2022/08/04 | 0 | 1568
تقرير فعالية (رؤى حول الخطاب المنبري المستقبلي)
أقام منتدى رؤى الثقافي بالأحساء فعالية حوارية (ورشة عمل) بتاريخ 24 ذو الحجة 1443هـ الموافق 23 يوليو 2022م، وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة ابتدأها المنتدى في سنوات ماضية في استقبال شهر محرم بمناقشات متنوعة عن قضايا مرتبطة بالمنبر والخطيب وأساليب الخطابة، وفي هذه الفعالية تناول المنتدى ثلاثة محاور:
1ـ الخطاب المنبري وتأصيل القيم الإنسانية عملياً في ظل التحديات المعاصرة.
2ـ تأهيل الخطاب المنبري للمستقبل من سياق الواقع والدراسات العلمية.
3ـ مسؤوليات الخطباء والكتاب لتعزيز رسالية الخطاب المنبري.
وتوصية أخيرة للإعلان عن مشروع استكتاب من قبل شرائح مختلفة من الحوزويين والخطباء والأدباء والباحثين فيما يخص موضوع المنبر الحسيني المستقبلي.
ويهدف رؤى من هذه الفعالية للمشاركة في إحداث تغيير جاد للخطاب المنبري الحسيني وتجديد الأساليب لتكون أكثر تأثيراً على الفرد والمجتمع.
وقد ابتدأ ورشة العمل الأستاذ عيسى العبد الكريم عضو فريق رؤى بأعطر التحيات وأزكى الترحيب للمشاركين والمشاركات، وبعد أن مهّد حديثه بمقدمة حول أهمية الخطاب المنبري الحسيني ودوره على الفرد والمجتمع، شرع في طرح المحور الأول في القيم الإنسانية عملياً ودور الخطاب المنبري بخاصة في ظل التحديات المعاصرة، فكان أبرز ما تم طرحه في هذا المحور:
1ـ هناك طغيان للمستوى التنظيري على حساب التطبيقي والواقعي، فكثير من الخطباء للأسف ينظر للقيم من ناحية الطرح الفكري المجرد والأسلوب الخطابي العام، من غير تفعيل للخطاب بالأمثلة التربوية والاجتماعية والنماذج الواقعية، ولو تأمّل الخطيب اللغة القرآنية لوجد بغيته في كثير من سوره وآياته، حيث يركز القرآن على الفكرة ثم التطبيق والنماذج والأمثلة وينوّع في الأسلوب لصناعة الفرد والمجتمع.
2ـ خطاب الواقع هو تقليدي وتأثيره محدود، بل أصبح مملاً نتيجة التكرار، لذلك لجأ كثير من كوادر الحسينيات لتغطية هذا النقص بإضفاء أنشطة رديفة أكثر تنوعاً وإثراء وتأثيراً لجميع شرائح المجتمع، وتأتي هذه الحالة نوعاً من الاستجابة للتحديات المعاصرة، في حين لا زال الخطاب المنبري على أسلوبه التقليدي.
3ـ من الإشكاليات الواضحة أن الخطيب نفسه يجهل القيم التي ينبغي عليه أن يضمنها خطابه وأهدافه، فمسار المنبر مرتبط بالمعرفة العلمية والعملية للخطيب، ومن غير ذلك لن يكون هناك منبر موجّه لتعزيز القيم وترسيخها بالشكل المطلوب.
4ـ هناك إشكالية رئيسة في هذا الإطار، هي أن الخطيب لا يحمل صورة واقعية عن المجتمع المستهدف، يضاف إلى أن قراءاته الثقافية دون المستوى المطلوب لما عليه المجتمع، فمصادره قديمة لا تتناسب ومستوى التحدي المعاصر.
5ـ أهمية التعاون بين شرائح العلماء والحوزويين والمثقفين لدعم رسالة الخطاب المنبري، فلا يجدي المنبر نفعاً حينما يقوم على جهد فردي وخطاب غير منظم، فإذا أردنا مستقبلاً فاعلاً للخطاب فلا بد من تعاون مؤسسي ودعم مكثف من قبل شرائح المجتمع، فالمشاركة مطلوبة في هذا الصدد.
6ـ هناك اهتمام لغالبية المنابر بالمجتمع والقيم لكن تبقى قيمة هذا الطرح بحسب مستوى الخطيب الذهني والتربوي، وهناك محاولات لتطوير رسالة المنبر وأساليبه مجاراة لبعض التقنيات المعاصرة، ويبقى التأثير موكول لتقييم المتابع. لكن يبقى على المنبر أن يكون الآن أكثر دقة في إدائه وأكثر انتباهاً وحذراً لأن رسالته أصبحت في تناول الجميع مع الكثير من إفرازات برامج التواصل المنافسة له.
7ـ ينبغي أن نرسم بالضبط تصوراً صحيحاً عن تطوير المنبر الحسيني، بحيث لا يفقد المنبر هويته الأساس، ثم نتحدث بعد ذلك عن المواكبة والتحدي والمنافسة.
8ـ لا بد من مراعاة حدود الدور الخطابي في مقابل ما تطرحه القنوات الإعلامية إثر جهود مؤسسية دولية ضخمة، لذا لا يقارن عطاء المنبر الخطابي بما يقدمه الإعلام الحديث، لكن لا بأس بالاستفادة من التجارب التقنية والأدوات الحديثة لتعزيز رسالة المنبر.
بعدها شرع المقدم للمحور الثاني: تأهيل الخطاب المنبري للمستقبل من سياق الواقع والدراسات العلمية، فكان أبرز ما تم طرحه:
1ـ من أهم المتطلبات المحافظة على مصداقية المنبر وهويته الرسالية، وعدم زجّه في مجالات تخرجه عن طبيعته ورسالته، فنتجنب ما امكن الدخول في الأطروحات العلمية التخصصية المعقدة والتي لا تهم المستمع.
2ـ إيجاد شراكة وتفاعل مع الجمهور في اختيار الموضوعات ومناقشتها في جلسات دورية تعقد قبل وبعد المجالس، بأي صورة كانت بخاصة فئات الشباب.
3ـ يحتاج الخطيب إلى اطلاع ومواكبة لكل ما هو جديد، والإعداد الحوزوي والعلمي المتمكن، ومعرفة للمصادر والتقنيات المساعدة، من اجل تقوية الخطاب وإحداث تأثير لهذا الجيل.
4ـ لتطوير المنبر مستقبلياً لا بد من إيجاد لجان ومعاهد تعنى بدراسة وضع المنبر والاستعانة بالمتخصصين في ذلك، لا بد أن يتجنب الخطيب ردود الأفعال والطرح الارتجالي الانفعالي، وينبغي عليه التركيز على قضية إصلاح الفرد والمجتمع.
5ـ دمج بعض البرامج في المجلس الحسيني بذلك نحافظ على مكانة المنبر وإعطاء فرص للأنشطة الجديدة لإضفاء تأثير على المجتمع.
6ـ النشاط المنبري في الأعم الأغلب هو جهود فردية، وتجارب متفاوتة المستوى، والخطاب المنبري في العادة لا يخضع لمحاسبة ومراجعة ونقد من جهة محددة، بالإضافة إلى تنوع المنابر (معرفية، سيرة تاريخية، عاطفية)، مما أوجد إشكاليات كثيرة في التقييم والنقد، كما أدت ظاهرة تقديس بعض الأسماء للخطباء والمبالغة في التعاطي معهم مشكلة أمام مناقشة الكثير من القضايا المهمة.
7ـ هناك طموحات ورغبات في التطوير أن يكون هناك منبر تخصصي يتوزع بحسب قدرات الخطيب، فنصنع بذلك احتياجات متنوعة للجمهور.
وفي الختام استعرض المقدم فكرة مشروع استكتاب حول رسالية الخطاب المنبري المستقبلي، والتي سيقوم بتجهيز بنودها وشروطها فريق رؤى يدعو فيه شرائح مختلفة من المجتمع (حوزويين، خطباء، أكاديميين، باحثين، صحفيين...)، بهدف تقديم مادة علمية متنوعة للخطباء تخدمهم في مشوارهم العلمي والاجتماعي الرسالي، وستصدر بعد ذلك في كتاب على شكل مقالات ودراسات قصيرة تشخيصية وصفية تحليلية ناقدة مدعمة بالوثائق والإحصاءات والنماذج.
وفي نهاية المطاف ختمت الفعالية بالشكر الجزيل لجميع الحاضرين على تفاعلهم البارز، والاعتذار ممن لم تواته الفرصة للإدلاء برأي أو مقاطعته في مشاركته، وتم التأكيد على أن هذه الفعالية تهدف إلى العناية بالمنبر الحسيني تطويراً وتأثيراً، وتفقد ما هو نقص وتغطية الفجوات، فمن المهم أن يكون المنبر في مقص النقد وينظر للإيجابيات لتطوير رسالة المنبر، فالمنبر حامل لرسالة الإمام الحسين (ع)، فمن الأولى المحافظة على مكانته الخاصة، وجعله منبراً رسالياً مؤثراً كما كان غرض الإمام في حركته ونهضته المباركة.
جديد الموقع
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط