2020/07/02 | 0 | 1461
الأثر و الآثار
شغلني السؤال التالي لفترة من الزمن : ماذا ساترك من أثر لمن بعدي من الاجيال القادمة ؟ لا سيما في سماء الممتدين انتماءا و نسبا و موطنا و قومية من المحيطين بي . وهل يستحق الامر التفكير فيه من الاصل ؟ قد يكون نفس التساؤول يدور في ذهن البعض من الناس . و قد يكون الجواب التالي يجري على الّسن البعض من الناس : انا لا املك مالا وفيرا لاحدث اثر ملموس ، و لا املك نفوذا لأحدث تغير لمجرى احداث معينة ، و لا املك مختبرا علميا لاجري ابحاث و اطلع بنتائج تفيد البشرية ، و لم اُعطى فرصة متكافئة لادارة مركز علمي او صرح حضاري متقدم او شركة كبرى لأبرز اساليب ومهارات الادارة الناجحة او لأطرح نظرية علمية / اقتصادية / اجتماعية ناهضة . و قد يقول آخر انا مجرد انسان عادي و قضى عمري و لم اعرف الممنوع من المسموح للخوض فيه او الكلام عنه . و قد يقول آخر : اريد السلامة فكل قدراتي و طاقتي تتمحور حول السعي الحثيث لتجذير استقلالي عن الاستقطابات مع بعض المحاولات المتواضعة في تأكيد ما يدور في خلدي من مشاريع ثقافية متواضعة الامكانيات المالية او محدودة الاثر الزمكاني مثل اصلاح ذات البين او المشاركة في حملة تجميع مساعدات انسانية للمحتاجين و الفقراء . و قد يكون البعض من الناس ممن لا يوجد لديهم ذات التساؤل لكونه يتشحط بعرقه و بالكاد يستجلب الطعام لعياله او على النقيض منه من هو منغمس في لذاته و شهواته حتى اصبحت ربا يُعبد من دون الله.
قبل فترة طُرح سؤال عفوي في قروب واتس آب عن اهم آثار و اعمال شخص رحل من الدنيا و الراحل منسوب تصنيفا لجهة علمية و ثقافية . جاء ادراج خبر تأبين رحيله السنوي العشرين في القروب كسبب لطرح بعض تلكم التساؤولات للوقوف على الانتاج العلمي . و منها طرح سؤال مفاده : ماهي اهم آثار و اعمال الراحل العلمية او المواقف البطولية المدونة عنه ؟ خفت وهج القروب من التعليق الا شذرات بسيطة جدا و الاغلب تفادى النقاش . بدأ لاول وهله بان الواضح بالنسبة لي هو انه ليس هناك انتاج علمي معتد به و مطبوع لشخص الراحل او ان هناك سجل حافل بالجراءة و النضال و لكنه لا يناسب توجهات زمكانية معينة او ان المؤبنيين لرحيله على نياتهم و لمجرد المشاركة تم ارسالهم لنبأ التأبين او لاشياء اخرى في نفس من رسلها كتخليد المكانة الاجتماعية لاحد اصوله او التذكير بشهامة الراحل لاستلهام المواقف منها .
في الفترة الاخيرة ، حاولت ان اجد تفسير لظاهرة كثرة التأبين ببعض الراحلين شبه المعاصرين من قبل احفادهم مع انعدام الاثار العلمية لاولئك الراحلون و الى اي مدى سيستمر تجديد هذا النشاط السنوي . و هل هناك اي توظيف لتلكم المناسبات بشكل اجتماعي او علمي او تربوي او أدبي .
بات معلوما بان آثار الشعوب و الامم السابقة من مباني و مخطوطات جدارية و صحف هي شواهد العيان الناطقة بما خلدوا اولئك عن انفسهم و تركو للعصور و الاجيال اللاحقة . و هي الشاهد الناطق عما كانوا مساهمين به في الارتقاء الانساني على جميع الاصعدة . وبات ايضا معلوما بان هناك مجتمعات تم كبحها او طمس معالم حضارتها بسبب تنمر المنتصرين عسكريا عليها او تمادي و استطالة الكراهة الدينية بين مجتمع المستحوذ عسكريا و المهزوم . و اضحى جليا كجلاء الشمس ان الابداع و الابتكار و التألق البشري لاي مجتمع في اي عصر يحلق في افاق كبيرة عندما تكون سماء الحرية و احترام الحقوق و انتظام القوانين و تخطي حواجز العنصرية بكل اطيافها متاح للجميع .
و مع هذه العجالة فما زال السؤال يدور في ذهني : ماذا ساترك او تترك من أثر لمن بعدنا من الاجيال القادمة ؟ وهل تأليف كتاب او اطلاق رواية او تبني مواقف و الجهر بها او المساهمة في تكوين شركة تحتضن العاطلين من ابناء المجتمع هي القنوات الوحيدة لاحداث الأثر و تخليد الآثار . و هل يستحق الامر التفكير فيه من الاصل ؟
جديد الموقع
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل