شعر وأدب واندية ادبيه
2020/04/03 | 0 | 1528
صبايا من المشموم
عـيـونُكِ يــا أحـسا .. أم الأعـينُ الـنُّجْلُ؟
ولـيـلُكِ حــول الـمـاءِ .. لـيلُكِ؟ أمْ كُـحْلُ؟
صــبـايـاكِ؟ أم آبــــارُ ضِـحـكـتِـكِ الــتـي
يُـهَـمْهِمُ فــي أحـشـائها الـفرحُ الـطفلُ؟
صبايا من (المشمومِ) .. ويلي من الشذا
ومــن ديــرمٍ بــاسَ الـشـفاهَ لـي الـويلُ
عـلى أيِّ شَـهْديكِ: الـمُصفّى من اللمى
أمِ الـتـمرِ يــا أحـسـاءُ يـحسُدُك الـنحْلُ؟
حـكـيناكِ أشـعـارًا، وحُـكْـنا مــن الـهـوى
بُــشُـوتًـا، فـأضـنـانـا الــتـغـزُّلُ والــغَـزْلُ
صـبـايـا هـــي الآبـــارُ حــتّـى وإن غــدا
عــزيـزًا عــلـى أكـبـادِنا الـبـلَلُ الـضـحْلُ
ويــامــا تــــروّى مــــن نــداهـا غـلـيـلُنا
ولـــم يُـنْـهِـك الـمـروى، وأنـهَـكنا الـنـهْلُ
أنـا ابـن لـيالي الـريِّ فـي صـرخةِ الشّتا
أعــافُ لـذيـذَ الـنومِ كـي تـشربَ الـنخْلُ
وأغْـمـسُ عُـمـري فـي الـقناةِ .. لـعلني
أشــاطـرُهُـنَّ الــبــردَ أو يــدفـأَ الـحـقْـلُ
أنـا ابـنُ (الـرزيزيّاتِ)، نـفْسي لهن، و(ال
خُـلاصات) خـالاتي، وعـمّاتي (الـشُّهْلُ)
وفــي مـنـجلِ الـفـلاح مـن سُـور الـندى
شـمـائلُ عـنـها يـعـجزُ الـسيفُ والـنصْلُ
مــنــاجـلُـنـا مــســنــونـةٌ كــسـيـوفـنـا
ولـكـنّـهـا صــــوبَ الــحـيـاةِ بــهـا مــيْـلُ
وإنّـــا وإنْ كُـنّـا أشــاوسَ فــي الـوغـى
هـوانـا لــدى الـسّـلْمِ الـعِـمارةُ والـشّتْلُ
ومـــن لـــي بــدارٍ تـألـفُ الـطـيرُ أهـلَـها
وحــاضــرةٍ حــتــى شــوارعُـهـا أهْــــلُ
إذا مــــا ســلـكـتُ (الــدائـريَّ) مُـيـمِّـمًا
حِــمـاهـا .. تـلـقّـانـي بـمـبـخـرِهِ الـلـيـلُ
ولاحَــتْ لــي الـعُمرانُ .. والـعمرُ واحـدٌ،
ولــكـنّـهـا عُــمــرانِ عـاشَـهُـمـا الــنُّـبْـلُ
بُـحـيـرتُـها لـلـطـيـر مــهــوًى، ولـلـقِـرى
قُــراهـا، وفـــي أطـرافـهـا تَــكْـلأُ الإبْــلُ
كـــــــأنَّ ثــــراهـــا قـــهـــوةٌ عــربــيّــةٌ
مـــن الــكـرمِ الـزاكـي، ونـفـحَتها هـيْـلُ
ورُبَّ ضــحًـى فــي بـرِّهـا صُــبَّ شـايُـهُ
وقـــد طــابـت الأيـــامُ والْــتـأمَ الـشـمْلُ
ويـــا حــبّـذا حــجـزُ الــرمـالِ، وإن يـكـنْ
مـجـازًا مــن الأشـعـارِ أن يُـحجزَ الـرمْلُ!
ولــكـنّـهُ ضــيــفٌ، ولــــولا جُــذورُنــا ال
مُـلِـحَّـاتُ لـــم يُـمْـسـكْهُ قـــارٌ ولا أثْـــلُ
أنــا طـيـنةُ الأحـسـا .. ومـاءُ الـحسا أنـا،
نـــا الــراحـةُ الـبـيـضاءُ والـتـعَبُ الـجـزْلُ
أنـــا ركــضـةُ الأطــفـالِ فــوقَ غـمـامِها
إذا رجــــعَ الـغُـيّـابُ أو هــطَـلَ الـهـطْـلُ
إذا غـبتُ أُسـبوعا وعُـدتُ إلـى الـحسا ..
أعـــودُ كـأنّـي غـائـبٌ صــارَ لــي حَــوْلُ
أعــــودُ إلــيـهـا أجــــردَ الـــروحِ حـافـيًـا
ســـوى أن بــي شـوقًـا لـواعـجُهُ خـيْـلُ
وإنّ خــيـولَ الـقـلـبِ مـلـعـبُها الـحـسـا،
وسـائـرَ مــا يـبـقى مـن الـكونِ إصـطبْلُ
نــســافـرُ عـــــن أحـسـائـنـا ونـسـائـنـا
وعــنـهـا وعــنـهـنَّ الـخـواطـرُ لا تـسـلـو
ومــنـهـا ومــنـهـنَّ الـحـقـائـبُ لا تـخـلـو
ولا يـسـتريحُ الـقـلبُ، والـعـيشُ لا يـحلو
وأحـسـاءُ حـتـى فــي الـمُـحول صـفـيّةٌ
وكــلُّ مَـحَـلٍّ غـيـرُها، لــو صـفـا، مَـحْـلُ
نـفـتّـشُ عـنـهـا فـــي ضــبـاب ارتـحـالنا
ويـنـكـسرُ الـمـسـعى، ويـنـتـثرُ الــرحْـلُ
فــــإن وجــــد الــفـحَّـالُ نـخـلـةَ عُــمـرِهِ
فـقـدْ وجــدَ الأحـسـاءَ شـاعـرُها الـفحْلُ
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .