2019/12/15 | 0 | 1826
إعتذار
في مرحلة المراهقة ، كم كنت اتفنن للعزوف او الأعراض عن تناول بعض الأكلات التي تحضرها والدتي ، حفظها الله ، متذرعا تارة بعدم تقبلي للطبخة لانها تقليدية ( هريسة / عصيدة / ثريد) ، و تارة أخرى اعرض عن الأكل بالمنزل لوجود اثار طعم الثوم في الطبخة أو لوجود اثار شحم في مرقة اللحم بالخضار او لوجود نكهة توابل شبه بارزة او لاني لا اطيق رائحة السمك او لأن شكل الربيان مقزز ؛ و ااكل تصبيرة من اكياس فش فاش أو بفك او بسكوت مينو حتى دخول وقت المغرب ؛ اهرع حينذاك بتناول ساندويتش شاورما مع بعض الأصدقاء و على غفلة من والداي في المطعم اللبناني المميز المتواجد على بعد شارعين من منزل اهلي او تناول ساندويتش فلافل . يحدث ذلك الحدث بمعدل مرة واحدة في الشهر اي ان ااكل من خارج المنزل.
لم اعر انتباه لحجم الجهد الذي يبذله والدي العزيز لجلب اموال الايدامات اليومية التي يمونها للبيت ، و لم التفت لحجم الجهد الذي تبذله والدتي لتحضير كبسة الرز باللحم او كبسة السمك . و كل همي هو إشباع ذائقتي و ارضاء مزاجي في الاكل و عدم مراعاة شعور وجهود والداي .
كان بعض اخواني يستاء من مزاجي في ميلي الانتقائي في الأكل و يعبرون عن تململهم من مزاجي مع ان بعضهم لديه تفضيلات في الاطعمة . وكانت بالنسبة لي كبسة الدجاج عند اعدادها في منزلنا وجبة مبهجة بالنسبة لي و لحظات تعيسة لبعض اخواني ممن لا يحب اكل الدجاج . كافحت والدتي جزاها الله خيرا لجميل صنيعها فينا و امتداد جميل طبخها لعمل توازن في ارضاء الاذواق المختلفة لي و لاخواني.
كبرت و تعيينت وظيفيا في مدينة أخرى و كونت أسرة ؛ و رزقني الله من فضله أربع ابناء. و كل منهم له ذوق في الاكل مختلف عن اخوته و لامست بعين البصيرة و المسؤولية ما تعانيه زوجتي في أعداد عدة أطباق في ذات وقت الوجبة الواحدة للتأكد من ان كل فرد من أفراد الاسرة تناول وجبته . فضلا بان كل منهم يطلب وجبة العشاء من مطعم بمعدل ٤ ايام في الاسبوع.
يومذاك اتصلت هاتفيا بامي و كنت احتبس اعتذاري بين شفتاي و لم اصرح به و لسان حالي " اعتذر لك يا امي و يا ابي لما سببت لكما من متاعب في سبيل اشباعكم اياي لمعدتي " . و فور ان تكلمت والدتي في الهاتف ، بادرتها : امي ، اشتقت لك و لكل طبخاتك و ابشرك الان عندي استعداد ان آكل هريس و جريش و كراعين و مرق لحم بالشحم . فقالت و هي مستبشره : ماذا حل بك . قلت لها: علمني الزمان و اراني و لو بعد حين بانني من المفترض احب اكل بيتنا بكل ما فيه . أمي لا اخفيك انه يعتصر قلبي عندما اشاهد كمية الأكل المحشو في الثلاجة و ادراج المطبخ و في نفس الوقت يتسلل بعض ابنائي لجلب وجبته ك الهمبرغر او الشاورما من مطعم مجاور او عن طريق تطبيق كاريج او هنجرستيشن.
فقالت لي والدتي : (لقد كان في يوسف وأخوته آيات للسائلين ). اعتذاري هذا دونته هنا و هناك حتى يستفيد من يود الاستفادة و لعل من يقرأ هذا المقال قد يبادر في الاعتذار لوالديه و لو في اقل الأمور و لعل ابناء الجيل الحاضر يستفيد من هكذا اعتذار .
ملحوظة : عمدا تجنبت ايراد أي اخبار عن حجم التلوث في اطعمة المطاعم او سوء النظافة للعمال و المستودعات و فساد اللحوم و سوء تخزين الأغذية بالمطاعم و صعود نسبة إمكانية الإصابة بامراض معدية ك الإسهال نتيجة تلكم العوارض لكي لا يحتج بعض القراء على المقال و لكي يراجع المنصف لنفسه في تعاطيه بجدية و احترام لمطبخ والدته
جديد الموقع
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)