2014/03/09 | 0 | 2515
مناسباتنا الثقافية والتأصيل للحوار
سوى بالنقاش أو الحوار العابر، والدليل أن ذاكرتنا الثقافية لا تحتفظ بأسئلة مفصلية، كانت الإجابات عنها، في إطار مناسبات ثقافية كبيرة مثل معرض الكتاب، يمكن أن تشكل رافعة، أو فرصة لا تعوض في تأسيس حوار حقيقي، ليس بين النخب المثقفة فقط. لكن بين العديد من فئات المجتمع في شرق البلاد وغربها، كان يمكن أن نرى الحراك الثقافي، ليس في معدل شراء الكتب أو في الإقبال عليها، ليس في ذلك دليل عافية كما أظن، ولا في نوعية الأنشطة المصاحبة ولا المواضيع التي يتم التركيز عليها. إذا لم يفض كل ذلك إلى رؤية المعرض مثل خلية نحل في التحاور وتبادل الآراء والانفتاح بكل ما تعني كلمة الانفتاح من معنى، في تقبل الآخر المختلف، وتبرير اختلافه ثقافيا ووجوديا وحياتيا؛ وإلا فما الجدوى من إقامة المناسبات الثقافية؟! خصوصا إذا كان الكتاب هو اللغة المشتركة التي يفهمها الجميع، ولا يستغني عنها. وما أقصده هنا بالتأسيس للحوار من خلال المناشط الثقافية، لا يتصل فقط بما يدور في داخل القاعات والصالات من حوارات جراء هذا الموضوع المثار أو ذاك، بل ما أعنيه تحديدا، هو قدرة مثل هذه الحوارات على التمدد والاستطالة؛ كي تكون فاعليتها خارج القاعات والصالات، إلى فضاء مفتوح تجتمع فيه كل فئات المجتمع العمرية، وبكل تبايناتها في الحياة اليومية.
من يتأمل معارض الكتاب في أوروبا أو أمريكا أو أي مناسبة ثقافية أخرى، يدرك معنى أن يكون الحوار منصة للحوارالحياة الغربية الثقافية استطاعت أن تصل إلى هكذا حالة، استطاعت أن تكون مناسباتها الثقافية منصة للانطلاق، منصة للحوار في شتى شؤون الحياة والثقافة والعلم، ومن يتأمل معارض الكتاب في أوروبا أو أمريكا أو أي مناسبة ثقافية أخرى يدرك معنى أن يكون الحوار منصة للحوار، ويدرك أيضا أن مثل تقاليد هذا الحوار لم يأت مقطوع الصلة عن التراكم التاريخي الذي تأسس منذ عدة قرون خلت، لذلك لا مشاحة أن نعترف أننا إلى الآن لم نستثمر مناسباتنا الثقافية المهمة في التأصيل لمثل هذا التراكم التاريخي.
وما يزيد، هو أن أسئلة اللحظة الراهنة في السياسة والفكر والدين والأدب هي عادة ما تثار في معارض الكتاب، سواء من خلال المناشط الثقافية أو من خلال الإقبال على نوعية شراء الكتب أو في توجهاتها الثقافية. ففي وقت كانت الرواية تمثل عنصر رأس الهرم في الاهتمام والمتابعة والإقبال الجماهيري كان المعرض يمثل قمة مثل هذه الظاهرة في التوجه حوارا ونقاشا واستعراضا، بينما بعدها في السنة اللاحقة جاء الاهتمام الفكري ليطيح منزلة الرواية درجة، وتكون الكتب ذات الطابع الفكري والديني والفلسفي هي المهيمنة.
نحن نعلم تماما أثر الانعكاسات السياسية والفكرية والدينية التي تجري في الساحة العربية على الثقافة ومناشطها وتوجهاتها في وعي القارئ العربي، وهي انعكاسات تخلخل بنية العلاقات الاجتماعية في المجتمع الواحد، ناهيك بين مجتمع وآخر. وهذا دليل أولا كما قلنا على أننا لم نبدأ بعد في تأسيس ذاكرة ثقافية عربية ترتكز على الحوار ولا يؤثر فيها مجرى الأحداث الكبرى في السياسة والفكر. وثانيا على أن حواراتنا في العمق منها قائمة على الانفعال لا الابتكار، على ردات الفعل لا الفعل نفسه. لذلك ترانا نثير الأسئلة حول الإبداع الروائي، وسرعان ما نتحول منها إلى أسئلة الفكر والدين. وبين هذا وذاك نناقش مواضيع تتصل بقضايا تمس هموم الكتاب في مرحلة ما بعد الحداثة، بينما حياتنا ما زالت ترفع رأسها صوب حياة حديثة تتأملها من بعيد.
جديد الموقع
- 2024-03-28 شراكة مجتمعية بين مؤسسة رضا الوقفية و جمعية ذوي الإعاقة بالأحساء،
- 2024-03-27 ضرر الخلافات الزوجية على الأطفال يقل لو تعامل معها الأب بطريقة بناءة
- 2024-03-27 عدد المفردات المنطوقة والمفهومة في مرحلة الطفولة المبكرة مرتبطة جينيًا باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والقدرة على القراءة والكتابة والذكاء العام
- 2024-03-27 ق . ق .ج
- 2024-03-27 للنمل مركز اتصالات متخصص لا يوجد في الحشرات الاجتماعية الأخرى
- 2024-03-26 المطيرفي كعادتها تحتفي بالقرقيعان
- 2024-03-26 بستان قصر تاروت ( التراث ، الفن ، الجمال ، الأصالة )
- 2024-03-26 نون وقبل التيه يتألقان في المكتبة المركزية بالرميلة
- 2024-03-26 محمد الحرز: أُمّي دربتني لأكون مساعد طباخ لزوجتي
- 2024-03-26 من الملامح الصوتية في اللهجة الأحسائية(هاء الوقف بعد ياء المتكلم) *