2020/07/10 | 0 | 2457
الفاعلية الثقافية : تجربة القراءة مثالا
تجربة القراءة والتلقي من الظواهر المهمة التي تؤثر على فاعلية الثقافة في أي مجتمع. ليس بالمعنى الكمي أو الكيفي .
أي أن مقياس هذه الفاعلية لا تعني انتشار القراء في جميع شرائح المجتمع , بحيث تصبح القراءة هاجسا كبيرا , لا ينفك يلقي بظلاله على حياة الفرد والمجتمع كما نرى هذه الأيام , بالخصوص حين نتصفح شبكات التواصل الاجتماعي , يظهر لك هذا الشخص يستعرض الكتب التي قرأها , في فترة زنية معينة , مع رصها والتصوير معها , أو ذاك الشخص الذي يقدم نصائح لمتابعيه من القراء , في كيفية اختيار الكتاب للقراءة , أو أن هذا الكتاب ضعيف من الناحية الفنية دون أن يقدم دليلا منطقيا مقنعا .
ولا تعني أيضا المعنى الكيفي , أي في الأوساط المتعلمة التي امتلكت الخبرة المعرفية من خلال وضعها الأكاديمي المختصة بالعلوم الإنسانية , أو من خلال العمل الصحفي , أو في أي مجالات أخرى تتطلب الاطلاع المستمر على المجال الذي يرتبط به , من خلال القراءة كمهنة الطب والهندسة.
فالكثير من هؤلاء الذين اكتسبوا الخبرات المعرفية , تكون عادة القراءة المكتسبة عندهم تخضع كثيرا للتخصصات التي ارتبطت بهم منذ أن ارتهنوا لتخصصاتهم , وهذه أزمة لا ترتبط بهم أو بقدراتهم الذهنية أو الشخصية , بقدر ما ترتبط بالتخصص ذاته أي كان هذا التخصص, ومن ثم وضعيته في الجامعة أو في مساره ضمن سياسة التعليم المعمول بها .
لذلك تجربة القراءة والتلقي باعتبارها فاعلية ثقافية عند هؤلاء معدومة النتائج أو بلا فاعلية تذكر؛ بسبب :
أولا- كما ألمحنا بالسياسات التعليمية التي تتصل بالدولة نفسها , ولو أخذنا- مثالا- مصر الدولة العربية الأقدم في مسألة التعليم , فعبد الناصر من منطلق رؤيته الإيديولوجية القومية فتح الباب للتعليم المجاني في الجامعات , وفي نفس الوقت ألغى تعليم اللغات الأجنبية كالفرنسية والانجليزية " بحجة أننا في غنى عن ذلك , وهكذا انحط مستوى التعليم في هاتين اللغتين في جامعاتنا حتى لم يعد لها وجود على الساحة العالمية " هذا ما يقوله العالم والمحلل النفسي المصري مصطفى صفوان بتحسر ومرارة .
إذن هذا مثال واحد على الأثر الذي تتركه رسم السياسات على التعليم , وخطورته على مستقبل التعليم في البلاد العربية .
ثانيا- انحسار الفاعلية تتجلى مظاهرها في الكثير من المواقف التي يستعرض أصحابها, على مواقع التواصل الاجتماعي , أفكارهم بطريقة بيداغوجية ( تعليمية فجة في أغلب الأحيان ), لا تشير في عمقها سوى إلى الطريقة التي يتعاملون بها , من خلال أسلوبهم القرائي , مع الكتاب . بالطبع مثل هذه المواقف لا تخص هذه الفئة فقط .
لكن وقعها وأثرها على الآخرين أكثر من غيرها بحكم الموقع والمكانة والتخصص .
لكن قبل أن نختم المقال , نتساءل هنا : ما الفاعلية التي تتصل بالثقافة من خلال هذه التجربة القرائية ؟!
يمكن اختصار هذه الفاعلية في كون القراءة وسياقات تلقيها عند الفرد هي في احتوائها على عنصر الحرية , فلا يمكن في سياق هذه التجربة , أن لا يمارس القارئ حقه في تلقي الأفكار بحرية مطلقة , مهما كان موقعها أو مهما كان السياق التي ترد فيه ,
فبالمحصلة تجربة القراءة تجربة تنطوي على مغامرة , وليس لها اشتراطات مسبقة , تحد من تصوراتها في أذهاننا , أو تقلص من حدودها. وهذا يعتمد بالأساس على سياق تربوي تعليمي اجتماعي تقليدي , يتشكل منذ الصغر , ثم يكبر شيئا فشيئا وينمو عقليا حتى يترسخ . وهذه تحتاج مديات زمنية , محصلتها النهائية , زمن تنويري بامتياز .
جديد الموقع
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط
- 2024-03-28 احتفاء جمعية كيان باليوم العربي لليتيم في عيونهم 2/2
- 2024-03-28 دراسة تربط بين السجائر الإلكترونية والسرطان .. واستشاري يعّلق
- 2024-03-28 مداد السلسبيل