أقلام وكتابات
2019/08/17 | 0 | 2677
الشيخ حسن بوخمسين... الإنسان
يستطيع الفرد أن يحقق مبتغاه، ويصبح طبيباً، مهندساً، معلماً، عالماً، فناناً، ثرياً، ووجيهاً وغيره، ولكن من الصعوبة بمكان أن يكون إنساناً. فالإنسانية في مضمونها الأسمى، مرتبة عالية لا ينالها إلا القلة القليلة من الناس، ممن يكابدون ويناضلون ويواصلون خدمة الإنسان لإنسانيته، بعيداً عن التمايزات، بعدها يشهد الناس له بالانسانية [مع قناعتنا بتفاوت هذه الإنسانية كل حسب قدره وقدراته]. والمحصلة يبادلونه المحبة والتسامح، بل ويتربع في قلوبهم مدى المدى، وأبلغ مثال على ذلك ما سطره الأديب الكبير جورج جرداق بحق الإمام علي -عليه السلام- موسوعة (صوت العدالة الإنسانية) في أجزائها الخمسة. والشيخ حسن بن الشيخ باقر بوخمسين، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى صبيحة السبت يوم عرفة 9-12-1440هـ. يستحق بجدارة توشيحه بوشاح (الإنسانية). بناء على المداميك والمرتكزات التالية:
يستطيع الفرد أن يحقق مبتغاه، ويصبح طبيباً، مهندساً، معلماً، عالماً، فناناً، ثرياً، ووجيهاً وغيره، ولكن من الصعوبة بمكان أن يكون إنساناً. فالإنسانية في مضمونها الأسمى، مرتبة عالية لا ينالها إلا القلة القليلة من الناس، ممن يكابدون ويناضلون ويواصلون خدمة الإنسان لإنسانيته، بعيداً عن التمايزات، بعدها يشهد الناس له بالانسانية [مع قناعتنا بتفاوت هذه الإنسانية كل حسب قدره وقدراته]. والمحصلة يبادلونه المحبة والتسامح، بل ويتربع في قلوبهم مدى المدى، وأبلغ مثال على ذلك ما سطره الأديب الكبير جورج جرداق بحق الإمام علي -عليه السلام- موسوعة (صوت العدالة الإنسانية) في أجزائها الخمسة. والشيخ حسن بن الشيخ باقر بوخمسين، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى صبيحة السبت يوم عرفة 9-12-1440هـ. يستحق بجدارة توشيحه بوشاح (الإنسانية). بناء على المداميك والمرتكزات التالية:
1- حضارية
تَشْتَمُ في الأحساء عبق التاريخ والحضارة. فالأحساء موغلة في القدم وتاريخها الإنساني ناصع مشرق، وكانت الأحساء ولا تزال مركزاً حضارياً يرشح فناً وفكراً وعلماً وابداعاً وإنسانيةً. فهي (الأحساء الخلاقة) بعراقتها وإنسانيتها. كما شهدت بذلك (اليونسكو) للتربية والعلوم والثقافة. وأعظم تتويج بحق الأحساء، ما نطق به صاحب الخلق العظيم، صلى الله عليه و آله وسلم، حينما قرب وفد أهالي الأحساء (هجر) من المدينة المنورة بقوله: "سيطلع عليكم من هاهنا ركب هم خير أهل المشرق " وعندما نزل الوفد توجههم بوشاح: "مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى ودعا لهم ... ".
2- أسرية
يقول الإمام علي -عليه السلام-: "وَأَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ، فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ، وَأَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ، وَيَدُكَ الَّتي بِهَا تَصُول ُ". من المعلوم كل عشيرة (أسرة) لها سمات خاصة بها سواء كانت خَلقية أم خُلقية. وهذه السمات تتكشف للناس من خلال التعامل والتصاهر والمخالطة، ومن الأسر التي يشهد لها القاصي والداني بالأخلاق السامقة، الطيبة الكرم، العلم، الثقافة، الثراء، الجمال، التواضع وخدمة المؤمنين أسرة (بوخمسين) الخيرة، التي أنجبت لوطننا الحبيب، بل ودول الخليج العربي، العلماء والمبدعين والشعراء والأدباء.
3- ذاتية
تتقوم إنسانية شيخنا حسن -رحمه الله- بصفات عالية، منها دراسته العلمية الحوزوية، إذ بلغ دراسة مرحلة (البحث الخارج)، وكذلك تعايشه في سلك القضاء، بصفته مساعداً لوالده الشيخ باقر، وقاضياً، وبعد ذلك نائباً عن الشيخ محمد اللويم. وأما سجاياه وذاتيته تتجلى في تواضعه وحسن معاملته مع الجميع، ولا توجد عنده الانتقائية في مخالطته المجتمع، وهو إجتماعي من الطراز الأول، يصل الجميع بعيداً عن الأطر الضيقة، والحواجز المعتمة. وكريم وسخي في مساعدة الفقراء والمعوزين والمحتاجين، زد على ذلك عمله في القضاء أكسبه الذائقة القضائية، فهو لا يقبل أن يتحدث أمامه عن شخص إلا بحضوره، ويتحقق بنفسه عن كل أمر يدخله في الخصماء سواء في مجلس القضاء، أوبصفته ملاذا لأبناء المجتمع، وقد أصاب المفكر عبدالله الشايب -بواليسع- في رثائه: "الشيخ حسن بوخمسين والعدل صنوان".
4- إجتماعية
الشيخ حسن إلى آخر أيامه يحرص كل الحرص أداء الواجب تجاه المجتمع بجميع تعددياته. ويأنس بمجالسة البسطاء والفقراء، ويتفانى في خدمتهم ومساعدتهم. وقد لخص الشيخ جواد الجاسم -حفظه الله- الحس الاجتماعي للشيخ رحمه الله، بتغريدة: " كان مثالا لإظهار الحق، وشفافية العلاقة بكل مصداقية، ومراعاة الآخر في كل النواحي السليمة الطاهرة، وحب الخير للجميع، ومثالية الإخوة الإيمانية الراقية، ورحابة الصدر وروح الابتسامة الهادئة، وجمال الاستقبال عرفته بأنه لا يرضى أن يحصل أي موقف سلبي بينه وبين أحد، بل كان يصل الجميع بكل محبة ومودة.
5- رسمية
يقول نبينا محمد صلى الله عليه و آله وسلم: «المرءُ يُحْفَظُ في ولده». الشيخ حسن حفيد المرجع الديني الكبير الشيخ موسى بوخمسين -رحمهم الله-، الذي له دور كبير في اللحمة الوطنية، في فترة المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وله رؤية استراتيجية في العلاقة الطيبة مع الدولة تعزز الأمن الوطني، إبتداء من المؤسس. [هذه العلاقة والوشيجة تنعكس إيجابياً على المجتمع]. وتلك الرؤية الثاقبة سلك طريقها من بعده إبنه الشيخ باقر، ومن ثم حفيده الشيخ حسن عميد الأسرة (المتوازن الحصيف) في علاقاته ومطالباته،فقد كان مدركاً لاستقطاب وتجديد الوجهاء، من زاوية الكفاءات، وتطبيق ذلك في اختياره أعضاء الوفد المرافق له، ففي أحد اللقاءات الرسمية للأمير محمد بن فهد بن عبدالعزير آل سعود أمير المنطقة الشرقية وقتذاك، كان بمعيته الحاج علي المرزوق -بوسعيد-، المعروف بلباقته وذكائه وإحاطته بالقضايا التاريخية والاجتماعية.
6- حضورية
يستمد الشخص مكانته الاجتماعية والوجهائية من مقومات، منها العلم والمال والجاه والثقافة بقنواتها المتعددة. يضاف إلى ذلك (الحضورية) فإذا كان الشخص لا يملك أي مقومات وجهائية، لكنه يتعمد حضور الفاعليات والملتقيات الاجتماعية والرسمية، فإنه بذلك يتحصل على وجاهة حضورية، يكون معروفاً سيما إذا كان خلوقاً. أما إذا كان الشخص يتمتع بسمات الوجاهة من جميع الجوانب، مثل شيخنا (حسن الأخلاق)، ناهيك عن (الحضورية) التي انتهجها مسلكاً، فإن ذلك يعد (نور على نور). من هنا تجد سر الحفاوة والتقدير والاحترام لمن يقصدهم على جميع الأصعدة، شخصياً عند مرافقتي لسماحته في أداء واجب العزاء في وفاة شقيق سمو الأمير بدر بن محمد محافظ الأحساء -حفظه الله- بالرياض. لا زلت أتذكر جيداً مدى التقدير من المحافظ ووالده. وكذلك الحفاوة والتقدير في زيارة سمو الأمير جلوي في الرياض، حينما كان وكيلاً للمنطقة الشرقية حينذاك. وفي تلبية دعوة معالي وزير التربية والتعليم د. محمد الرشيد -رحمه الله- في منزله بالرياض، يعجز قلمي أن يصف حرارة اللقاء التبجيل.
7- ريادية
يتميز الشيخ حسن بقدرة راقية في تعامله مع المسؤولين، من حيث المطالبة حسب الأطر والأنظمة المعمول بها نظامياً. وفي ذات اللحظة يقدر ويثمن الجهود المبذولة رسمياً. ومصداقاً لذلك مبادرته الغير مسبوقة عندما تقدم بخطاب قبيل عقد من الزمن، إلى سمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود عقيب مناسبة عاشوراء يشكر فيها سموه الكريم، والحكومة بأجهزتها الأمنية على ما قدموه من حماية وتسهيلات وتنظيم المرور وغيره، مما أسهم في نجاح هذه الشعيرة، وانعكاس ذلك إيجابياً على المواطنين. هذه البادرة استقبلت بارتياح رسمياً واجتماعياً. وهذه المبادرة الطيبة رسمت الطريق لمن جاء بعد الشيخ، بخطوات مماثلة اقتداء بمنهجية الشيخ حسن.
الفكرة:
فقيدنا السعيد يتعامل مع الناس أفقياً، فالجميع عنده على خط أفقي واحد يصل هذا ويزور ذاك، ويساعد من يقصده من باب الإنسانية، ولا يستعلي على الناس بوجاهة عشيرته، أو علميته، أو ماليته. وفوق كل ذلك رسخ هذا المسلك الإنساني في مجتمعنا، بالخصوص أبنا أسرته، من هنا لا غرابة أن نشاهد استنساخاً لشخصيته الانسانية التي أصلها جده الشيخ موسى، والعلماء الأفذاذ من هذه الأسرة، ابتداء من إبنه المهندس رضا والشيخ عبدالله، وأبناء عمه الشيخ موسى والشيخ حسين والشيخ حسن أبناء عبدالهادي الشيخ موسى بوخمسين، وبقية الرموز كالشيخ عادل بن عبدالله بوخمسين ورجل البر الأستاذ عبدالكريم بن موسى بوخمسين ورجل الأعمال محمد الموسى بوخمسين -بوأحمد-، ورجلا الأعمال الجوادين: جواد بوخمسين -بوعماد الكويت- وجواد بوخمسين -بوعماد الأحساء-. والقائمة تطول في ذكر الرموز من رجال ونساء.
جديد الموقع
- 2024-09-26 افراح العبدالله والشقاق تهانينا
- 2024-09-25 سمو محافظ الأحساء يطلع على مبادرة التعليم "نعاهدكم ببناء جيل منافس عالمياً"
- 2024-09-25 مؤسسة البريد السعودي | سبل تصدر طابعاً تذكارياً بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 94
- 2024-09-25 برلمان الطفل العراقي حاضرا في معرض بغداد الدولي للكتاب
- 2024-09-25 رئيس مركز يبرين يهنئ القيادة بذكرى اليوم الوطني ال 94
- 2024-09-25 ( في رثاء المعلمة بتول الحمادة )
- 2024-09-25 اليوم الوطني 94 في دائرة الأوقاف والمواريث بالأحساء
- 2024-09-24 أفراح البخيتان وسادة الحسن تهانينا
- 2024-09-23 أمين عام جمعية البر بالاحساء م. صالح بن عبدالمحسن ال عبدالقادر: اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى
- 2024-09-23 حسين الجسمي يصدح في حب السعودية بأغنية "الفخر من هنا" في اليوم الوطني الـ 94