2020/11/18 | 0 | 2569
رواية الليدي تالين - قراءة نقدية -
في نقاش دار بيني وبين ابنتي الشيماء في مسارات فكرية مختلفة واختلفنا كثيراً كما اتفقنا أكثر ، وفي نهاية النقاش اختتمت ابنتي نقاشها بجملة اضحكتني كثيراً
قالت لي انت تعيش في أزمة منتصف العمر
وتأكيداً لما وصفته ابتي بتلك الأزمة كنت ابحث عن كل مايتعلق باليهود ووجودهم بمنطقة الأحساء وذلك لاحتياجي لمعلومات دقيقة عن حياتهم وذلك لمشروعي الكتابي القادم، ومن ضمن بحثي وجدت رواية الليدي تالين فهي حسب الاعلان عنها انها حكاية حب وعشق وغرام بين فتاة يهودية قادمة للأحساء مع احد ابناء الاحساء،
فقلت لننبش تحت رماد الحب لعل الحب يعود مشتعلاً من جديد بعدما خبأ تحت رماد السنين ومشاغل الحياة.
وكنت متلهفاً لأعيش مع أبطال الرواية تفاصيل الحب بتفاصيل انفاس العاشقين اليومية.
بدأت قراءتها بشغف بعدما تعطرت وعطرت مكتبتي لأعيش مع المحبين العاشقين حياتهم.
وبدأت الصفحات الأولى منها وكلي شوق للحوار الانساني الذي يتلوه العاشقون في بحر الهوى، وكلما تقدمت في صفحات الرواية اجدني أدخل في صحراء المشاعر وعطش الهوى، فالرواية تكاد تكون وصفا تاريخياً جامداً لاروح المشاعر فيه.
فقلت ربما عندما أغوص اكثر اجد روح العاشقين تحوم في الرواية، ولكنني أصطدمت بوصف وسرد تاريخي جامد ، هذا لو تركنا المغالطات التاريخية الكثيرة التي فيما تسمى الرواية ، فلنتركها لاصحاب التاريخ المحترفين ونعود للعاشقين الذين تاهو في اوراق الرواية ولم اجدهم الا في بعض السطور والكلمات المتبعثرة.
حقاً الكاتب لم يوفق في هذه الرواية ان تسامحنا واسميناها رواية ، انه وصف تاريخي سُرد على عجل بدون تمحيص ولاتدقيق وكأن الكاتب كتبه وهو يأكل سندوشة فلافل مع علبة بيبسي على رصيف شارع القيصيرية.
لندخل معكم في بعض وريقات الرواية :
عنوان الرواية : الليدي تالين الأحساء 1912م
الرواية من اصدار مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع
طبعة أولى ١٤٤١هـ - ٢٠٢٠ م
للكاتب فوزي صادق
عدد صفحات الرواية ٣٢٠ من الحجم المتوسط
صورة الغلاف به فتاة ذات شعر متوسط الطول وعند اذنها قرط كبير وتنظر خلف باب خشبي مرتدية فستان ذات لون يميل للوردي الغامق.
تبدأ الرواية بإهداء الى الأحساء بكلمات عذبة وغزل في مياهها ونخيلها وجدرانها العتيقة مع طيورها
ثم يبدأ الراوي حكايته من البحرين بتقنية الاسترجاع التاريخي بحديث مع بطلة القصة والتي تجاوز عمرها عقود طويلة.
بداية جيدة مع بطلة الرواية وهي تحكي بداياتها التي كانت بالبصرة وتبدأ بوصف المكان ووصف العائلة ووصف تفاصيل الحياة بالبصرة في ذلك الزمان.
ويجري الراوي على لسان بطلة الرواية تفاصيل الحياة للمجتمع البصري وبالذات المجتمع اليهودي بالبصرة ونمط معيشتهم هناك.
وبدأ البطلة تالين تسرد تفاصيل الحياة اليومية لأسرتها اليهودية بالبصرة وعن تجارة والدها وكيف يدير اليهود العراقيين معاشهم اليومي ووصفت طرق عبادتهم وصلواتهم في الديانة اليهودية.
وهكذا سارت الرواية على هذا النمط من السرد في الوصف التاريخي الذي غلب على روح الرواية الإنسانية وتفاصيل الانسان بمشاعره واحاسيسه.
وهكذا بدأت الرواية الى أن وصلت في سردها الى لحظة انتقال والدها للأحساء للعمل مع العثمانيين هناك في الأحساء.
وهكذا في اغلب صفحات الرواية يغلب عليها وصف المكان بعيدا عن الانسان وتفاصيل دواخله النفسية ومعاركه الروحيه.
وحتى اذا اقتربنا من نهاية الرواية نجد وريقات قليلة جداً تحكي على عجالة قصب حب بين تالين وشاب أحسائي وتنتهي معاناة حبه ببساطة ودون تفاصيل هذه المعاناة في عالم العاشقين.
وتنتهي الرواية ولم تشبعنا في احاسيسها الانسانية وتتركنا في قارعة الطريق بدون أن نرتوي.
هذه لمحة سريعة عن الرواية وقد حاولت أن أوجز في نقدها حتى اترك مساحة للقراء بتذوقها بحسب اذواقهم.
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
تعليقات
ام كاظم
2020-11-18نقدك أروع من الروايه