2022/06/24 | 0 | 1417
أمسية لمنتدى رؤى الثقافي بالأحساء (رؤى حول التأليف والطباعة والنشر والتسويق)
تصوير عبدالحميد المحسن
عقد منتدى رؤى الثقافي بالأحساء ندوة مفتوحة بتاريخ 14/11/1443هـ الموافق 13 يونيو 2022م لمجموعة من النخب الثقافية والإعلامية في موضوع (هموم حول التأليف والطباعة والنشر والتسويق) على شرف تكريم خاص للباحث الدكتور: محمد موسى القريني، ويأتي اختيار هذا الموضوع واختيار الشخصية في ظل اهتمام المنتدى بشؤون الكتاب والكاتب والكشف عن الظروف العلمية والفكرية والاجتماعية التي تؤثر في مسيرة الثقافة والحضارة في مجتمع الأحساء.
# نبذة مختصرة تعريفية:
محمد بن موسى بن حسن القريني، مواليد عام 1374هـ الموافق 1955م، تعلم القرآن الكريم في سن الخامسة عند المطوعة (مريم العلوي) عام 1379هـ، وعند بلوغ السادسة التحق بالمدارس النظامية (مدرسة الرشدية) ثم تحوّل إلى مدرسة الهفوف الأولى، وظل لم ينقطع عن دراسة المطوع لمدة عامين في الفترة المسائية، وبعد حصوله على شهادة المرحلة المتوسطة التحق بمعهد إعداد المعلين الثانوي لمدة ثلاث سنوات ثم عين معلماً في مدرسة أبي حنيفة الابتدائية في حي النعاثل بالهفوف، ثم حصل على شهادة البكالوريوس ثم معيداً في كلية المعلمين بالدمام، ثم الماجستير من جامعة سانديجو الأمريكية، وفي عام 1994م بدأ دراسة الدكتوراة في جامعة الملك سعود بالرياض في التاريخ الحديث وعنوان الرسالة (الإدارة العثمانية في متصرفية الأحساء 1288/1331هـ الموافق 1871/1913م). حصل الدكتور على عدة جوائز تقديرية من قبل جمعيات كثيرة خليجية وعربية وعالمية، قام بالتعاون مع الحوزة العلمية في تدريس مادة علم الاجتماع.
# محتويات الفعالية:
ابتدأ الندوة الأستاذ عيسى العبد الكريم (عضو منتدى رؤى) الحديث بعبق من التحيات وأعطر الترحيبات، ثم مهّد حديثه حول علاقة الكاتب بهموم التأليف والنشر والتسويق، والعقبات التي يصطدم بها ودور هذه التحديات في صقل التجربة، ثم عطف الحديث حول شخصية المكرم الدكتور كونه شخصية أكاديمية عالمية من خلال تخصصه في الأرشيف العثماني.
تضمنت الأمسية ثلاث فقرات، الفقرة الأولى حوار خاص مع الأستاذ سلمان الحجي والحديث عن تجربته في توثيق التاريخ الشفوي، والفقرة الثانية حوار خاص مع الدكتور محمد القريني حول تجربته الأكاديمية ووثائق العثمانية في متصرفية الأحساء، والفقرة الثالثة مشاركات مختارة لمشاركين، بالإضافة إلى مداخلات الجمهور من رجال ونساء.
في الفقرة الأولى وجّه الأستاذ عيسى الحديث إلى الأستاذ سلمان الحجي لإجراء حوار في التجربة العلمية للكاتب وهموم التأليف.
وقد شرع الأستاذ الحجي حديثه بشكر المنتدى على الاستضافة، ثم ابتدأ جوابه بأن التحديات والصعوبات التي يواجهها الباحث هي التي تصنع قيمة للنجاح ونشوة للسعادة، وأن التحديات كثيرة ومنوعة، فمنها ما يؤثر إيجاباً على التأليف ومنها ما يؤثر سلباً، ويأتي هنا دور الباحث في إدارة هذه الظروف والمؤثرات.
ثم أدار الأستاذ الحجي دفة الحديث إلى شخصية الدكتور محمد القريني (الشخصية المكرمة في الندوة) وتجربته الجديدة في الكتابة حول وثائق الدولة العثمانية في الأحساء، وأشار لبعض الجوانب العلمية المرتبطة باختيار الموضوع ودقته، وإلى المتطلبات العلمية التي تحتاج من الباحث بذل الجهد والصبر.
بعدها تناول الجانب الاجتماعي لشخصية الدكتور ودور العلاقات الخاصة وأبرزها علاقته الوطيدة بالشيخ المؤرخ جواد الرمضان وأثر هذه العلاقة في دفع البحث والمسيرة العلمية للدكتور.
ثم وجّه الأستاذ عيسى سؤالاً للأستاذ الحجي: كيف تجاوزت بعض الهموم الشخصية في تجربتك البحثية؟
فأجاب الأستاذ الحجي: هناك سمات مهمة كانت لها دور في صقل المسيرة، منها الصبر، ومنها إعداد الخطة الجيدة، ومنها استشارة المختصين والخبراء، فهذه تشكل وقوداً معنوياً يدفعني للأمام، ولها الدور الواضح في بلورة التجربة.
بعدها لفت الأستاذ الحجي الانتباه إلى ضرورة أن يتحكم الباحث ويضبط انفعالاته كي لا ينجر وراء بعض ردات الفعل السلبية من قبل أفراد المجتمع تجاه ما يكتبه، بخاصة أن طبيعة التاريخ الشفوي وتوثيقه تحتاج إلى صبر وجهد وتحمّل.
وفي الفقرة الثانية ابتدأها الأستاذ الحجي متحدثاً عن شخصية الدكتور وأثره الذي أشاد به كثير من الطلاب في كلية المعلمين وإنجازاته في البحث الأكاديمي، مع العلم أن للأستاذ الحجي كتاباً خاصاً عن شخصية الدكتور القريني وتجربته العلمية بعنوان (الدكتور القريني من عبق الذكريات 1443هـ)، فحري بالمتابع قراءة الكتاب للوقوع على تفاصيل سمات الشخصية وتاريخ مسيرته العلمية والعملية.
ثم توجه الأستاذ الحجي للحوار مع الدكتور، وسأله: ما التحديات التي واجهتك في رسالة الدكتوراة وسبل تذليل الصعوبات للوثائق؟
فأجاب الدكتور: بعد شكر الحضور على الدعوة وعلى منتدى رؤى الثقافي على تنظيم الدعوة وعلى الأستاذ سلمان على إجرائه الحوار وجهوده الاجتماعية والعلمية والتوثيقية، أوضح أنه ليس هناك هموم بل هي مشاغل ومشكلات أثرت في جهودنا وأوقاتنا، فنحن من أبناء هذه المنطقة التي تشبثت في الأعماق والحقب التاريخية العريقة، وننتمي لشخصيات المنطقة الذين سطروا ملاحم في العلم والأدب والشعر، من ذلك اكتسبنا القدرة على تخطي الصعوبات والتحديات.
ثم تحدث عن طبيعة الوثائق كمصادر أولية والجهد الذي يبذله الباحث من أجل جمع وتصنيف هذه الوثائق واستخلاص المعلومات المطلوبة في ظل ظروف صعبة آنذاك، حيث اضطرنا السفر إلى إسطنبول وغيرها من المدن لزيارة المكتبات الخاصة، ولم تكن الخدمات بتلك الدقة التي عليها الآن في خدمة الباحثين، بل كان إعداد الوثائق من قبل المكتبة بطيئاً وبشكل محدود جداً ، ولم ينس الدكتور في حديثه شيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان الذي اصطحبه آنذاك في تلك الرحلة الذي وصفه بالذي ينهم الفهارس والتتبع الدقيق في التوثيق والفهرسة والاهتمام، وكذا الدكتور زكريا كورشون.
وفي نهاية الحوار ذكر الدكتور أن تلك الجهود أنجزت مجموعة من البحوث (25 بحثاً) بعضها نشر في مجلات، كما أنه يفخر بتقييم الجمعية التاريخية بإسطنبول، لكونه ممثلاً عن الأحساء في مجال البحث الوثائقي الأرشيفي، بالإضافة على اختياره ضمن 60 عالماً على مستوى العالم الغربي والعربي.
كما أنه تناول سريعاً مواصفات الباحث وسماته العلمية ودورها في صقل مواهب البحث والقدرة البحثية.
وقد أضفى الجمهور تفاعلاً واهتماماً في ظل هذه الحوارية، فكانت هناك عدة مداخلات ومشاركات على شكل أسئلة أو إضافات، منها:
1ـ أن الباحث يتأرجح في ظل طباعة أول نتاج فكري أو أدبي بين تسويق الفكرة اجتماعياً وثقافياً وبين الربح المادي.
2ـ هناك تجارب ومحاولات نحو إبراز الإنتاج المحلي بالطباعة والنشر والتسويق، كان منها تجربة بدأت عام 1424هـ لكن لم يكتب لها الاستمرار والنجاح، بسبب افتقارها لمواصفات العمل المؤسسي إضافة إلى بعض التحديات والصعوبات التي واجهتها.
3ـ إن المهم في رسالة الكاتب الانتشار وليس الربح المادي.
4ـ كيف يقدم الباحث موضوعات تهم المجتمع وهو في بداية مشواره العلمي لا يمتلك خلفية كافية وخبرة واسعة في مجاله؟ فكيف يجمع المؤلف بين المحاولة وتجويد العمل؟ وهذه من أبرز التحديات التي يعاني منها الباحث بداية مشواره.
5ـ مداخلة للشيخ محمد علي الحرز كانت تصب حول جانب التسويق، فالتأليف من الكتابة إلى التسويق فالاستشارة مطلوبة في اختيار الموضوع للكتابة فيه، حيث تبدأ مما انتهى إليه الآخرون، وإعداد الخطة والفهرس قبل الدخول في البحث، وبعد الانتهاء لمراجعة البحث من قبل مختصين وخبراء في المجال لتلافي القصور والأخطاء، أما التسويق فهو مسؤولية المؤلف، والتفكير في فسح الكتاب فذلك يساعد على توسيع رقعته الجغرافية والمكتبات.
وفي نهاية المطاف كانت الكلمة ترسو على شاطئ منتدى رؤى حيث قدم كلمة موجزة بشأن هذا الموضوع الشائك، وتكريم الكاتب والكتاب، والمهم في هذه الأمسية انتشار رسالة الكاتب الفكرية لتنمية المجتمع، وأن المنتديات لها الدور المهم في عمل جسر يربط بين المؤلف والمجتمع وتذليل الصعوبات العلمية والمادية، وأن رسالة المنتدى الأساس تكريم الرموز والشخصيات العلمية، بخاصة من بذل الجهد في موضوعات دقيقة كالوثائق التي تعتبر رمزاً حضارياً للشخصية الثقافية لمجتمعنا.
وفي النهاية قدم منتدى رؤى شكره الجزيل للجمهور العزيز على الإصغاء والتفاعل والمشاركة، ووعد بالمزيد من الندوات الفاعلة، ثم قدم درعين تذكاريين للدكتور القريني والأستاذ الحجي عربون وفاء وتكريم لمشاركتهما، ثم أخذ صور تذكارية للحضور.
جديد الموقع
- 2024-03-29 تنمية مهارات التعامل مع الآخرين.
- 2024-03-29 شجنة من نور محمد السبط المجتبى (ع) (في فلك حديث عالم الأنوار)
- 2024-03-29 هموم وتطلعات المرأة السعودية - في المجموعة القصصية « 10 أيام في عين قسيس الإنجيلي » لرجاء البوعلي ..
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط