وعروجَ مُختلفِ الملَكْ
فلأنت أعظمُ موطنٍ ،، تعلو إلى السماء ..
يا بسمةَ الثغرِ الأغرْ ،، وهطولَ زخاتِ المطرْ
فلأنت أجملُ موطنٍ ،، تعلو الى السماء ..
يحميكَ ربُّ العالمين ،، من كيدِ كلِّ الحاقدين
فلأنت أغلى موطنٍ ،، تعلو إلى السماء ..
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني