2014/11/01 | 0 | 2937
(1) المخيم الحسيني بقرية القارة الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
وبعد..
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب أبي عبدالله الحسين (( عليه السلام ))
نبتدأ موضوعنا برحلة جديدة ومميزة مع المخيم الحسيني بقرية القارة بالأحساء ..
زرت المخيم الحسيني بقرية القارة وأستقبلني شخصان في قمة الأخلاق والأدب و ذو تفكير راقي وهما الشيخ حسن الرضي (المشرف العام) والأستاذ آدم السناوي(المشرف التنفيذي) , علما بأنني زرت هذا المخيم عدة مرات ولكن هذه المرة أرى هناك تطور وتميز وإنتشار , وكان لتميزهم قوة لهم في إنجذاب الأطفال لهم علماً بأن المخيم الحسيني بقرية القارة يستقبل أطفالاً من خارج القرية أيضاً.
في اليوم الثالث من شهر محرم بعام 1436هـ بدأت فعاليات المخيم الحسيني بقرية القارة وذهبت لكي أرى تفاعل الأطفال في أول يوم وكانت من أهدافي الأساسية التي ذهبت لها هي كيف يسيطر اللجان على الأطفال في أول يوم علماً بأن العدد كبير جداً مايقارب 450 طفلاً ومن يمتلك هذا العدد الكبير من الأطفال يدل على التميز والتطور والنتائج الإيجابية لدى الأطفال بل العدد أكثر من ذلك ولكن اللجنة الإدارية حددت عدد معين من الأطفال لكي يتفاعلوا أكثر ولكي تستمر النشاطات بسهولة , عندما دخلت للمخيم لم تصدق عيني ما رأتهُ رأيت الذي لم أتوقعه وهو الهدوء وتفاعل الأطفال مع اللجان و النظام في المسابقات وغيرها .
ولكن خبرة المخيم الحسيني بالقارة التي دامت لمدة ثلاث سنوات أستطاعوا أن يعرفوا ماذا يريد الطفل وماهي الطريقة التي يتعامل معها كافة اللجان مع الأطفال لكي لا ينزعجوا من مجيئهم إلى المخيم وماهي الأساليب المناسبه للأطفال لتوصيل لهم فكرة المصيبة أو المناسبة ..
المخيم الحسيني بقرية القارة لاشك بأنه تعب وسهر الليالي لكي يخرجوا بفكرة تنفع المجتمع ولاشك بأن هذا المخيم يحمل بعض التعب الذي يتعبه الوالدين لتعليم وترسيخ مصائب أهل البيت (( عليهم السلام )) , فالوالدين قد يلاقون صعوبات مع الطفل لتعليمه كيف يتعامل مع المآتم وكيف يستفيد من المآتم .....ألخ , لكن في المخيم هناك أساليب ممتعة وهادفة لكي يتم توصيل الفكرة للطفل ببساطة وسهولة .
وجهة نظر .. بأن الطفل لا يتعلم ولا يتشجع لتعلم أي شئ إلا مع من هو في سنهِ أو مع الأطفال بشكل عام ,فهذا المخيم يتميز بهذه الصفة أيضاً , وتميز هذا المخيم بالمسابقات التنافسية التي تجعل الطفل يبدع في منافسة أفضل إلقاء مثلاً.
كما نقل لي المسؤول التنفيذي بالمخيم الحسيني بقرية القارة بأن بداياتهم في أول سنة لهم كان تفاعل الناس من الناحية المادية لابأس به بمعنى آخر أن المبلغ الذي تم حصوله من التبرعات لاشئ أمام التبرعات التي وصلت في العام الثالث , في العام الثاني من بدء المخيم وصلت التبرعات ثلاثة أضعاف تبرعات العام الأول , وعندما قال لي المبلغ الذي بالسنة الأولى والمبلغ الذي بالسنة الثانية دهشت وذهلت وتعجبت حقيقةً من الفارق الكبير بتبرعات السنتين الأوليتين .. دعم الناس يعتبر قوى لهم .
من المميزات المخيم أنه لا يعمل على روتين واحد وإنما هناك تنوع في الأنشطة في كافة الأيام وهذا مايجعل الطفل لا يتملل من حضور المخيم , قال لي أحدهم بأن أحد الأطفال من المخيم قال للجنة الإشراف الأداري بأنه لايريد الذهاب للمنزل بل يريد أن يقضي وقتاً أطول في المخيم , وهذا كلام عجيب من الطفل لأنه تعلق بالمخيم وتعلم الكثير منه وتعرف على أصدقاء جدد وذلك بأنه يقضي حوالي 3:30 (ثلاث ساعات ونصف) في المخيم ويذهب الوقت من غير لا يشعر الأطفال .
مفاجئة أدهشتني وهي بأن بعض قرى الأحساء أخذت الفكرة من المخيم الحسيني بقرية القارة وقاموا يطبقونها في نفس القرية أو البلدة التي يعيشون فيها , وعملت إدارة المخيم الحسيني بقرية القارة زيارة إلى بعض هذه المخيمات الجديدة التي هي في سنتها الأولى ..
ويشجع المخيم الحسيني بالقارة بأن كل قرى الأحساء يصبح فيها برامج للأطفال لأنهم جيل المستقبل جيل التطور الجيل الذي يأخذ بتراث آبائه وأجداده الجيل الذي يرقى بخدمة أهل البيت ((عليهم السلام)) , بل المخيم الحسيني بقرية القارة هو الذي يبادر في جعل فكرة المخيم في قرية أو بلدة أخرى , وهذا من نجاحهم وتميزهم ومثابرتهم بل أصبح المخيم الحسيني بالقارة هو المخيم المميز بمنطقة الأحساء ودليل على ذلك بأن أكثرية الذين لديهم مخيمات أو أنشطة للأطفال يذهبون إلى المخيم الحسيني بالقارة لكي يأخذوا منهم الخبرة .. وهذا الشئ جيد في هذا المخيم المميز .
** وكذلك أشجع آباء الأطفال بأن يذهبوا مع أبنائهم المخيمات بشكل عام لأن المجال مفتوح لكي يشجعوا أبنائهم على أن يكسروا حاجز الخوف والخجل الذي لديهم **
في نهاية هذا المقال لا يسعني إلا أن أشكر الشيخ حسن الرضي (المشرف العام) والأستاذ آدم السناوي (المشرف التنفيذي) على الإستقبال المميز والرائع..
