أقلام وكتابات
2020/10/15 | 0 | 5451
انسنة المدن مدخل في المفهوم و المستقبل
يهدف في تعريف انسنة المدن بقدر اهميته لجعل المدينة ليست مكان اقامة بل ان تكون ملائمة للعيش و صديقة ، و تعطيه مساحة للإستمتاع من خلال بنيتها الخدمية ، و تسانده في تطوير امكاناته ، بتحقق بعدها الإنساني و جودة الحياة و الإستدامة .
خلال الخمسون عاما الماضية كان هناك تحولات كبرى في تخطيط المدن و تشكلها مع تسارع و زيادة نموها ، فكان التخطيط الشامل و التخطيط الزونينغ و المدينة الخضراء و المدينة المعرفية و المدينة الذكية و غير ذلك ، في مجملها اعتمد على ان تخطط المدينة مع مفهوم حركة المركبات و هذا مااعطى تشابها ليس فقط في المدن انما في البيئة الحضرية و قصورا في تشكيلها و غياب البعد الإنساني .
نتج من ذلك :
احادية وسيلة النقل المركبات
و بالتالي عدم توفر بيئة المشاة
نقص و ربما عدم وجود مساحات خضراء
التأثر المناخي و التلوث
لا تساند البيئة التنوع الإجتماعي مثال الأسوياء و ذوي الإعاقة فيما يتعلق بالوصول الشامل .
و لذا فإن المطلب في التصميم الحضري ان يستجيب في انسنة المدن
العناية بالطابع العمراني من حيث التفرد و المقياس الأنساني و الحركي و البعد البصري .
و ذلك يتأتي بتهيئة البيئة لأداء و ظيفتها المكانية كتطوير الفراغات و الشوارع و بالطبع انماء الوعيي بتعزيز الإعتبارات البيئية
و عما اذا كانت انسنة المدن تحقق الإستدامة من خلال مشاركة المجتمع في اتخاذ قرار تطوير بيئتهم .
لا يمكننا تحقيق انسنة المدن بإطارها العام دون ان يكون لدينا مختبرات حضرية تعتمة على بنك معلومات يشارك فيها مختصون في التخطيط و الإجتماع و الإقتصاد و النفنانين و تنسيق المواقع و مشاركة الناس لإيجاد حلول من المجتمع للمجتمع .
و تساند هذه المعلومات في ادارة البيئة حتى في ادارة الأزمات كالإخلاء في الكوارث و لعل التقنية الحديثة و البرمجيات هي التي تساند مايعرف بالمدن الذكية لتساهم في جعل المدن انسب لحياة الناس
وهذا يأخذنا الى مفهوم جودة الحياة الإنتقال من التركيز على التشكيل الفيزيائي للمدينة الى اعتبارات قيمية تخص الإنسان اولا من خلال الرفاهية و الألفة و العيش المشترك و امكانية الوصول دون عوائق و حركية الحياة مع تحقيق أدائي للترفيه و ما الى ذلك .
و تسعى المملكة ببرنامج جودة الحياة برؤية ٢٠٣٠ لتحقيق الأهداف في هذا المجال
وصف البرنامج
"عنى هذا البرنامج بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم افراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، كما سيسهم تحقيق أهداف البرنامج في وتوليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي مما يسهم في تعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب افضل المدن العالمية"
و لعل احدث طرح في انسنة المدن هي المدن المتجاوبة التي تعتمد الإندماج و التكامل و تبدأ بتدريب الطلاب في مجال تخطيط المدن وكذلك المخططين في ادارات التخطيط و ذلك لإنتاج افكار لمدينة المستقبل.
الى اي مدى يمكن لمدننا ان تستجيب لمفهوم الأنسنة ، هناك محاولات عبارة عن جزر معزولة ربما تشكل نواة لمفهوم عام يمكن ان تنطلق منه المدن لتحقيق انسنتها ،
و اليقين ان موضوع انسنة المدن يحتاح الى تضافر الجهود من اجل تحقيقه .
و اطرح في مجال اولويات انسنة المدن مبادرة من خلال فهمنا للمبادرة وتطبيقاتها من معطيات خبرتنا ووجودنا في الطبيعة ومُدارسة الحالة الحضرية في شقيها البيئة الحضرية ومفرداتها الوحدات السكنية.
حيث أنني أعلم أن مثل هذة المبادرات تحتاج إلى بيان أكثر لمعرفة المراد وتحقيق روؤية ٢٠٣٠ بأن يكون الإنسان أولا وثم العمل على المخرجات اللتي تحقق جودة الحياة.
و نحن نقدم خبراتنا في هذا الموضوع بما يحقق ذلك على أسس :
*إعادة التأهيل “Rehabilitation” وهو مصطلح اكثر دقة فيما يعنينا في هذه المبادرة من الترميم “renovation “ إذ أن التأهيل يعني صحة الحالة المادية للمبنى وملائمته لمكونات المستخدم.
* العناية بالمفردة المعمارية ونعني هنا الوحدة السكنية “unit”، بربطها بين صلاحيتها الإنشائية والمعمارية والصحية " إضاءة وتهوية" وحركة المستخدم ( الأسرة ) وكفائتها لأعداد المستخدمين.
* جودة الحياة في المبنى أحد أسسه الاستدامة (sustainability) التي تعني إطالة عمر المبنى وقابلية التحول في الإستخدام بما يحققه إستعمال مواد بناء وتشطيب كفؤة بذلك.
* مجموع مفردات الوحدات السكنية بالضرورة تقود الى المكون الحضري للمجاورة "neighborhood” مما يعني إستكمال العناية التنموية من خلال تطوير كفاءة البنية التحتية (الكهرباء - الماء- الهاتف وغيرة) ووسائل الحماية المدنية ( كقتدار الدفاع المدني للوصول وسيارات الإسعاف) وكل مامن شأنه الخدمة الإجمالية"overall service “ للمجاورة كرصف الطرقات والإنارة.
نهاية الأمر لدى السكان او المستخدمين من خلال جودة الحياة تغير إجابي في أنماط المعيشة واقتدار الإستمرارية بالإعتماد على الذات دون أن يكون هناك تهالك أو عودة "deterioration” للمجاورة ومفرداتها. وهذا يعني بالضبط مبادرتنا أن تكون تحت مفهوم حضاري”evolutions “.
واستنتاجا من ذلك فحين ان تقدمنا في هذه المبادرة ندرك مسئوليتنا من واقع خبرة باقتدارنا بتقديم الدراسات الميدانية عمرانيا وديموغرافيا وامكاناتنا المباشرة في تحديد المشكلة وطرح الحلول والتنفيذ.
أملنا ان نجد جهة تتبنى مثل هذه المبادرة و ستكون مثالا جميلا يحتذى في انسنة المدن و جودة الحياة .
جديد الموقع
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
- 2024-04-24 في أسبوعه العالمي .. خوجة : التطعيمات واجهت عبر التاريخ شراسة الفيروسات
- 2024-04-24 صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز ال سعود يفتتح مستشفى الموسى للتأهيل بالاحساء
- 2024-04-24 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية