2021/02/27 | 0 | 2272
الاستاذ العقاد في حياتي (2)
وظل العقاد، بكتبه، رفيق دربي وصديقي الذي أستمع إليه منصتا لما يقول ويقرر، حتى أثر في شخصيتي بعض الشيء. وحين تعرفت على الاستاذ الكبير : مبارك بوبشيت عام ١٩٩٦ أصبحت أزوره في منزله العامر في (الطرف) وأدخل مكتبته الجميلة والثرية بالكتب من كل حقل معرفي، فرأيته محبا للعقاد وكتبه أيضا، إلا أنه يرى نفسه في (المازني) أكثر، ورأيت في مكتبته كتبا للعقاد، لم أرها من قبل. فاستعرت منه كتابا لطه الجبلاوي يتحدث فيه عن حب العقاد ل(هنومة) التي ثقفها وعلمها كيف تتناقش في الأدب وغيره. لكنها تركته و أصبحت بعد ذلك فنانة كبيرة !!
ساعتها كرهت هذه الفنانة تعاطفا مع قلب الاستاذ العقاد!! اشتريت بعد ذلك كتابا بعنوان(المرأة في شعر العقاد) للدكتور : طاهر عبداللطيف عوض.عام ١٩٩٨ وقرأت كتاب العقاد (هذه الشجرة) وتأثرت بهذا الكتاب كثيرا، وعلى إثره كتبت قصيدتي (ابن زيدون في ثوبه القشيب) أنتقم فيها من (ولادة) التي أحرقت قلب( ابن زيدون) شاعري المفضل آنذاك. وكم كرهت (أليس) او سارة، التي كتب فيها العقاد قصيدته الثائرة الباكية :(يوم الظنون) التي يقول فيها :
يوم الظنون فقدت فيك تجلدي/ وحملت فيك الضيم مغلول اليد!! وبكيت كالطفل الذليل أنا الذي/ مالان في صعب الحوادث مقودي!!
كان العقاد بالنسبة لي في التسعينات الميلادية من القرن العشرين، ملء السمع والبصر. وكنت أسبح مع كتبه في عوالم ملونة. وبسبب حبي له، نفرت من مصطفى صادق الرافعي. الذي كان خصما له في الكتابة و في التنافس على قلب (مي زيادة). علما أنني كنت قبل معرفتي بالعقاد محبا للرافعي ولكتابيه (وحي القلم) و(تحت راية القرآن) وغيرهما من كتب الرافعي الكثيرة. وحين زرت مصر عام ٢٠١٠ ودخلت مكتبات سور الأزبكية، وجدت عددا خاصا عنه من مجلة (الهلال) العريقة فاشتريته ورأيته تحفة مهمة جدا. لأنه صدر عام ١٩٦٧ أي بعد وفاة العقاد بثلاث سنوات. فقد ولد عام (١٨٨٩) وتوفي عام (١٩٦٤)
من يقترب من كتب العقاد يعلم أن هذا الرجل استطاع أن يصنع له مجدا في زمن الكبار والعمالقة . وقد قال عنه صاحب مجلة الرسالة :احمد حسن الزيات في كتابه (ذكرى عهود) :(كانت صداقتنا قائمة على الاحترام والمودة، فلم يقل أحدنا في الآخر مايكره. وكان من الممكن أن يكون شأنه مع سائر الكتاب كشأنه معي، لولم يتحرشوا به ويتعالوا عليه)
رحم الله تعالى الاستاذ عباس محمود العقاد فقد كان بحق عملاقا في الاسم والجسم .
جديد الموقع
- 2024-03-28 مداد السلسبيل
- 2024-03-28 تراكمات القراءة وذائقة القارئ
- 2024-03-28 أعضاء وأيتام مركز بر حي الملك فهد في ضيافة جامع الإمام الصادق
- 2024-03-28 شباب «التيك توك» في الغرب وقراءة القيم الإسلامية
- 2024-03-28 مناقشة علمية لاستخدام مكشطة اللسان للتخلص من رائحة الفم الكريهة
- 2024-03-28 تقنية البنات بالاحساء تطلق عددا الفعاليات الداعمة لمبادرة السعودية الخضراء
- 2024-03-28 الدفاع المدني بالاحساء تكرم الإعلامي زهير الغزال في اليوم العالمي
- 2024-03-28 مرض التدرن (السل الرئوي) نضرة مخيفة ومرعبة من المجتمع .والشفاء منه مرهون بالتزام المريض
- 2024-03-28 مشاركات في منتدى الفجيرة الرمضاني يناقشن دور الآباء في تنشئة الأبناء
- 2024-03-28 شهر رمضان محسوم في أوله وحرج في آخره الحجري العيد موحد في البحرين بشرط الاطمئنان للرؤية الحسية