2013/04/18 | 3 | 3821
لقاء حواري مع الأديب الأستاذ ناجي بن داود الحرز .
-
س / ارتبط اسمك مبكرا بمنصّة الشعر , هل لنا أن نرصد بداية تفتحك على التجربة الشعرية ؟ ( البدايات ) .
- كانت الإرهاصات الأولى أو القرزمات كما يسميها النقاد في أواخر المرحلة الإبتدائية فقد كنت أقرأ على أقراني ماأكتبه من محاولات فيتهمونني بسرقة تلك السطور من الكتب كان ذلك أول تشجيع حصلت عليه فقد تأكد لدي أن ما أكتبه يشبه على الأقل ما في الكتب وبدأت أزين مواضيع ( التعبير ) آنذاك بأبيات من الشعر وكانت تثير انتباه المدرس فيكتب لي في كل مرة في ذيل الموضوع عبارات الإعجاب والتشجيع والوعد بمستقبل زاهر في دنيا الأدب ومازلت أحتفظ بتلك الدفاتر وبتلك التوقيعات المخلصة من معلمين في المرحلة الإبتدائية والمتوسطة .
وكان أول حضور لي على المنصة وأمام الجماهير في الحفل الختامي للعام الدراسي عندما كنت طالبا في الصف الأول الثانوي عام 1398هـ فقد ألقيت ( معلّـقة عصماء ) سبعين بيتا في الحفل الكبير الذي كان يحضره مدير التعليم آنذاك . وأتذكر أن واحدا من الجمهور كان يصرخ ( بَسْ يا مُلاّ .. !! )
س/ عانى الرواد أمثالكم كثيرا في البدايات , بودي أن تركز على الصعوبات التي واجهتك , و كيف ذلّلتها .
- تعلمون أن الشاعر وفي بداية انطلاقته يحتاج إلى مرجعية تضع جهوده في القراءة والكتابة على الطريق الصحيح ويحتاج إلى جو أدبي يستقبل محاولاته ويشعل فيه الحماس والثقة بالنفس , في بداية انطلاقتي لم يكن ذلك متاحا لذلك فقد كنت أبعث بمحاولاتي الأولى لبعض الصفحات الثقافية في بعض الصحف كصفحة ( المربد ) في جريدة اليوم لأحصل على توجيه أو على كلمة تشجيع , كما أنني عملت المستحيل للحصول على بطاقة عضوية في ( الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ) وأنا طالب في المرحلة المتوسطة لأتمكن من الإستفادة من المكتبة الصغيرة التي كانت تحتوي على بعض دواوين الشعر وبعض الروايات والكتب الأدبية وما زلت أحتفظ ببطاقة العضوية تلك وربما تكون أقدم بطاقة عضوية في الجمعية مازالت نشطة منذ ما يزيد على الثلاثين سنة .
-
س/ لصديقك الشاعر الكبير جاسم الصحيّح , نصيحة أسماها الباءات يقصد بها ( الموهبة , المكتبة ,التجربة ) ماذا صنع الأستاذ ناجي الحرز في تلك المحطات .
- بالتأكيد كلام الأستاذ جاسم صائب , وبالنسبة لي فالموهبة ولله الحمد شهد الكثيرون ومنذ البداية بأنني شاعر مطبوع _ وإن تحولت بعد ذلك إلى شاعر طبعان _ أما المكتبة فقد بذلت كل ما في وسعي لمطاردة الكتاب أينما كان ومازلت أذكر ركوبي في باص ( خط البلدة ) بربع ريال من ( استيشن ) المبرز إلى ( ستيشن ) الهفوف لأنطلق ماشيا إلى سوق الخميس أو ( سوق الخرّ ) كما كان يسمى ومنذ الصباح الباكر لأبحث في الكتب والمجلات القديمة التي تعرضها بعض النسوة عمّا يناسب ميولي من دواوين شعر أو روايات أو مجلات أدبية ( مستعملة ) لأشتريها بما أوفره من مصروفي اليومي ( الفسحة ) وكان أول ديوان شعر اشتريته من هناك ديوان الشاعر الكبير ( أبو نواس ) وكان بدون غلاف وأيضا بدون الأربع أو الست الصفحات الأولى . أما التجربة فإن تجربتي في عالم الشعر والكتابة الأدبية كافية كما أعتقد لإكتمال الضلع الثالث من شروط الإبداع فقد غامرت بالشعر في كل مسلك . كما قلت في قصيدة إخوانية مهداة إلى الشاعر عقيل بن ناجي المسكين من القطيف :
خـيط الكلام ( تعلبك ii) ( أفـلّـهُ ) لست أقوى فمن رآى ( مكلمانـًا ) يـصـيح بين iiالقوافي كـأنـه لـم يـغـامر ولـم يـكـن iiبـيـديه |
والـشعر فيه ( تشلبك ) ( أفـكّـه ليس ينفكّ ii) نـسى الكلام و( تنّك ii) تـحـرّكـي مـا تحرّك بـهـن فـي كل مسلك سوّى الكلام ( المُفبرك ) |
-
س / متى كانت تجربتك الحقيقية منبريا ؟ و كيف كان أثرها عليك ؟
- أول مشاركة لي بقصيدة مكتملة النمو كانت عام 1401هـ في حفل ذكرى مولد الإمام علي عليه ا لسلام في المسجد الشرقي بالمبرز والذي كان يشرف عليه سماحة الحجة السيد محمد علي العلي مدير الحوزة العلمية بالمبرز و يديره السيد محمد بن السيد ناصر السلمان وقد كان لتفاعل الجمهور و سماحة السيد محمد علي مع قصيدتي و وقوفه لتحيتي بعد إلقاء القصيدة ولعبارات الشكر و الثناء التي أطلقها مدير الحفل ومنها لقب ( شاعر هجَر ) أبلغ الأثر في ثقتي بنفسي وانطلاقتي بكل جد واهتمام لأني شعرت بمسؤولية كبيرة بعد ما حصلت عليه من إعجاب وثناء .
-
س / من الأشخاص الذين أخذوا بيدك في البدايات ؟
- كما أسلفتُ لم يكن هناك أحدٌ أمامي في البدايات يمكن القول بأنه أخذ بيدي على قارعة الشعر , في مرحلة أخرى وبعدما بدأت المشاركة في الإحتفالات بدأت في التردد على سماحة السيد محمد علي العلي وخاصة في مجلسه العام أيام الجمع وكنت أعرض عليه القصائد الولائية بشكل خاص وكنت أستفيد من ملاحظاته و توجيهاته .
-
س / يعكس كثير من شعرك روحك المرحة , توظيف القفشة أو النكتة في شعر , ماذا يحتاج من مهارات في نظرك ؟
- في حقيقة الأمر أعتقد أن أثرا ما ترسّب في نفسي ثم بدأ في النمو والتطور لديوان ( أبو نواس ) وهو أول ديوان شعر قرأته كاملا في حياتي وربما مرات عديدة ولا يخفى أن ( أبونواس ) من كبار الشعراء الظرفاء و الساخرين , و هناك سبب آخر قد يكون غريبا عليك وهو ( الخيبات المتراكمة ) التي بدأت تزدحم بها ذاكرتي منذ وقت مبكر من حياتي ولعل الأستاذ والشاعر الأخ عادل بن يوسف الرمل انتبه إلى ذلك عندما قال في المقدمة التي كتبها لديواني ( قصائد ضاحكة ) بأن الديوان يجب أن يقرأ مرتين واحدة للضحك وواحدة للبكاء . وسأعطيك مثالا من نفس القصيدة التي استشهدت بأبيات منها سابقا فهي من القصائد الطريفة وستجد فيها هذا المقطع المؤلم :
س / كتبت في الشعر الإخواني الكثير و جمعته في ديوان العنقود , كيف تنظر إليه كصنف شعري , و انعكاسات مهارات الشعر فيه .
- في الواقع أن قصائدي الإخوانية جميعها تقريبا _ ولك أن تتأكد من ذلك _ ماهي إلا نافذة متاحة كنت أنتهز الفرصة لأبوح من خلالها بالكثير مما قد أكون متحرجا من البوح به بشكل مستقل , فلا تكاد تخلو قصيدة من مقطع يمكن أن يصنف من الشعر الذاتي و الإنساني وبالتالي من ا لضروري أن تتجلى فيه إمكانياتي ومهاراتي كشاعر وإليك هذا المقطع من قصيدة من ( العنقود ) بعنوان ( إياك يا ليلى ) :
س/ يصنّفك الكثيرون بأنّك شاعر الرثاء , هل تصادق على هذا التوصيف , و ما أسبابه ؟
- نعم أصادق على هذا الوصف وأبصم عليه بالعشرة وقد ذكّرتني هنا بلقب أطلقه عليّ الشاعر والناقد فاضل خلف في جريدة الرأي ا لعام الكويتية بعد صدور ديواني ( نشيد ونشيج ) عام 1414هـ وهو لقب ( شاعر الألم والرحيل ) والموت ياسيدي هو الرحيل بكل ما تحمله هذه الكلمة العميقة من معنى و فادحة الموت هي الوسيلة وربما الوحيدة للوصول إلى أغوار النفس البشرية واستكشاف ما يختبىء فيها من مشاعر صافية تجاه الحياة وفلسفة الوجود .
س/ كتبت ديوانين للأطفال و الناشئة , كيف تقيّم تجربتك في هذا الاتجاه ؟
- ولله الحمد نجاح كل قصائد الديوانين وانتشارها على أوسع نطاق هو التقييم الحقيقي لتجربتي في الكتابة للبراعم
وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى ومنّة عظيمة منه أسأله عز وجل أن يتقبل منا ذلك بلطفه وكرمه .
س/ * كانت مفاجأة كبيرة لي عندما انضممت قبل سنوات للمنتدى و عرفت أنك من مبدعي الشعراء باللهجة الدارجة , لماذا يخفي ناجي قصائده الدارجة ,على ما فيها من تألقّ؟
- في الواقع أنني لا أخفي قصائدي العامية ولو كنت أخفيها لما سمعتها أنت ولما نالت إعجابك وأثارت دهشتك ولك جزيل الإمتنان على هذه الشهادة التي أعتز به , وأعلم أنك تقصد لماذا لم أنشرها في ديوان حتى الآن وهذا سؤال مشروع , فأنا رأيت أن الأولوية في الطبع للشعر الفصيح ثم سيأتي دور الشعر ا لعامي فأنت تعلم بارك الله فيك أنني طبعت أكثر من ثلاثة عشر إصدارا مابين شعر و نثر على حسابي الخاص لذلك السبب طال انتظار الشعر العامي أمام المطبعة وبالمناسبة فهناك ديوان شعبي ساخر بعنوان ( حامض حلو ) يقف في الطابور منذ مايزيد على العشر سنوات رغم أنه مجاز من وزارة الإعلام وجاهز لدخول المطبعة . وبالمناسبة أيضا ومن محاسن الصدف أنني أعكف هذه الأيام على إعداد مجموعة من عيون قصائدي العامية الوجدانية للطبع وأرجو أن يتم ذلك قبل نهاية هذه السنة بإذن الله .
س / هنا لا بد من سؤال عن دور الأندية الأدبية و المؤسسات الثقافية وحتى رجال الأعمال والوكلاء في تبني طباعة تلك الإصدارات ـ وما هو تقييمك لذلك الدور وأسباب تكبد المؤلفين للأعباء الكبيرة فوق ما يتكبدونه من عناء الكتابة والتأليف ؟
- إنك تنكأ جرحا عميقا بهذا السؤال فدور الأندية والمؤسسات الثقافية محكوم بشروط معقدة وشائكة ليس أصعبها الشللية والمحسوبية , أما رجال الأعمال والوكلاء فالأدب والثقافة والشعر آخر ما قد يفكرون فيه وآخر ما قد يتحركون لدعمه وهذه إحدى العلامات البارزة التي تميز مجتمعات العالم الثالث , مع أن تكلفة سَفرةٍ أو وليمة واحدة يقيمها أحدهم تكفي لطباعة عشرات الكتب والدواوين وأرجو أن تكتفي بهذه الإشارة حتى لا نقع في المحذور والمحظور
والويل لمجتمعٍ وُجَهَا وُجَهَاهُ الحيّةُ والثعلبْ
- س / هناك من يزعم أن الشّعر الولائي يحاصر الكثير من الشعراء و يحول بينهم وبين التحليق في عوالم الإنسانية . ما تعليقك على ذلك ؟
- بالتأكيد هذا زعم باطل وربما هذه الفكرة ا لبائسة مدسوسة من دعاة الإنحطاط والرذيلة و من أناس موتورين من تفوق الشعر الولائي و تصدره للمشهد الإبداعي وبنظرة واحدة تجد أن القصائد الولائية استوعبت كل ما قد يخطر على بال بشر من هموم الإنسانية وحرية الإنسان وبشكل مشرف و مذهل ؟
-
س / يطلق البعض عبارة ( الفنان الملتزم , الشاعر الملتزم ) ما مفهوم الالتزام لدى ناجي ؟
- لا شك أن موهبة كتابة الشعر هي من أكبر النعم التي يمن الله بها على بعض البشر وأعتقد أنا وباختصار شديد أن الشاعر الملتزم هو الذي لا يعصي الله بنعمته فلا يكون داعية لما يغضب وجه الله , مع ملاحظة المساحة الشاسعة التي يستطيع كل شاعر التحليق فيها دون الحاجة أن يعرض نفسه للعنة التاريخ .
س / تمتلك سجلا ضخما من النموّ الشعري لك و لنخبة كبيرة تمثّل الطليعة من الأسماء المخضرمة و الشابة في شعراء الأحساء , عبر مسيرتك في منتدى الينابيع الهجرية , خلال 25عاما من عطاءات هذا المنتدى .
أتمنى أن تسلّط الضوء على هذه التجربة الثرية .
فكرة التأسيس , الأسماء المساهمة فيه ,تنقلاته , جلساته , و ماذا قدّم للشعراء في المنطقة ؟
- ( منتدى الينابيع الهجرية ) وبلا شك علامة فارقة في تاريخ الأحساء الشعري وربما في تاريخ المنطقة بأسرها
تشرفت بتأسيس هذا ا لمنتدى نهاية عام 1407هـ وانتظمت أول جلسة في منزلي بحضور الأساتذة عبدالوهاب بوزيد ويوسف المشاجرة ويوسف بو قرين و زكي السالم و عبدالله السعد و محمد الجاسم والأخ حسين بن داود الحرز وفي مرحلة أخرى إلتحق بالمنتدى الأساتذة جاسم الصحيح و علي النحوي ومعتوق العيثان وموسى الشخص وعبدالله الطويل و محمد ا لمسلم و حسن الباذر و محمد حسين الحرز و عادل الرمل وناجي حرابة و أمير الصالح وعبدالله البريه وحسين بوحسن وفي مرحلة لاحقة إلتحق بالمنتدى الملا محمد صالح المطر بعد تقاعده من العمل الحكومي و أخوه محمد جواد المطر والشيخ جواد ا لرمضان و ناصر المطاوعة ومحمد الجلواح و ناصر النزر و يحيى الراضي وفي مرحلة أخرى انضم للمنتدى الأساتذة جاسم عساكر وجاسم المشرف و محمد جواد الشخص وحسن المبارك ومكي الشومري و إبراهيم العايش و محمد الصالح وزكي الجبران و عبد المجيد الموسوي وصادق السماعيل و غيرهم الكثير وهكذا حتى زاد عدد شعراء المنتدى على المئة وأربعين شاعرا والذين يعذرونني لضيق المساحة هنا عن ذكر كل أسمائهم وقريبا يكون بين يديك ( معجم شعراء منتدى الينابيع الهجرية ) الذي يترجم لهم جميعا ويعرض نماذج من أشعارهم .
وكان المنتدى يستجيب للدعوات التي توجه من بعض أعضائه لاستضافة بعض الجلسات وكانت لنا جلسات في منزل الأساتذة عبد الوهاب بوزيد وعبدالله السعد و زكي السالم ومعتوق العيثان وجاسم الصحيح و محمد الجلواح و موسى الشخص ومحمد صالح المطر .
ولعل أهم ما قدمه ا لمنتدى لأعضائه وباختصار شديد هو توفير مساحة في المكان والزمان ليلتقي أكثر من مئة وأربعين شاعرا و لتتوطد بينهم وشائج الإحترام و الحب أولا و ليستفيد بعضهم من بعض للرقي بمستواهم الإبداعي . حتى أصبحوا مؤهلين للمشاركة في أهم المحافل الشعرية على مستوى العالم العربي بأسره و ليختطفوا أكبر وأهم الجوائز الشعرية من طول البلاد العربية وعرضها .-
س / * ما سرّ استمرار المنتدى طوال هذه السنوات, بينما تعثّرت مسيرات منتديات أخرى ؟
- أعتقد أن بقائي ثابتا في الزمان والمكان المحدد لعقد جلسة المنتدى على مدى ربع قرن من الزمن رغم كل الظروف هو سر بقاء المنتدى وتطوره و سر استمرار تدفق الشعراء الشباب عليه من كل حدب وصوب . وهناك سر آخر أيضا وهو وفاء كل من تواصل مع المنتدى من الإخوة الشعراء وإخلاصهم وإحساسهم بالمسؤولية عن بقائه منارة إشعاع لكل شعراء الأحساء القادمين . و مفخرة من مفاخرها .-
* هناك اتهام يوجّه لناجي الحرز , و الينابيع بأنّه يمارس نوعا من الوصاية على الشعر في الأحساء .كيف ترد على هذا الاتهام ؟
- إذا صح ذلك فهي ليست تهمة بل شرف كبير للمنتدى أن يكون وصيا على الشعر في الأحساء و ماذا يخجلنا من ذلك إذا كنا ندفع شعراءنا للتألق في كل مديات الإبداع الشعري وفي كل مدارسه ؟ ولك أن تتأمل ـ كمثال ـ في عطاءات الأستاذ جاسم الصحيح و محمد حسين الحرز و عبدالوهاب بوزيد و معتوق العيثان وموسى الشخص وناجي حرابة وزكي السالم و علي الدندن و زكي الجبران وحسين بوخضر و حسن المعيبد وأسامة العامر لتجد القصيدة العمودية الأصيلة وقصيدة التفعيلة الرائعة و قصيدة النثر المتوهجة والقصيدة العامية الباذخة و لتتحق من أن هذه التهمة هي وسام شرف على صدر المنتدى . ثم إن المنتدى أوصى وما يزال يوصي بتأسيس المزيد من المنتديات حيثما توفر عدد لا بأس به من الشعراء
فالأحساء منطقة شاسعة ومتنوعة وتحتاج للمزيد من المنتديات لاستيعاب كل مواهبها . ولكن لا أخفيك أن من يروج مثل هذه المقولات لا ينطلق من حسن نية على الأغلب . ولعل تصدي المنتدى للقصيدة الحسية المتهتكة وللإنحرافات الفكرية السخيفة وراء بعض تلك المزاعم .-
س /* ما جديد المنتدى في مستقبله القريب , و البعيد ؟
- المنتدى يستعد لإصدار ( معجم شعراء منتدى الينابيع الهجرية ) ضمن الإحتفالية بمرور خمسة وعشرين سنة على تأسيسه كما أننا نعكف على إعداد كتاب بعنوان ( حكاية المنتدى ) يتضمن سيرة المنتدى منذ التأسيس وإلى التكريم بكل تفاصيلها وسيكون كتابا كبيرا وثريا بالكثير من القصص الشيقة والأشعار الطريفة وسيؤرخ في نفس الوقت لمرحلة ذهبية و مهمة من تاريخ الشعر في الأحساء والمنطقة . أما على المستوى البعيد فهناك ا لعديد من المشاريع الإستراتيجية منها مشروع إصدار ديوان لكل شاعر من شعراء المنتدى .-
س / هناك من يقول بأن جلسات المنتدى تخففت من بعض الفعاليات التي كانت بمثابة دروس مكثفة في اللغة والأدب وكل المعارف التي يحتاج إليها الشاعر وربما لا يكون في بعض الجلسات أكثر من الإستماع للجديد من الشعراء الحاضرين ما تعليقك على ذلك ؟
- هذا الكلام صحيح إلى حد ما , فعندما كان عدد شعرا ء المنتدى محدودا وكانت الجلسة مغلقة كان المجال متاحا والحاجة قائمة لجدول أعمال مكثف لكل جلسة وأحيانا يكون في الجلسة الواحدة أكثر من عشر فقرات كل فقرة تعتبر درسا مكتملا في كل مناحي الأدب واللغة بل وحتى تفسير القرآن الكريم
وبعد أن أصبح عدد شعراء المنتدى ضخما والجلسة مفتوحة للجميع أصبح من الصعب تطبيق ذلك النظام الصارم ورأت إدارة المنتدي أن تكون الجلسة أريحية واستغلال تعليقات كبار شعراء المنتدى على القصائد لتسريب كل ما يحتاجه الشعراء الشباب من معلومات و توجيهات من مختلف العلوم بطريقة شيقة وغير منفرة
كما أن هناك ( لجنة ) مسؤولة عن تقرير نشاطات المنتدى و وضع برنامج لكل جلسة تنتخب كل ستة أشهر وآخر لجنة تم تشكيلها من الأساتذة عبدالمجيد الموسوي وزكي الجبران ويحيى العبد اللطيف .-
س/• تجربتك في النشر ثرية , فقد أنجب قلمك الكثير من الدواوين , وجدت طريقها للطباعة ,و نحن نعرف أن وراء النشر الكثير من العثرات و الصّعوبات التي تكتنف طريق الكتاب , الدواوين محلّيا .كيف تغلّبت على هذه الصّعوبة ؟
- تغلبت عليها بجهودي الشخصية سواء بتحمل تكاليف الطبع أو تحمل مشاق التوزيع اللهم كتاب واحد وديوان واحد من بين أربعة عشر إصدار ولا أخفيك أن تلك الصعوبات تثني الكثير من الشعراء عن طبع دواوينهم و كتبهم وكما أسلفنا لا أحد يتحرك من ا لقادرين على حل هذه الأزمة خدمة للأحساء .-
س/ • بم تنصح من أودعوا دواوينهم للأدراج و الرفوف ؟
- أكيد أنصحهم بإخراجها للنور ولو تكبدوا في سبيل ذلك بعض المشاق على الأقل على كل شاعر أن يصدر مجموعة واحدة على الأقل ليأخذ مكانه بين الشعراء فكثير من المؤسسات لا تعترف بشاعر لايوجد له ديوان مطبوع .
س / بناء على تواصلك المباشر مع ا لشعراء الشباب الواعدين هل تعتقد أن شعراء الأحساء الكبار المعاصرين قدموا كل ما يمكن أن تحلم به الأحساء وما تحلم به أنت كراعي ومهتم بشأن الشعر في الأحساء ؟
- في الوقت الذي نفخر و نعتز بما أ نجزه شعراؤنا الكبار المعاصرون , فأنا أعتقد جازما وبحسب احتكاكي المباشر بالشعراء الشباب الواعدين أن الأحساء موعودة بعصر أكثر تألقا و أكثر ثراءً وبالتأكيد أن منجزات شعرائنا الكبار وهذا الزخم الذي منحوه لساحة الشعر الأحسائية سيكون الدافع لكل ما سيحققه شعراء المستقبل .-
كلمة أخيرة تحب أن تختم بها هذا اللقاء ؟
- هي كلمة منظومة بعنوان ( ما أجمل اللقيا ) من بحر الإنتظار :
ما أجمل اللقيا ..مولايَ كم أعيا النشيدُ ولجلجتْشفتايَ خانهما الكلامُ الرائعُ
فإذا ذكرتك رفّ سربُ حمائم ٍوامتد ّ أفق ٌ من بهائكَ واسعُ
أمـّـا الكلامُ فنهر عطر جامحبيني و بينك موجُهُ متدافعُ
ووجدتني قدَرًا يُدبّـرُ كونَـهُوالكونُ أجمعُهُ ذليلٌ خاضعُ
ويدايَ مملكتان حدّهُما الجوىشوقـًا إليك و نبضيَ المُتسارعُ
***ما أجملَ اللـّقيَا إذا انتصر اللظىوحَمَى مياسمَهُ العتابُ اللاذعُ
فصحا على لفح العناق مُجاهرٌبهواك , عنه وعنك أنتَ يُدافعُ
حتى ابتسَمْتَ له فسجّـلَ إسمَهُ( رضوان ) وهو على بساطكَ خاشعُ- بطاقة تعريفية :
الاسم : ناجي بن داود بن علي بين حسين بن محمد الحرز
الميلاد: الأحساء في الخامس من شعبان 1964م
-
جديد الموقع
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط
تعليقات
محمدحسن السيد محمد الحداد
2013-04-19حوار جميل مع رائد مبدع صنع بجهده الكبير في رحلته الطويلة تجربة ثرية تدفقت من مياه ينابيعه الهجرية المبعثرة على خارطة الأحساء و رسم لها جداول صوبت مسارتها في نهر أنتج بساتين وحدائق جميلة على ضفتيه وحول ينابيعه ثم عادت مياه النهر تغذي الينابيع لتتفجر حولها ينابيع جديدة وتنبت حولها براعم كثيرة ما تلبث مدة حتى تصبح حدائق وبساتين مثمرة , شكرا لحوارك الجميل ولأدبينا الكبير وحق للأحساء أن تفخر به و له أن يعتب عليها وأقل تكريم له تبني نشر نتاج ينابيعه الثقافي وتقييم تجاربه بالنقد الموضوعي والتحليل الجاد
سامي بوخمسين
2013-04-19تحياتي لك أستاذ أحمد, حوار جميل, وممتع واختيار رائع لشاعر كبير كالاستاذ "ناجي الحرز" فقد عرفناه اديبا بارعا, وشاعرا مطبوعا, جزلا, مع ما يتحلى به من تواضع وعصامية وخلق رفيع.
احمد الجاسم
2013-04-20سلامٌ على منارة الأحساء الشامخة وحفظك الله من كل سوء