2013/02/07 | 0 | 2266
حرية التفكير و التعبير
يجسد الخير و الشر , من يغلب خيره على شره و يحسن خاتمته يسير عل درب الخير، الإنسان المبدع يعبر عن عظمة خلق الله بأعماره الأرض، طوع الطبيعة من اجل سعادته ، سار في درب التكامل الإنساني بالتجارب والإبداع .الإنسان الذي يعيش الصراع و العقلانية يجتهد في ابتكار وسائل وأصناف السعادة الدنيوية و تارة تراه الكائن الذي يعيش قمة المساهمات الإنسانية بتجسيده بعض إشكال الفنون الإبداعات و الاختراعات الإنسانية مما يضعنا أمام تجليات النفس البشرية و دوافعها بالحياة ، هل الدوافع و النزعات الفردية من تتحكم في منهج حياته و تقرر أهداف وأساليب ارتباطه مع الآخر، أو هل يرغب أن يكون جزء من مجموعة يعيش في كنفها و يحتمي بقوتها و يشعر من خلالها بالأمان.
لا شك فيه إن الفلسفة الإنسانية المستندة على دوافع و قيم فردية تتحكم فيه و توجه سلوكه، خصوصا إذا كان يبحث عن إثبات الذات إمام الجميع و إخراج ما بداخله لتوكيد ذاته و إرضاء غروره ، تبرز المنافسة و يجتهد في إثبات نفسه بكل مواهبه و يستخدم ذكائه في كيفية إظهار الطرق التي تحميه بين أقرانه الذي يزيد المنافسة الدنيوية بين الأفراد من خلال الابتكار الإبداع و الإنتاج.
لا ننكر الأجواء و المناخات التي يعيش في كنفها الفرد خصوصا إذا كانت مناخات تعطي الفرد أقصى القيم و المحفزات الفردية التي تضخم الذات البعيدة عن قيم الدين ، حتى ينضوي في وسط زهرة النرجس ليبرز نرجسيتيه ، قد لا تكون في أحيان كثيرة توجهاته سلبية ، لا سيما إذا كانت بواعثها إظهار الطاقات الكامنة في النفس لفائدته و للآخر ، و احيانا من اجل إضعاف المقابل لان النفس تثأر لنفسها و تحارب من حولها بإثبات ذاتها خصوصا إذا تجردت من القيم الدينية و القيم الاجتماعية التي تحفظ المصلحة العامة ، و في الثقافة الليبرالية تجد الفرد يستميت من أجل إبداعه رغم هو اساس المجتمعات.
المبادئ الدينية و الأنظمة و القوانين و الفلسفات تؤكد قاعدة ما ترضاه لنفسك يجب إن ترتضيه لغيرك و ينطبق على قاعدة الرفض، العدالة مع النفس مهمة للعدالة الاجتماعية و إن يحمل المرء مبدأ حريته و إبداعه و دائرة تفكيره تقف عند حدود محيط حرية الآخرين و احترام مشاعر غيره.
وجد بعض الأفراد ضالتهم في مذاهب و فلسفات و أنظمة وضعية من اجل إخراج ما عندهم من مكنونات نفسية و إبداعات أدبية و فنية و هذا لا ضير فيه بل مطلوب ما دام في نطاق احترام مشاعر و تقدير قيم الآخر و مراعاة لمعتقداتهم ، اليوم في ظل الثورة المعلوماتية و التواصل الاجتماعي السريع تنتشر الأفكار و النظريات التي تزلزل المجتمع المرتبط بنفس القيم الدينية و الاجتماعية والإنسانية لأن العقد الديني و الاجتماعي يلزم الأطراف بعدم الإخلال بشروطه تحت شعارات الحرية و الإبداع و الحداثة و الليبرالية ، بل بعضهم يفرض النداءات و الخطابات كميزان للصح و الخطأ المطلقين و يوصى بتطبيقها كمسلمات ، لا احد يختلف على حرية التفكير و الاعتقاد و التوجهات لكن يجب مراعاة معتقدات الآخرين و يدقق في ما يطرحه علنا إذا كان فيه ضرر للآخر خصوصا من تشترك معهم في أهداف عقدية و مشاريع وطنية و اجتماعية بحيث تتضرر الأهداف و تفسد المشاريع و تنقض العقد الاجتماعي بإطلاق الحرية الشخصية بدون حدود.
إن العقد الديني و الاجتماعي و القواسم الإنسانية المشتركة للأفراد و الجماعات هي رقيب ذاتي و جماعي على النفس بحيث يتوقف في إبداء رأيه و نشر آرائه و أفكاره ، ما دامت تمس الآخرين و تجرح مشاعرهم و تحدث زلزلة اجتماعية أو سلبياتها أكثر من ايجابياتها أو لا فائدة من طرحها ، هذا القانون الأخلاقي و الاجتماعي الذي يحكم الآراء يجب أن يسود و ينفذ.
أن الفنون و العلوم الإنسانية و الفكرية من شانها أن تمنح الإنسان انسايته و تجسد مبادئه و قيمه و تقاليده و معتقداته الدنيوية التي تنتج بواسطة مواهبه و إبداعاته و تنفس عن معتقداته الدينية و قناعاته الشخصية و تعبر عن توجهاته الذاتية التي تحترم مشاعر غيره من أبناء مجتمعه و كل من يعيش معهم ببيئة مشتركة في المذهب و الدين و الوطن ، هي حرية شخصية ما دامت في مرحلة التفكير الذاتي المتفاعلة في فكره و لم تخرج اعلاميا ، لا يمنع من نشرها إلا إذا بلورها في قوالب مقبولة شكلا و مضمونا و لا يستهدف منها الفرض و الوصاية إنما يضعها على ميزان الحكم الديني و الاجتماعي المسئول و الموزون. الكلمة هي الإبداع الأول المتجسد في الخطاب الديني و التاريخي و الشعر و النثر ، هذه الكلمات المنطوقة و المكتوبة التي غيرت أفرادا و أمما عندما خرجت و تلاقها الآخرين حسب معتقداتهم الدينية و الدنيوية و اتجاهاتهم الفكرية ، كما أن هناك من الكلمات التي دمرت شعوبا و دولا عندما أعلنت ، لأنها لم تحسب بحسابات المصلحة العامة و القواسم المشتركة و العقود الدينية و الاجتماعية ، مما لا شك فيه إن ترجمة الحياة و حفظها تكون بالكلمات المنطوقة و المسموعة و الآثار المعنوية و المادية التي تعبر عن أهداف الأفراد و الأمم و كم من فرد أو شعب خلد بكلماته و رفع شأنه و شئون مجتمعه ، يبقى الرقيب الأول في إخراج الكلمات علنا الحكم الشرعي و الوازع الديني و الرقيب الذاتي.
يمكن أن يبدع المرء بأنامله بالكلمات و الفن التشكيلي و الألوان التشييد و البناء و الابتكار النابعة من فكره و عقله و سلوكه الذي يترجمها بأشكال مختلفة تعكس الحالات النفسية لدى الملقي تجاه نفسه و تجاه محيطه المتعلقة . يبقى الإنتاج الإنساني يمثل منتجه و مبدعه يقيم بحسب نظرة الأجيال له و قد تختلف نظراتهم حسب قناعتهم و الظرفين الزماني و المكاني .
جديد الموقع
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
- 2024-04-24 في أسبوعه العالمي .. خوجة : التطعيمات واجهت عبر التاريخ شراسة الفيروسات
- 2024-04-24 صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز ال سعود يفتتح مستشفى الموسى للتأهيل بالاحساء
- 2024-04-24 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية