2019/10/11 | 0 | 2384
الصمت
وقوفا بها - مجلة اليمامة
أينما وجهت عينيك فى كتاب قديم فسوف تحلان على (باب في الصمت) حيث يأخذك هذا الباب الواسع كالأفق، تحت وابل من النصائح الرنانة، إلى حيث الظن بأن الإنسان، لو خلق بدون فم، لكان أتم مما هو عليه الآن0 وقد شاعت هذه النصائح الجوفاء على ألسن الناس، ودفعهم تكرارها إلى القناعة الراسخة بها، غير أن هذه القناعة بقيت (نظريا) أما في الحياة العملية فقد فرضت الحاجات الفكرية والحياتية نفسها، وبقي الكلام في مجراه الذي يصل في أحيان كثيرة إلى الثرثرة0 والإغراء بالصمت لم يكن وليد ثقافتنا، بل كان منذ أقدم العصور، فقد وقف الباحث الفلسفي القدير الدكتور زكي نجيب محمود متعجبا أمام (بردية) كتبت في القرن (11ق.م) للكاهن حريحور يقول فيها: (لا تقتصر البلاغة
على الكلام، بل هي صفة تصف الصمت قبل الكلام، فالصمت عندنا أبلغ وأفصح، لكن الصامت البليغ ليس هو كل صامت، وإلا لجاز أن نصف الصخر بالبلاغة. إن شريعتنا تعطي الصدارة في دنيا الأدب لمن كسب لنفسه البلاغة الصامتة00)
أما في عصرنا فقد انهالت السياط الغاضبة على الصمت، ووصف بالجبن، والهروب، وب (الرق الطوعي)
لأنه تنازل عن الحرية التي هي الحياة النفسية عينها.0ومن أهم تلك السياط وأوجعها قول سارتر (المفكر ليس مسئولا عما يكتب فحسب، وإنما هو مسئول أيضا عن (صمته) المفكر الذي يرى الظلم حوله ولا يتحرك مسئول،
بقدر الكاتب الهارب في برجه، كلاهما مسئول: هذا عن صمته وذاك عن سلوكه الهارب..)
ليس مضحكا أن تقرأ مدحا للصمت؛ ذلك لأنه، أحيانا، (جواب دامع) كما تقول شاعرة يمانية، لا أذكر اسمها،
بل المضحك حقا أن تقرأ مدحا للفقرـ إي نعم ـ الفقر بقضه وقضيضه، ومن ذلك حكاية (أن الفقراء يدخلون الجنة
قبل الأغنياء ب (500 سنة ويوم واحد) ولا أخفيك أني وضعت يدي على كبدي (من خشية أن تصدعا) من الضحك،
وأنا أتأمل في هذا (اليوم الواحد) لماذا هو؟! وهل يتأوه من قضى كل تلك السنين المترامية من انتظار يوم واحد؟!
ثم هل الأغنياء على درجة واحدة من استغلال الضعفاء، أو عدم مساعدة المحتاجين حتى يكون عذابهم متساويا؟!
إننا هنا لابد أن نتذكر مقولة نيتشه عن الفرق بين أخلاق السادة وأخلاق المسودين؛ بحيث لو أنه قرأ هذه الخرافة
لحثا التراب على رأسه
جديد الموقع
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
- 2024-04-24 في أسبوعه العالمي .. خوجة : التطعيمات واجهت عبر التاريخ شراسة الفيروسات
- 2024-04-24 صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز ال سعود يفتتح مستشفى الموسى للتأهيل بالاحساء
- 2024-04-24 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية
- 2024-04-24 المرجعية الإنسانية وتجديد بنية المرجعية الدينية