2014/02/02 | 0 | 2877
مسألة الحرية وقوة الرأي في المجال العام 2-2
لا يضع في حسبانه هذا التمايز نتيجة ذاك الصراع.
الصورة الأولى هي الأجدر في معرفتها والتواصل معها ونقدها إذا استدعى الأمر، ومقارنتها بالموروث الإسلامي الذي لا يقل أهمية وإثراء وعمقا في طرحه لمسألة الحرية
إننا نقول هذا الكلام، لنوضح ما نريد قوله بالسؤال التالي: أي صورة للغرب فكريا واجتماعيا وإعلاميا نتعامل معها الآن؟
كما رأينا ثمة صورتين متباينتين، وللأسف لم نفرق بينهما فذهبنا نكرس الثانية ظنا منا - على حسن نية أو سوء نية - على أنها الأولى، وأصبح مطلب الحرية على سبيل المثال فضفاضا، وكأن مظاهر الانفتاح الإعلامي على أحدث التقنيات، والوصول إلى أكبر عدد ممكن، من خلال وسائل التأثير والميديا المتطورة هي أرقى الأشكال التي تصنع الرأي انطلاقا من حريته. طبعا هذه الأوهام الكبرى لا زالت راسخة، وتعمل عملها في الأذهان والعقول. بينما المطلوب من الأولويات هو إيجاد منافذ للحديث عن حرية الرأي موصولة بالحديث عن سؤال الدولة في علاقتها بالمواطنة، والانخراط في هذه الإجابة تقع على عاتق جميع فئات المجتمع وقواه الحية، وهذا بالتأكيد ما لم يحدث على الإطلاق. لقد مرت علينا تجارب في الفضاء السياسي العربي كان الحديث عن الحرية يجري فيها بعيدا عن الدعامة الإعلامية والمؤسسات التي تحمل روح الديمقراطية وتفعيل روح المواطنة. بل رأينا أن مثل هذا الحديث لا يجري إلا بمقدار ما يأتي في صراع الإيديولوجيات والأحزاب التي لم تؤمن يوما بالفرد كفرد، ولم تؤمن بالفضاء العام كي تمارس فيه هذا النوع من الحرية. وعدم الإيمان هذا يشترك في مسؤوليته السياسيون والمثقفون العرب على السواء.
إن الأخطار الكبرى التي خلفها مثل هذا الالتباس هو أننا بدأنا، أو لأقل البعض ممن يصطادون في الماء العكر، لكي يؤمنوا بعض مصالحهم، نضحي بالحرية في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الهيمنة الغربية التي عمت المعمورة بفعل ظواهر العولمة وانتشار قيمها التي لا ترحم لا صغيرا ولا كبيرا.
ولإسكات صوت الحرية الكامن في الضمير الإنساني، بدأت ترفع شعارات ضد الغرب ترتبط بصورته الثانية فقط، متناسين أن الصورة الأولى هي الأجدر في معرفتها والتواصل معها ونقدها إذا استدعى الأمر، ومقارنتها بالموروث الإسلامي الذي لا يقل أهمية وإثراء وعمقا في طرحه لمسألة الحرية.
هذا التوجه هو الوحيد الذي يعيد زمام الأمور إلى نصابها، ويضفي شيئا من العقلانية على مقارباتنا للأزمات التي تعصف بمجتمعاتنا في اللحظة الراهنة. وأيضا في علاقاتنا بالشعوب الأخرى. لذلك لا مفر من إعادة ربط كل حديث عن الحرية بالدولة والمواطنة والمجال العام، ثم لكل حادث حديث.
جديد الموقع
- 2024-03-28 شراكة مجتمعية بين مؤسسة رضا الوقفية و جمعية ذوي الإعاقة بالأحساء،
- 2024-03-27 ضرر الخلافات الزوجية على الأطفال يقل لو تعامل معها الأب بطريقة بناءة
- 2024-03-27 عدد المفردات المنطوقة والمفهومة في مرحلة الطفولة المبكرة مرتبطة جينيًا باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والقدرة على القراءة والكتابة والذكاء العام
- 2024-03-27 ق . ق .ج
- 2024-03-27 للنمل مركز اتصالات متخصص لا يوجد في الحشرات الاجتماعية الأخرى
- 2024-03-26 المطيرفي كعادتها تحتفي بالقرقيعان
- 2024-03-26 بستان قصر تاروت ( التراث ، الفن ، الجمال ، الأصالة )
- 2024-03-26 نون وقبل التيه يتألقان في المكتبة المركزية بالرميلة
- 2024-03-26 محمد الحرز: أُمّي دربتني لأكون مساعد طباخ لزوجتي
- 2024-03-26 من الملامح الصوتية في اللهجة الأحسائية(هاء الوقف بعد ياء المتكلم) *