2019/10/16 | 0 | 1927
أهميّة التفوّق
- لو ذهبت إلى محل تأجير سيارات وخيْرك الموظف بين ٣ سيارات؛ موديل ٢٠١٧ و ٢٠١٨ و ٢٠١٩ فأي سيارة ستختار؟
- الناس دائماً تختار وتبحث عن الأفضل، ولذلك كن متفوقاً دائماً لأن التفوق يمنحك فرصةً أكبر وحظاً أوفر للترشيح لنيل البرامج والوظائف والمناصب المختلفة.
- قصتي عام ١٩٨٤ م عندما تم قبولي في برنامج الابتعاث السريع لشركة أرامكو كان بسبب تفوقي حينئذ (٩٧.٤٪). بعض زملائي الآخرين كانوا يتمنون تلك الفرصة ولكن لم يتمكنوا من نيلها بسبب انخفاض معدلاتهم عن ٨٥٪ وهي النسبة المشترطة للقبول الأولي في البرنامج. في امتحان تحديد المستويات وبسبب تفوقي في اجتياز الامتحان تم وضعي في فصل خاص بالمتقدمين ممّا أغناني عن أخد بعض الكورسات ووفّر لي بعض الوقت مقارنةً ببقية الزملاء. أيضاً، اجتيازي لامتحان التوفل من أول محاولة أعطاني الفرصة للابتعاث الخارجي قبل بقية الزملاء الذين لم يجتازوه. باختصار، التفوق كان دائماً يمنحني فرصةً لم تكن تتوفّر للآخرين.
- قد يتساءل أحدُكم: ما فائدة التفوق وعندنا مئات المتفوقين الذين لم يحصلوا على فرص للدراسة الجامعية أو للوظيفة؟ وجوابي هو أنه لكي ينال الإنسان حظاً في شيء فلا بد من توفر أمرين؛ ١- أن يكون هو جاهزاً للفرصة، ٢-أن تكون الفرصة جاهزةً له. وأحياناً قد لا تكون هذه الفرصة جاهزة لأن المجتمعات تمر بدورات رخاء وشدّة، ولكن المتفوق سيكون أكثر حظاً من غير المتفوق لأنه سيكون جاهزاً لاغتنام الفرصة حال مرورها.
- قصتي عام ٢٠١٠ م في مسابقات القسم ف للخطب الفكاهية عندما حصلت على المركز الثالث، ورغم أن هذا المركز كان متفوقاً إلا أنه لم يؤهلني للانتقال للدور التالي وهو التنافس على بطولة دول الخليج، حيث لا يتأهل لذلك إلا صاحب المركز الأول. في طريقي إلى الكويت لحضور المؤتمر تلقيتُ اتصالاً من رئيس القسم ف يطلب مني المشاركة في النهائيات لأن صاحبيْ المركز الأول والثاني لم يتمكنا من الحصول على فيزا لدخول الكويت. في تلك السنة شاركت في النهائيات وحققت المركز الأول على مستوى دول الخليج. الخلاصة، أحياناً لا تتوفّر الفرص ولكنك عندما تكون جاهزاً للفرصة ستتمكن من نيلها حين مرورها.
- لا تحصر التفوّق في الدراسة؛ تعلّم المهارات الناعمة ومتّن سيرتك الذاتية بالعمل الميداني والخبرات واقرأ كثيراً وانخرط في الأعمال التطوعية والتنموية في المجتمع..
- أيها الآباء: لا تعاقبوا أبناءكم على تفوّقهم، وذلك بإجبارهم على تخصصات لا يرغبون بها. من حق المتفوق - مثلاً - أن يختار مجالاً مهنياً وتخصّصاً غير الطب.
- كلمة أخيرة، عناء قصير وراحة طويلة أو راحة قصيرة وعناء طويل. أنتم الآن أبنائي الطلاب في المرحلة الذهبية والحرجة من حياتكم فعناؤكم الآن واهتمامكم بالانجاز والتفوق قد يمنحكم راحة طويلة في المستقبل والعكس صحيح.
- قصتي عام ٢٠١٥ م وقبل تقاعدي بسنة في الدور العاشر في مبنى المدرا حيث كنت جالساً في مكتبي الوفير المطل على مجمّع الكباري في الظهران عبر واجهة المبنى الزجاجية. بينما كنتُ منهمكاً في العمل رأيت سلّة قادمة من الأسفل خارج المبنى ترفعها حبال للأعلى وفيها عاملان وظيفتهما تنظيف زجاج المبنى من الخارج. كان منظر العاملين مثيراً لتأملي وشفقتي فقد كان الجو في الخارج شديد الحرارة. بينما كانا يعملان تحت لهيب الشمس كنت أعمل تحت هواء المكيف البارد، وبينما كنت أنعم بالشعور بالأمن، كانا يتعرضان لمخاطر السقوط المخيفة، وبينما كنت أمارس أعمالاً هندسية عقلية كانا يمارسان أعمالاً بدنية شاقة، ورغم كل تلك الفروقات فقد كنتُ متأكداً بأني أتقاضى من وظيفتي أضعاف ما كانا يتقاضوه. هذا ما يحدث أحياناً عندما نتراخى في بداية حياتنا ولا نصر على إكمال دراستنا والتفوق فيها فقد ندفع الثمن الباهظ طيلة حياتنا المهنية.
الخاتمة:
لذلك أحبائي وأبنائي الطلبة فالخيار متروكٌ لكم في أن تصرّوا على المثابرة والتفوّق أم تميلوا إلى اللهو والتراخي، فقراركم هذا سيلعب دوراً مهماً في حياتكم المستقبلية التي أرجو لكم فيها الخير والتوفيق والسداد..
****
أشياء أخرى أسعدتني في هذا الحفل:
- شعوري بأني كنت أجني ثمار مهارات التوستماسترز التي من أهمها اكتساب القدرة على التأثير على الجمهور وتحفيزه. هذه المهارات قضيت جهوداً وأوقاتاً طويلة في اكتسابها، ومن أجمل الأشياء هي الاستخدام الفعلي لهذه المهارات لخدمة مجتمعي ووطني الحبيبين، وهذا ما شعرت به أثناء وبعد إلقائي لهذه الكلمة التحفيزية فقد قصدني بعض الطلبة وعيونهم مملوءة بالحماس وشكروني وأخبروني أنهم أصبحوا أكثر حماساً للتفوق.
- رعاية جهة رياضية - نادي الطرف - لهذه الفعالية المجتمعية بمشاركة اللجنة الأهلية كان عملاً تعاونياً جميلاً أبرز تكاتفاً وتعاوناً جميلاً بين أهالي المدينة على الأعمال التنموية.
- رغم أن هذا الحفل يقام للمرة الثانية فقط فقد كان الحضور جيداً والحفل منظماً وبهيجاً..
جديد الموقع
- 2024-03-29 بالبطولات التاج يزرع الفرحة تهانينا
- 2024-03-29 الكتب والعزلة
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين