2009/10/14 | 0 | 1345
فئة لاتتقن إلا مهنة الهدم ( 2-2 )
لكن عندما تصل المسألة إلى زاوية الطائفة الشيعية عندها تأخذ منحى طائفي متعمد يصل إلى حد الإخراج من دائرة الإسلام فتستباح بذلك دماؤهم وأعراضهم ، وهذا ما أدى إلى حمامات الدماء في أفغانستان وباكستان وما يحدث الآن في العراق تحت هذه العناوين بفتاوى تكفير علنية أمام العالم للطائفة الشيعية وعلمائها ، كما فعل إمام الحرمين الشيخ الكلباني في مقابلة مع شبكة بي بي سي البريطانية .
والعجيب أن شخصيات إسلامية تحتل مناصب متقدمة في مؤسسات إسلامية تدعو للتقريب والحوار وقعت في المستنقع القذر وأيدته ، وهذا مافعله الشيخ القرضاوي عندما نعت الطائفة الشيعية بالفرقة المبتدعة ، بينما أخذته الحمية مع عدد من علماء مسلمين للسفر عنوة إلى أفغانستان ليطلبوا من حركة طالبان التراجع عن هدم تماثيل بوذا لأنه انتهاك سافر للديانات ولحقوق الإنسان من وجهة نظرهم .
فعجباً كيف خرست تلك الألسن عندما استبيحت دماء الأبرياء في المساجد والجوامع والأسواق في شلال دم لم يشهد التاريخ الحديث مثله من فداحة مآسي وتفجيرات تحت ذريعة الجهاد في العراق ؟ !! والأعجب من موقف القرضاوي وأمثاله عند تفجير مرقدي الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء وكأن المسألة لاتعنيهم ولاتمت لهم بصلة ، وهي انتهاك سافر لحرمة المؤمن ، فالحديث عند المسلمين : ( حرمة المسلم حياً كحرمته ميتاً ) ، فنسأل القرضاوي وأمثاله : إذا كانت المجسمات والتماثيل تمثِّل حرية الإنسان ، أليس تفجير المرقدين في سامراء انتهاك لحرمة للإنسان فضلاً عن المسلم ؟ أليس من باب أولى أن الإنسان المسلم أكثر حرمة من تلك التماثيل ؟ أوليس قتل الأبرياء أكثر جرماً ؟ أوليس للشيعة حرمة المسلمين وهم ينطقون الشهادتين وتأتي لتنعتهم بالمبتدعة ؟ .
وفي المقابل كان موقف مراجع الشيعة في العراق موقفاً مغايراً لموقف القرضاوي وأمثاله فأكدوا على حرمة إخواننا أهل السنة ، واحترام اختلاف المذاهب ، وإطفاء فتنة مذهبية أُريد إشعالها بين الشيعة والسنة في العراق ؛ لذلك أفتوا بحرمة التعدي على أحدهم أو على رمز من رموزهم من بعد يوم تفجير مرقدي الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء، وكان موقفهم ثابت حتى بعد قتل وتشريد الآلاف المؤلفة من أتباع أهل البيت عليهم السلام حتى يومنا هذا .
ومن المواقف الازدواجية أن أغلب الطوائف الإسلامية في أصقاع العالم لاتعترف بهذا المنهج المتشدد بالرغم من محاولة مريديه فرضه ونشره في العالم ، ولكي تكون الصورة أكثر وضوحاً ، فحالة التشدد والحدية تزداد حينما تتعلق المسألة بالنبي وأهل البيت عليهم السلام ، فإذا قمنا بجولة قصيرة في العالم الإسلامي نجد مقامات الأولياء الصالحين تملأ تلك الدول ويقصدها الشارد والوارد من جميع الطوائف و تبنى عليها المساجد والأضرحة ، وأقرب مثال حي معلم الإمام البخاري والقبة المبنية فوق قبره والضريح الذي يحاط حوله والمسجد الذي يقصده الآلاف المؤلفة من المصلين لكي يؤدوا الصلاة فيه وهذا شاهد واضح على هذه المسألة .
تذكرت أيضاً موقف الدكتور الهاشمي في برنامجه الحواري الراقي مابعد التراويح عندما تكلم شيخه البلوشي صاحب العمة السوداء حول مايقوم به هؤلاء – يقصد من يتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله أو أحد الأولياء الصالحين -بأنها من أفعال الوثنيين الهنود ، فجأة غضب الدكتور الهاشمي واستوقف البلوشي ورفض منه ذلك الكلام ، وقال : لا أسمح لك بالتعدي والتطاول على طائفة حتى لو كانت وثنية ولايوجد من يمثلهم في هذا المكان!! ، في حين تسمح هذه القناة البغيضة بالنيل من الطائفة الشيعية ونعتهم بأقبح النعوت والصفات كمشركين وكفار ومبتدعة من البلوشي وشاكلته ، فلا يحرك الهاشمي أي ساكن لمنعهم وصدهم ، فعجباً يقف الهاشمي لكي يدافع عن ذلك البوذي تحت ذريعة احترام العقيدة وكرامة الإنسان ، أما المسلمون الشيعة فيجوز أن تقول فيهم ماشئت ، ولا كرامة لهم !! .
· فئة لاتتقن إلا مهنة الهدم
أذكر في هذا المقام قصة أحد الشباب الزائرين لأئمة البقيع عليهم السلام حينما جاء أحد أعضاء الهيئة ليفتح النقاش معه في مسألة البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها ، فلم يرَ الشاب جواباً إلا أن أشار بيده إلى القبة الخضراء الموجودة على قبر سيد الأنام صلى الله عليه وآله ، فقال بلغة المتغطرس : لو كان في يدي لأزلت هذه القبة !! وهذه هي اللغة المتشددة عند أمثال هؤلاء ، وهي اللغة التي أدت إلى إصدار فتاوى التكفير والشرك من جهة ووجوب هدم الأضرحة المبنية على القبور من جهة أخرى .
جديد الموقع
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)