2019/12/14 | 0 | 1441
لنكتب ذكريات جميلة مع ابناءنا
مازلت اتذكر معظم تفاصيل حياتي في طفولتي لكونها و لله الحمد حياة جميلة، لا سيما ما رسمه والداي العزيزان بمهارة تربوية فطرية . فلا زلت اتذكر انه بعدما تهطل السماء بالأمطار المباركة كما في هذا الموسم، يأخذنا ابي إلى أطراف مدينة الاحساء لتنزه على بعض الكثبان الرملية او تناول وجبة الغداء المعدة من قبل والدتي و تناول الوجبة في منتزه الاحساء الوطني أو على سفوح جبل كنزان . في اجواء الربيع يفاجئنا والدي في بعض السنين بإعلانه السفر جميعا إلى دولة الكويت لزيارة بيت خالي العزيز ( و هو بيت عمتي الغالية في ذات الوقت ) القاطن يومذاك بدولة الكويت . امتلئ دفتر الذاكرة الجماعية بي و بجميع اخواني و ابناء خالي ( ابناء عمتي ) من جيلنا و صاعدا بذكريات جميلة ، حتى أصبحنا نمتلك مشاعر الامتنان و الوفاء و العزوة في جنبات الاسرة الكبيرة .
ما استنهض ذاكرتي لكتابة هذه الاسطر مشاهدتي حديثا ل فيلم القاضي " The Judge “ ، حيث وجدت كبر و عمق مساحة الشرخ و التشره و القطيعة القائمة بين القاضي الطاعن في السن و ابنه المحامي المخضرم ( بطل الفيلم ) ؛ و تلك القطيعة الممتدة لعقود نتيجة لفشل كلا منهما في خلق ذاكرة جماعية جميلة و احتباس كل منهما لمشاهد الفشل و سوء التصرف في ذاكرته في حق الاخر.
لعل موسم اشهر الخريف و الربيع من اجمل مواسم السنة لعقد رحلات و حفلات شواء و أنشطة متعددة في جو مفتوح outdoor و عقد حلقات تسامر اسري كبير تعزز روح الانتماء و ترسم ذاكرة جماعية جميلة تنعكس على روح الابناء المشاركين لعقود طويلة.
اخذ زمام المبادرة من كل اب او اخ لجمع ابناء اسرته او ابناء حمولته او محلته دونما منّْ او تصادم هو عمل يستحق التسابق عليه لأثره الطيب في النفوس . و للحق هناك اباء مميزون في هذا الصدد .
كما ان فصل الصيف الحار و الشتاء القارس يعطي مبرر لعدم عقد اي رحلات خلوية ، الا انه يعطي مبرر كاف لعقد انشطة أسرية متعددة داخل مجالس المنازل أو في الأقبية ، ان توفرت ، تعزز العلاقات بين كل مكونات البيت الواحد و البيوتات الاسرية الكبيرة ذات الأجيال المختلفة . في الشتاء القارس في بعض مدن الشمال الاوربي يلتفون حول المدفئة و يروي كل منهم او من في جعبته قصص واقعية تتضمن النكتة و الطرفة و السرد الجميل و استنطاق حسن التصرف في المواقف المحرجة و ادارة الازمات و النباهة و نقل التجارب و تبادل الاحجيات او التدارس في توصيات الكتب و الافلام و الاقلام . مازلت اتذكر اهداء والدي لي كتاب " الكشكول" و انا في مرحلة المتوسطة عند رجوعه من زيارة ضريح نبي الرحمة(ص) بالمدينة المنورة ؛ و هذا الحدث ألهمني فصرت اهدي ابنائي كتب للقراءة في موسم الشتاء و الصيف للاستفادة من أوقات فراغهم بما ينفعهم . و ما زلت اتذكر حكايات ينسجها اخي يوسف من مخيلته الخصبة ، و اتذكر تعليقات اخي عبد العزيز الطريفة على تلكم القصص ، و اتذكر قراءة اخي علي لبعض حكم أمير المؤمنين (ع) من نهج البلاغة و اتذكر تحولقنا حول المدفئة مع والداي و جدي و جدتي و اخبارهم لنا عن شؤون الحياة . و هذه الصورة الذهنية ألهمتني لان اتحلق مع ابنائي او احبتي او ابناءحمولتي في مواسم الشتاء حول المدفئة او حول حطب التدفئة .
في زمن الطفرة التقنية المعاصرة قد يواجه البعض أو الكثير من الاباء عزوف بعض الابناء عن الحضور و المشاركة الاجتماعية لانها بالنسبة لأولئك الشباب اضحت تلكم الجلسات باهتة او مكررة او غير محققة لطموحهم او مسيطر عليها من قبل كبار السن او لا يوجد فيها هامش حوار من كل الاطراف المشاركة او لعدم قبول تعدد وجهات النظر . فيفر بعض الابناء بالذهاب مع أصدقاءهم إلى المقاهي أو الاستراحات او الأسواق بشكل مستمر و صارخ. و هنا يبرز ذكاء و فطنة الوالدين في الابتكار للمناسبات و خلق التجمعات الاسرية و ادراج أنشطة و فعاليات متعددة تشبع توجهات الابناء من كافة الأعمار .
اذكر نفسي انه كما ان " الكلمة الطيبة صدقة" ، فاني ازعم بان الذكريات الطيبة التي نشارك ابناءنا و اصدقاءنا و ابناء حارتنا و زملائنا في محيطنا بصناعتها معهم هي صدقة جارية لنا .
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .