2020/06/23 | 0 | 3739
فكرة صايغية مبتكرة
مررت أمس مصادفة في حي الفاضلية بالهفوف ، الذي ضم ذكريات طفولتي و شبابي المبكر ، و عادة عندما أمر عليه أُقلّب الكثير من الصفحات في دفتر الذاكرة و التي ارتبطت بكثير مع جدران تلك البيوت التي كانت أول سمات الحداثة في الهفوف التي قفزت على أسوارها في الخمسينيات الميلادية و تمددت من كل نواحيها ، و بالتأكيد مررت على بعض الأماكن التي حكت ذكريات اللعب و عبث الطفولة كبقالات العم محمد البقشي - ابو عادل - و المرحوم الحاج عبدالحميد البغلي ، و الحاج علي العلوان ، التي كنا نذهب لها فرحة غامرة لنخرج النص ريال الذي كان مصروفنا اليومي .
و نزلت قليلا عند بيت مميز برزت منه العديد من عيدان المرابيع الخشبية فتذكرت حكاية سمعتها من الكثير من الآباء و هي تعود لأكثر من ستين عاما ، كان ذلك البيت هو بيت العم العزيز و القريب الصائغ البارع الحاج مسلم بن أحمد الحسن المهنا ( بو عبدالمجيد ) الذي كان و اخوته و والده و أعمامه من أبرز الصاغة و أكثرهم براعة بل يعدون من المحطات المهمة في تاريخ الصياغة في الأحساء .
ما أوقفني هو أن لهذه المرابيع حكاية لا تخلو من الطرافة و الجرأة و تنم عن براعة الصائغ الأحسائي الذي لم يكن هناك حدود لقدرته على حل المشكلات و التي تعكس جوهر طريقة التفكير للحرفي البارع و هي أن أي منتج مهني هو حل لمشكلة أو احتياج متجدد ، لن أطيل ، لقد صادف بناء هذا البيت انشغال العم ابو عبدالمجيد في محل الذهب فترك البناية و مع استاذهم الحاج موسى الحمادة ( بو أحمد ) و الحاج عبدالله البوعيسى بو صالح و أخيه الحاج حسين الذي هم طبعا كانوا من ابناء الوطن ، و عندما رجعوا كان انهوا صبة السقف فوق تلك المرابيع و الألواح الخشبية فدخل الى البيت لكنه لاحظ أن ارتفاع السقف أقل مما كان يطمح له و غير مناسب لطوله الفارع فماذا يصنع ؟ هل يهدم السقف و يتكبد خسارة مضاعفة ؟؟ أم يسكت على هذا الأمر و تغاظى عن رغبته ؟ و الخياران مزعجان جدا بالنسبة له ، لكنه لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ذلك فكّر و فكّر ثم همس بفكرة تبدو مجنونة لاستاذ البناء ، لكنه قال سنجرب ذلك الأمر بأي ثمن فما كانت تلك الفكرة ؟؟
لقد ذهب لمحلات الحدادين الذين كانوا يربطون السيارات الضخمة كسيارات الماك و اىدمنتي و التي كانت تصارع رمال الصحراء وقتها و كان من ضمن هؤلاء الحدادين أحد أبنلء عمه و هو المرحوم إبراهيم الحمد المهنا ، و استأجر عدة رافعات ( عفاريت ) تستخدم لتغيير سيارات النقل الثقيل و وضعها على حوامل من الطابوق و المرابيع و طلب من العمال رفع العفاريت و فعلا بدا السقف يرتفع و يرتفع !! وسط ذهول المشاهدين و طلب من بقية العمال إكمال صفّ عدد من صفوف الطابوق ليرتفع السقف أكثر حسب رغبته و ثم طلب من العمال انزال العفاريت على تلك المبنى مجددا و انتهت مهمته ، و قد كرر ذلك في عدة غرف في المبنى بل في ثلاث مبان متجاورة عائدة للأسرة الكريمة و العائد لاخيه الحاج العم صالح المهنا و آخر للمرحومة أم عبدالله المهنا ، و البناء بحمد الله قائم و متين حتى الآن و هو شاهد على هذه التجربة العجيبة .
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .