2020/09/19 | 0 | 1940
حتى لا نخذل الامام الحسين ع مرة أخرى
ها نحن على أعتاب موسم مسيرة الأربعين السنوي والذي تتجلى فيه مشاهد الايثار و تتقدم وفود الشيعة نحو مشهد الامام الحسين ع وأخيه أبا الفضل العباس مجددين العهد والمبايعة على السير بالنهج والمبادئ ذاتها التي استشهد من أجلها يوم عاشوراء ودوت على أثرها صرخاته بنصرة الدين وعزة الحق والعدالة .
لا يختلف اثنان ان الصورة الكرنفالية التي تعودنا عليها طيلة 17 عام مع تزايد في عدد الحشود السنوية حتى بلغ في أحد الأعوام قرابة 20 مليون زائر ، هذه الظاهرة جديرة بالدراسة والتوقف حول بواعث هذا الإصرار على مثل هذا التمثيل الوجودي للشيعة والمحبين لتظهر صورة من أروع الصور في التنظيم والرعاية غالبيتها بجهود شعبية لا تمس للرسميات بأدنى علاقة .
إن مثل هذا التحشيد يجمعه الحب والرغبة في التمثيل لحجم الشيعة في العالم وممهد لنهضة قادمة على يد مخلص العالم الامام الغائب المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف ، ولكن يبقى قبل ذلك معرفة هل أن بواعث هذا الاستعداد ذات منشأ صلب أم أنه يعتمد على أصول رخوة تعتمد العواطف الجياشة وهل ستصمد أمام أقرب اختبار أم أن مصيرها الخذلان كما حصل بمجتمعات زمن الأئمة عليهم السلام .
بداية موسم عاشوراء 1442هـ صدرت توجيهات المرجعية الرشيدة بضرورة التقيد بالتعليمات الصحية وحفظ النفس من أوجب الواجبات فشجعت المرجعية عبر ردود الاستفتاء على متابعة البث المباشر للمجالس الحسينية كوقاية عن التجمع وأكدت على ضرورة لبس الكمامات ومحاربة التجمع والتأكيد على التباعد في ظل هذه الجائحة الجديدة في حضورها لمثل هذه المواسم .
إن توجيهات المرجعية غير مستغربة كون المرجع يمثل الامام وعليه صون المجتمع من التعدي على النفس وقاية لضعفاء الامة من نساء وأطفال وكبار سن وتكريماً لشباب الامة والتي تدخرهم لمواقف الدفاع عن الدين وصون حرماته ، ولكن هل تم استيعاب هذه التوجيهات بنفس المسلم لمصادر التشريع أم أن الشبهات العاطفية حالت دون تنفيذ هذه التوصيات واستسلمت الانفس لمن هم دون مقام المرجعية بل دون مقام العلماء في المزايدة على حب الامام الحسين ع ، إذ نجد من الخطباء من رفع راية تلو راية في الصد عن مثل هذه التوجيهات وتضليل الجموع بل وتحريف المقاصد حتى عاينا مشهد يوم العاشر من المحرم 1442هـ بمظهر مأساوي دفعت العراق ضريبته غالية فتصاعدت نسب الإصابة اليومية حتى بلغ خمسة آلاف إصابة يومية حسب احصائيات الصحة العراقية بمجتمع لا يملك مقومات الوقاية ولا العلاج وكان ضحيتها الأبرياء .
قد نضيع الأهداف الحقيقة لنهضة عاشوراء عندما يتجرد احياء مثل هذه المواسم من الوعي بل ويحارب منبر الوعي قبالة منابر التجييش العاطفي وكأن الامام لم يستشهد الا للبكاء فقط ، هذه المعادلة التي ابتلي بها مجتمع الشيعة لربما من أكبر العوائق لزمن الظهور المبارك والتي تستوجب الوقوف بنفس المدرك لأهمية تجديد المجتمع في مداركه وأولوياته .
كان المشهد مريب يوم العاشر من هذه السنة حتى أن ابسط موجبات الوقاية لم تتحقق تقصيراً لا قصور لتدفع بضحايا التوجيه العاطفي نحو مهلكة وخسارة للمجتمع الموالي.
من هنا كان من الواجب التحذير من خذلان الامام الحسين عليه السلام مرة أخرى بعنوان الحب والذي وقع ضحيته من قبل مجتمع الكوفة وحاول التبرير بنهضة التوابين دون جدوى بل أن نهضتهم حالها كحال قوم موسى الذين عبدوا العجل فكانت نهايتهم بالفناء توبة لهم عن عظيم جرمهم .
ولعل عزائنا الحقيقي هو صدور توجيهات المرجعية الرشيدة لتثبت أن على الأمة الرجوع للقادة وتنمية الاعتصام بتوجيهاتهم ونبذ كل دخيل على توجيهات المرجعية بل وطرده من مشهد التوجيه المجتمعي ، فلا مجال للحمقى في زمن المعرفة والادراك وعلى المؤمن حسن الكياسة وأخذ التوجيه من مصادرة المقرة من توجيهات الائمة عليهم السلام فحري بنا أن نعزز التجاوب الإيجابي تجاه قادة الدين حفظهم الله جميعاً.
الآن نحن على أعتاب موسم اجتماع أقوى من موسم عاشوراء وننتظر التكيف الملائم خاصة أن الجهات الرسمية بالعراق منعت الزائرين من خارج البلد من الدخول ويتبقى جهاد أهل العزيمة من المؤمنين في الالتزام بتوجيهات المرجعية والتي هي امتداد طبيعي لتوجيهات الامام المعصوم ووقاية المجتمع من آثار هذه الجائحة فبالالتزام الحقيقي نثبت للعالم أننا أمام نجاح مصيري للتحدي ونثبت قوة المذهب عبر تفعيل التسليم لقادته وبذا يهاب العالم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ويحفظ لهم قيمتهم كمجتمع راقي يستجيب للحكمة وينبري للمبادرة الإيجابية .
جديد الموقع
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط