2020/05/28 | 0 | 1987
صمت ما بعد القراءة
هل مررت ذات يوم ولو في شبابك بمرحلة وقعت فيها في الحب وعندما قابلت محبوبتك ولو مصادفة ثم انتهى اللقاء ، جلست بعدها تفكر فيها هائما في جمال روحها ، ممتنا للحظ الذي أوقعك في هذا الحب ، مفكرا فيما قد يحصل مستقبلا متصورا جميع الأحداث السعيدة القادمة ، وفجأة يمر الوقت وأنت لا تشعر به ؟
هل قمت بزيارة معلم سياحي وبعد أن تمتعت بهذه الزيارة ابتعدت عنه وأنت تنظر إليه ساهدا ناسيا ما حولك تفكر في جماله أو الجهد الذي بذل في تنفيذه ؟
هل حضرت لقاء مثيرا مع شخصية استثنائية من نوع ما وبعد انتهاء اللقاء بقيت مدة تفكر فيما جرى خلاله وكم وددت أن يكون أطول مما كان ؟
يمر بعض من ينهي قراءة كتاب – خاصة من يستمتع فعلا به ولا يتعجل في القراءة – يمر بهذه اللحظات بعد كل كتاب . فإذا حصل وأنهيت قراءة كتاب وحصل لك هذا الشعور الجميل والنادر ، فلا تسمح لأحد أن يقطع عليك هذه النشوة الجميلة والتي لا تشبهها أية نشوة أخرى ، بل خطط لها قبل أن تنهي أي كتاب تحبه ثم اقطع صلاتك مع جميع محيطك الحقيقي والافتراضي وتمتع بهذا الوقت ، لأنها ببساطة لحظات الدهشة الجميلة التي تلي كل حدث جميل .
خلال تلكم اللحظات تمر أهم الكلمات والأفكار التي تمت قراءتها في حال كان كتابا فكريا أو ثقافيا مع تمعن فيها استحسانا أو نقدا ، كما تمر أحداث ووقائع أو شخصيات الكتاب في حال كان رواية ، ويتم تخيل أشكال وأحوال الشخصيات ومآلاتهم بعد انتهاء الرواية . ويطلق البعض العنان لأفكاره لحد يتمنى لو أن أحداث الرواية كانت بشكل آخر وهي ما تسمى ( القراءة الفاعلة ) وليست ( المنفعلة ) .. وإن كان القارئ كاتبا فإنه وفي فترة صمت ما بعد القراءة قد يتمنى أن يكون هو نفسه كاتب ذلك الكتاب وقد يقول : كيف لم تخطر ببالي هذه الفكرة ؟ ولماذا لم أكتب كتابا كهذا ؟
يقول دانيال بناك في كتابه متعة القراءة : لأنه ضروري أن ندع الزمن يقوم بعملية التخمير الرائعة قبل أن يكون باستطاعتنا أن نتكلم عما قرأنا . هذا الصمت هو ضمان حميميتنا . صحيح أننا انتهينا من قراءة الكتاب لكننا لا نزال فيه . مجرد ذكره يفتح ملجأ لتمرداتنا . إنه يحمينا من "الخراج الكبير" ، ويقدم لنا نقطة مراقبة تعلو بكثير المشاهد العارضة . لقد قرأنا ، وها نحن نصمت .إننا نصمت "لأننا" قرأنا . ويقول في مقطع آخر : وأحيانا يكون التواضع سبب صمتنا ويفسر التواضع بقوله : الوعي الذاتي ، المتوحد ، والمؤلم نوعا ما ، بأن هذه القراءة ، بأن هذا الكاتب "غير حياتي" . ويضيف : أو فجأة ، هذا الانبهار الآخر الذي يعقد اللسان : كيف يعقل أن ما هزني بعنف لتوه لم يغير مجرى العالم في شيء؟ أيعقل أن يكون قرننا على ما هو عليه بعد كتاب دوستويفسكي ( الشياطين ) ؟ وأخيرا يقول : ( ما أكبرها من متعة للقارئ ، متعة الصمت بعد القراءة ) .
جديد الموقع
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط