2021/04/04 | 0 | 1601
نهم القراءة
لأن القراءة كالتطعيم الموسمي ، كان علينا أخذ جرعة منها في كل موسم حتى نبعد عنا فيروس الجهل . لكن المشكلة أن هذا الفيروس مقيم لدينا ، يتلون ويتشكل باستمرار ويصاب به الجميع لكن بدرجات وأشكال مختلفة . ولأن الجهل أصبح وباء متجددا ومتحورا كما يفعل بنا فيروس كورونا ، فإنه يتطلب من الجميع الحصول على التطعيم وربما يكرره عدة مرات . وأسوأ الأوبئة هو أن يتخيل أحدنا أنه لم يصب بها .
وحتى ننجح في مسعانا نحو تفعيل القراءة للجميع فقد كان لزاما علينا كأمة أن نبتلع الكتب ابتلاعا وأن نهضم ما بها هضما لا نبقي منها ولا نذر . ليس مطلوبا من الجميع أن يتفكر ويتدبر قبل اختيار وقراءة أي كتاب ، فالمهم أن يستهويه الكتاب ويحبه ويأخذه من صفحة لأخرى ، كما الجائع الذي يقبل على الطعام دون كثير تفكير . وقد يحتاج أكثرنا إلى مدة طويلة قبل أن يتحتم عليه التفكير في نوعية ما يقرا وما لا يقرأ ، وهي المرحلة التي نشعر بها عندما نصل إلى حد الشبع الوقتي .
إذن لنقبل على قراءة أي كتاب تقع عليه أيدينا ونحاول إكماله فلابد أن تكون به فائدة . وحتى لو كانت الاستفادة من كتاب ما محدودة فلا بأس من إكماله ( ليس هناك كتاب أقرأه ولا أستفيد منه شيئا جديدا، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته أني تعلمت شيئا جديدا هو ما هي التفاهة؟ وكيف يكتب التافهون وفيم يفكرون ) العقاد .
ولنحاول قراءة ما يستهوينا نحن من كُتب ، لا ما ينصحنا به الآخرون الذين قد يرون كتابا ما مناسبا لنا من وجهة نظرهم هم ولا يكون بالضرورة كذلك لنا . وحتى بعض الكتب التي تحتل المراتب العليا على رفوف المكتبات وتحظى بأعلى نسبة من المبيعات قد لا تعجب البعض . فليكن قرارنا نابعا من داخل أنفسنا خاصة أولئك الذين هم في بدايات مشوار القراءة . وبعد مدة من القراءة المتواصلة سوف يشعر القارئ بأنه أصبح ملتصقا بها وأن تغييرا ما قد حصل في حياته ، ذلك أن القراءة تفتح أمام مدمنها أبوابا جديدة وجميلة من المعرفة وتغلق أخرى من الجهل والظلام . حياة أخرى تضاف إلى حياته - كما يقول أحد المفكرين – يستحيل أن يصل إليها بدون القراءة ، وقد تبدأ حتى نظرته للحياة ولمن حوله في التغير متساميا إلى كل ما هو معنوي ومبتعدا عن سفاسف الأمور ومادياتها .
سَـهَـري لـتـنقيحِ الـعُـلومِ ألــذُّ لــي
( ستغرق في القراءة كأنما أصابتك غيبوبة لا تفيق منها إلا مع آخر صفحة من الكتاب ) حكمة .
جديد الموقع
- 2024-05-07 فاطمة السحاري : لا يسعفني قلمي ولا وجعي .. فالمسافر راح .. فرحمة الله تحتويك يا "البدر"
- 2024-05-07 الخريف يرعى تكريم اللجنة المنظمة للنسخة الثالثة لـ حرفيون
- 2024-05-07 ضمن برنامج الاحتفاء بأسبوع الأصم العربي ٤٩
- 2024-05-07 أهمية الكتب الورقية: لماذا الكتاب الورقي الذي يحمله الطفل بيديه أفضل من الكتاب الذي يقرأه على الشاشة؟
- 2024-05-07 الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
- 2024-05-07 القراءة ونشوة المعرفة
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-06 ابن المقرب في بيت الشعر بالقيروان
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية