2020/07/10 | 0 | 2491
الفاعلية الثقافية : تجربة القراءة مثالا
تجربة القراءة والتلقي من الظواهر المهمة التي تؤثر على فاعلية الثقافة في أي مجتمع. ليس بالمعنى الكمي أو الكيفي .
أي أن مقياس هذه الفاعلية لا تعني انتشار القراء في جميع شرائح المجتمع , بحيث تصبح القراءة هاجسا كبيرا , لا ينفك يلقي بظلاله على حياة الفرد والمجتمع كما نرى هذه الأيام , بالخصوص حين نتصفح شبكات التواصل الاجتماعي , يظهر لك هذا الشخص يستعرض الكتب التي قرأها , في فترة زنية معينة , مع رصها والتصوير معها , أو ذاك الشخص الذي يقدم نصائح لمتابعيه من القراء , في كيفية اختيار الكتاب للقراءة , أو أن هذا الكتاب ضعيف من الناحية الفنية دون أن يقدم دليلا منطقيا مقنعا .
ولا تعني أيضا المعنى الكيفي , أي في الأوساط المتعلمة التي امتلكت الخبرة المعرفية من خلال وضعها الأكاديمي المختصة بالعلوم الإنسانية , أو من خلال العمل الصحفي , أو في أي مجالات أخرى تتطلب الاطلاع المستمر على المجال الذي يرتبط به , من خلال القراءة كمهنة الطب والهندسة.
فالكثير من هؤلاء الذين اكتسبوا الخبرات المعرفية , تكون عادة القراءة المكتسبة عندهم تخضع كثيرا للتخصصات التي ارتبطت بهم منذ أن ارتهنوا لتخصصاتهم , وهذه أزمة لا ترتبط بهم أو بقدراتهم الذهنية أو الشخصية , بقدر ما ترتبط بالتخصص ذاته أي كان هذا التخصص, ومن ثم وضعيته في الجامعة أو في مساره ضمن سياسة التعليم المعمول بها .
لذلك تجربة القراءة والتلقي باعتبارها فاعلية ثقافية عند هؤلاء معدومة النتائج أو بلا فاعلية تذكر؛ بسبب :
أولا- كما ألمحنا بالسياسات التعليمية التي تتصل بالدولة نفسها , ولو أخذنا- مثالا- مصر الدولة العربية الأقدم في مسألة التعليم , فعبد الناصر من منطلق رؤيته الإيديولوجية القومية فتح الباب للتعليم المجاني في الجامعات , وفي نفس الوقت ألغى تعليم اللغات الأجنبية كالفرنسية والانجليزية " بحجة أننا في غنى عن ذلك , وهكذا انحط مستوى التعليم في هاتين اللغتين في جامعاتنا حتى لم يعد لها وجود على الساحة العالمية " هذا ما يقوله العالم والمحلل النفسي المصري مصطفى صفوان بتحسر ومرارة .
إذن هذا مثال واحد على الأثر الذي تتركه رسم السياسات على التعليم , وخطورته على مستقبل التعليم في البلاد العربية .
ثانيا- انحسار الفاعلية تتجلى مظاهرها في الكثير من المواقف التي يستعرض أصحابها, على مواقع التواصل الاجتماعي , أفكارهم بطريقة بيداغوجية ( تعليمية فجة في أغلب الأحيان ), لا تشير في عمقها سوى إلى الطريقة التي يتعاملون بها , من خلال أسلوبهم القرائي , مع الكتاب . بالطبع مثل هذه المواقف لا تخص هذه الفئة فقط .
لكن وقعها وأثرها على الآخرين أكثر من غيرها بحكم الموقع والمكانة والتخصص .
لكن قبل أن نختم المقال , نتساءل هنا : ما الفاعلية التي تتصل بالثقافة من خلال هذه التجربة القرائية ؟!
يمكن اختصار هذه الفاعلية في كون القراءة وسياقات تلقيها عند الفرد هي في احتوائها على عنصر الحرية , فلا يمكن في سياق هذه التجربة , أن لا يمارس القارئ حقه في تلقي الأفكار بحرية مطلقة , مهما كان موقعها أو مهما كان السياق التي ترد فيه ,
فبالمحصلة تجربة القراءة تجربة تنطوي على مغامرة , وليس لها اشتراطات مسبقة , تحد من تصوراتها في أذهاننا , أو تقلص من حدودها. وهذا يعتمد بالأساس على سياق تربوي تعليمي اجتماعي تقليدي , يتشكل منذ الصغر , ثم يكبر شيئا فشيئا وينمو عقليا حتى يترسخ . وهذه تحتاج مديات زمنية , محصلتها النهائية , زمن تنويري بامتياز .
جديد الموقع
- 2024-04-24 أمسية حوارية للقاص والروائي طاهر الزارعي وتوقيع مجموعته القصصية الرابعة
- 2024-04-23 كل ما تملكه ليس لك
- 2024-04-23 الملتقى الثاني للتعريف بالماعز القزم بالمطيرفي
- 2024-04-22 بعد أن تتعرض للإهانة، اكتب مشاعرك على قصاصة ورق ثم تخلص منها وهذا من شأنه أن يحد من مستوى شعورك بالغضب
- 2024-04-22 مراعاة الزمن مع الأسئلة في اختبارات أعمال السنة
- 2024-04-22 نظرية أثر الفراشة في 80 لوحة تشكيلية
- 2024-04-22 احتفالية توقيع كتاب تنتهي بتوصية استثمار جبال الأحساء
- 2024-04-22 المريحل تحتفي بعقد قران نجليها ( حسين وحسن )
- 2024-04-22 رشفة من الإبداع ونور الحياة في النورس الثقافي بالاحساء
- 2024-04-22 أمير المنطقة الشرقية يزف 7784 خريج وخريجة من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل من الدفعة الخامسة والأربعون