عوامل الهجرة السكانية بين الأحساء والبحرين :
ولو حاولنا وضع النقاط على الحروف وذكر
بعض هذه العوامل الرئيسة للعلاقة القوية بين البلدين والتي سندرك مداها خلال
السطور القادمة فهي كما يلي :
1- الجذور القبلية الواحدة ، فمعظم سكان
الأحساء والبحرين الأصليين يرجعون إلى قبيلة عبد القيس ، وربيعة ذات العمق
التاريخي في المنطقة ، والتي تمتلك تاريخ حافل في التاريخ الإسلامي بإسهامها في
الفتوحات الإسلامية ، والعديد من الأحداث التاريخية الهامة التي عصفت بالدولة
الإسلامية منذ عهدها الأول .
2- التاريخ المشترك بين البلدين ، فقد اتصلت
المنطقتين في معظم أدوارهما بتاريخ مشترك واحد ، كانت تعرف قديماً بالبحرين والتي
تشمل ( آوال ، الخط ، هجر ) ، ساهم بدرجة كبيرة لوجود ألفة بين السكان في
المنطقتين ، ليس منذ اليوم بل تعود إلى مئات السنين .
3- تشابه العادات والتقاليد حيث تتلاشى
الفروق والمميزات بينهما ، فمعظم العادات الشعبية والاجتماعية تتشابه بينهما إلى
حد كبير ، ولا تختلف إلا بالقدر الضئيل الذي يعد مائزاً حقيقياً بينهما سواء في
عادات الأعراس أو الرمضانية أو التقاليد والأعراف الاجتماعية .
4- القرب الجغرافي بين البلدين ،
فالمسافة بين الأحساء وإن فصل بينهم البحر لا تعد بالشاسعة ، ساعد في سهولة التنقل
بين البلدين ذهاباً وإياباً للبحرانيين والأحسائيين ، حتى جعلهم كمجتمع واحد لا
داخلياً فحسب بل حتى من وجهة نظر الدول المسيطرة على المنطقة كالدولة العثمانية ،
فقد كانت " ترى إن المجتمع في نجد ، والأحساء ، والبحرين مجتمع واحد ، لذلك
كانت تتعامل مع مجتمع المنطقة على هذا الأساس "[1]
.
4- النشاط الديني في البلدين ، إن
الحيوية الدينية والحراك العلمي القوي الذي أشرنا في أكثر من موضع ومناسبة إليه ،
لكلٍ من البحرين والأحساء ، ساعد في وجود العديد من الهجرات العلمية بين المنطقتين
، وسنورد بعض العينات والنماذج من الهجرة العلمين بين الأحساء والبحرين .
5- العامل الأقتصادي ، فقد كان له اليد
الطولى في نزوح الكثير من العوائل والأفراد ، من الأحساء إلى البحرين ، والعكس
صحيح ، فالعامل الأقتصادي ، وكما سنرى لعب دوراً كبيراً ، في تغير التركيبة
السكانية في كلا المنطقتين .
ولم تتضح معالم المفارقة بينهما إلا خلال القرون
المتأخرة ، مع نشوء الدول الحديثة ، وانحسار مستوى الهجرة بين البلدين إلى درجة
كبيرة ، وإن لم تنعدم ، وهنا سأحاول أن أبين طبيعة هذه العلاقة المتأخرة التي
معظمها لا يتجاوز القرن والنصف ، مع إشارة في البين إلى بعض معالم العلاقة العلمية
بين البلدين والتي تمتد إلى عدد من القرون الزمنية ، نبينها من خلال التالي :
التبادل العلمي بين الأحساء والبحرين :
هذه العلاقة متوغلة في القدم حيث كانت
كلا البلدين مصدر جذب وطرد للنشاط العلمي فيها ، حيث شهدت الأحساء والبحرين على
حدٍ سواء وعلى فترات متقطعة هجرة علمية من الداخل إلى الخارج ، ومن الخارج إلى
الداخل ، وجزء منها كان من الأحساء إلى البحرين ، ومن البحرين إلى الأحساء .
والعلماء الذين وفدوا على الأحساء ، إما
من أجل الدراسة والتدريس الديني ، أو للروابط الاجتماعية التي تربط بين البلدين ،
وقد يكون نتيجة لظروف سياسية تمر بها البلاد ، دفعت بعض العلماء للنزوح عنها إلى
الأحساء لكونها قريبة ، وتربطهم صلاة تاريخيه ببعضهم البعض وثيقة ، ومنهم :
- الشيخ محمد بن الحسن بن علي الآوالي
الأصل الأحسائي المولد ( كان حياً عام 962هـ).[2]
- الشيخ إبراهيم بن عبد الله البحراني
" الهفوف " ( كان حياً سنة 1186هـ )[3]
.
-
الشيخ علي بن رمضان الجد علاني البحراني " الهفوف " ( من أعلام
القرن الحادي عشر)[4].
- الشيخ علي بن عبد المحسن بن عاشور
البحراني " توطن الهفوف " ( كان حياً سنة 1182هـ )[5]
.
- الشيخ إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم
المقابي البحراني " توطن قرية البطالية " ( كان حياً سنة 1165 هـ )[6]
.
- الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ إبراهيم بن
أحمد بن إبراهيم المقابي البحراني" توطن قرية البطالية " ( كان حياً عام 1180هـ )[7]
.
- الشيخ محمد صالح المطوع الجدحفصي
البحراني " قرية البطالية " ( كان حياً سنة 1173هـ).
- الشيخ سعيد بن ناصر بن علي بن سعيد
البحراني " قرية العمران " ( من أعلام القرن الحادي عشر )[8]
.
- الشيخ عبد الحسين بن عاشور البحراني
" القارة " ( كان حياً سنة 1148 هـ )[9]
.
- الشيخ أحمد بن علي بن حسين البحراني
" توطن قرية القارة " ( كان حياً عام 1188هـ )[10].
- الشيخ عبد الله بن محمد بن غدير
البحراني . الذي قدم من البحرين و استشهد سنة 1210هـ[11]
.
- الشيخ أحمد بن الشيخ إسماعيل بن يوسف
الصددي استوطن قرية التيمية ( كان حياً سنة 1253هـ )[12]
.
- الشيخ محمد بن عبد الله بن حجي رحمة
بن الشيخ علي بن ناصر البحراني " قرية القارة " كان حياً سنة 1272هـ )[13].
- الشيخ أحمد بن عبد الله بن حجي رحمة
بن الشيخ علي بن ناصر البحراني " البحرين " " قرية القارة " (
بعد سنة 1272هـ )[14]
.
فكان لهؤلاء أثر بارز في الحراك العلمي
بالأحساء ، فقد شارك العلماء الوافدون إلى الأحساء بالتدريس أو الدراسة ، كما تجلى
وجودهم في عشرات الوثائق الأحسائية التي صدقت من قبلهم سواء في الوقفيات أو
الوصايا وغيره ، الأمر الذي يبين مدى الوجود الإيجابي لهم .
الهجرة الاجتماعية :
كما شهدت البحرين هجرات اجتماعية متعددة
نتيجة لظروف مختلفة بين السياسي والعلمي والاجتماعي ، فكان من أبرز العوائل التي
وفدت على الأحساء من البحرين :
أسرة الجزيري ، وأسرة الحرز من جزيرة
النبيه صالح ، وعائلة البحراني ، وهي كثيرة في الأحساء ، ومن أصول بحرانية مختلفة
أبرزها الفرع الذي منه الملا طاهر البحراني الشهير وهم يرجعون إلى عائلة آل عصفور
بالبحرين ، ومنها عائلة الغزال من قرية ( كليب ) ، وأسرة الوصيبعي نسبة إلى بلدة (
أبو أوصيبع ) من قرى البحرين ، وهي من الأسر العلمية الباسقة في الأحساء ، وأسرة
الرفيعي ، من الرفيعة بالبحرين ، وغيرهم من العوائل التي من أصول بحرانية تقطن
الإحساء منذ مئات السنين ، وقد كانت هجرة
معظمهم حدود سنة 1131هـ ، بعد غزو اليعاربة حكام عمان للبحرين وقتل الكثير من
سكانها .
الهجرة الأحسائية إلى البحرين :
لا يمكن التكهن بتاريخ الهجرة الأحسائية
إلى البحرين وذلك للرسوخ التاريخي لهذه العلاقة ، وقوة الرابطة بينهم ، مما لا
يشعر الأحسائيين منهم بالغربة ، لما يستشعره أنه بين ذويه وأحبابه ، مما يهون من
خطب البعد عن الوطن ، ويسهل عملية الاندماج الاجتماعي والانخراط فيه ، والهجرة كما
سنوضحه خلال السطور القادمة ، لم تكن ذات طابع خاص أو لوناً معين ، وإنما تتنوع
وتتعدد بتعدد الرغبات والمصالح لكل شخص بين الشخصي أو الاقتصادي أو الديني أو
الاجتماعي ، الأمر الذي أثمر عنه هجرة وتكون عشرات وربما مئات الأسر الأحسائية
المستوطنة في جزيرة آوال ، رغم أنه في بعض حقب هجرتهم المتأخرة كان لهم حسينيات
يجتمعون فيها حملت أسمهم سنتعرض لتفصيلاتها ، ومساجد كـ( مسجد الأحسائيين ) في
البلاد القديم[15]
.
ومن الأعلام الذين كانت هجرتهم إلى
البحرين لأغراض علمية ، أو سياسية أو اقتصادية كان من أبرزهم :
- الشيخ حسين بن علي بن الشيخ حسين أبي
سروال ( كان حياً عام 956هـ )[16]
كان من المؤلفين وله عدة كتب .
- الشيخ علي بن محمد الهجري البحراني[17] ( من أعلام القرن الحادي عشر )[18].
- الشيخ محمد بن علي بن الحسين الهجري
البحراني ( كان حياً سنة 1070هـ )[19]
.
- الشيخ محمد بن حسين بن إسماعيل الهجري
الأوالي ( كان على قيد الحياة عام 1054هـ )[20].
- الشيخ محمد بن أحمد بن صالح السبعي
العيني البحراني" القارة "[21]
.
- الشيخ محمد بن حسين السبعي البحراني
الأحسائي "القارة " ( المتوفى سنة 1011هـ )[22].
- الشيخ أحمد بن عبد الله بن محمد آل
حاجي " قرية البطالية " ( من أعلام القرن الثاني عشر ) كان أديباً
مكثراً [23].
- الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن عبد
الوهاب الأحسائي ( كان حياً سنة 1098هـ ) [24]
وغيرهم الكثير من الأعلام .
وتختلف المحفزات للهجرة من الأحساء إلى
البحرين من جيل إلى جيل ، ومن شخص لآخر ، إلا أن معظمها كان لأغراض تجارية أو من
أجل التكسب والعمل ، ولكن مع مرور الوقت ، والانخراط في المجتمع البحراني والتفاعل
مع شرائحه الاجتماعية لدرجة الاندماج فيها ، تتحول الهجرة من مؤقتة إلى دائمة ،
أما أهم الأعمال والمهن التي عمل فيها الأحسائيون بالبحرين فهي كما يلي :
التجارة :
وهي صنعة لم تتميز بها عائلة محددة بل
مارسها معظم العوائل والأسر الأحسائية المهاجرة إلى البحرين خصوصاً التي تعود
بأصولها إلى مدينة الهفوف أو مدينة المبرز ، وذلك لتشعب مجالاتها وتفرع أقسامها
بين المواد الغذائية ، والملابس ، وبيع التمور ، وغيرها من المهن التي تجد لها
رواج في البحرين ، وقد اشتهر من التجار الأحسائيين في البحرين بوكنان ، والتحو ،
والشواف ، وغيرهم .
الخياطة :
برز في البحرين عدد من الأحسائيين في
مهنة الخياطة ، وتجارة ( الهدم ) الملابس ، وقد عرفوا بمصطلح ( معازيب الخياطة ) ،
وكان من أبرزهم عائلة سادة اليوسف من مدينة المبرز ، وأبو خليقة ، وبوحمود ،
الشواف ، والبقشي ، بوكنان .
الفلاحة :
وقد عمل فيها عدد من الأسر الأحسائية
التي لا ترى إلا في المناسبات في مأتم الحساوية بالمنامة ، وكانوا يقطنون العديد
من قرى البحرين من أبرزها ( البلاد القديم ) ، ( توبلي ) ، ( الزنج ) ، ( ماحوز ) [25]
، ( السقية ) ، ( السنابس ) ، ( جد حفص ) ، ( الديه ) ، ( جد الحاج ) ، ( مني )[26]
، إضافة إلى العديد من القرى المشتهرة بالزراعة والفلاحة ، كما كان للفلاحين
الأحسائيين تواجد في مدينة المحرق حيث كانوا يعملون في مزارع شيوخ البلاد وأعيان
المنطقة [27]،
وكان من عادة الفلاحين الاجتماع في قهوة تقع بسوق ( الجت ) بالمنامة حيث يتبادلون
الأخبار ويتسامرون الحديث ، في المساء كلٍ يمضي في سبيله[28]
.
إضافة أن البعض منهم كان يذهب لبيع التمر
الأحسائي كالأخلاص ، والشيشي ، وغيره من أنواع التمور التي اشتهرت بها الأحساء لما
له من جاذبيه وطلب عند أهل البحرين ، وهؤلاء هجرتهم موسمية وليس لفترة طويلة ، وأصولهم
الأحسائية تعود إلى القرى المختلفة في الأحساء المشتهرة بأراضيها الزراعية الخصبة
، ويمتلك أبنائها خبرة كبيرة في التعامل مع الأراضي الزراعية ، ومواسم زراعتها ،
إذ يرجع معظمهم إلى قرى العمران ، وقرية الدالوه[29]
، والجدير بالذكر إن معظم من هاجر من أجل الفلاحة قد رجعوا إلى الأحساء مع اكتشاف
النفط في البلاد ، وانتعاش الحياة الاقتصادية فيها ، ولم يبقى إلا من كانت له حياة
أسرية فيها ، أو أنخرط في المجتمع البحريني لدرجة تمنعه من العودة إلى موطنه
الأحساء.
النجارة :
كان للنجارة والنجارين سوق خاص ، وسوق
رائج في البحرين ، في الوقت الذي كان في الأحساء عوائل عرفت بمزاولة هذه المهنة
واشتهرت بها ، الأمر الذي دفع عدد من أبنائها للهجرة للبحرين سعياً وراء الرزق ،
وكسب العيش مع توفر الطلب الكبير فيها ، وقد برزت في هذه المهنة ممن هاجر من
الأحسائيين عائلة البراهيم ، الحرز ، والشاوي ، والعمران ، وجميعهم أسر متقاربة
متناسبة من مدينة الهفوف .
الغوص :
رغم عناية الأحسائيين بالغوص وخوض البحر
والعمل بالصيد ، إلا أنها لم تزدهر كمهنة قوية ذات جذب كبير في الأحساء مقارنة
بالمناطق المحيطة بها ، كالقطيف والبحرين والكويت وعمان ، التي تمتلك رصيداً
كبيراً ، وتاريخاً عريقاً في حرفة الغوص والصيد ، حتى برز فيهم عشرات ( النواخذ )
المشهورين في الغوص والصيد وتجارة اللؤلؤ .
ولعل مراجع ذلك عدم وجود البحر بشكل
مباشر مع الأحساء حيث يحتاج إلى قطع مسافة للوصول إلى ميناء العقير التاريخي ،
وتخلل المسافة عدد من قطاع الطرق الذين ساهموا بدرجة كبيرة في عزوف أهالي المنطقة
عن الصيد والغوص ، إضافة إلى الخبرة والممارسة الكبيرة ليست موجودة في المنطقة .
هذه العوامل وغيرها دفعت عشاق الصيد
والغوص للهجرة إلى موطنها الشهيرة كالبحرين التي حضيت ببعض الغواصين الأحسائيين من
الهفوف والقرى المحيطة كالطرف والقرين وغيرها ، منهم الأخوين عيسى وحسين أبناء
سالم الثويني من أهالي قرية القرين ، حيث عملوا مع النوخده البحريني شمسان المناعي
من أهالي المحرق بالبحرين .
الخطابة :
يغلب على مجتمع البحرين الطابع الديني ،
والروح الحسينية ، حيث تستقطب الخطباء ويتنافسون في القراءة فيها منذ أقدم العصور ،
بل وإليها يشدون رحالهم ، وتعتبر محطة تنافس الخطباء المشهورين من العراق والأحساء
والقطيف على المجالس الكبيرة فيها ، فكان لخطباء الأحساء البارزين نصيباً من
مجالسها من أمثال السيد محمد حسن الشخص ، والملا علي بن فايز ، والملا أحمد الرمل
، والشيخ داوود الكعبي ، وغيرهم وكانت مجالسهم تعقد في أشهر وأكبر المجالس
الحسينية في البحرين والتي منها مأتم مدن ، ومأتم بن مديفع ، ومأتم بن زبر ، ومأتم
القصاب وغيرهم .
وكانت المشاركة الأحسائية في الأبعاد
الحسينية بالبحرين تتنوع على مختلفة الأصعدة الدينية والتي من أبرزها :
- الدعم المادي والمشاركة في المجالس
الحسينية المقامه هناك بدرجة ملحوظة عند أبناء البحرين ، بل قاموا بعمل الأوقاف
للمآتم الحسينية كوقف البوحمد وغيره .
- تأسيس وإقامة المآتم الحسينية :
استطاع الأحسائيون خلال تواجدهم في
البحرين من تأسيس أكثر من مأتم حسيني ، يظهر من خلالها نشاطهم الديني ، ويلتم فيها
شملهم في دار غربتهم ، وقد صاحب هذه المآتم عمل الأوقاف الحسينية على مناسبات أهل
البيت منها وقف عائلة البوحمد ، الذي أوقفه الحاج حسين بن طاهر بوحمد حدود سنة
1334هـ ، في المنامة ، ونجعل الوقف ليوم ( الساس ) الأول من شهر محرم ، وقد تعاقب
على ولايته أبنائه ، فقد ، تولى شؤونه بعده حسن بوحمد ثم جعفر عبد المحسن بو حمد ،
وأخيراً عبد المحسن بن جعفر بو حمد [30].
وقد مرت هذه المآتم بتطورات عبر السنين
حتى أصبحت من أشهر المجالس الحسينية في البحرين ، كان من أبرزها :
1- مأتم الأحسائيين بالمنامة :
الذي أسسه الحاج طاهر التحو ( ت 1948م / 1367هـ ) الذي اقتطع جزء من منزلة وجعله مأتم
للحسين عليه السلام ، وكان الأحسائيون يلتقون فيه طوال العام ، وكانت تقام فيه
القراءة في المواسم ( محرم وصفر ، وشهر رمضان ) ، ويعتبر الأحسائيون أول من استخدم
المآتم الحسينية محل لقراءة القرآن في شهر رمضان بالبحرين [31].
وعن هذا المأتم يقول عبد الله سيف :
" وكان موكب عزاء مأتم الحساوية يخرج ليلاً فقط ابتداء من ليلة السابع من
المحرم وحتى ليلة العاشر منه ، أما صباح يوم العاشر فكان الأحسائيون يشتركون مع
مواكب المآتم الأخرى ، وخلال عام 1952م /1371هـ حدث أرتباك واحتكاك بين موكب مأتم بن
رجب ، وموكب مأتم العجم على أثرها منع المأتمان من إخراج موكب عزاء ، وعوضاً عن
ذلك طلبت الهيئة العامة المسؤلة عن سير مواكب العزاء وسلامتها من مأتم الأحسائيين
إخراج موكب عزاء من صباح يوم العاشر من المحرم عوضاً عن غياب موكب المأتمين بن رجب
والعجم ، وتم ذلك وما زال المأتم يخرج موكب عزاء طوال ليالي وصباح العاشر من
المحرم .
وللمأتم أوقاف تحت إدارة الأوقاف
الجعفرية منها بيت يقع أمام المأتم اشتراه المؤسس وأوقفه للمأتم ، وأوقف الحاج
أحمد الغواص هو الآخر بيتاً صغيراً للمأتم ، وتبرعت إحدى النساء المحسنات ببيت
ثالث ، وأوقفته للمأتم ، وهذه السيدة من
آل مهنا ، من سكنة المنامة ، وتبرع السيد هاشم بن السيد عبد الأمير اليوسف بشراء
أرض مجاورة للمأتم ، وأوقفها على المأتم وقد شيد على هذه الأرض بناء وأجر "[32]
.
وفي عهد الحاج طاهر التحو وإدارته لمأتم
الأحسائيين ،كان للمأتم قسم للتعزية النسائية ، حيث يقمن المجالس الحسينية وقراءة
المقتل والمصيبة ، وقد ساهمت المرأة الأحسائية بالمشاركة فيه بالقراءة ، فكان من
ضمن الملايات اللاتي يقرأنا فيه الحاجة فاطمة بنت علي الحويجي ، بعد هجرتها بصحبة
زوجها الحاج أحمد بن محمد الحرز الذي كان بدوره يعمل بالنجارة ، للإقامة بالبحرين ،
وكانت صاحبة صوت متميز ومؤثر ، ومحل أعجاب أصحاب المأتم ، الأمر الذي جعل الحاج
طاهر التحو تقديراً لها بتخصيص خادمة تقوم بشؤونها اسمها ( عبد علي ) فنشأت علاقة
وثيقة بين الخادمة والحويجي جعلتها تسمي أحدى بناتها باسما ( عبدة علي ) ، وقد
استمرت إقامتها بالبحرين إلى حين وفاتها[33].
2- مأتم العجة :
وهو مأتم للمرأة الفاضلة المرحومة خديجة بنت علي الطويل ، المعروفة بالعجة التي
تنحدر من الأحساء ، وذلك قبل قرن من الزمن ، وقد اتخذت من القسم الأمامي من بيتها
، وهو عبارة عن عريش مكان لأداء مهنتها في تعليم الصبية من الذكور والإناث القرآن
الكريم من هنا أطلق عليها اسم المعلمة ، وبعد انقضاض مجلس تعليم الأولاد والبنات
القرآن الكريم ، يتحول المكان إلى مأتم نسائي لإقامة مجالس العزاء[34].
وقد تولى إدارة المأتم بعد وفاتها ابن
أختها الحاج حسن بن أحمد بن علي بن جمعة الأربش ، الذي تغير لقبه بعد توليه المأتم
من ( الأربش ) إلى ( العجة ) نسبة للمأتم وقد عرف بهذا اللقب أولاده من بعده وهم
عبد الأمير ، وقاسم ، وعلي [35].
- مشاركة الخطباء بالقراءة الحسينية في
البحرين :
وهم كثر ، وسوف نورد شطراً منهم ، وتأكيداً
على أهمية الجانب الحسيني في العلاقة بين الأحسائيين وبلاد البحرين سنشير للخطباء
الأحسائيين الذين مارسوا الخطابة هناك ، وأهم المجالس التي قرؤوا فيها ، علماً أن
البعض منهم كان غير معروف سوى الاسم الأول منه كملا حسن الحساوي الذي كان يقرآ في
مأتم الغرب أو ما يعرف بـ ( مأتم شباب المأتم الغربي ) ببني جمرة [36]،
والبعض الآخر لا يعرف سوى كونه أحسائي ومنهم الخطيبان الأحسائيان اللذان كانا
يقرأن في نفس المأتم السابق ببني جمرة ويلقبان بـ ( الملائكة ) لعذوبة صوتيهما[37]
، أما عن أبرز الخطباء المعروفين فهم :
الملا أحمد بن محمد بن رمل الأحسائي (
1307 – 1379هـ ): خطيب وشاعر أحسائي أمتلك حنجرة متميزة
، وشهرة واسعة ، وكانت البحرين من أهم محطاته في شهر محرم الحرام ، وفيها أبرز
مجالسه ، فقد كان يقرأ في مأتم ( بيت بن ناصر )
المعروف اليوم بمأتم ( بن ديفع ) فقد قرأ فيه في المواسم لفترة استمرت لعشر
سنوات[38]
، كما كان يقرأ في مأتم الأحسائيين بالمنامة ، وكان أعلى أجر حينها أربع مئة روبية
، وقد صرف للملا أحمد بن رمل[39].
ومن المجالس التي ساهم بالقراءة فيها
الملا بن رمل مأتم ( بن رجب ) الكائن بفريق كانو بالمنامة ، وقد دامت قراءته فيها
سبع سنوات متواصلة[40]
، كما كان يقرأ في مأتم الحاج خلف بالمنامة[41]،
وقرأ في مأتم ( بن أمان ) وهو من المآتم القديمة بالبحرين حيث يعود تأسيسه إلى سنة
1240هـ [42]
، وله مجلس مشهور في مأتم الحاج راشد بن سعيد العرادي في منطقة عراد [43]،
وله مجلس آخر في مأتم قرية المقشاع[44]
، وقرأ في مأتم قرية الشاخورة وكان من أبرز الخطباء فيه [45]،
وعقد له مجلس في مأتم الغسرة بقرية بني جمرة [46].
ولكونه من أبرز الخطباء في الخليج فإن
الطلب عليه في البحرين شديد لكونها أرض خصبه للخطباء من مختلف البلدان ، فكان من
المجالس التي استقطبته مأتم آل إسماعيل بالخارجية ، المعروف بمأتم ( العود ) [47]،
كما قرأ في مأتم الحاج منصور بن حسن بن نايم الحايكي بالمحرق [48]،
كما قرأ بالمحرف في مأتم سماهيج الكبير في شهر رمضان لمدة أربع سنوات متعاقبة[49]،
ومن المجالس التي قرأ فيها مأتم السيد شبر ( المأتم الشرقي ) بتوبلي[50]
، كما قرأ في مأتم اللوزة بجد حفص [51].
الشيخ جعفر بن الشيخ عبد الحميد الهلالي
:خطيب بارز هاجرت أسرته من مدينة الهفوف ، إلى البصرة في مطلع القرن الثالث عشر
الهجري ، وفيها، نشأ وترعرع ، فكان من الخطباء الذين وفدوا على البحرين من أجل
الخطابة الحسينية ، فقرأ في مأتم ( بن زبر ) الواقع في فريق المخارقة بمدينة
المنامة ، وكانت قراءته فيه سنة ( 1965م )[52]
، كما كان يقرأ في مأتم قرية الديه [53].
الشيخ داوود بن سلمان الكعبي ( 1313 - ) : أبرز الخطباء
الأحسائيين الذين مارسوا القراءة في البحرين ، وكانت له عدة مجالس فيها ، وكان من
أبرزها مجلسه في مأتم ( مدن ) بالمنامة ، وهو من أبرز المجالس الحسينية في البحرين
لكونه يقع بين عدة أسواق فيها ، وله حضور كثيف ، يقول عبد الله سيف عن مجلس الملا
داوود فيه : " ومن أشهر الخطباء الذين صعدوا منبر مأتم مدن الخطيب المشهور
داود الأحسائي الذي كان يمتلك كل مقومات الخطيب والذي كان يُعطي أكبر أجر آنذاك ،
وهو ألف ومئتا روبية ، وهذا المبلغ كبير في حينه ، حيث كان أعلى أجر يتسلمه خطيب
في ذلك الوقت ، أي في الأربعينيات ، فقد كان يمتاز بعلم السيرة والتاريخ والحديث
وكتاب الله ، ويحفظ أشعاراً وقصائد حسينية عديدة ، بل إنه كان من الذين يؤلفون
الشعر والقصائد الحسينية ، وكانت خطابته أثناء ولاية المرحوم الحاج عبد الله بن
منصور "[54]
كما قرأ في مأتم الأحسائيين بالمنامة[55]
.
الشيخ سمية الأحسائي :
من الخطباء الأحسائيين غير المعروفين ،
ولم نعثر له على ذكر سوى أنه كان يقرأ في البحرين بمأتم بن شبيب ، الواقع في
السهلة الشمالية ، وهو المأتم الذي أسسه الحاج أحمد بن شبيب منذ أكثر من قرن[56]
.
الشيخ عبد الحميد بن إبراهيم بن حسين الهلالي
( ت 1406هـ ) : خطيب أحسائي هاجرت أسرته وهم من عائلة
الهلال بالهفوف إلى البصرة واستوطنت هناك في مطلع القرن الثالث عشر الهجري ، فكان
من الخطباء البارزين ، كان يأتي في مواسم القراءة إلى البحرين ويمارس القراءة فيها
، فكان من مجالسه فيها مأتم ( بن مديفع ) بالمنامة[57]
.
الملا عبد الكريم الأحسائي
: خطيب أحسائي كان يذهب إلى البحرين من أجل القراءة الحسينية ، فكان له مجالس فيها
، منها مجلسه في مأتم ( إقبال )[58]
الواقع في جزيرة النبيه صالح .
الملا عبد الله الحساوي : لم
نتوصل إلى عائلته وجذوره الأحسائية ، وقد عرفنا أنه كان يقرأ في مأتم ( آل نوح )
الكائن في منطقة النعيم بالمنامة ، يقول عنه صاحب كتاب ( المأتم في البحرين ) :
" الذي استمر في الخطابة لمدة تزيد على ستة وثلاثين عاماً ، وكان يرتقي
المنبر الحسيني خلال شهر رمضان في الطريق العام ، أما في محرم الحرام فقد كان يخطب
في المأتم الغربي وقد توفي رحمه الله في شهر محرم الحرام "[59]،
كما أنه قرأ في مأتم سيد حسين الغريفي ( الماتم الغربي ) بالنعيم [60]
.
الشيخ عبد الله السمين المبرزي :
من الخطباء البارزين في مدينة الأحساء
كان ممن زار البحرين من أجل القراءة الحسينية وممارسة الخطابة في المجالس البارزة
فيها ، فكان من مجالسه بجد حفص بمأتم مسجد العتيد[61]
، ولعل له مجالس غيرها .
الملا عبد علي المحيسن :
خطيب أحسائي من مدينة المبرز كان يذهب إلى البحرين للقراءة الحسينية ، وكان منها مجلسه
في مأتم الأحسائيين [62].
السيد علي بن السيد أحمد الشخص ( 1344 -
) : من عائلة الشخص التي
تسكن قرية القارة بالأحساء عاش معظم حياته بالنجف الأشرف ودرس فيها ، وهو خطيب ذو
صوت أجش ، مارس القراءة في البحرين ، وكان من مجالسه مأتم ( بن رجب ) بفريق كانوا
بالمنامة [63].
الملا علي بن فايز
( ت 1322 هـ ) : واحد من أشهر خطباء البحرين والخليج ، أصله من أسرة الحجي
بمدينة الهفوف ، هاجر في شبابه إلى البحرين من أجل العمل بالفلاحة ، فأصبح أشهر
خطبائها وأبرزهم ، وكان أول سكناه بالبحرين في قرية الدير في بيت الحاج حسن غلوم ،
ثم سكن في الجفيرة ، وأخيراً استقر به الحال في جزيرة سترة ن فأقام في منطقة
الحالة شمال قرية مهزة ، وسميت الحالة باسمه ( حالة ابن فايز ) [64].
ولبداياته الخطابية قصة طريفة يذكرها صاحب كتاب
( المأتم في البحرين ) فيقول : " أما أشهر خطباء منبر المأتم ـ مأتم محمد علي
بالدير ـ فهو الخطيب المفوه والقارئ الشهير ، الذي أطبقت شهرته الآفاق ملا علي بن
فايز ، وذلك في حياة المؤسس وابنه الذي خلفه في ولاية المأتم .
وتتلخص قصة هذا الخطيب في أنه كان
قادماً من الأحساء بالمملكة العربية السعودية ليعمل صبياً في فلاحة الأرض لدى
النوخذه محمد علي في إحدى مزارعه ، ولما كان يجيد القراءة والكتابة فقد استعان به
في قراءة الحديث والفخري ، وهما كتابان يقرأ فيهما قارئ خلال الفترة التي تسبق
قيام الخطيب بإلقاء خطبته ، وهذان الكتابان يرويان قصصاً وروايات عديدة عن
الأنبياء والأئمة وأحداث العالم ، من خلال منظور ديني .
فكان ابن فايز يجيد قراءة الحديث بصوت
جميل يأسر قلوب المؤمنين ثم تطور الأمر
لمساعدة الخطيب في
إلقاء بعض القصائد في البداية أويقرأ معه بعض القصائد في نهاية المجلس أو ما يعرف
في التراث الحسيني بالمصرع ، بعد ذلك تطور الأمر وأخذ ابن فايز يخطب عندما يتأخر
الخطيب لا سيما إذا كان من قرية غير الدير أو من محل بعيد خارج المحرق مثلاً .
وقد ساعد على ذلك ولع ابن فايز بالجو
الحسيني والخطابة الحسينية وأشعار وقصائد المنبر الحسيني ، كل هذا دعم وعزز
الموهبة الكبيرة المتفجرة في أعماق ابن فايز ، مما دعا المؤسس محمد علي إلى إعفاء
ابن فايز عن العمل في المزارع والتفرغ للخطابة الحسينية ، وقد أحبه حباً كبيراً
وزوجه من خيرة بيوتات القرية ، وهي السيدة حليمة التي تكنى بوالدة محمد الملا ،
والتي إذا أراد مداعبتها قال لها :
حليمة
بنت الطوايف أخذت حساوي لايف
ومعنى البيت أن زوجته حليمة ذات الحسب
والنسب تتزوج حساوي تاركاً بلده التي تبذته وجاء إلى هنا ليعيش عيشة الستر والكفاف
بدون مطمح ولا يفوتني أن أشير إلى أن الملا علي بن فايز في بداية تألقه في الخطابة
الحسينية كان يلجأ إلى جماعته الفلاحين في أوقات الفراغ وجلهم من الأحساء ليقرأ
لهم مجالس حسينية مما نمى موهبته سريعاً ، وساعد على اكتشاف مواهبه ، وعندما تربع
ابن فايز على المنبر الحسيني لمأتم محمد علي في عهده الأخير وسلفه بدأ جميع سكان
القرية يحرصون على الاستماع إلى مجلسه بل إنه عندما نما إلى مسامع المدن والقرى
الأخرى عن الخطيب الذي لا يضاهى أخذوا يتقاطرون للاستماع إليه ، والحرص على حجز
مكان للجلوس في وقت لم تكن مكبرات الصوت قد دخلت البلاد .
وكان إذا صعد المنبر ابن فايز ، بل إذا
أقبل على المأتم يضج الحاضرون بالبكاء والعويل لما تميز به ابن فايز من صدق
العاطفة ، وقوة الشخصية ، ومواهب خطابية نادرة ، وذاكرة قوية ، وتفنن في الإلقاء ،
وتغيير في أساليب الإلقاء على عدة وتأثر ، حتى لا يمل المستمع ، بل إن الناس قد
قتنوا بابن فايز إلى الحد الذي إذا انتهى مجلسه ، وغادر المكان الكثير منهم يتمنى
أن يعود ويواصل إحياء المجلس ، ويكفي ابن فايز فخراً إن صيته وصل إلى أنحاء
الجزيرة العربية ، ودول الخليج ، وإيران والعراق ، وربما لبنان .
كما أنه يكفيه فخراً إنه لا يوجد خطيب
بحريني من بعد ابن فايز إلا وهو مدين لابن فايز بإشعاره وقصائده .
إن ابن فايز كان مدرسة ومنهجاً متميزين
لم تلد الأمهات بمثله من بعده "[65]
.
أما شبكة عالي الثقافية فقد ذكرته
التالي : نقلاً عن مخطوطة كتاب المرحوم الشيخ إبراهيم المبارك المتوفى سنة 1399 هـ
" أن أصله أحسائي سكن البحرين وتعلم فيها الخطابة ونبغ نبوغاً عظيماً لا يكاد
يشاركه غيره في الخطابة والشعر العامي، وينشئ شعره على البديهة في وقت إنشاده،
وأثناء قراءته لا يفرق بين بديهته ومحفوظاته ، وله صوت رقيق وجذاب وعالٍ فوق الوصف
حتى أنه يقرأ في منطقة سلماباد فيسمعه أهل بوري "[66]
فكان لشموخه الخطابي أعجاب شريحة كبيرة من أهالي البحرين حتى لقبه السيد محمد صالح
بن السيد عدنان في قصيدة رثائه بـ ( شيخ الرثاء )[67]
، وهو لقب لم ينله إلا لما في صوته وشعره في أثر حزين في نفوس وقلوب مستمعيه .
أما مجالسة التعزية التي اشتهر بالقراءة
فيها فهي :
قرأ في مأتم ( بن أمان ) بالمنامة [68]،
وكان له مأتم في حسينية البنائين المعروفة بالحسينية الحيدرية للبنائين [69]،
ومن مجالسه الشهيرة في مأتم محمد علي بالدير أحدى قرى مدينة المحرق[70]
، ولشهرته المطبقة كان محل طلب من معظم المجالس في البحرين فكان منها مجلسه في مأتم
السيد شبر ( المأتم الشرقي ) بتوبلي[71]
، كما له مأتم في قرية المالكية بمجلسها المعروف بمأتم السادة [72]،
ومجلس قرية الشاخورة العام[73]
.
كما قرأ في مأتم علي بن أحمد الحايكي ،
الذي يعد من أقدم المجالس الحسينية في مدينة المحرق بالبحرين الذي أسسه الحاج علي
الحايكي المتوفى سنة ( 1320هـ ) ، وعن قراءته في هذا المأتم وغيره من مجالس المحرق
يقول آل سيف : " الملا علي ابن فايز وهو سعودي الأصل منطقة الأحساء ، وكان
خطيباً مفوهاً يحفظ العديد من القصائد والأشعار بل إنه نفسه له الكثير من الشعر
الكربلائي ويتميز بصوت جهوري جميل ، وكان يزور البلاد بين فترة وأخرى ولا سيما خلال شهر محرم الحرام ،
وذلك لزيارة جماعته الأحسائيين الذين كانوا يشتغلون مزارعين في بساتين ونخل الشيوخ
والأعيان بالمحرق ، حيث يقيم لهم المجالس الحسينية في دولاب يعرف بالتينة ، وخلال
تلك الفترة سمع به الحاج محمد بن علي بن أحمد الحايكي فاستأجره للقراءة في المأتم "
[74].
ومن مجالسه المتعددة قراءته في مأتم
جرداب وهي أحدى القرى الواقعة شمال غرب مدينة عيسى[75]
، وله مجلس في مأتم قرية كرانة ، في مأتمها المعروف باسم مأتم كرانة الجنوبي [76]،
وله مجلس في مأتم جد علي المعروف اليوم بـ ( مأتم الديرة )[77]
.
وأخيراً مأتم الحاج علي بقرية سند الواقعة شرق
مدينة عيسى ، وتضم هذه القرية بين جنباتها قبره حيث كان هناك مثواه الأخير[78].
الشيخ كاظم بن محمد صالح المطر ( 1312 –
1390هـ ): هو
الخطيب والأديب الأحسائي الكبير الشيخ كاظم بن ملاّ محمد صالح بن عبد الحسين المطر
أصله من قرية الفضول بالأحساء ، وسكن حي الرفعة الشمالية بمدينة الهفوف ، عاش في
البصرة لفترة طويلة من حياته قبل رجوعه إلى وطنه الأحساء ، اشتهر بشعره المتميز ،
وخطابته المتنوعة ، كان يقرأ في البحرين ، ومن مجالسه فيها مأتم بن مديفع[79]،
ومن المجالس التي كان يقرأ فيها مأتم الأحسائيين[80]
.
الملا محسن بن علي الأحسائي
: خطيب أحسائي لعله مهاجر إلى البحرين ، كان يقرأ في مأتم شباب النعيم ( المأتم
الشرقي ) ويعد أول خطيب قرأ فيه وقد استمرت خطابته فيه لسنة واحدة فقط[81]،
كما يعد ممن قرأ في مأتم الزنج في المأتم المعروف بمأتم الحاج راشد [82]
، وله مجلس آخر في مجالس حسينية مسجد الخضر ببني جمرة [83].
الملا محمد الحساوي :
خطيب كان يقرأ في البحرين ، وقد شارك في العديد من مجالسها منها مأتم قرية أبو
بهام [84]،
الوقعة بين الخميس ومنتزه عذاري .
السيد محمد حسن بن السيد أحمد الشخص
( 1336 – 1408هـ ): خطيب أحسائي كبير له شهره مطبقة على دول الخليج والعراق ، مارس
الخطابة في البحرين وكانت له على مدى سنوات عدة مجالس فيها ، منها مجلسه في مأتم (
القصاب ) بالمنامة في حقبة الستينيات[85]
، كما كان يقرأ في مأتم الأحسائيين[86]
، وله مشاركة في مأتم قرية المصلي المعروف بمأتم شهداء الطف[87]
، كما قرأ في مأتم اللوزة بجد حفص [88]،
ومارس الخطابة في مأتم رأس رمان في شرق جنوب المنامة [89]،
وقرأ بجد حفص بمأتم مسجد العتيد[90]
، وكان له مشاركة بالقراءة في مأتم الحاج خلف
بالبقالي بالمنامة[91]
.
ولشهرة السيد الشخص كان مطلوباً للقراءة
في معظم قرى ومجالس البحرين ، وكان من المأتم التي قرأ فيها مجلس قرية الزنج مأتم
الحاج راشد [92]،
وله مأتم في بني جمرة بمأتم الغسرة[93]
، ومأتم بن خميس في قرية السنابس[94]
، ومن مآتمه مأتم قرية الدراز[95]
، ومن المجالس التي شارك فيها مأتم الحاج منصور بن حسن بن نايم الحايكي الواقع
بالمحرق ، وقد تأسس المأتم بتشجيع منه [96]
، وقد دامت قراءته في المأتم ثلاث عشرة سنة[97]
، وقد قرأ ضمن مجالسه بالبحرين مأتم في مجلس سماهيج الكبير بالمحرق[98]
.
الملا محمد بن صالح المحيسن :
خطيب أحسائي من مدينة المبرز كان في ركب الخطباء الذين مارسوا القراءة الحسينية في
البحرين ، وكان من أبرزها مأتم الأحسائيين بالمنامة[99]
.
السيد منصور بن حسن الحاجي الأحسائي ( ت
1392هـ ):
من قرية التويثير ومن الخطباء الأحسائيين الذين كانوا يترددون على البحرين من أجل
القراءة الحسينية فيها ، فكان من مجالسه في مأتم الحايكي بالمحرق[100]
.
السيد مهدي السويج
( 1349 – 1423هـ ) : هو السيد مهدي بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد
هاشم بن السيد علي بن السيد محمد السويج ، أحسائي أصله من مدينة الهفوف ، هاجرت
أسرته قبل أكثر من قرنين إلى منطقة البصرة ، فقد كان من خطباء البحرين البارزين
وقد قرأ في عدة مآتم منه ، مأتم في حسينية ( بن سلوم ) الواقع في فريق أبو صرة
القريب من منطقة النعيم بالمنامة[101]
، وكان الأحسائيون المتواجدون يشاركون في موكب العزاء الشهير لهذا المأتم ، كما له
قراءة في مأتم القصاب بالمنامة [102].
وكان له مجالس في مآتم متعددة من قرى
البحرين منها مجلسه في مأتم السيد شبر ( المأتم الشرقي ) بتوبلي [103]
، كما قرأت هذه الشخصية الخطابية المتميزة في مأتم الحايكي بمدينة المحرق [104]،
كما قرأ في مأتم السنابس الشرقية ( قرية مني )[105]
، وكان له مجلس في مأتم ( الترانجة ) ، بقرية الديه [106].
فالملاحظة البارزة في الخطباء المذكورين
إن معظمهم يعدون نخب الخطابة الحسينية في الأحساء ، والمعروفين بأصواتهم الجميلة ،
وحديثهم المتميز ، ولكن وجدوا في البحرين مجالاً واسعاً للشهرة ، والمنافسة في
معترك الخطابة الحسينية بالبحرين ، والأمر الآخر إن بعض الخطباء ربما كانت هجرته
إلى البحرين وممارسة القراءة الحسينية
فيها لكون المآتم في البحرين تجزل العطاء المادي لمريديها ، وتمتلك القابلية
للمزيد من الخطباء والقراء لوفرة المجالس
الحسينية فيها .
القبائل والأسر الأحسائية المهجرة :
الأمير :
ترجع هذه العائلة إلى مدينة الهفوف[107]
، وهي من العوائل المعروفة والمشهورة ، امتهنت خياطة العبي ( البشوت ) ، ولعل
هجرتهم إلى البحرين بالمنامة كان ضمن العمل في خقل الخياطة الذي تميزت فيه العائلة
.
البراهيم :
أسرة أحسائية تعود جذورها في ألأحساء
إلى مدينة الهفوف ، وهي من العوائل التي اشتهرت بمهنة النجارة ، وقد هاجر بعض
إفرادها إلى البحرين واستقرت في العاصمة المنامة ، واشتهرت بالنجارة فيها[108]
.
بوحليقة :
من البيوتات الأحسائية المعروفة ، وبيوت
العلم البارزة ، هاجر بعض أبنائها إلى البحرين ومارس مهنة تجارة الملابس أو ما
يعرف عندهم بـ ( تجارة الهدم ) ، وكان من أبرز تجارهم الحاج إبراهيم بن علي
بوحليقة[109]
.
بوكنان :
عائلة أحسائية ، مسكنها مدينة المبرز ،
من أقدم من هاجر منها الحاج علي بن أحمد بوكنان ، والذي كانت هجرته في الخمسينات
من القرن الرابع عشر الهجري وبقي في سوق ( الهدم ) ، قربة خمسين سنة ، ثم توارث
المهنة أبنائه ، والعائلة من أشهر البيوت الأحسائية اليوم في بلاد البحرين [110].
بوحمود :
من البيوت التي هاجرت من الأحساء إلى
البحرين ، واشتهرت بتجارة الملابس ، وبيعها ، وكان من أبرز شخصياتهم الحاج حسين بن
محمد بوحمود ، وقد اشتهر بكونه يستور الأقمشة من أوربا ، ومن ثم يخيطها في البحرين
ويبيعها[111].
البناي :
من عوائل الهفوف التي هاجرت إلى البحرين
، وسكنت بالمنامة [112].
التاجر :
يذهب المؤرخ الحاج جواد الرمضان إلى أن
أصول هذه العائلة يعود إلى الشيخ إبراهيم بن الشيخ ناصر بن الشيخ علي بن ناشرة
الهجري الأحسائي شاعر أهل البيت الكبير ، الذي هاجر خلال القرن الثاني عشر إلى
البحرين هو أو أولاده ، وهناك عرفوا بآل ( ناشره ) ، ومنهم ( آل التاجر ) ، ويعود
نسبهم من وجهة نظر الرمضان إلى ( آل السبعي ) الأسرة العلمية العريقة بقرية القارة
من الأحساء [113].
التحو :
أسرة التحو واحدة من أشهر العوائل
الأحسائية المهاجرة إلى البحرين ، والتي أصلها من محلة الفوارس من الهفوف ، ثم
استقرت في مدينة المنامة ، وقد اشتهر منهم الرجل المعروف طاهر التحو ( ت 1367هـ )
، الذي غادر الأحساء وهو شاب في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، والذي يعود إليه
الفضل في تأسيس " مأتم الحساوية " في المنامة ، وكان يعمل في حرفة
التجارة ، والذي لا تزال أسرته في البحرين إلى اليوم[114]
.
الثويني :
هاجر حسين وأخيه عيسى أبناء سالم بن زيد
الثويني من أهل قرية القرين بالأحساء ، عملا في مهنة (الغوص) مع النوخذة البحريني
شمسان المناعي من أهل (قلالي) بالمحرق[115].
الحافظ :
من الأسر الأحسائية التي تعود بأصولها
إلى قرية الحليلة ، ولكن في حقبة الخمسينيات والستينيات ، مع تفشي العوز في
الأحساء هاجر عدد من الفلاحين من الأحساء والعمل في البحرين فكان منهم الحاج عيسى
الحافظ ، الذي خلف عدد من الأبناء هناك ، منهم أبنه عبد الله ، وقد توزعت ذريته
بين مدينة حمد وقرية توبلي والمنامة [116].
آل حرز :
عائلة أحسائية وعلمية معروفة تقطن مدينة
الهفوف ، تعود جذورها إلى قبيلة عبد القيس ، وهي من العوائل التي اشتهرت منذ القدم
بحرفة النجارة ، وقد وجدت في مدينة المنامة أرض خصبة للعمل فيها حيث يتوفر الطلب ،
ويقل العرض ، وقد اشتهر منهم كمعلم نجارين الحاج صادق الحرز[117]
.
الحمود :
أسرة تابعة لمجموعة عوائل الصاغة في
مدينة المبرز ، حدثت لها هجرة مؤقتة إلى مدينة المنامة ، ومع تحسن الظروف المعيشية
في البلاد ، وقعت هجرة عكسية لهم إلى الأحساء[118]
.
الحواج :
أسرة أحسائية بارزة ، تسكن مدينة الهفوف
، ومدينة المبرز ، عمل العديد من أبنائها في تجارة الذهب ، هاجر بعض أفرادها إلى
البحرين ، واستقر فيها[119]
.
الخرس :
من عوائل مدينة الهفوف المعروفة ، هاجر
بعض أفرادها إلى مدينة المنامة لحقبة مؤقته ، ومن ثم رجعوا إلى بلادهم الأحساء بعد
تحسن الظروف المادية فيها[120]
، ولم يبقى سوى بعض البيوت الذين لا زالوا على تواصل مع أبناء عمومتهم في الأحساء .
آل دهمش :
عائلة أحسائية تسكن مدينة الهفوف يرجع
نسبها إلى عائلة ( آل سليمان ) ، وهم آل دهمش بن حسين بن محمد بن دهمش الدهمشي
العنزي ، وقد سكن أبنائها في مدينة المنامة [121]
، والمعروف أن من هاجر هم أبناء عيسى آل دهمش المتوفى حدود سنة 1380هـ ، حيث نزح
أبنائه إلى البحرين بعد وفاة أبيهم[122]
.
الدوخي :
أسرة تقطن مدينة المبرز من الأحساء ،
نزح بعض أبنائها لفترة مؤقتة إلى البحرين ، ثم رجع إلى موطنه الأحساء[123]
.
الرشيد :
انتقلت هذه العائلة من الأحساء للسكن في
قرية الماحوز في العقد الثالث من القرن العشرين حوالي عام 1354هـ ، حيث كان كاظم
بن صالح بن راشد الرشيد ، قدم للماحوز من أجل العمل بالزراعة ، فأنجب ولدين محمد ،
وعلي ، وثلاث بنات ، وفي الوقت الحالي يسكن في القرية بعض ابنائه وأحفاده ، وعدد
من أقاربه[124]
.
وعن هذه العائلة النجيبة تحدث صاحب (
ذاكرة الماحوز ) فقال تحت عنوان ( معلمة القرآن ) : " فاطمة سلمان أحمد
الرشيد من مواليد 1926م ، هاجرت من الأحساء حوالي عام 1942م ، واستوطنت البحرين في
قرية الماحوز ، بعد زواجها من قريبها محمد بن كاظم الرشيد ، وانجبت الكثير من
الأبناء ، وقد كانت إضافة إلى قيامها بواجباته المنزلية ومساعدة زوجها كفيف البصر
، كانت تقوم بتعليم أبناء الماحوز القرآن الكريم ، حيث تخرج على يديها العديد من
أبناء المنطقة ، ومن خارجها ، حيث يحتل بعضهم مراكز مرموقة في الوقت الحاضر "
[125].
ومن جهة أخرى كان زوجها الحاج محمد كاظم
الرشيد مكفوف البصر مكافحاً في حياته ولم يجعل فقد نعمة البصر حجر عثرة أمام كفاحه
وعمله ، فيقول عنه هذا البعد من شخصية الحاج محمد كاظم : " المرحوم محمد كاظم
الرشيد فلاح عصامي مارس العمل بالزراعة على الرغم من فقد لنعمة البصر جاء مع والده
من منطقة الأحساء وعمره 12 عاماً ، وذلك عام 1354هـ ، وكان يقوم بكل الأعمال التي
يقوم بها الفلاح من زراعة وحصاد ، وتنبيت ، والاعتناء بالنخيل ، وجني ثمارها من
الرطب ، وكان صاحب خبرة في الزراعة يتعرف على نوع النخيل من خلال لمسه لخوص النخلة
، تم تسجيل برنامج تلفزيوني عنه من إعداد وتقديم مصطفى عرفة ، وتم عرضه في تلفزيون
البحرين في الثمانينات من القرن العشرين في برنامج حول العالم ، توفي بتاريخ 9-9
-1993م ، وترك بعض الأبناء ، والأحفاد لا زال بعضهم يسكن الماحوز "[126]
.
الرشيدان :
نزح بعض من أبناء هذه الأسرة ، وهم من
مدينة الهفوف يعملون في مهنة الفلاحة ، وكان ممن هاجر منهم الحاج علي بن حسين
الرشيدان حيث مكث في جد حفص لمدة سنة عشر سنة ، والحاج أحمد الرشيدان وكان بصحبته
أبنائه الثلاثة وهم طاهر وجواد ويوسف ، وكانوا جميعهم يمارسون الفلاحة هناك [127]،
وقد استقر بعضهم فيها .
الرمضان :
أسرة علمية وأدبية عريقة ، تعود هجرتها
إلى البحرين لأكثر من قرنين من الزمن على اليد الشيخ محمد بن عبد الله الرمضان
التي استوطن قرية " سلمى باد " ، إلى الهجرات من الأسرة تتالت بعد ذلك ،
من أجل العمل وممارسة حرفة الخياطة للعبي التي اشتهرت بها العائلة ، والتي لها سوق
رائجة في البحرين .
من الشخصيات البارزة التي هاجرت في
الثلاثينات الهجرية من القرن الماضي الحاج عبد الله وأخوه علي أبناء الحاج أحمد
الرمضان ، وكان يعمل في التجارة ، كما هاجر إليها في فترات متقطعة الحاج حسين
الرمضان ، وقد أجلس أبنائه فيها من أجل احتراف الخياطة والتكسب منها وهم الحاج
جعفر ، والحاج محمد ( ابو سمير ) الشاعر المعروف ، وجواد ( ابو حسن ) المؤرخ
الأحسائي البارز ، وأخوتهم موسى وعلي ، وقد دام مكوثهم فيها حدود عشر سنوات ، في
حقبة الستينات الهجرية [128].
الرمل :
أسرة من مدينة الهفوف ، هاجرت إلى
البحرين وسكنت في المناطق القريبة من المنامة ، من أشهر رجالاتها المهاجرة الحاج
أحمد العبد الله الرمل الذي دام وجوده فيها قربة ستين سنة [129].
السعيد القطان :
عائلة أحسائية هاجرت إلى البصرة ، ومنها
إلى البحرين ، وكانت هجرتها إلى البحرين مع بدايات القرن الرابع عشر ، وذلك على يد
الحاج محمد السعيد القطان ، ويعتبر أحد مؤسسي مأتم الحساوية في البحرين مع الحاج
طاهر التحو ، وذلك في العاصمة المنامة[130]
.
آل سليمان :
تسكن مدينة الهفوف ، ويعمل أبنائها في
خياطة العبي هاجر بعضهم إلى البحرين في مدينة المنامة ، وعمل فيها ، ثم رجع إلى
بلاده الأحساء[131]
.
السميع :
من الأسر التي تعمل بالفلاحة بالأحساء ،
مسكنها حي الفوارس بالهفوف ، سافر للعمل بالفلاحة منهم الحاج أحمد السميع وأخوه
طاهر [132]،
وقد بقوا فيها لسنوات طويلة رجعوا بعدها إلى الأحساء بعد تحسن حالتهم المعيشية .
الشاوي :
أسرة من الأحساء ، مسكنهم مدينة الهفوف
، وثم سكن قسم منهم مدينة المبرز ، من شخصياتهم المعروفة في البحرين الحاج أحمد
الشاوي الذي عرف بمعلم النجارين في المنامة ، وله ورشة في السوق[133].
الشايب :
تعود أصولها إلى قرية الجبيل بالأحساء ،
وقد هاجر الحاج عبد الله بن أحمد الشايب ، وسكن في المنامة فريق ( المخارقة ) ،
وقد توفي هناك وخلف عدد من الأبناء هم أمير ، وفريد ، وعبد الرؤوف ، رجع فريد إلى
الأحساء وبقي أمير وهو مخرج ، وعبد الرؤوف ، وهو ناشط حقوقي في البحرين [134].
الشواف :
أسرة أحسائية بارزة ، وبيت علم معروف ، تقطن
مدينة الهفوف ، عمل بعض أبنائها بالتجارة ، فكان من أبرزهم الحاج أحمد بن محمد بن
علي بن أحمد الشواف مارس مهنة التجارة في الملابس ، فهاجر إلى الكويت وبعث بأبنائه
للقامة كوكلاء عنه في البحرين وهم عباس وعلي أبناء أحمد الشواف ، فبرز دورهم
للتجار الأحسائيين في البحرين حيث يصدرون لهم البضائع الجديدة من ملابس والتي تأتي
من أوربا عن طريق ميناء العقير ، فكانت لهم تجارة رائجة لفترة من الزمن ، وعلا
صيتهم فيها ، وقد كان لعباس هذا دور في جمع الأحسائيين حول المآتم الحسينية في
المنامة ، وذلك بعد أن نشب خلاف بينه وبين ( الميرزا ) وهو لقب اشتهر به موسى بن
الحاج طاهر التحو ، والوكيل بعد وفاة والده عن مأتم الحساوية في المنامة حول إدارة
ومن يتولى الرئاسة عليه ، فقام بإنشاء مأتم للأحسائيين في مسجد ( مؤمن ) في المنامة
خلال مواسم القراءة محرم وصفر وشهر رمضان ، فانحاز معه بعض الأحسائيين من مؤيديه
وكان ذلك عام 1369هـ[135]
.
الصحاف ( من تميم ) :
أسرة أحسائية ، ترجع بنسبها إلى ( تميم
) القبيلة العربية الشهيرة ، وقد انتقل بعضهم إلى ( الزبارة ) في قطر أيام كانت
حاضرة لآل خليفة ، ولما حكموا البحرين ، نزحوا بصحبتهم إليها ، واستوطنوا مدينة (
المحرق ) ، وكانوا من أعلام المالكية في البحرين ، برز فيها أعلام من ذوي الشأن في
مجتمعهم ، وتقلد العديد منهم القضاء ، وتصدر الإفتاء بين الناس ، من أعلامهم :
1- الشيخ عبد المحسن بن عبد اللطيف
الصحاف : وهو الجد الأعلى لهذه الأسرة في البحرين ، وله أبناء ثلاثة هم : إبراهيم
، ومحمد ، وعبد اللطيف .
2- الشيخ عبد اللطيف بن عبد المحسن
الصحاف : كان من العلماء الربانيين ، تتلمذ عليه الشيخ مهزع ، والد القاضي الشيخ
قاسم مهزع .
3- الشيخ عبد المحسن بن إبراهيم بن عبد
المحسن الصحاف : كان من أساتذة العلامة ( الشيخ خليفة النبهاني ) المتوفى سنة
1362هـ .
4- الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عبد
المحسن الصحاف : وهو أحد قضاة مدينة المحرق الفضلاء في النصف الأول من القرن
العشرين ، كان يعطي دروساً في كلٍ من مدرستي ( الحاج محمد بن حسن الخاطر ) ، و (
سلمان بن حسين مطر ) ، وكانت له مكتبة كبيرة تحفل بالمخطوطات .
5- الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد
المحسن الصحاف : تولى القضاء في البحرين أيام حكم الشيخ عيسى بن علي ، وقد توفي في
( بمبي ) بالهند سنة 1311هـ ، أثناء رحلته للعلاج .
6- الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف الصحاف
: وهو ممن تتلمذ على الشيخ خليفة النبهاني ( ت 1362هـ ) ، كان إمام جماعة ، وخطيب
جمعه[136]
.
الصحاف ( من ربيعة ) :
وهي عائلة علمية بارزة في الأحساء
والكويت ، وتختلف عن السابقة ، تعود بأصولها إلى ربيعة من عبد القيس ، يقطن معظم
أفراد الأسرة في مدينة الهفوف ، وحدثت هجرات لهم إلى مدينة الكويت برحيل الشيخ
محمد بن حسين الصحاف الذي بعثه الشيخ محمد بن حسين آل أبي خمسين ( ت 1319 ) وكيلاً
له هناك ، هذه العائلة هاجر بعض أبنائها إلى البحرين ، وهم يقطنون مدينة المنامة .
الصقر :
عائلة من مدينة الهفوف ، يسكنون فريق (
الرقيات ) ، هاجر بعض أفرادها وسكن حول المنامة لكسب العيش فيها ، وهم يعملون
بالفلاحة منهم الحاج علي الصقر بومحمد ، ولهم ذرية هناك [137].
العباد المهنا :
بيت من بيوت الصاغة في مدينة الهفوف ،
وهم أبناء عم المهنا في مدينة المبرز ، هاجر بعض أفرادها للعمل في مدينة المحرق
بالبحرين [138].
العبد الرضا ( العبد الله ) :
منهم الحاج محمد بن علي بن عبدالله بن
محمد العبدالله المعروفون بـ (العبد الرضا) من أهالي قرية القرين ضمن هجرات
الأحسائيين ، فقد استوطن دولة البحرين في مدينة المنامة[139]
.
آل علي بن عبد الله :
من أسر وبيوتات الأحساء ، مع موسم
الهجرة إلى البحرين ، نزح بعض أبنائها إلى البحرين ، ثم بعد عدة سنوات رجعوا إلى
موطنهم الأحساء [140].
العلوان :
أسرة تعود بأصولها إلى مدينة المبرز ،
هاجرت في منتصف القرن الماضي ، وكانت تمتهن مهنة الخياطة ، في مدينة المنامة .
العمران :
أسرة كبيرة تقطن مدينة الهفوف ، وهي
أيضاً من عوائل النجارين التي وجدت في مدينة المنامة بالبحرين أرض خصبة لكسب العيش
الكريم ، فهاجر بعض إفرادها للبحرين وعمل في مهنة النجارة في سوق النجارين [141].
العيسى :
من قرية العمران الشمالية ، هاجر بعض
أبنائها إلى المنامة ، وعملوا بالفلاحة في قراها المختلفة ، وقد كانت هجرتهم في
الخمسينيات من القرن الماضي الهجري من شخصياتها المهاجرة حسين بن حسين العيسى ، وعبد
العزيز بن علي العيسى ، ورغم رجوع الآباء من البحرين ، فلا زالت بعض أبنائهم فيهم
حتى اليوم[142]
.
الغلام :
أسرة من عوائل الهفوف ، هاجرت لفترة من
الزمن إلى البحرين وسكنوا مدينة المنامة ، ثم رجعوا إلى الأحساء[143]
.
الكنين :
من عوائل مدينة الهفوف التي هاجرت خلال
القرن الرابع عشر ، وعملت في مناطق قريبة من المنامة ، لكسب الرزق ، وتركت ذرية
فيها [144].
آل مبارك المالكي :
من البيوتات العلمية الشهيرة والكبيرة
في الأحساء ، تسكن مدينة الهفوف ، وقد كانت لهم مدرسة علمية فيها ، تولى التدريس
فيها عدد من أعلام الأسرة ، من أعلامها في البحرين :
1- الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف
المبارك المالكي : فقد تولى منصب القضاء بمدينة المحرق في عهد الحاكم الشيخ عيسى
بن علي المتوفى سنة 1351هـ [145].
2- الشيخ علي بن عبد الرحمن بن عبد
اللطيف آل مبارك ( 1277 – 1361هـ ) : استقر لفترة من الزمن إبان تواجد والده في
البحرين ، ثم رجع إلى موطنه الأحساء حيث تولى التدريس فيها[146]
.
3- الشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك (
1279 – 1359هـ ) : رحل مع عمه الشيخ راشد إلى البحرين سنة 1316هـ ، ثم تنقل بين
إمارات الخليج ، وله شعر كثير في آل خليفة .
4- الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن حمد
آل مبارك : كان المميز القضائي في البحرين سنة 1379هـ .
5- الشيخ صالح بن محمد بن عبد اللطيف آل
مبارك ( 1280 – 1362هـ ) : ولد في الأحساء ، ثم رحل إلى البحرين ، وشارك عمه حمد
بن عبد اللطيف في إمامة الجماعة والخطابة والإرشاد في البحرين ، وقد بقي بها حتى
وفاته .
6- الشيخ عبد اللطيف بن عبد الله آل
مبارك ( 1285 – 1372هـ ) :تلقى علومه في مدرسة العائلة بالأحساء ، ثم هاجر إلى
البحرين ، ومكث فيها ، وكان شخصية بارزة فيها [147].
المحمد علي :
عائل أحسائية من عوائل الصاغة في مدينة
المبرز بالأحساء ، نزحت في العقود المتأخرة إلى مدينة الدمام ، كما هاجر في الماضي
بعض أبنائها إلى مدينة المحرق بالبحرين ، منهم الحاج علي بن عبد الله المحمد علي ،
وقد عاش فيها إلى وفاته ، بعدها رجع أبنائه إلى الأحساء [148].
الميدان :
بيت أحسائي ، من سكنة المبرز ، ومن بيوت
الصاغة فيها ، هاجر منهم المرحوم الحاج حسن الميدان ، وسكن قرية السنابس بالبحرين [149].
آل ناشرة :
من أصول أحسائية تعود إلى الشيخ إبراهيم
بن الشيخ ناصر بن ناشرة الهجري ، راجع ( التاجر ) .
النمر :
من أسر الصاغة في مدينة المبرز نزح جميع
أبنائها إلى مدينة الدمام ، هاجر بعض أبنائها إلى البحرين من أجل العمل ، ومع تغير
الحياة الأقتصادية في البحرين ، ودخول عصر الطفرة في السعودية رجع جميع أبنائها
إلى الأحساء ومن ثم إلى الدمام[150]
.
سادة اليوسف :
من البيوتات الأحسائية العريقة ، والتي
تسكن مدينة المبرز ، والتي اشتهرت بحرفة الخياطة للعبي في البحرين ، وكان من أبرز
شخصياتهم والمعازيب هناك السيد محمد بن السيد حسين اليوسف ، وأخوه السيد عبد الله
اليوسف [151].