2021/09/05 | 0 | 2059
الرثاء بين اجترار الألم واجتلاب المواساة
الرثاء فن نبيل ، وليس بفن شعري فائض عن الحاجة، وخال من الجماليات حتى يكون المحرك له الاستكتاب أو طلب الزيادة في رصيد من كتب في مناسبة ما مع نبل ذلك كمطلب وبعده عن النجاعة كنتيجة .
إنه الفن الشعري الذي يجعلك تتنهد وقد أفرغت صدرك من ثقل الآهات الجاثمة عليه، والحزن الذي أخرجت بدفعاته من صدرك لظى الفقد .
إنه أسمى بكثير من أن توضع قصيدتك أو نصك كرقم من أرقام الراثين تبتعد في روحها عن استشعار مواطن التحزين وتهييج المصاب، بل وتعيدك لأتون الألم خالي الوفاض من قرص المواساة التي تعادل هنا الشعر الحقيقي ونموذج الرثاء الأولى.
لا أحتاج من يذكرني
- كمفجوع- بأني افتقدت علما من الأعلام، أو حبيبا من الأحبة، فهل نسيت معاناتي حتى أحتاج تجديدها؟!
إن فعل ذلك لهو أشبه بأن أخرجك من بئر آه، لأرديك في بئر آخر من الهم وتجديد الثكل ، وهذا ما يحسن أن نبتعد عنه في شعر الرثاء.
إن شعر الرثاء في سموه يجعلك تخرج من حزنك الذي كنت فيه ذاهلا، ويدخلك عبر قنطرة الكلمات لجنة اللغة ودهشة الصور، وتلك الشهقة التي تتفاعل معها بشيء من انتقال الإثر الإيجابي ،وقد أحسست بالمواساة واكتمال نصابها من الراثي، لأنه قد أتحفتك بتحفته البديعة .
إن الإبداع في الرثاء يكمن في تسلية المصاب والمفجوع بإخراجه من ذهول الألم وغشاوة الوجع إلى دفء الاحتضان وصدق المواساة في إربات الأكف فوق المتون الملتهبة.
ولا نعني بذلك ألا نبكي أو تنساب أدمعنا تلقائيا لذلك، وأن نعرف مكانة هذا المفقود، أو نتفاعل كما يتفاعل المصاب في مصيبته التفاعل الفطري، بل يدفعنا هذا الرثاء لإكمال قيم المرثي، ونسير بما سار جماله وكماله به وعليه.
إن شعر الرثاء ليس للموتى بل للأحياء، فتأمل .!
وهنا حتى أعظِم قصيدة الرثاء أستحضر مقولة الشاعر صلاح بن هندي: " قصيدة الرثاء كقبلة الحياة ربما يعود بها الميت إلى الحياة من جديد".
جديد الموقع
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء
- 2024-05-18 التمار والحسان تحتفل بزواج ابنيها " علي وحيدر "
- 2024-05-18 قطوف دانية من كلام الإمام الرضا (عليه السلام)
- 2024-05-18 مشهد الطروبة "في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام"
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ