2020/03/20 | 0 | 3446
كورونا... تروس ودروس
ظهرت (كورونا) في الصين، وتفشت حتى أضحت (جائحة) وأذعرت العالم حتى تحصن بتروس منيعة، منذ انتشارها عام 2020م المتميز رقماً واغتماماً. وواقعاً (كورونا) غيرت موازين ومفاهيم وقناعات وأعراف وعادات وتقاليد، الأفراد والجماعات والمذاهب والديانات والحكومات. ومع المستجدات والمتغيرات (الكورونية) تمظهر للسطح زوايا إيجابية من تروس، ودروس ومنها:
1- الله أكبر
في خضم جائحة (كورونا) الضئيل في حجمه الشرس في هجمه، تبين للعالم أنه مهما تقدم الإنسان علمياً، يبقى عاجزاً وضعيفاً، والقدرة والقوة لله جلت عظمته. وهذا يتشاكل مع تصريح رئيس وزراء إيطاليا: "...انتهت حلول الأرض، الأمر متروك للسماء".
2- فطرة الله
حينما توغلت (كورونا) في الأبدان في كل آن، اشرأبت الأعناق إلى خالقها وملاذها بفطرتها. فنجد زعماء العالم لم يكتفوا بالدعاء والتضرع لله، وإنما حث شعوبهم بذلك، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عليها﴾. والآية صريحة بدلالتها ﴿فَطَرَ النَّاسَ﴾ وليس (فطر المؤمنين، أوفطر المسلمين).
3- الأخذ بالأسباب
كورونا حيرت الناس، من ذلك هل يغلقون أماكن العبادة مثل المساجد والكنائس والمعابد وغيرها؟ في وقت هم أحوج ما يكونون فيه للتضرع والتذلل..! أم تفتح أماكن العبادة أبوابها كملاذ بصفتها بيوت الله؟
والحقيقة أن جميع الخطوب تأخذ بالسنن الكونية! ودلالة ذلك أن الأنبياء مع قربهم من الله تعالى، إلا أن منهم من قتل، ومرض حتى مسه الضر، وسجن وأوذي. كل ذلك حدث حسب مقتضيات السنن الكونية. من هذا الباب شرع الله تعالى (صلاة الخوف) للمجاهدين ليحمي بعضهم بعضاً، مع أن جهادهم في سبيل الله.
لكن الأخذ بالأسباب سنة كونية! مع أنه يوجد ضمان ووعد قطعي بالنصر: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾.
4- حرمة المؤمن
اتخذت الحكومات قرارها بتشديد الاحترازات كما في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك اغلاق أماكن العبادة، بما في ذلك المزارات المقدسة، وهذا الإجراء يتماهى مع قول نبينا محمد ﷺ مخاطباً الكعبة: "ما أطيبكِ وأطيبَ ريحكِ، ما أعظمكِ وأعظم حرمتكِ، والذي نفس محمّد بيده، لحرمةُ المؤمن أعظمُ عند الله حرمةً منكِ...".
إذن يتضح لنا من التدابير الاحترازية الجبارة أن سلامة المسلم وراحته الجسدية والنفسية فوق كل اعتبار! فهل يعي هذا الدرس من يعادي أخيه وشريكه، لاعتبارات ضيقة؟
5- كل يعمل على شاكلته
جهود الحكومات في إدارة الأزمات تكشف عن معادن رجالها ونسائها. في جميع الاختصاصات، فرجال الأمن تحمي الثغور والمواطنين. والكوادر الطبية، والإعلامية والتجارية كل يعمل في مساره باخلاص وتفاني. في هذا الخضم يوجد من ليس له دور يذكر في هذه الأزمة، فتقوده نفسه (الأمارة بالسوء) إلى الحصول على دور له يتناغم مع تربيته بتأزيم النفوس وشحنها بإثارة النعرات والتمايزات.
6- كورونا الكراهية
ينتقل (كورونا) بالعدوى بسرعة متوالية عددياً، من خلال اختلاط الأفراد بعضهم بعضاً. والأكثر ضراوة من (كورونا) ضروس الكراهية فهي الأكثر والأسرع انتشاراً بانتقالها عبر التغريدات والمقالات والمقاطع الصوتية، والمرئية والمنبرية والكلمات وغير ذلك. لذا فهي أكثر خطورة. وكما (كورونا) تفتك بمن مناعته ضعيفة، بالمقابل ضروس (الكراهية) تخترق من تربيته خفيفة. وأغلب الدول المصابة بفيروس (كورونا) عندها كذلك ضروس (الكراهية) سواء بين الأديان أوالمذاهب، أوبين المذهب الواحد، وحقيقةً ضروس الكراهية التصدي له أوجب وأولى، لأنه الأكثر خطورة وانتشاراً..!!
7- الأزمات محك
أضحت (كورونا) المحك، من ذلك حينما تجلى الموقف الإنساني لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ورجالات وطننا الحبيب، في عفوه وكرمه لمن خالف في سفره الأنظمة. وأصبح سلامة المواطن وأمنه واستقراره، فوق كل اعتبار. كذلك تمظهر الوجه الناصع لحكومتنا وقدرتها على إدارة الأزمة باقتدار في جميع المناطق، دون تمايز.
8- الكلام مسموع
كعادته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- أمر بتسهيل وتذليل الصعوبات للنساء القطيفيات العالقات في لبنان. بمجرد انتشار مقطع كلمتهن. وهذا يعطينا درساً أننا نعيش في زمان كل ما يقال يصل للعالم. وكذلك الاستجابة للمواطنين في تركيا وإندونيسيا وغيرها.
9- تأثير الكلمة
البيان الصادر من الوكلاء في الأحساء، وعددهم واحد وعشرون شيخاً، يتضمن دعوة المواطنين دعم الفقراء والمحتاجين من أموال الحقوق الشرعية، وهذه بادرة طيبة يشكرون عليها، لكن من صاغ كتابة البيان لم يوفق في صياغة البيان، وبالإمكان كتابة البيان باحترافية وإعطاء صورة طيبة للمشايخ بما يتسمون به من وطنية ووعي وإدراك، سيما أنهم سنام المكون. ولأن كل كلمة تقال أوتكتب لها (منطوق ومفهوم) لهذا البيان يجب صياغته بصوره تطابق كلماته الرسالة المراد ايصالها دون لبس أو نبش.
10- مصيرنا يوحدنا
أُغلقت المساجد والحسينيات، والصالات الرياضية وقاعات الأفراح والاستراحات والأسواق والحدائق وغيرها في وطننا بتوجهات احترازية، وهذه رسالة رسمية واضحة للجميع، أن المواطنين بلا استثناء متساوون في الحقوق والواجبات والاهتمام والعناية والرعاية. ويبقى الوطن فاتحاً ذراعيه محتضناً أبنائه. واتضح بصورة لا تقبل الشك أننا في وطن مصيرنا واحد، ولن ينفعنا ويمد يد المساعدة لنا إلا قيادتنا. ومن جهة ثانية فكما أن (كورونا) لا يميز في فتكه ولا ينتقي ضحاياه، كذلك عدونا لا يميز في عداوته. فهل نعي هذا الدرس ونتيقن أن عدونا واحد وعلينا التصدي بقلب وقالب واحد لكل من يهدد وحدتنا وتماسكنا.
الفكرة:
أثبتت المواقف العصيبة التي نمر بها، أننا ولله الحمد والمنة نعيش بأمن وأمان، والجهود المخلصة تنصب كلها في مصلحة المواطن. كما أن الجميع استشعر أن ملاذه الآمن وطنه وبيته وأسرته. وأن قيادتنا هي الأم الرؤوم التي ترعى أبنائها في السراي والضراء، تعفو عنهم وتكرمهم، وهذه نعمة تستحق الشكر والتقدير، بالخصوص معرفتنا أن (السوشيال ميديا) تنضح بنفس البغض والكراهية، وهذه الأنفس البغيضة لا تدرك بحقدها الدفين أنها بذلك تخالف توجهات القيادة في قرارتها الإنسانية الاستراتيجية.
جديد الموقع
- 2024-09-26 افراح العبدالله والشقاق تهانينا
- 2024-09-25 سمو محافظ الأحساء يطلع على مبادرة التعليم "نعاهدكم ببناء جيل منافس عالمياً"
- 2024-09-25 مؤسسة البريد السعودي | سبل تصدر طابعاً تذكارياً بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 94
- 2024-09-25 برلمان الطفل العراقي حاضرا في معرض بغداد الدولي للكتاب
- 2024-09-25 رئيس مركز يبرين يهنئ القيادة بذكرى اليوم الوطني ال 94
- 2024-09-25 ( في رثاء المعلمة بتول الحمادة )
- 2024-09-25 اليوم الوطني 94 في دائرة الأوقاف والمواريث بالأحساء
- 2024-09-24 أفراح البخيتان وسادة الحسن تهانينا
- 2024-09-23 أمين عام جمعية البر بالاحساء م. صالح بن عبدالمحسن ال عبدالقادر: اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى
- 2024-09-23 حسين الجسمي يصدح في حب السعودية بأغنية "الفخر من هنا" في اليوم الوطني الـ 94