2021/04/12 | 0 | 2335
فن الاعتذار
الاعتذار من الأساليب الراقية بين الناس و على من لا يعرفه ان يتعلمه ، و يكون أرقى إذا كان بين الأصدقاء او بين الأب و ابناءه و بناته و يعلو أكثر من ذلك ليكون بين الزوج و زوجته
و اعلاه ما كان للأم و الأب ...
الاعتذار ليس فقط عن زلة لسان او خطأ في حق إنسان
قد يكون الاعتذار لسوء فهم الٱخر لك او للتخلف او التأخر عن موعد بينك و بين الٱخر
يظن الكثير من الناس أن الاعتذار يحط من قيمته في نفسه و عند الناس
للأسف الكثير منا تربى و هو يظن انه منزه عن الأخطاء او يستحيل ان يصدر منه تقصير في حقوق الٱخرين مجرد ظن منه ، نعم بالفعل هكذا تربينا لانك عشت في أحضان أمك التي هي تحبك أصدق الحب و تغفر لك كل زلاتك بل هي لا ترى منك اي زلة لحبها الشديد لك ، و كذا صديقك المقرب لك يقبلك بكل اخطاءك التي فيك و يحبك بها ..
لكن باقي المحتمع لن يغفر لك اي زلة ، فلابد من الاعتذار
ثم هل يعني غفران امك و صديقك المقرب لأخطاءك ان لا تعتذر منهم
في الحقيقة هم اولى من تعتذر منهم و تبادلهم حبا أكثر من حبهم
فإن لم تفعل فتلك منك وقاحة و تقصير
و لذا تجد المدلل من قبل الام او الأصدقاء لا يحسن فن الاعتذار و اللطافة ، لا يجيد كلمة-ٱسف - التي تمسح أخطاءه و تعلي قدره عند الٱخر ،
الاعتذار يتصارع داخلنا مع الأنا التي غرسها فينا المجتمع ، لذا تجد الكثير منا يقول في نفسه :
أعتذر أم اسكت و تمر المسألة كأن شيئا لم يحدث ..و يساعده في ذلك غض الطرف عن ذلك الخطأ ،
لكنها تبقى للأسف محفورة في اللاوعي و تتجمع في هذا المستودع الكبير الكثير من الأخطاء التي صدرت بحقه من الٱخرين و تتفاقم إلى تجد الفرصة للخروج بشكل متوحش و تنقض على الطرف الٱخر و حينها يتساءل الجاني : ماذا بالك يا صديقي تنهال علي كوحش مفترس ..
و مع ان الاعتذار سهل جدا إلا أنه صعب على النفوس المتضخمة الأنا
نحن للأسف نقرأ و نتفاعل مع القصص و الروايات و الأفلام لكننا نجعل انفسنا الطرف المسالم في تلك القصص و الأفلام مع اننا قد نكون الطرف الجاني
و لو اكتشف البعض منا انه هو الطرف الجاني لما استساغ مشاهدة تلك الافلام او قراءة تلك الرواية
نحن للأسف لا نجعل أنفسنا مخطئين أو مقصرين دائما ننتصر لانفسنا و انانا حتى لو ابتعد عنا كل الناس ، سنجعلهم كلهم مخطئين و مقصرين في حقنا
الأنا ليست انت يا صديقي ، حقيقة الأنسان الطيبة و المسامحة و اللين و المغفرة و الحب هو سيدها ، لكن بمخالطتنا للناس تتشكل و تتبلور داخلنا تلك الأنا الاي هي صنيعة المجتمع ، و لذا تجد الريفي البسيط تقل عنده او تضمحل تلك الأنا او لم توجد من الأساس لقلة مخالطته للناس و لذا يصفونه : بالساذج الذي يظن كل الناس مثل شخصيته ،
و خذ مثالا على ذلك شخصية حسنيين-عادل إمام في فيلم المتسول الذي جاء من قريته طيبا ساذجا ...فوظفه خاله عند بياع العطور و الخردوات
و حين جاءته تلك المرأة المتغنجة -بائعة الهوى و قالت له : انت فلاح ، قال نعم قالت : يعني لسه بخير -يعني نظيف من الداخل..
نحن للأسف نعيب الساذج او الطيب لاننا لا نتشاكل معه من الداخل و لا يشبهنا ، لذا نحط منه و نقول ساذج
و نمدح المنتصر لأناه لانه عندنا رجل يأخذ حقه بكل وقاحة و مكر ..
عجيب امر هذا الإنسان الذي لوثته المدنية فأفسدته من الداخل
و لذا جاء في الحديث :" يطلع عليكم الٱن رجل من أهل الجنة....القصة طويلة
في ٱخرها يكتشف عبدالله بن عمرو ان هذا الرجل الذي وصف بأنه من أهل لا يحد في نفسه غشا لاحد من المسلمين ..
قال عبدالله بن عمرو هذه الني بلغت بك ...الحديث",
جديد الموقع
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية
- 2024-05-05 مثقفون وأعيان يرصدون العطاء الأدبي للبابطين
- 2024-05-05 قصيدة (مطية الغياب)
- 2024-05-05 افراح الغزال و الدخيل في رويال الملكية بالاحساء
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء