2019/11/10 | 0 | 1725
الوجه الآخر للألعاب الالكترونية
كل عام تصلنا آلاف الدراسات فيما يتعلق بالأطفال و المراهقين و خطر استخدامهم ل الأجهزة الذكية . و لكون الاطفال و الشباب هم جيل الغد تلقى الكثير من الدراسات باهتمام معظم الأهالي و المشتغلين بالتربية . اغراق التحذيرات و التنبيهات لصد الاطفال و المراهقين عن الألعاب الالكترونية منذ اكثر من عقد لم يجد تفاعل كبير أو يحقق النتائج التي يتطلع اليها ناشر الدراسة أو من يتبناها ؛ و الترويج على ان الألعاب الالكترونية شر مطلق لم يجد الاصداء المطلوبة . بل اننا نشاهد توسع التطبيقات و تمدد الألعاب الالكترونية حتى اضحى مسلسل المنع و التحريم لهذا او تلك من الألعاب الالكترونية ليس له جمهور أو قل متابعيه . لا بل ان محاولة حجب الابناء عن الألعاب الالكترونية رفعت مستوى التصادم في النقاش بين بعض الآباء و بعض الابناء كجزء من طاهرة صراع الأجيال . شخصيا شاركت احد ابنائي الاطلاع و القراءة لنفس الأبحاث والتقارير التي تصلني عن تبعات و نتائج اللعب الالكتروني في البلايستيشن أو الألعاب الالكترونية الأخرى و اثارها المدمرة على الأعصاب و البدن نتيجة للعب المطول و التحفز المستمر .
كان اخر تقرير وقع بيدي هو ما صدر عن موقع الصحة من احد مراكز الأخبار الامريكية cnn كما ورد في الرابط التالي و مفادها ان دراسة تنص على ان زيادة عدد ساعات مشاهدة التلفاز والأجهزة الالكترونية يؤدي إلى ضعف النمو المعرفي واللغوي للأطفال بالخصوص من هم دون سن 5،
https://www-m.cnn.com/2019/11/04/health/screen-time-lower-brain-development-preschoolers-wellness/index.html?r=https%3A%2F%2Fwww.google.com%2F . و كنت الحظ بين الحين و الآخر عند عقد مقارنة عدد ساعات الاستنزاف في اللعب و تدني مستوى التحصيل العلمي في المواد العلمية الشيء الكثير من المصاديق للبحوث . بعد عدة اشهر من التقنين و الشد و المد و النقاشات و الجدال مع احد ابنائي ، وجدت ان هناك بعض الحسنات في بعض الألعاب التي تنمي في الطفل اليانع او المراهق عدة مهارات منها :
- تعلم فن توزيع المهام
- اختيار و اعتماد استراتيجية خلال فترة اللعب و تطوير استراتيجية لحظية لتحقيق الفوز في اللعبة
- معرفة مناطق القوة و الضعف لدى الاخرين
- التنسيق في الألعاب الجماعية من اجل الإنجاز
- رفع روح المنافسة
- سرعة اتخاذ القرار
- تعلم اداء مهمات متعددة في آن واحد
- الاعتماد على النفس في ادارة اللعبة و قراءة الأحداث للعبة
و منذ فترة زمنية بعيدة ، ادركت انه لا بد من اعتماد التقنين ( تحديد الفترة الزمنية للعب للابناء ) و ليس الحرمان من الالعاب الالكترونية مع توفير ألعاب ذات محتوى هادف أو غير ملوث للفكر و الأخلاق .
حديثا برزت رياضة يُطلق عليها e-sports و هي رياضة تعتمد على المنافسة في العاب الكترونية محددة يستهويها عدد كبير من جيل اليوم millennia . و هكذا نوع من الرياضة تعد نقلة جديدة صادمة في مفهوم و تعريف الرياضة لابناء الأجيال السابقة ؛ حيث ان الأجيال السابقة ترتسم في ذهنها المنافسة الرياضية على أساس الجهد البدني و العضلي الى جانب التوجيه الذهني ، أما التعريف الحالي لبعض متعهدي الرياضة الالكترونية e-sport فانها تعتمد على الاستثمار الذهني و توظيفه ل تعدد مستويات الصعوبات و القوانين . فضلا عن اجادة التكيف في حالتي nerfing و buffing لبطل اللعبة عندما تكون لعبة قتالية لتصعيد مستوى التحدي و رفع مستوى الانغماس للأطفال و المراهقين .
لأحبتنا الابناء الصغار و المراهقين الحق في اللعب و الاستمتاع بالحواسيب و الأجهزة الالكترونية كونها احد أساليب هذا الزمان للترفيه إلى جانب مختلف أنواع الرياضة الجسدية المفيدة لخلق التوازن في استهلاك و استثمار أوقاتهم و تنمية مواهبهم و إبداعاتهم . و عليه من الحكمة ان لا يصطدم الآباء مع ابناؤهم ف اختلاف ادوات و وسائل الترفيه المفيد و انما على الآباء توجيه الابناء دون تفريط او افراط في مجال اللعب في الألعاب الالكترونية المفيدة مع ضرورة ضبط الالتزام بالوقت و مراقبة المحتوى الفكري و الأخلاقي و خلق التوازن .
لوقمنا بحصر كل الأسباب التي ساهمت في وقوع بعض الابناء في الانغماس بالألعاب الالكترونية من دون تصنيفٍ لها لوجدنا أن بعضها :
١- لعب الابن بالجهاز دونما رقابة من الأهل و إهمال عنصر التقنين
٢- عدم حصول الابناء على توجيه كافٍ على مراقبة الذات
٣- وجود حاضنات خارج المنزل و في عالم النت تستقطب الابناء في تبني روح التسلية المفرطة و الاستدراج لمواقع افتراضية متعددة
٤- وجود ضبابية او ازدواجية في أسلوب و مدد التعامل المسموح به مع الأجهزة الالكترونية من قبل بعض الآباء الموجهين لأبناءهم أي اختفاء القدوة من محيط الاسرة
٥- اهمال بعض الاباء او اغفالهم التعامل الجاد مع رغبة ابناءهم باللعب او الترفية او اشباع الفضول الترفيهي و اتخاذ كلمة " حرام " درع لتنصل عن بعض مسؤولياته
التربوية .
٦- قمع تغذية خاصية الفضول المعرفي لدى الابناء مما يقتل مواهبهم و يجعلهم انطوائيين بينما الأجدى هو رعاية و تنمية حب الفضول المعرفي إيجابيا و السعي الجاد لحمايتهم من السقوط في الفضول الترفيهي او المعرفي السيئ او الضار . و تشجيع الابناء على التفكير التحليلي لزيادة مستوى الحصانة من الأمراض الفكرية و السلوكية السيئة و التمييز بين سمات الأمر و تبعاته .
و هذا و ذاك هو قصوراً أو تقصيراً تربويا من بعض ارباب الأسر ، ولهذا السبب فإن تقصير بعض الاباء في كثير من الاحيان في توعيه وتعليم و توجيه و تحفيز و مراقبة و فتح باب الحوار و خلق توازن منطقي لدى الابناء و ممارسة قوانين منزلية واضحة يلتزم بها الجميع بما فيهم الآباء هم من الاسباب الجذرية لطفوح بعض المشاكل السلوكية و اصطدام بعض المراهقين ببعض الآباء او تمزق بعض الأسر . السرعة في التغيرات الاجتماعية و السلوكية المصاحبة لها تستحث الآباء الجادين على الاستدراك السريع لتقليل الأضرار و اعادة ضبط الإيقاع داخل المنزل الواحد و احتضان الابناء .
ولذلك فإننا لا يمكننا أن نلقي التهم على هذا او ذاك من البشر او القنوات أو التطبيقات الذكية أو الهواتف و نكتفي بذلك لكي يهرب البعض من مواجهة المشكلة ( و لو الغى معاذيره ) ، و لكن ليبذل كل اب و ام جاد/ة الجهد الكاف و اللازم في حماية الابناء من اي خطر فكري او تربوي يتسلل من خلال الألعاب الالكترونية او الصداقات الالكترونية او القنوات التطبيقية ( قو انفسكم و اهليكم نارا و قودها الناس و الحجارة.... الاية ) .
جديد الموقع
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
- 2024-04-24 في أسبوعه العالمي .. خوجة : التطعيمات واجهت عبر التاريخ شراسة الفيروسات
- 2024-04-24 صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز ال سعود يفتتح مستشفى الموسى للتأهيل بالاحساء
- 2024-04-24 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية
- 2024-04-24 المرجعية الإنسانية وتجديد بنية المرجعية الدينية